إغلاق
 

Bookmark and Share

د.وائل والسمنة ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/06/2007


من مصر أرسلت a.m.i (طالبة، 18 سنة) تقول

قرأت لحضرتك (د.وائل أبو هندي) عدة مقالات وردود على مشاكل عن السمنة وما فهمته منها هو أن رأيك دائما حتى للمصابين بالسمنة المفرطة أنهم يقارنون نفسهم دائما بالنموذج المثالي للجسد الذي أخرجه الإعلام لنا وأن السمنة ليست دليلا على وجود الأمراض أو أنها ليست مرضا في حد ذاتها.

ولقد سمعت عن قصة حضرتك في تخفيض وزنك بصورة كبيرة فلماذا خفضت وزنك مع دعوتك للناس بأن يرضوا بأجسادهم كما هي وأنه لا مشكلة في وجود السمنة وأن المشكلة من الإعلام والمجتمع فهم الذين يقنعوننا بغير ذلك؟

14/6/2007

الابنة العزيزة؛ أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، يعني تعتقدين حضرتك أنني يمكن أن أقع في هذا التناقض الكبير؟ أقول أن السمنة المفرطة ليست فيها مشكلة؟ كيف ذلك؟؟ لا لم أقله لسبب بسيط هو أنني شخصيا عانيت من ذلك كما سأبين لك.

ليس يا بنيتي المصابون بالسمنة المفرطة فقط هم من يقارنون أنفسهم بالنموذج المثالي للجسد، كل من يشاهد وسائل الإعلام المقروءة والمرئية يقارن جسده بالنموذج المثالي والنتيجة غالبا عدم الرضا لأن النموذج أصلا غير إنساني أو غير قابل للتعميم على أكثر من 5% من الناس في أي مجتمع وهو بالتالي غير إنساني- ويمكنك أن تقرئي مقالنا: هل هي البدانة أم غول البدانة؟

ما قلته هو أن المهم هو أن يكون الجسد صحيحا والحالة الصحية سليمة بغض النظر عن الطول أو العرض أو الوزن وهذا ما أؤكد عليه حتى لو كانت المقاييس تشير إلى منسب كتلة جسد محطم للمعايير، ولكن من المعروف طبيا أن كثيرين من وليس كل- من يعانون من بدانة مفرطة يكونون مصابين بأمراض كارتفاع ضغط الدم والسكر واختلال عمليات الاستقلاب (الأيض أو الهدم والبناء) أو ما يسمى بمتلازمة التناذر الاستقلابي وصحيح أن دراساتٍ كثيرة تقول أن العلاقة ليست سببية مباشرة بين الوزن وحدوث تلك الأمراض وأن العلاقة قد تكون مباشرة أكثر بكيف نأكل أو بماذا نأكل، ولكنني لا أنصح أبدا أصحاب البدانة المفرطة بأن يقبلوا أجسادهم كما هي اللهم إلا في حالات البدانة الوراثية التي تنتقل في العائلة ويكون أصحابها أصحاء اللهم إلا من آثار عدم الرضا عن الجسد وتأثيرات الحميات المنحفة المتكررة.

ما فعلته أنا يا ابنتي لم يكن تخفيضا لوزني وإنما كان تغييرا شاملا لأسلوب حياتي وله أسبابه فلا أحد يترك سيارته ويمشي بدلا من ذلك لا تريضا وإنما كأسلوب حياة، ولا أحد يقلع نهائيا عن ركوب المصعد ليستخدم السلم بغض النظر عن الارتفاع، وغير ذلك كثير يا ابنتي فعلته أنا بفضل الله وهو المعين، وسبب ما فعلت ببساطة شديدة لم يكن رغبة في النحول والرشاقة، وإنما كان ارتفاعا في ضغط الدم سيئ الاستجابة للعقاقير، وحينما استشرت زملائي من أطباء القلب وأطباء الباطنة أجمعوا جميعا على ضرورة تغيير أسلوب حياتي والسير على قدمي قدر استطاعتي من أجل تنشيط الدورة الدموية الطرفية وقد كان...

وكانت نتيجته أن من الله عليَّ بالشفاء من ارتفاع ضغط الدم والذي كان أحد أهم أسبابه حياة الأطباء التي كنت أعيشها راكبا محمولا وقاعدا مشغولا ودائما كسولا.... هذا ما غيرته وكان أحد نتائجه أن انخفض وزني بصورة كبيرة فمن يفعل ما فعلت؟ مضيفا إليه ما شرحت في برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك.

واقرأ أيضًا:
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)  / اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)  / اضطراب نوبات الدقر متابعة  / اضطراب نوبات الدقر مشاركة  / اضطراب نوبات الدقر (Binge Eating Disorder)  / الشره والنهي عنه في الإسلام  / زملةُ برادر ويللي  / مفهوم الأكل وآدابهُ في الإسلام / جدد علاقتك بأكلك وجسدك (المرحلة الأولى) / جدد علاقتك بأكلك وجسدك(المرحلة الثانية)



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/06/2007