إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أحمد 
السن:  
25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: كره الذات: علاج معرفي 
تصنيف المشكلة: أعراض نفسية؟ Psychiatric Symptoms? 
تاريخ النشر: 30/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة


أسأل الله لكم التوفيق والسداد وأنا في الحقيقة ارتحت لكم كثيرا وخصوصا لما رأيت كثرة الإستدلال بالآيات والأحاديث الشريفة، مشكلتي يا دكتور غريبة وهي واحده من عدة مشاكل، هل سمعت بأحد يكره نفسه التي بين جنبيه بل إذا نظر إلى وجهه في المرآة تفل عليه ولعنه وقال لوجهه (عمرك ما راح تصير آدمي ورجل مثل الرجال إلا ها تبقى حمار . يا كرهي فيك لعنة الله عليك ألن تموت....)، هذا قليل من كثير فلا يكاد يمر يومان إلا وحصل ما ذكرت.

أصبحت أكره نفسي كرها كثيرا لأني لست جديرا بالاحترام فلقد أهينت نفسي كثيرا في الصغر وذلك من خلال شدة أبي فقد كان سريع الغضب ويضرب، ولا أكذب عليك إذا قلت لك أني أذكر أول مرة ضربني فيها الوالد وأنا عمري 5 سنين وأذكر أني تبولت على نفسي من الضرب والخوف وتتابع الضرب بشكل متقطع إلى سن 19 تقريبا.

أما إن سألتني عن أشكال الضرب فهي( الكفوف على الوجه ذلك الكف الذي يجعل الدنيا تظلم في وجهي.التفل على الوجه مصحوبا بالتهديد والكلام الجارح .الضرب بالنعال على الوجه، الضرب بآلات والخيزران أما الشتائم فمن كثرة سماعها أصبحت لا أغضب عندما يغلط أحد علي، فقد كنت ضعيف الشخصية في المدرسة أشعر بالغيظ ولكن أخاف من الرد وكثيرا ما تعرضت للضرب.

أما أمي فهي عصبية أيضا ولكنها حنون، وأذكر مرة أنها زعلت وبدون تريث رمت علي المقص فسبب لي نزيفا، كما أنها كانت لا تخفي صغيرة ولا كبيرة عن والدي وقد ورثت عنها الخوف وضعف الشخصية وكثرة التردد.

أجد نفسي شاذا فمن الطبيعي أن تنسى الأمور المحزنة وتعيش حياتك أما أنا فمحرم علي النسيان. وكل ما حدث لي من ذكريات محزنة أو اليمة فهي قريبة مني جدا ويسهل استحضارها في كل لحظة، كما أنه من الطبيعي أن تحب والديك فأنا أحبهما ولكن الذكريات تتردد دائما وتكدر صفو نفسي.

أكره نفسي لأني كثيرا ما أخطأ وأنا لا أقصد فأتعرض للانتقاد اللعين. أكره نفسي لأني لا أتمكن من فهم الأمور بسرعة ومماشاة الشباب في مثل سني.أكره نفسي وأكره من يشبهني في شكلي وأخلاقي حتى لو كان أقرب الناس إلي.

أكره نفسي لأني أتأثر تأثرا بالغا بالكلام والنظرات والابتسامات التي لا أفهم مغزاها. أكره نفسي لأني إذا جلست على مائدة فقد أتضايق من أصوات الناس وهم يأكلون تلك الأصوات التي تنبعث من أفواههم أنها تمزقني من الغيظ وغيري مستمتع بطعامه.

أكره نفسي لأنني لم أتمتع بطفولتي ومراهقتي كل ما أذكره هو الألم.
أكره نفسي لأني كثير النسيان أكره نفسي لأني لم أحظى بمحبةٍ ولم أشعر بطعمها قل لي بربك هل شخصية كالتي ذكرتها لك جديرة بالاحترام.
إني أتعرض للأخطاء المحرجة كما ذكرت لك ثم أهرب من وجوه أصدقائي حتى لا يتكلمون في الخطأ فأزداد غما وحزنا ومحاسبة عسيرة للنفس.
إنني أتساءل دائما فأقول إلى متى؟ كما أذكرك بأني متقلب العواطف جدا جدا .أحب لو أن دمعي لا يتوقف لأني أشعر أن حياتي مغلفة بالحزن والذكريات الكريهة. فلم السعادة؟

رحماك يا الله فلقد كرهت نفسي وكرهت من حولي وكرهت الحياة، وأخشى علي الجنون. أسطر هذه السطور والعبرة تخنقني ووددت البكاء إلى الصباح.
 
1/9/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


صديقي؛
إنني في حيرة من أمرك حقيقة.. ألا تلاحظ أنك قد تبنيت أسلوب والدك معك وتطبقه مع نفسك طيلة الوقت؟؟ ألا تدرك أنك في محاولتك للسيطرة على ما يحدث من والديك وضعت أسوأ ما فيهما في داخلك وبدأت في معاملة نفسك بالمعاملة السيئة ذاتها
؟؟

تقول أنه من الطبيعي أن تحب والديك... وأعتقد أن مشكلتك تكمن في أنك ممزق بين كراهيتك لما فعلا معك مرارا وتكرارا (والتي تسبب لك مشاعر الغضب ناحيتهما وبين ما علمك إياه المجتمع من أنك لا بد أن تحب والديك مهما فعلا...

أقول لك يا صديقي أنه ليس من اللازم أن تحبهما وإنما ما هو مطلوب منك في جميع الأديان هو الاحترام والطاعة والرحمة حين يبلغا الكبر والخرف وهذا أيضا على اعتبار أنهم أناس أسوياء... لم تطلب الأديان أن نحب الوالدين ولم تطلب ألا نغضب منهما ولم تطلب أن نصدق كل ما يقولان لنا.. إنما تتولد الثقة والحب من العلاقة الحميمة التي يمارسانها معنا إذا كانا يعرفان كيف يمارسانها.

أغلب الظن أن أباك يكره نفسه كرها شديدا وهذا يفسر عنفه المبالغ فيه... فأنت تمثل جزء منه وامتداد له وهو يكره نفسه، وربما رباه أبواه نفس التربية الإرهابية العنيفة التي استخدمها معك.. وهذا النوع من الرجال لا بد وأن يحتاج إلى امرأة ضعيفة الشخصية وإلى أبناء ضعيفي الشخصية وإلا تهدد سلطانه الواهي.

ولكن لماذا تدع ما حدث في الماضي يؤثر على الحاضر ويلتهم المستقبل
؟؟
ماذا لو قلت لك أن والدك مريض وأن والدتك بالتبعية مريضة؟؟
لماذا تحتقر نفسك من جراء ما يفعله المرضى... ليس على المريض حرج، أليس كذلك
؟؟
من الأفضل أن تركز على الحاضر والمستقبل فإن والدك ووالدتك لن يبقيا أمد الدهر وفى الغالب سوف يسبقانك إلى الموت.. أستظل في هذه الحالة إلى نهاية حياتك
؟؟

أبدأ فورا بتغيير رأيك في نفسك.. تتساءل وتقول إلى متى، وأقول لك إلى أن تغير رأيك وتتخذ قرارا بأن تسمح لنفسك بحب نفسك.. بأن تسمح لنفسك بأن تكون من تريد أن تكون.. إذا كنت غير راض عن نفسك في الحاضر فما الذي يجب أن يحدث لكي ترضى؟؟؟
حدد ما تريد ثم أبدأ في وضع خطة تنفيذية له وابدأ في التنفيذ فورا...

مما أستشف من خطابك أنه قد انتهى الضرب منذ ستة سنوات.. لماذا تصر على أن تعيش في الماضي وأن تكرره وتحافظ عليه وكأنه عبادة أو ديانة؟؟
إنك تتمسك بالماضي والذكريات السيئة في محاولة غير واعية (أي في اللاوعي) لأن تثبت أنك أفضل من والديك عن طريق أن تبقى في دور الضحية (هناك ديانة كاملة قائمة على أهمية الضحية البريئة) لماذا لا تخلق لنفسك دورا آخر؟؟ ما هو الدور الذي تريد أن تلعبه في الحياة
؟؟

أرجو الإجابة على الأسئلة التالية بالإضافة إلى الأسئلة السابقة:
ماذا تريد أن تكون؟ ماذا تريد من حياتك؟ كيف تريد أن تكون حياتك؟
إذا توفى والداك اليوم فماذا أنت فاعل بنفسك؟
ما هي اهتماماتك وهواياتك؟؟ لماذا لا تستكشف المزيد في نفسك وفي الحياة؟؟ ماذا تنتظر؟
لماذا لا تأخذ من الماضي سببا لأن تدفع نفسك إلى النضج والتطور والنجاح؟؟

لقد عانيت الكثير، أما حان الوقت لكي تعيش كما تريد وأن تستمتع بالحياة؟؟؟ ابدأ الآن. أرجو
المتابعة معنا
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب

 
   
المستشار: أ. علاء مرسي