الثغرة بين توقعات شخصية وواقع الحياة
السلام عليكم؛
أرسلت لكم استشارة نشرت بعنوان (الثغرة بين توقعات شخصية وواقع الحياة)، وقام الدكتور سداد التميمي مشكورا بالرد عليها، ولكنني لم أفهم شيئا من الرد، والاستشارة التي اقترحها علي (الخروج من عصر Coming out of an age) لم أشعر بوجود رابط بينها وبين سؤالي.
العفو منكم هل من الممكن أن يرد عليها مستشار آخر، آسفة جداً لطلبي
وهذا لا يقلل من احترامي الشديد للدكتور التميمي. وشكرا
11/06/2013
رد المستشار
السيدة الفاضلة "mayyada" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة والمتابعة، يبدو أن رد أستاذنا د. سداد جواد التميمي جاء أكثر تجريدا مما تستطيعين تفهمه، إلا أن أي مستشار يمتلك عمقا في الرؤية والفهم لمشاعر البشر وكيفية تأثيرها عليهم سيرد ردا بنفس المعنى!
أنت شخصيا عنونت استشارتك بتساؤل: "حسنا أين المشكلة؟؟" وهو ما يعني أن زواجك الحالي لا توجد فيه مشكلة فزوجك كما وصفت "رجل رائع بكل معنى الكلمة يحبني ويضحكني جداً ولا شكوى لدي منه أبدا سوى عصبيته التي أداريها وأتحملها "وأيضًا" يعشقني ويعاملني بما يرضي الله" لكنك تشعرين أنه صديق حميم لك أكثر من كونه حبيبا! وإنما تأتي المشكلة من سماعك قصص الحب من زميلاتك ومن تاريخك العاطفي الذي أشعرك بأهمية الحب واحتياجك له! وهذه الفجوة بالتحديد بين واقعك وما تطمحين إليه استنادا إلى قصص الآخرين أو تخيلاتك الشخصية هي المشكلة!
وقد أراد مجيبك أن يوضح لك أن قصصنا عن الحب دائما أبدا تختلف عن الواقع سواء الذي عشناه في تلك القصص أو الذي نعيشه وقت الحكي.... بكلمات أبسط فإن ثلاثة أرباع ما تحكيه صديقاتك هو تخيلاتهن هن عن الحب المعاش وليس الواقع الذي عشناه.... ليس المقصود أنهن يكذبن لكنهن يحكين فهمهن لواقع هو دائما يختلف عن فهمنا له! لأن الأخير يتأثر جدا بتصوراتنا نحن وتوقعاتنا وتفصله فجوة كبيرة بالتالي عن الواقع.
يقول د. سداد في إجابته التي أحالك إليها (خيال الإنسان لا حدود له وطموح الإنسان لا حدود له ورغبات الإنسان لا حدود لها أيضاً يخرج الإنسان من عصر إلى آخر وتتغير الطموحات والرغبات ويبدأ الخيال بالتقلص تدريجياً استعداداً لمواجهة التحديات على أرض الواقع) وهذا القول في الصميم من حل مشكلتك فالواقع الذي تعيشينه الآن أولى بأن تتفاعلي معه من خيالك سواء المبني على تمنياتك وطموحاتك أو على تصورات وقصص الصديقات.
العلاقة بين الحب والزواج ليست بالشكل الذي يشيع فهمه أي ليس الحب شرطا لاستمرار الزواج ولا شرطا لسعادة الزوجين فالواقع أن منطق الحب يختلف تماما عن منطق الزواج.... والإنسان دائما يستطيع أن يحب من يحسن معاملته لكنه لا يستطع أن يحتفظ بحبه لمن لا يحسن معاملته.... يعني أنت تستطيعين إن أردت أن تحبي زوجك الحالي لأنه يحسن معاشرتك.... لكنك لا تستطيعين الاحتفاظ بحب زوج لا يحسن معاشرتك مهما كان حبك له بداية.
تستطيعين الآن التعامل مع واقعك بنضج أكبر فتكتسبين الرضا والسعادة بالتدريج وتخرجين بالتالي من عصر الأحلام والخيالات إلى عصر النضج والمسؤولية، كما تستطيعين اعتباره واقعا مرفوضا فتقررين خسارته وتبقين بعد ذلك على انتظار ما قد يأتي أو لا يأتي (وهو في مجتمعاتنا بالحسابات البسيطة والمباشرة لن يأتي لأنك إن خسرت زواجك الحالي غالبا سيكون حظك إما الوحدة أو زوج بميزات أقل من سابقه).... كما تستطيعين البقاء معذبة مثلما أنت الآن بين واقع سعيد لا تشعرين به وخيال سعيد لا تعيشينه ولا أحد يستطيع ضمانه لك.
أتمنى أن تعيدي الآن قراءة رد د. سداد وقراءة الرد الذي أحالك له والآن إن شاء الله ستجدين الأفكار التي أراد إيصالها لك أوضح.
واقرئي أيضًا:
جوزي كويس أوي... بس مش عاجبني
الوهم حين نجعله حقيقة
بعد 14 سنة و3 أبناء: أرفض زوجي
بعد 14 سنة و3 أبناء: أرفض زوجي مشاركة
وجهة نظر حول الحب مشاركة
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة