إغلاق
 

Bookmark and Share

استبياناً حول القلق والشك والصراع النفسي ::

الكاتب: الدكتور خليل فاضل
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2005


س1:
ما هو تعريف الشك؟
ج: هو فكرة تتملك الإنسان تجاه الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء أو المواقف وتؤدي إلي ضيق واضطراب في المزاج، هي شعور إنساني عادي إذا كان في حدوده لكنه إذا ما صار مرضياً قلب حياة صاحبه إلي جحيم وممكن أن يتحول إلي (ضلالة). الشك مرتبط بالشخصية وتكوينها كما أن له جذور في الأسرة وأيضاً تلعب العوامل الوراثية دوراً في تكوينه بجانب البيئة المحيطة ويزيد في حالات الاكتئاب والشخصية الاضطهادية وفي ظروف القهر والكبت والتوتر.

س2: ما هو تعريف الصراع النفسي؟
ج: الصراع النفسي يعني تضاد مشاعر مختلفة متناقضة بين الخطأ والصح، بين الرغبة الجانحة وما قد يحكمنا من أخلاقيات وضمير.

الصراع النفسي يتطور مع الإنسان وقد يبدأ في الطفولة ويتأثر بخلافات الأسرة والوالدين تحديداً، كما أنه يزيد بازدياد الصدمات النفسية والاجتماعية وأيضاً الجسدية وقد يؤدي إلي ظهور اضطرابات نفسية مثل الهستريا والاكتئاب وكذلك الاضطربات النفسية الجسدية مثل الذبحة الصدرية الكاذبة والربو والصدفية والألم المزمن دون سبب عضوي.

س3:
ما هي المراحل التي يكون فيها الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه الاضطرابات؟!

ج: ليست هناك مرحلة محددة يكون فيها الإنسان أكثر عرضة لهذه الاضطرابات لأن محوراً لأمر هنا هو الظروف المحيطة والتجارب التي يمر بها الإنسان غير أن فترتي المراهقة وأواسط العمر تعد حساسة ويكون فيها الإنسان هشاً وقابلاً للانجراح.

س4: ماهي الأسباب التي تجعل مراحل حياتية بعينها يكون فيها الإنسان أكثر عرضة للإصابة بتلك الإضطرابات؟!
ج: تكمن الأسباب في التغيرات الفسيولوجية مثل في فورة البلوغ والتغيرات الجسدية والهرمونية في فترة المراهقة أو الاضطرابات الهرمونية أو التغيرات الاجتماعية مثل تلك التي تحدث في فترة أواسط العمر.

س5: الشك موجود في العلاقات الزوجية متي يكون هذا الشك مرضاً؟
ج: عندما يزيد عن حده وعندما لا تكون له أسباب أو دوافع أو أصول في الواقع وعندما يلتبس على صاحبه ويتسلط عليه ويسيطر على حياته فيحيلها إلي جحيم وهناك مرض (الغيرة القاتلة) أو مرض عطيل إشارة إلي مسرحية شكسبير الشهيرة التي قتل فيها الزوج شكاً وغيرة دونما سند في الواقع.

س6: قلق وتوتر الامتحانات لدي الطلاب عرض أم مرض يحتاج إلي علاج؟
ج: حينما يصبح هاجساً وينحي بالطالب/الطالبة عن هدفه ألا وهو الاستذكار وحينما يفقده تركيزه وقدرته على الاستيعاب ومن ثَم لا يتمكن من التحصيل الدراسي فيتعثر. ومن ضمن الأسباب الكامنة هنا خلف التوتر والقلق حالتي الوسواس القهري والاكتئاب وعلاجهما سلوكي وبالعلاج المعرفي وكذلك ببعض العقاقير غير المسببة للإدمان.

س7: تري ما هي أسباب فقدان إنسان لثقته بالآخرين وفقدان هدفه وغايته؟
ج:ضعف تكوين وبناء الشخصية منذ الصغر، فشخصية الإنسان تنمو مثلما تنمو العضلات والعظام ومن ثَم إذا تعطل نموها نتيجة للقهر والظلم وعدم إفساح الفرصة لإثراء الأنا عن طريق الترويح والترفيه والثقافة المباشرة والعامة وإذا ما صورت حرية الإنسان وعاش في قمم من الحرص الزائد عن الحد أو عومل كشيء أو إذا ما تربي في بيئة فقيرة الموارد والأشخاص فإن قدراته النفسية لا تمكنه من مواجهة الصدمات أو الأحداث التي يمر بها وهنا يصير غير قادر على إقامة علاقات مع الآخرين وإذا أقامها لا يتمكن من الحفاظ عليها.

س8: بحكم خبرتكم الطويلة في مجال الطب النفسي هل هناك أسباب أخري للتوتر والصراع النفسي؟
ج: هناك أسباب بيولوجية تتعلق بالتوتر تكمن في تركيبة الخلايا العصبية وبنائها الكيميائي والكهربائي أما بالنسبة للصراع النفسي فإن أهم الأسباب تكون التعرض لأحداث مؤلمة وقاسية في الصغر مثل فقدان عزيز (الأب أو الأم تحديداً موت الابن أو الابنة فجأة ـ التعرض لزلزال أو كارثة يقترب فيها الإنسان من حافة الموت أو الإصابة بمرض عضوي مزمن كذلك الزواج من زوج أو زوجة مضطرب مما يخلق صراعات قد تعصي على الحل إلا بواسطة محلل نفسي جيد.

س9: بصفتكم طبيب نفسي متعدد السبل العلاجية ما هي الطرق التي تقدمونها لعلاج تلك الحالات؟ وهل يمكن لهذه الحالات الشفاء التام يعود بعدها الإنسان إلي حالته الطبيعية أم أن العلاج يكون مؤقتاً؟
ج: أولاً أحاول قدر الإمكان بذل جهد كبير لتقديم علاج تحليلي تدعيمي قد يكون طويلاً نسبياً لكنه قاطعاً يحوي في طياته اكتشاف الأسباب بحرص وحذر شديدين ووضع اليد على منبع المشكلة وتحليلها مع كشف الدفاعات والمقومات التي قد يستخدمها الإنسان خوفاً من تعريته، كذلك فإن مزج أكثر من طريقة للعلاج غير الدوائي مثل الحوار المباشر، التحليل النفسي، السيكودراما (المسرح العلاجي)، العلاج التخيلي، العلاج المعرفي وأحياناً جرعات صغيرة من أدوية لا تسبب الإدمان أو التخدير يكون ناجحاً للغاية بجانب ضرورة مقابلة الأهل، الزوج، الزوجة، الوالدين وهكذا......

س10: هل تنصح بالقرآن الكريم غذاء الروح والقلب والوجدان لعلاج تلك الحالات أم أنك تفضل أن ترجع ذلك لحرية الفرد نفسه؟
ج: القرآن الكريم مريح جداً ومعالج قوي لكني أفضل أن أترك ذلك لحرية الفرد نفسه.

اقرأ أيضاً على مجانين:
المصريون والعفاريت(1)  /  ما تعرفه عن التحليل النفسي(What is Psychoanalysis) / المصريون ....والتربص الاجتماعي  / المجتمع المصري وظاهرة رجل الأسرة الطيب / نفسية المصريين (المنتحرون.. لماذا؟) ـ (1) / عفة اللسان ونظافته، ضرورة حضارية  / المصريون وبانوراما النفس والجسد(2)  / المصريون وبانوراما النفس والجسد  /
المصريون والتعليم  / السيكودراما الحديثة في القاهرة



الكاتب: الدكتور خليل فاضل
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/02/2005