إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   aa aa 
السن:  
35-26
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الجزائر 
عنوان المشكلة: وحيدةً أغزل عقدي فهل أنا محقة؟ 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية 
تاريخ النشر: 26/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي أو بالأحرى عقدي ولكني أعرف شيئا واحدا هو أني قد مللت وضعي هذا ومللت الكتمان في قلبي والتألم لوحدي ليس لانعدام الأصدقاء أو من يحظون بثقتي ولكني لأني شبه مقتنعة أن عقدي ليس لها حل فهي مستعصية أو بالأحرى تأخري في طلب يد العون هو الذي جعلها كذلك

أنا كما أسلفت كتلة من العقد مع أن مستواي فوق الجامعي إلا أني مستواي في التعامل مع الناس هو تحت المتوسط بل هو ضعيف

لا أعرف متى يجب الكلام ومتى يجب السكوت وإذا تحدثت فحديثي يفتقر إلى اللباقة لذا أفضل في كثير من الأوقات الالتزام بالصمت مع أن طبيعة عملي تستلزم غير ذلك فكثيرا يطلب مني تحضير محاضرات أو الخوض في مناقشات علمية أو غير ذلك وكثيرا ما كان هذا الأمر يحرجني ويزعجني

في نفس الوقت أصدقائي يقولون عني باني انطوائية وقليلة الكلام أعرف هذا مع أني في قرارة نفسي أتمنى أن أكون غير ذلك أكثر اجتماعية ومبادرة أتذكر أني في طفولتي كنت منطلقة وجريئة كما كانت طفولة سعيدة أتذكر أن هذه العقد تكونت معي في بداية المراهقة وقتها بدأت أحس أني مختلفة عن غيري كنت من عائلة دخلها ضعيف لذا لم أكن لأحصل على ما أريده من ضروريات

أبي كان دائم الشكوى من غلاء المعيشة كان ضعيف الشخصية أمام أمي التي كانت صاحبة القرار في البيت ودائمة الشجار مع أبي كنت أكبر أخوتي لم تكن علاقتي بأمي أو أبي وطيدة أتجنب كليهما حتى لا يصبا غضبهما نحوي

إضافة إلى ذلك كانت لدي عقدة أخرى أمر من الفقر هي أني لدي تشوه خلقي في وجهي أتحرج حتى من ذكره ولكني أحس بتهكمات الآخرين بسببه كنت أحس بذلك في همساتهم ونظراتهم لي حتى أن بعضهم لا يتردد في ذكره لي بكل سخرية دون مراعاة لمشاعري كنت أتألم كثيرا لذلك أبكي في زاوية لوحدي لا احد يعلم ما أعانى فأنا لا أتجرأ لأشكو لأحد أما والداي فكانا مشغولان بهمومهما عنى

كبرت وكبرت عقدة النقص معي مع أني ناجحة في دراستي فأنا الأولى على مستوى المدرسة كلها حتى دراستي الجامعية كانت بتفوق أما الآن فما زلت أعاني من هذا الإحساس بالنقص أحس أني لست كغيري ولن أحظى بما يحظى به مثلا شخص يحبني أو على الأقل التمتع بحياة اجتماعية سليمة

أرجوكم حضرات الأساتذة الكرام هل أنا محقة هل هذه العقد ليس لها حل على الأقل أنا مرتاحة لأني بحت بما ضاق في صدري سنين طويلة فلا تبخلوا علي بنصائحكم وكلماتكم الرقيقة والحنونة التي تبعث على القلب الانشراح كما عودتمونا دائما على موقعكم الجميل هذا شكرا على سعة صدوركم

ملاحظات

لا أعرف إن كنت سأتحمل رؤية مشكلتي تنشر ويقرؤها كل الناس لذا أفضل أن ترسل على بريدي الخاص ولكم مني خالص شكري

2004/6/28

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك وعلى إطرائك النبيل، تسأليننا هل أنا محقة؟ هل هذه العقد ليس لها حل؟ ونجيبك من قال أن لديك عقدًا أصلا لكي لا يكونَ لها حل؟ وكيف تكونين محقة إذا كان أداؤك الاجتماعي أدنى بكثيرٍ من ما يؤهلك له مستواك العلمي والثقافي، هناك ما يعوقك إذن عن الأداء بمستوى يتناسب مع قدراتك وطاقاتك، فإن لم تبدئي وتصري على التخلص من هذا الخلل فلن تكوني محقة أبدًا.

تقولين أنه يطلب منك تحضير محاضرات أو الخوض في مناقشات علمية أو غير ذلك، وأن هذا كثيرا ما يحدث فهل يطلب ذلك إلا من من هي أهل له؟ وتقولين أن أصدقاءك ما شاء الله كثر وأنهم يصفونك بالانطواء، فماذا يفهم من ذلك؟ هل شيء غير أنك قادرة على التواصل إذا أردت وأن الآخرين يرغبون في التواصل معك ويتمنون لو أنك تخلصت من انطوائيتك تلك؟

وتقولين أيضًا أنك لم تتعودي الشكوى مما تعانين من مشاعر لأنك لا تجرئين على ذلك، حتى أنك تحرجت من ذكر التشوه الخلقي في وجهك لنا، إذن فقد اخترت الاستسلام لسلبياتك القليلة وغض النظر عن إيجابياتك الكثيرة ، فهل أنت محقة في ذلك؟

لا أظن ... إن العقد النفسية يا عزيزتي هي العقد غير الواعية أي التي لا ندري بها أما ما نسميه نحن عقدًا فليس إلا استسلاما باختيارنا لبعض نقاط الضعف فينا ونقاط الضعف موجودة في كل إنسان ، لكن من الناس من يمسك بأطراف تلك العقد ويغزلها في عقد أكبر ومنهم من يختار القضاء عليها.

لديك إذن درجة عالية بعض الشيء من القلق الاجتماعي Social Anxiety، أخذت في التشكل والتبلور منذ سنوات مراهقتك في تناقض مع ما كنت عليه في طفولتك، ولديك أيضًا تشوه خلقي ما، وأثناء مراهقتك كنت تشعرين بضعف مستوى الأسرة المادي وأنك أقل من الأخريات، لكنك رغم ذلك تفوقت وأنت الأولى على المدرسة، ورغم وقاحة البعض وجهلهم حين يواجهونك بالإشارة إلى التشوه الخلقي في وجهك إلا أنك
لم تنكسري، لم تكسري إذن أمام كل تلك المعوقات، فأي قوية البنيان أنت؟ ألم تلحظي ذلك؟

فأما الفقر فأحسب أنك بالحصول على عمل تتألقين فيه ويطلب منك أن تشرحي وأن تفيدي الآخرين، فقد بدأت في التغلب على ذلك الفقر، وأما مخاوفك من أن لا تحظي كالأخريات بمن يحبك ويتزوجك، وإرجاعك ذلك إلى ذلك التشوه الخلقي فلا أحسبه إلا تخوفا زائدًا عن الحد، لأن الزواج رزق يكتبه الله لمن يشاء وكم من رائعة الجمال تصبح عانسا أو لا تجد من يحبها وكم متوسطة الجمال أو حتى قليلته وتحظى بزوج يحسدها عليه الآخرون ؟ وأما الحرج الذي تحسينه حين يتصرف بعضهم معك بوقاحة مشيرا إلى ذلك التشوه، فلا أرى خيرا من أن تتمثلي قول الله تعالى:(
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) صدق الله العظيم(الفرقان:63)
 
 وأضيف إلى ذلك أن عيوبنا تظهر وتكونُ أوضح عندما نشعر نحن بها ونخاف أن يراها الآخرون، بينما تبدو ضئيلة عندما نقبلها ونتعامل على أساس أنها جزءٌ من شخصيتنا وكياننا ولعلك تستفيدين من قراءة ما كتبناه من قبل في
الأصل وصورة المرآة .. وما أدراك ما المرآة. وأيضًا : فخ الصورة: أول الملف / فخ الصورة: أول الملف، متابعة  / رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي

يبدأ التغيير يا أختي عندما نفهم جيدا ما الذي نريد تغييره ونعزم على التغيير ونضع الخطط اللازمة لذلك، وأنا هنا أحيلك إلى رابط يشرح لك كيفية التصرف في الحالات المشابهة لحالتك:
صعوبة التعامل مع الآخرين : الأنموذج والعلاج كما يفيدك أيضًا أن تقرئي ما كتب في الروابط التالية :  فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين !  / فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين ! متابعة  / فتور في المشاعر أم نقص في توكيد الذات؟  / الحياء الشرعي، والرهاب المرضي !  / كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات / و الخوف من المشاركة 
أريد التخلص من خجلي : برنامج علاجي
 أريد التخلص من خجلي : مشاركة مستشار

إذن يجب عليك أولا أن تقبلي نفسك وأن تتعلمي كيفية التعبير بحرية عن المشاعر كما بينا لك في الروابط التي أحلناك إليها، ثم ابدئي في التصرف بعد ذلك بثقة تتناسب مع مستواك العلمي والثقافي، ولا تنسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" أخرجه مسلم في صحيحه. فاسألي الله جمال القلب والقالب، ولا تنسينا من الدعاء.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي