إغلاق
 

Bookmark and Share

يوميات سحابة : ثلاثة أيام تغيرات كونية .. ::

الكاتب: هدى الصاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/05/2005


ليس من عادتي أن أحفل بذكرى مولدي وقلما أتذكرها بخاطرةٍ أو ببضع أبياتٍ من الشعر، ولكن هذا العام، أعتقد أن الوضع يختلف كثيرًا.. هذا ما أقنعت به نفسي وأنا أتمتم..  سأكمل (ربع قرن من الزمان).. "ويا عالم هاكمل ربع ثاني ولا لا"..

كان يجب أن أستعد تمامًا لهذه المناسبة.. كيف.. لا أدري.. من بداية الشهر وأنا أنبه كل صديقاتي للحدث العظيم.. ف25 عامًا ليست بالشيء الهين.. لا.. بل لقد اعتبرتها فاصلة الدنيا ومنتصف العمر..

وفي الليلة الموعودة وقبل أن تدق الساعة معلنة دخول اليوم الجديد ( اليوم المهم جدًا) كنت أجمع صديقاتي في الماسينجر حتى إذا ما دقت الساعة الثانية عشرة أطفأت الأنوار وانطلقت التهاني والأغاريد وعلت الهتافات الضاحكة.. وكنت أعيش حياتي الكترونيًا.. بعيدًا عن كبسولة الامتحانات التي تضم إخوتي جميعًا بلا استثناء وليس لي بعد الله إلا هذه الشاشة الصغيرة وصديقاتي اللذيذات..

لم يزرني النوم هذه الليلة
.. كيف وغدًا هو ذكرى ميلادي.. يوم التحول.. التغيرات الكونية.. كنت أحلم.. سأراقب نفسي ما الذي يحدث داخلها.. يا ألله.. أشعر برهبة..

وبدأت في جولة في المنتديات القليلة التي اشترك بها.. حتى أرى بكل طفولة عبارة (
اليوم عيد ميلاد سحابة).. وأراقب التغيرات التي تطرأ على مشاعري.. وفي أول موقع دخلته وجدت: مبروك.. اليوم ذكرى ميلاد أبو حمزة .
أبو حمزة؟؟ يا للهول.. وأنا.. كيف ينسونني؟؟ دخلت إلى لوحة التحكم وتأكدت من صحة تاريخ الميلاد.. إنه اليوم فما هذا.. لكني تغاضيت عن هذه (الشكليات) وتوجهت إلى الساحة التي يكتب فيها الأعضاء لصاحب الموقع وكتبت بأكبر خط.. وكأنني أخطب من فوق منبر واثق: أيها الناس.. إنني أكملت اليوم عامي الخامس والعشرون وأريد هديتي من الشاعر الكبير فلان أن يكتب لي بيتين بهذه المناسبة الخرافية.. ونزلت بكل جذل..

مضيت في طريقي حتى الفجر.. وقررت بعدها أن أخلد إلى النوم حتى أستطيع مواصلة هذا اليوم المتفرد.. وقبل أن أنام .. تمنيت في حزن لو كنت كتبت شيئًا يعبر عن مشاعري.. حاولت ولكني نمت فوق الأوراق ولم أستيقظ إلا وقت الظهيرة

"
خلاص مافيش نصيب أكتب، كفاية كتبت السنة القبل قبل الي فاتت " كنت أحدث نفسي بهذا وأنا أتصل بسرعة وأوصل الأسلاك برأسي لمتابعة التغيرات والتحولات.. نعم بالفعل.. إنني أرى الدنيا بلون آخر..

دخلت الماسينجر بلا اسم وقلت اليوم يوم الاختبار.. سأرى إن كان هناك من يتذكر تاريخ ميلادي.. نعم.. سأعرف الآن..
كان أول من حادثني الدكتور وائل (الله يسعده) وبعد كلمات بسيطة وجدته يقول لي كل سنة وإنت طيبة.. تهللت فرحًا غير مصدقة أنه تذكر تاريخ ميلادي.. (والذي يسمع ذلك لا يراني وأنا أذكره به من ثلاثة أشهر مضت :))..

وبكل فضول فتحت صفحة الموقع الرئيسية لأطالع أخبار اليوم ومقالاته وإبداعاته.. لابد أنها مميزة.. ولكن؟؟ يا إلهي..
الموقع لم يتم تحديثه منذ الأمس.. كل شيء بتاريخ 29؟ يبدو أن هناك عطل ما.. "الله يعينهم" طمئنت نفسي بذلك ورحت أتفنن بتسمية نفسي على الماسنجر أسماء غريبة تعبر عن دهشتي بمشاعري الجديدة..

وبينما أنا في نشوة أفكاري .. اقتحمت على الدكتور وائل غرفته الماسنجرية قائلة في عبقرية :
- التغيرات الكونية على أشدها
- فين دي ؟
- مش انهردة عيد ميلادي ؟
- لا يا بنتي بكرة عيد ميلادك انهردة لسا 29
- بس حضرتك...........
- أنا قلت أهنيكي قبل الناس

لا، لا تسألوني عن شعوري.. يكفي ما فعلت.. الخطبة وأبو حمزة والصديقات والإعلانات ثم..
لم يكن أمامي ألا أن أبكي من الخجل .. ومما زاد من شعوري الساحق أنني كلما اعترفت لأحد بالحقيقة قال لي ببساطة: (آه محنا كنا عارفين) ، (بصراحة لقيناكي فرحانة قلنا حرام) ، ( أنا بجد افتكرتك بتحتفلي ثلاث أيام ).. 

وهذا ما حدث بالتفصيل للاستزادة من الضحك ..

ولكن ..
التاريخ في الجوال يقول إن اليوم هو الإثنين 30-5 .. حسنًا وأنا في إجازة ولا أعرف في الأسبوع إلا يوم الجمعة عندما يأتي فأيام الإنترنت كلها متشابهة .. وهنا في العادة لا يستخدم التاريخ الميلادي .. أبرر لنفسي نعم أعرف .. حاولت أن أصحح ، أوضح ، ولكن أحدًا ما لم يتخيل أن هناك من يخطيء في يوم ميلاده ..

الذي حدث ..
أن أمنيتي قد تحققت .. وأخر الله لي يوم مولدي .. وأصبحت لدي فرصة للكتابة .. أو للتراجع .. لكني لم أفعل أي شيء.. وأنا أحكي لزوجة أخي هذا الموقف قالت لي لقد ذكرتني بالآية (( ولو ردوا لعادو لما نهو عنه)) .. قلت لها والعياذ بالله ، اللهم لا تجعلنا منهم ..

تمضي الدنيا بنا ..
فلننتبه ألا نفعل ما نندم عليه
أو أن نترك ما نتمنى فعله ..
فإن الذاهب لا يعود ..
وإن عاد ..
فلن يكون فيه إلا المقدر لك .
على حسب عملك ، ونيتك ، وهمتك .

كل عام وأنتم بخير
اليوم هو يوم ميلادي الحقيقي 
اليوم الثالث من الاحتفالات

لم أنم منذ ظهر الأمس أتابع التغيرات الكونية المدهشة :))
تقبل التهاني والتبريكات والوصايا والمشاركات على أي منفذ من منافذ جمهورية مجانين العظمى
وسلامتكم :)

وإقراءأيضا على مجانين:
يوميات سحابة: لقطات من سحابة

يوميات سحابة: التغيير
يوميات هدى: وحيدة..
يوميات سحابة: من أوراق الحاجة سحابة
يوميات سحابة: من أطرف المواقف في رحلة الحج.
يوميات سحابة رحلة مجنونة جدًا

يوميات سحابة: أمي مسافرة وهاعمل اجتماع



الكاتب: هدى الصاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/05/2005