إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   إيهاب 
السن:  
26
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: أبكي وأمي وأبي لا يبالون مشاركة جديدة 
تصنيف المشكلة: أعراض نفسية Psychiatric Symptoms 
تاريخ النشر: 20/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


الأخت في الله شيماء؛ السلام عليكم
للوهلة الأولى كنت أتصفح الاستشارات سعيا وراء قضية ما... ولكن ما آثار اهتمامي هو إنني وجدت رسالتين لك على الصفحة: أبكى وأمي وأبى لا يبالون:، كيف أبني ثقتي في نفسي؟ ومن قراءتي للمشكلتين شعرت إنني.. أمام حالتي... نعم.. هذا ما كنت أعاني منه فيما مضى من الوحدة على الرغم من أصدقائي الكثيرين, إعجابي بأبي على الرغم من قسوته بكائي الكثير رغما عني عندما أستمع لموسيقي, موقف مؤثر, عند قراءتي للقرآن, أجد دموعي تنهمر مني على الرغم من امتلاكي كاريزما خاصة يعشقها المحيطين بي بشكل يجعلهم لا يريدون الابتعاد عني...

ولكنني دائما طالما كنت أشعر بالوحدة فأبي دائم السفر وعندما يأتي من عمله يقابلني بوجه مكفهر وعابس والأم في المنزل لا حول لها ولا قوة فقط دائما ما كنت أنكب على الكتاب وأستذكر دروسي وأتجنب الحديث مع أبي... وما مس شغاف قلبي في رسالة الأخت شيماء جملتها هو ليس رجلا سيئا فهو يعمل كثيراً ليوفر لنا الأمان المالي ولنعيش في مستوى جيد. ولكنه يعاملني ككلب فاسد.. أتعرف أنني أتعجب دائما لماذا أحبه، "ليس لدي سبب واحد وجيه لحبه ولكنني أحبه ولا أعرف لماذا".

الأخت شيماء.. عندما وجدت أن الأمور تستمر هكذا بدون توقف يأتي أبي من السفر يقابلني بوجه عابس لا يريد أن يتحدث معي علاقتي به علاقة مال فقط عندئذ كان لا بد من حل... وحل قوي.. وجدت أن هذا طبع أبي... أي أن طبعه مكفهر عابس عصبي لا يعاملني وأخوتي معاملة بها الحنان الكافي. نعم هذا طبعه.. مثلما طبع والدك يعاملك بمعاملة الكلب الفاسد.. لذا فوجب عليك أن تتعاملي مع هذا الطبع.. فهو لن يغيره.. هكذا فعلت أنا عرفت ودرست هذا الطبع وبمناسبة أن لكل منا لحظات سعادة ولحظات يكون فيها سعيدا فكان لا بد أن أقتنص اللحظات التي يكون فيها سعيدا وأتحدث معه فيها.. في الموضوعات التي يحب أن يسمعها..

مثلا أجلس معه لمشاهدة التليفزيون فقط أمام فيلم كوميدي أو موضوع شيّق أعلم أنه في تلك اللحظات سيكون أقل حدة عن ذي قبل وإن كان في الحياة العادية لا أسلم من إهاناته ولكنني أحدث نفسي بأن هذا طبعه ولكنني لا أنقم عليه أبدا فهو أبي... والله تعلى حذرنا من عقوق الوالدين..

وكيلا أعرض نفسي للاكتئاب كنت أجلس أمام الكومبيوتر مثلا أتصفح المواقع الدينية التي تشد من أزري أحادث الأشخاص الأسوياء.. القراءة أيضا كان لها عامل مهم معي.. أتذكر المواقف الجميلة التي قضيتها مع أهلي في مصيف مثلا أو عند الخروج للفسح... بهذا خرجت من حالتي وتخرجت من الجامعة والتحقت بالعمل في مكان مرموق.. أحمد الله عليه...

في هذا الموضوع لفت نظري أيضا كلمتك.. الآتية "لذلك فإنني أحتاج حقيقة إلى إعادة بناء ثقتي في نفسي، وإعادة بناء نفسي بصفة عامة".

أختي شيماء.. لماذا جذبت قصة علاء الدين الناس وعاشت عبر العصور؟

لأنه كان يملك الحل السحري الجني الذي يخرج من المصباح فيحقق لنا ما نريد بكلمة "شبيك لبيك" وجد الناس في تلك القصة الملاذ الآمن لهم، يجب أن تبدئي باللجوء إلى الله صدقيني يا أختي العزيزة طالما كنت مع الله فأقسم بنور وجهه الكريم إنك لن تضلي ولن تكتئبي أبدا فهو نعم المولى ونعم النصير.

داومي على الصلاة والنوافل، داومي على عمل الخير طالما أنت ميسورة الحال اذهبي إلى مراكز علاج السرطان مثلا أو الأيتام و قدمي لهم خدماتك أو تبرعاتك فتلك الأشياء البسيطة تفرج كرب المسلم في الدنيا فيفرج الله كربتك في الدنيا والآخرة.. واعلمي إنك قوية، اعلمي أن الله لم يخلقنا ضعفاء ولكن نحن نصنع الضعف.. ولا تلقي بالمسئولية على الأب والأم أنتي تستطيعي أن تصنعي من نفسك ذلك الوحش الكاسر الذي يحطم تلك القيود. لا تبكي.... فوقت البكاء الآن قد ذهب.

ادعي الله كثيرا أن يقف بجانبك.. أن يصلح بال وحال بابا وماما اشغلي وقتك بالأعمال القيمة وهذا كلام عملي وليس نظريا... هيا يا شيماء انفضي الدموع عن عينيك.. فالدنيا لا تستحق هذا الهم.. وتذكري قول الشعر "ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج" وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53).

22/6/2004

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخ المشارك الكريم أرحب بك على موقعنا مجانين، جميل أنك وجهت كلامك مباشرة إلى شيماء صاحبة رسالة أبكي وأمي وأبى لا يبالون: ويبدو أن صديقتنا قد أحسنت التعبير عن نفسها وعن مشاعرها مما جعل مشاعرها تصل إلى الكثيرين فبعث إلينا بعضهم مشاركاتهم.

لقد توصلت يا صديقي من خلال التفكير- إلى أن والدك له طبع معين ومن ثم عليك أن تتعامل معه هكذا دون أن تحاول تغييره أو أن تتوقع منه معاملة من نوع آخر، فالجميل أن نشعر أننا قد كبرنا وعلينا التعامل مع الحياة بحلوها ومرها!! وأحسنت صنعاً حينما كنت تقتنص اللحظات التي يكون فيها سعيداً أو في حالة مزاجية جيدة فتبدأ أنت بالكلام معه.

كما كنت رائعاً حين طرقت أكثر من باب كي تساعد نفسك ومن الطرق التي سلكتها:
(1) البحث على الإنترنت عمن يشد من أزرك ويدعمك فتصفحت المواقع الدينية لترى من لديه أحداث مشابهة،
(2) القراءة،
(3) استعادة الذكريات الجميلة مع أسرتك....

ولم تطل تلك الفترة لأنك التزمت بقوله تعالى(................إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)، فحين غيرت نفسك غيرك الله فمن عليك بالخروج من المشكلة وبالتخرج والعمل في مركز مرموق.... وأعجبني الجزء الذي طلبت فيه منها أن تتقرب إلى الله وتذكرت قول الله تعالى في الحديث القدسي "من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً"..

أعتقد أن مشاركتك سيكون لها تأثير أقوى وأفيد على شيماء، وعلى من لديه مشكلة مشابهة أكثر من ردي أنا عليها!! لأنك تتحدث من خلال مرورك بنفسك بتجربة كتجربتها ولأنك توضح لها الطرق الناجحة التي ساعدتك على حل الأزمة فجزاك الله خير وثبتك على ما وصلت إليه، كما أن الآية الأخيرة التي استعنت بها تعلن بالفعل أن القرآن الكريم "فيه شفاء للناس"!! في انتظار مشاركاتك دائماً.

 د.داليا مؤمن 
 
 
   
المستشار: د.داليا مؤمن