إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   hayat 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   sweden 
عنوان المشكلة: لأنني بنت فقدت طعم الحياة متابعة-5 
تصنيف المشكلة: نفسعائلي تربوي: الانحياز للذكر Sex Discrimination 
تاريخ النشر: 08/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 
لأنني بنت فقدت طعم الحياة مشاركة3: متابعة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تتصورون مدى سعادتي من اليوم الذي بدأت فيه الكتابة إلى هذا
الموقع الحبيب ، لأول مرة أعلم بأن هناك أناس يفهمونني ... فرحت لمشاركتك أيما فرحة.

والذي دفعني إلى الكتابة هذه المرة هو قولك "لكن وحديثي
للدكتور أحمد بقي أن ترسم للمرأة المسلمة طريقة للسير عليها بعد أن أقفلت جميع الطرق..!!!!

أنا لا أطلب منك تسيير الناس ولكن كلمه توجيهية أو كلمة تصويرية للمرأة السوية في المجتمع الحديث التي جمعت فعلا بين عبادة الله وعمارة أرضه ....لأنك أوصدت الأبواب ولم تترك لنا رعاك الله متنفس............"

رغم أنه في كتاباته أصبح مُخْتَصِرًا في الآونة الأخيرة ربما لضيق وقته، أو
أنه لا يريد أن يكرر ما قاله قبل سنوات، أو أنه زهق من الكلام : ولكننا لا نشبع أبدا من قراءة كتاباته، وربنا يحفظهم لنا هو و
أ.د. وائل ، وجميع مستشارينا الأفاضل.

ولا أدري منذ متى تتابعين كتاباته.. ولست هنا للدفاع عنه... وإنما أريد أن أشرح ما فهمته من قراءتي له، ومحاولة تطبيقه في حياتي.. الدراسة ثم الدراسة ثم الدراسة هي طوق النجاة .. ولا يأس مع الحياة رغم جميع الإحباطات..

في فترة من حياتي كان ممنوعا أن أخطو خطوة واحدة خارج المنزل لوحدي
، أي أنني أخذت حكما بالحبس في البيت إلى أجل غير مسمى، هذه الفترة كانت في 17 من عمري .. كانت أطول سنة من عمري.. ولكن لم أنسَ حلمي في إكمال دراستي وبعد سنة عندما أتتني فرصة أخرى لم أتردد للحظة..

وعندما حان موعد الدراسة الجامعية والتخصص الذي أريده في مدينة تبعد 400 كم عن مكان إقامتي، وطبعا رفضوا أن أنتقل لوحدي إلى هناك.. ولكن الموت كان أهون عليَّ من أن أرجع إلى المكوث في البيت...

ودخلت تخصصا آخر (كمبيوتر) وبعد سنة أيقنت بأنني لن أستطيع العمل في هذا المجال وتركته، واشتغلت في عدة أماكن في مجالات مختلفة بحثا عما يناسبني أكثر لكي أدرسه..

وبعد سنة بالصدفة البحتة علمت بأن التخصص الذي كنت أحلم به أتى إلى مدينة قريبة مني 140 كم فقط.. وبدأت فيه رغم أنني كنت أمضي 3 ساعات ذهابا و3 ساعات إيابا.. أي أمضي 6 ساعات في الطريق يوميا..

كنت أدرس طوال السنة وأعمل في إجازة الصيف ليس لدي وقت أضيعه.. رغم كل هذا المتاعب والإحباطات إلا أنني كلما أتاني شعور بأن حالي لن تتغير مهما عملت، كنت أتذكر كلام
ابن عبد الله كان تشجيعي الوحيد..

فهمت من كلامه أن استكمال الدراسة هو طوق النجاة، وأن على الفتاة أن تعتمد على نفسها ولا تنتظر المساعدة يجب أن تصنع فرصها بنفسها وأن تستغل المتاح من الفرص أحسن استغلال... وكل شئ تمرين به وتفعلينه تكتسبين خبرة من خلاله...

وحتى الآن ليس لدي عمل دائم أنتقل من مكان إلى مكان هنا 8 أسابيع وهناك 4 أسابيع وهكذا.. ولكني أراه نعمة من ربي لأنني أتعرف على أناس كثيرين وأشرح لهم الفرق بين ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا البائسة...

ولا أخفيكم قولا فإنني بدأت أرى ثماره.. أصبح أهلي يستشيرونني في مسائل تدخل نطاق تخصصي وأصبح رأيي في البيت له ثقله ومن قبل كانوا يسمونني بحزب المعارضة.. هل يا ترى دخلت الديمقراطية في بيتنا أم ماذا حدث.. هل آتت سياسة النفس الطويل ثمارها.. ربما ولكن بالتأكيد لم تستمر 50 سنة وإنما 10 سنوات فقط ..

لقد رسم السبيل وبقي علينا العمل به وتطبيقه والعمل التطوعي مكمل له..

03/09/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


العزيزة الرائعة حياة،

أهلا وسهلا بك على
مجانين ، أحمد الله الذي استجاب لدعوتي بأن أرى مشكلتك وقد جمعت قلوب زوار مجانين على قلب واحد، وها أنت ترين كمَّ المشاركات التي تتوالى علينا تفاعلا وتضامنا معك.

أما أنا فأراقب ما يحدثُ وكلما تابعتِ معنا أو قمتِ بالرد على مشاركة في موضوعك، أجد نفسي كلما بدتْ تفاصيل أكثر عن معركتك الطويلة التي خضتها باقتدار حتى انتصرت، أجد أنني أزداد احتراما لشخصك، فكم كنت قوية الإرادة صلبة العزيمة، وهذه سمات في شخصيتك أنت يا حياة تفاعلت مع رؤية أخي وحبيبي ابن عبد الله أجرى الله الحق والصواب والهدى على لسانه دائما أبدا، ولكن كم حياةً ترى فهمت واتبعت نصائحه؟؟

إن صاحبة العزيمة القوية والتفكير الناضج فقط هي من تستطيع اجتياز ما اجتزته من صعاب، وإلا
فإن من قرأن وتقرأن
لابن عبد الله كثيرات، ولكن من منهن استطاعت تحقيق ما يرمي هو إليه؟ هو يضع المعالم العريضة التي يمكنُ أن تحرك أمةً بأسرها، ومعنى تحرك أنها تدعو للفعل، ولا تقدم الحل للعاجزين عن الفعل، لكن هناك من تنتظرن الحلول الجاهزة، وهن غير مستعدات للتعب.

لو أن أمةَ اقرأ -التي ما عادت تقرأ- قرؤوه وفهموه لاختلف حال كثيرين
، لكننا حين نتأمل ما مررت أنت به محللين نهجك في حياتك يا حياة، سنجدُ أنك التقطت طرف الخيط من ابن عبد الله ، ورأيت أن إكمال الدراسة هو الأولوية الأولى في مرحلتك تلك، ومُنعتِ عن الدراسة مراتٍ لأسباب أسرية غالبا، وسياسية أيضًا، ولكنك في كل مرةٍ لم تفقدي إصرارك، ولم تقعدي لتسكبي دموع الكسالى، وكان أن استعدت المسيرة بعد ذلك كما يظهر جليا في نص مشكلتك الأصلية لأنني بنت : فقدت طعم الحياة.

إلا أنني أسألك وقد بدا أنك أصبت أثناء الرحلة باكتئاب خفيف الشدة أو باضطراب تأقلم بسبب ما اعترض طموحك من مشكلات حياتية، أسألك أليس رائعا أنك قهرت اكتئابك بفضل الله وحدك، وقد استوعبت الطريق الذي رسمه
ابن عبد الله ، أليس هذا ما أشرت إليه بقولك : (رغم كل هذا المتاعب والإحباطات إلا أنني كلما أتاني شعور بأن حالي لن تتغير مهما عملت، كنت أتذكر كلام ابن عبد الله كان تشجيعي الوحيد..)، ومن يفهم ما تذكرين وتفصلين أنك فهمته من كلامه في سطورك التالية لهذين السطرين، يعرفُ أن كلمات ابن عبد الله كانت بمثابة علاجٍ معرفيٍّ ممتد المفعول، وأنت بالطبع تعرفين معنى الدواء الممتد المفعول.

إلا أن هنالك لمحةً تبدو غائبة عنك، فكي لا نكونَ ظالمين علينا ألا نغفل الفرق الكبير بين ظروف المكان من العالم الذي جرت فيه وثباتك المباركة، والمكان الذي تشعرُ فيه أختنا صاحبة
المشاركة3، بأنها عجوزٌ في السبعين بينما هي في عمر الزهرة المتفتحة، وكل الأبواب أمامها بالفعل موصدة، وقد بينت في متابعتها هي على مشاركتها تلك ، كيف أنها تشعر بأن ما تزال كل الأبواب موصدة رغم أنها قرأت مقال ابن عبد الله، ولكنني أظن الفرق واضح لكل ذي عينين بين المكانين، ألست معي في أن كمَّ ما تواجهه هي من صعوبات أفدح وأمر بكثير وفي ومن كل صوب؟

 على أي حال وعد
ابن عبد الله ، بأن يكتبَ مقالاً يوضح فيه أكثر، كما أدعو أنا كل المهتمين بمعرفة حل المشكلات التي تواجه الفتاة هنا أو هناك أن يرجعوا إلى أرشيف إجاباته القديم على مشاكل وحلول ، والجديد على تلك الصفحة وعلى موقعنا مجانين نقطة كوم ، ذلك أن قراءة تلك الإجابات تكسب فاعلها ما يستحيل على مقالٍ أن يعطيه لقارئه.

بقي أن أعلق على آخر ما ذكرته في تلك الإفادة : (هل يا ترى دخلت الديمقراطية في بيتنا أم ماذا حدث..)، فأقول أولاً قولي الشورى ولا تقولي الديمقراطية، أتدرين لماذا؟ لأن الفرق كبير، ولو تعرفين من أين جاءت كلمة ديمقراطية لظهر لك لماذا أنبه أنا على ذلك، فأصل الكلمة كان حكم الناس أنفسهم بأنفسهم Demos Cratos كبديل عن حكم الإله (أو الآلهة لأنهم كانوا يعبدون آلهة) للناس وهذا مبدأ لا ديني، وأما الإسلام فيقدم الشورى، إذن دخلت الشورى بيتكم بعدما فرضت حياة عقلها وحكمتها وصلابتها على الجميع، نعم (آتت سياسة النفس الطويل ثمارها..) وإن استمرت 10 سنوات، لكن الله لا يضيع أجر المحسنين، سعدنا بك، فتابعينا وشاركينا دائما ودمت سالمة
لمجانين .  

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي