إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   نعيم 
السن:  
15-20
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   المغرب-وجدة- 
عنوان المشكلة: أبحث عن صديق 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: صداقة Friendship 
تاريخ النشر: 10/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة


مشكلتي ليست عاطفية ولا جنسية، مشكلتي تتعلق بالصداقة، هذه الرابطة التي يجهل الكثير من الناس معناها الحقيقي. من الصعب أن تجد صديقا وفيَّا، مخلصاَ، ومحباًّ... هذه الصفات لا توجد إلا في الخيال وعالم المثاليات.

إنّنا نعيش في زمن غابت فيه المعاني النبيلة، وحلَّ محلها الكذب والخداع والجري وراء المصالح. كم بحثتُّ عن صديق مخلص أصادقه، لكن ظني خاب في كل من أتعرف عليه.

سؤالي: هل سأجد يوما ما، صديقا "مثاليا" ؟ أم يجب أن أيأس منذ الآن، لأنه لا يوجد صديق مثالي ؟!
مع فائق الاحترام.

13/8/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ السائل أهلا بك معنا دائما، لقد أثرت موضوعا لم نتناوله كثيرا علي موقعنا مجانين وإنه بالفعل لموضوع جدير بالنقاش فلا يوجد ما ينافس الصداقة قيمة وعاطفة وإحساسا. وكثيرون لديهم مشكلتك هذه في عصر أصبحت فيه الأنانية والمصلحة الشخصية تحل في الاهتمام الأول لكثير من البشر فهناك كثيرون يتمنون لو أن لهم صديقا يفضون إليه ويثقون به ويستأنسون بصحبته.

ولا يعرف قيمة الصديق إلا من حرم منه، فالأشياء لا تعرف إلا بأضدادها ولكن كيف يكون لنا صديق؟ هل مثلا نقابل أحد الأشخاص في طريق أو مناسبة ما ونرتاح له فنقول له هيا بنا نصبح أصدقاء
؟؟

بالطبع لا والصداقة لا تبنى بين يوم وليلة فمنحني الصداقة منحنى تصاعدي. وهي علاقة تبادلية بين اثنين قائمة على العطاء تعاهد عليها الطرفان، فلا يمكن أن تكون الصداقة بين طرف واحد يعتبر الآخر صديقه، ولا يعتبره الآخر كذلك فالصداقة أشبه بنبتة صغيرة يرويها اثنان، وبمرور الأيام تزداد نموا وتزداد جذورها عمقا وثمارها أطيب ما يكون والصديق في البداية يكون شخصا عاديا تعددت لقاءاتنا به أكثر من مرة، لم نخطط أن يكون صديقا، يبدو شخصا عاديا تصادفنا معه ووجدنا فيه الكثير من الصفات المشتركة بيننا وبينه، فحصل بيننا انجذاب وائتلاف.

ثم يتحول هذا الشخص من شخص عادي إلي شخص مقرب إلى صديق حميم لا تشعر معه بأي حرج أو توتر فيكون بمثابة مرآة ترى فيها نفسك وقد تمتد علاقتك به طوال العمر إذا ما عملتما على ذلك سويا.

وللصداقة شروط منها وليس كلها: -
أن تكون بين اثنين من نفس الجنس فلا صداقة بين ولد وبنت أبدا ولا حتى في أكثر المجتمعات رقيا وتحضرا فالأنثى لا تفهمها إلا أنثي مثلها تشعر بما تشعر به والذكر لا يفهمه إلا ذكر فهذه فطرة الله لنا لا نستطيع أن نخالفها.

والصداقة تكون أيضا بين اثنين من نفس السن حيث يتقارب التفكير والميول

وهي بين اثنين متشابهين كثيرا في المستوي البيئي والاجتماعي والثقافي وأهم نقطة تشابه التربية بينهما وإذا ما توافرت الظروف السابقة، وجدت من هو متقارب معك في التفكير والميول والأهواء، وإذا ما وجدته يبدأ اتباع شروط معاهدة الصداقة والتي تقوم علي:

-
الاهتمام المتبادل فهي علاقة أخذ وعطاء أشبه بكفتي الميزان التي يجب أن تتوازنا وعليك أن تبدأ العطاء وتقدم ما تريد أن تحصل عليه .
- لا تفرض رأيك أبدا علي صديقك ولا تخضع إليه وحاول أن تكون هناك وسطية، فدائما ما توجد نقطة تلاقي بين أي اثنين أو حتى بين أي رأيين مختلفين.
- حسن الاستماع والمشاركة بين الطرفين.
- لا تغضب وحاول أن تسيطر علي غضبك فالغضب لا يحل مشكلة بل يزيدها تعقيدا.
- لا تتوقع أن تنسجم مع صديقك سريعا فهناك دائما مرحلة الاكتشاف حتى يبدأ الطرفين في التعرف علي كلا منهما قد يحدث فيها بعض الاضطراب بينكما فحاول تخطي هذه المرحلة إذا ما استو سمت في هذا الشخص خيرا.
- لا تشعر صديقك بأنه مجرد رفيق طريق وأنك لا تهتم به ولا تسأل عليه إلا إذا كنت تريد منه شيئا.

-
أشعره دائما أنك تهتم لأمره.
- حاول أن تكون بينكما علاقة أسرية بأن تعرفه علي أهلك وتدعوه يوما للمنزل ليجلس مع والديك وعرفهم عليه فهذا من شأنه أن يدعم علاقتكما كثيرا وأنت نفس الشيء فحاول أن تتعرف علي والديه وتسلم عليهما وتطمئن عليهم بالسؤال دائما.
- لا تتردد لحظة بأن تصارح صديقك إذا ما شعرت بقربه منك أن تقول له ذلك فبتلك الخطوة مفعول السحر وتعتبر نقطة تحول هامة في مجري صداقتنا.
- وتبقي كلمة وهي أن "صديقنا" لا يأخذ لقب صديق إلا بعد مرور الكثير من الأيام والمواقف فكما قلت الصداقة تراكمية وتزداد يوما بعد يوم، ولا بأس من تقديم بعض التنازلات التي لا تنقص من قدرك، وحتى لا تسيء فهمي لابد أن تتغاضي عن عيوب من تريده صديقا واقبل عيوبه، فلا يوجد من هو بلا عيوب حتى أنت ما دامت هذه العيوب ليست ظاهرة ومضرة لك ولهذا الشخص ولا تتوقع المثالية المطلقة لأنك لن تعطيها حتى تجدها، وكلمة أخيرة وهي أن صديقك من صَدَقك لا من صَدَّقك والصديق هو الصديق وقت الضيق

وفقك الله وأدعو لك من كل قلبي أن لا يحرمك من مثل هذه العلاقة الجميلة فلا شيء أجمل من يكون لك صديق.

*ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة أ.إيناس مشعل، غير الإشارة إلى بعض ما يفيدك عن الصداقة وذلك من خلال الروابط التالية من على صفحتنا استشارات مجانين ، فقط قم بنقر العناوين التالية: كيف أكسب الأصدقاء؟
البحث عن الحب والصداقة
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء !؟
مساعدة الصديق : في حدود ما تطيق !
صديقتي في ورطه ، والمجتمع العربي في ماذا ؟
عندما يتحول الصديق إلى المعالج النفسي
الحب والصداقة سؤال من ملهوفة:

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين ، فتابعينا بالتطورات

 
   
المستشار: أ.إيناس مشعل