إغلاق
 

Bookmark and Share

تعليم مين، إيه،..ليه!يا عم كبر، مشاركة ::

الكاتب: بنت الفرات
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/02/2005


أولا أشكرك يا أخ بلال على هذا المقال الجميل, والذي أضحكني كثيرا وأدام عليكم يا إخوتنا المصريين خفة الدم والنكتة الحاضرة, فنحن أصلا نتعلم ذلك منكم.. ولا بأسفي رأيي أن تستخدم العامية المصرية فهي قد أصبحت اللهجة العالمية عربيا, وأعتقد أن معظم من ينطق بالضاد يفهمها.. وأنا شخصيا أحبها وأحب القراءة بها, عذراً من كل من لا يوافقني الرأي..

لدي بعض التعليقات على ما جاء في مقالك عن التعليم..

كنت في الماضي فاقدة للثقة في الأطباء لما رأيت من أنهم يتعاملون مع المريض كما لو كان" فزوره"!!
فيخمنون المرض الذي يعاني منه تخمينا ثم يجربون فيه أنواعا من الأدوية, وعندما لا يجدون تحسنا ملحوظا, يكتشفون أن تخمينهم الأول كان خاطئا فيخمنون تخمينا ثانيا ويصفون له بناء عليه أنواعا أخرى من الأدوية.. كما لو كانوا في برنامج من سيربح المليون ولديهم عدة احتمالات للإجابة وعليهم تخمين الإجابة الصحيحة, لكنهم يفعلون ذلك دون أن يتلقوا أي نوع من المساعدة الخارجية, يعتمدون على علمهم الذي نسوا ثلاثة أرباعه..

وبناء على هذا الحكم, كنت أرفض الالتجاء إلى الطبيب حين أمرض, بل كنت أبحث بنفسي عن التشخيص الصحيح للمشكلة التي أعاني منها, وأحيانا أجد الجواب وبالتالي العلاج, وأحيانا أخرى لا أجد..

كانت هذه فكرتي عن الأطباء, إلى أن ظهر في حياتي أطباء مع أنهم قلّة يتقون الله, فاكتشفت أنني كنت مخطئة حين عممت حكمي على الجميع ... وبدأت أفاضل بين الناس، ولكن مقالك هذا يا د. بلال أمر مريع حقا.. يعني سيتخرج أطباء الغد من كلية الطب ولم يدرسوا حتى ما فيها من معلومات !!
كيف سيعملون إذاً؟؟

ومن هؤلاء المساكين الذين سيرمي بهم قدرهم تحت رحمة هؤلاء الجهلة؟؟
أنا معك في أن أنظمة التعليم مختلة وأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب إصلاحها, ولكن إلى أن يتحقق هذا الإصلاح فعلا هل الحل الصحيح أن يتوقف الطلبة عن الدراسة في كلياتهم؟؟

لو اعتبرنا أن هذه الدراسة لن تفيدهم شيئا أبدا من الناحية العملية في المستقبل, فإن لها في رأيي الكثير من الفوائد الأخرى..
ولكن لن يكون أبداً التوقف عن الدراسة هو الحل, سيكون حلا عندما يعلن المتوقفون عن الدراسة بشكل رسمي أنهم لا يصلحون لمزاولة المهن التي سيتسلمونها في المستقبل..

قد تتساءل: وأي فائدة يمكن أن نجنيها من هذه النظم التي أكل الدهر عليها وشرب؟!

سأقول لك:
لو لم يكن لها أي فائدة تذكر, فيكفي أنها تعلم المتعلم فضيلة الصبر, هذه الصفة التي لا يمكن لأي إنسان أن ينجح في حياته بغض النظر عن العمل الذي يعمله إذا لم يمتلكها..
الصبر على طريقة تعليم مملة, الصبر على استحفاظ واستظهار معلومات يعتقد الطالب أنها لن تفيده, مع أنه مخطئ في اعتقاده هذا, فعلى الأقل تستطيع هذه المعلومات غير المفيدة من الناحية العملية أن تجعل المرء على دراية بغير المفيد وعندها يحدد تماما ما هو المفيد ويتوجه له, تماما على نفس طريقة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه- الذي قال: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..

تعلم اللامفيد يعرّفنا ما هو المفيد..
ما رأيك بهذه الفكرة؟؟
أما أن يكون الحل هو جيل من الخريجين الذين لا يفقهون شيئا حتى في المناهج غير الصالحة, فلا وألف لا..
إذا كان حالنا الآن وقد درسنا المناهج غير الصالحة كما ترى

فيا تُرى: كيف سنغدو حين نفلس تماما: لا صالح ولا طالح؟؟
هذا رأيي, وأعتقد أننا جميعا يجب أن نفكر بهذه الطريقةالإيجابية- حتى نستطيع الاستمرار في هذه الحياة, ليس هذا فقط بل وتحسينها..

وأما عن صاحبك هذا والذي لم يمكنه دخله من الزواج حتى الآن

فلا أجد إلا أن أقول: ربنا حيفرجها يوما ما, وإن مكانش في الدنيا, ففي الجنة, المهم إننا نقدر نوصل للجنة.. ما رأيك الآن بهذه النظرة المستقبلية المليئة بالتفاؤل؟؟!!

أنا آسفة لهذه الردود التي جاءت في منتهى الجدية والجمود, مقابل مقالتك التي كانت في غاية الظرف..
فأرجو أن تسامحني إذا أفسدت عليك هذه الروح المرحة, والتي أحييك عليها.. هذه الروح التي تساعدنا كثيرا على تخطي أزمات حياتنا.. وأحييك أيضا على الكلمات التي ختمت بها مقالك والتي بثت فينا الأمل, فنحن بغير أمل كأزهار بغير ماء.. وفي انتظار كلماتك التي وعدتنا بها عن الإيجابية..
ودمتم سالمين..

اقرأ أيضاً على
مجانين:
تعليم مين، تعليم إيه، تعليم ليه!!! يا عم كبر. / حكايات بنت الفرات: جيش التحرير أم جيش التدمير..  / حكايات بنت الفرات: في مدرسة القرية / حكايات بنت الفرات: مدارس ماريا
 / حكايات بنت الفرات: وقفة على أطلال بيت جديجيل الماوس والموبايل والريموت كونترول  / أساسيات في التعلم  / المجتمع المصري وظاهرة رجل الأسرة الطيب  / ثورة الأخلاق الاجتماعية..تجربة ونظرات / استراتيجيات لتحسين التركيز والذاكرة  / الدردشة الالكترونية وحوار الأعماق / الحوار وقاية من العنف  / المصريون والتعليم



الكاتب: بنت الفرات
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/02/2005