إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   لا ورطة بعد اليوم بإذن الله .. 
السن:  
30-35
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: بدلا من انتظار الزوج – متابعة2 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة 
تاريخ النشر: 25/11/2004 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا صاحبة استشارة: تغيير استراتيجي: - بدلا من انتظار الزوج، ومتابعتها بدلا من انتظار الزوج: الشك والمغامرة، متابعة، سأتابع الآن الرد على تساؤلات حضرتك
يا دكتور أحمد, لتتضح الرؤية, ولكن قبل أن أبدأ, أود أن أشكركم من أعماق قلبي على هذه الفرصة النادرة التي تتيحونها لنا لنقول ما نريد, فأنا ألاحظ على نفسي أنه وبمجرد أن أكتب ما بداخلي, أشعر بتحسن, حيث تتبلور الأفكار وتتضح رؤيتي وأفهم نفسي أكثر وأكثر, فكيف وأنا أجد من يحاورني ويفكر معي ويبصّرني بأمور لم تخطر لي على بال؟؟

جزاكم الله كل خير يا دكتور, كم كانت الأرض مظلمة في عيني قبل أن أتعرف عليكم, أنار الله لكم الصراط كما أنرتم حياتي..
نأتي إلى الإجابة عن التساؤلات التي طرحتها حضرتك خلال الرد:
1- حضرتك قلت: "ثم تدخلين في الحديث عن الأمان، وهذا المعني يتضمن مستويات متعددة أخشي أن الخلط بينها سيصيب القراء، كما يصيب الكاتب والسائل بالتشويش، فعن أي أمان تتحدثين ؟‍ هل تتحدثين عن اتفاق الظاهر مع الباطن؟‍!!"

نعم تماما, هذا ما أقصده, أريد إنسانا صادقا, يتفق كلامه مع فعله, لا أريد من يردد الكلام كشعارات ليكسب ما يريد أن يكسب وعند التنفيذ أفاجأ بإنسان آخر.. تستطيع أن تقول أنني لا أريد منافقا, طبعا لا أنا ولا أي إنسان في الدنيا يستطيع الالتزام بالصراط المستقيم 100% .. لأننا بشر, وليس هذا ما أريده, كل ما أريده هو أن أشعر بالأمان مع الرجل الذي سيكون القيّم علي, فلا يغدر بي يوما, مؤلمة كثيرا تلك الطعنات التي تأتي من الخلف!

لكن كلام حضرتك كعالم في النفس الإنسانية أقلقني, حضرتك تقول: "خبرتي أن هناك مسافة ما بين ظاهر كل إنسان وحقيقته", ماذا يعني هذا الكلام؟؟ هل هذا يعني أن كل إنسان منافق بدرجة ما, فهناك المنافق بدرجة 1%, وهناك المنافق بدرجة 35%.. وهكذا ؟؟ أم أن حضرتك تقصد أن لدى كل إنسان هذا الجزء الداخلي الخاص به, والذي لا يحب أن يطّلع عليه الآخرون, وهو ما اصطلح علماء النفس على تسميته بـ "عورة الذات"؟؟

وهل وجود هذا الجزء الخاص بكل إنسان يعني أن يكون منافقا؟؟ أرجو أن توضح لي أكثر في هذه النقطة, "عشان أفهم صح".. ثم حضرتك تقول أننا نحتاج الخبرة والبصيرة لاكتشاف هذه المسافة في الإنسان...أريد مثالا توضيحيا...وليكن هذا المثال عن حالة مشابهة لما نتحدث عنه: علاقة خطوبة أو زواج....

2-
مفهوم الرجولة الذي أقصده هو: الأمانة, الحلم, الشهامة, عفّة النفس, الحكمة, التواضع, اللين والرأفة والرحمة, الالتزام بالمسؤولية, عدم الاستبداد بالرأي واتخاذ الشورى مبدأ في الحياة كلها لا الزوجية فقط -شكرا للدكتور وائل لتوضيحه لنا الفرق بين الشورى والديمقراطية-, احترام المرأة واحترام عقلها وإنسانيتها, هل بقي شيء آخر؟؟

المهم أن هذا ما أقصده بمفهوم الرجولة, وقد قرأت مقال حضرتك عن أيزو الزواج, لقد كان مقالا رائعا بالفعل, وأعترف أنني كنت من ضحايا الأيزو فيما سبق, فقد كنت اعتقد أن فارس الأحلام يجب ن يكون على الصراط المستقيم تماما بل وأكثر من التمام, ولكنني وبعد أن مررت أنا نفسي بتجارب كنت أخطئ أحيانا وأحيانا أصيب, وبعد أن قرأت الكثير والكثير مما تكتبونه عن الإنسان ونفسيته, وبعد أن أدركت بنفسي ومن خلال تجربتي أن الإنسان بل كل إنسان معرّض للخطأ والمرض مهما كان نوعه, عندها فقط عدلت هذا الأيزو في رأسي, ولم أعد أنتظر السوبرمان منقذ البشرية, بل أصبحت أنتظر الرجل الذي تتحقق فيه معاني الرجولة, ويكفيني نسبة 80% فقط منها, ولكن مالا أستطيع التساهل فيه هو جانب الصدق..فهل لا زلت واقعة تحت تأثير أيزو خيالي؟

الحمد لله أنني أستطيع أن أعطي وأعطي, ولكن لا أستطيع أن أستمر في العطاء حين أجد أن الآخر بدأ يستغل هذا الجانب فيّ, أعرف تماما ما الزواج وما تبعاته وما مسؤولياته, ولكنني أعرف أيضا أن الراحة النفسية هي أول باب ندخل منه للنجاح في هذا الزواج, بل في الحياة كلها.. فكيف سأرتاح نفسيا مع إنسان ظاهره غير باطنه؟؟ وأنا أتوقع منه الغدر كل لحظة؟؟

كنت أقرأ في كتاب "مفاتيح التميز والنجاح" كانت الكاتبة تتحدث عن صفة مهمة في الإنسان وهي صفة الإخلاص, وجعلتها هي جماع كل الأخلاق الحميدة والأساس الذي تنبني عليه.. وبقراءتي لكلماتها عرفت أن هذا هو تماما ما أريده: رجلا مخلصا (ليس مخلصا لي, بل مخلصا لله). وإن شاء الله يجعلنا الله جميعا من عباده المخلِصات والمخلَصين.. آمين

3- حضرتك لفت نظري إلى جانب مهم جدا: الاستقلال المادي للزوجة يعطيها مقدارا كبيرا من الشعور بالأمان; نعم هذا صحيح, وهذا يعني أنني يجب أن أظل ذات ذمة مالية مستقلة طيلة حياتي..

4-
حضرتك قلت: تخيلت وأنت تتحدثين عن شأن الزواج وكأنك تذكرين العلاقة بين حاكم ومحكوم، علاقة متخيلة تقوم علي تفويض نهائي بالتصرف، أو توكيل عام لا مراجعة فيه، ولا اعتراض معه، ولا حوار لا خط رجعة!!

هذا صحيح في مجتمعاتنا التي تعطي الرجل حق القوامة المطلقة على المرأة إلى درجة الوصاية "الوصاية على كل شيء" حتى في تفكيرها, وأنا أقصد الرجل بكل أشكاله: أبا وأخا وزجا, حضرتك أصبت كبد الحقيقة بقولك هذا, لأن هذا هو الوضع الذي أفضل الموت على أن أعود للعيش فيه, لقد حققت حتى الآن وله الحمد مكاسب جيدة جدا في نيل حريتي بكافة أشكالها, وقد دفعت الثمن, ولا أريد أن أعيد قصة النضال من أجل الحرية من جديد ولا أن أجدد دفع الثمن, أريد أن أبدأ بالبناء, هل سأقضي عمري كله وأنا أتحرر, إذا متى سأنجز ؟؟؟

5-
حضرتك تقول: "تزوجي يا أختي فإنه إن كان رجلا بالمعقول فسيسعدك، وإن كان غير ذلك فيكفيك شرف المحاولة، ولذة المغامرة فيها أفضل قطعا من الوحدة وبخاصة حين تطول، والله أعلم", لا أدري من أين تأتي حضرتك بكل هذه الجرأة, هل يمكن أن تدلّني على المحل الذي تشتريها منه, وأرجو أن لا تكون باهظة التكلفة!!
سيدي, الفرق كبير بين الرجل والمرأة في المجتمع, كيف سأجرب وأفشل؟؟ أنا لا أستطيع حتى تخيل هذا!!
ربما أن خوفي من الفشل ومن تبعات هذا الفشل ومن تداعياته, هو الذي يجعلني ألقي بالفكرة وراء ظهري تماما.....فشل؟!؟
حسبي الله ونعم الوكيل.

الرد السابق كتبته قبل أن أقرأ المشاركة التي وصلت من الأخت رحاب..: تغيير استراتيجي: بدلا من انتظار الزواج مشاركة، وكلامي الآن موجّه لها..

شكرا يا رحاب لمشاركتك القيمة التي دعمتني فعلا,, جزاك الله كل خير..... وهناك نقاط أحب أن أناقشها معك..
1- بالنسبة لدافعي للزواج, وما تقولينه أنت عن الدوافع للزواج صحيح, ولكنها بالنسبة لي لا تتحقق إلا بكسر الحاجز الأساسي, وبتلبية الحاجة الأساسية وهي: الثقة فيمن سأتزوج, إذ كيف أستطيع منح وأخذ الحب -مثلا- من شخص أخشى جانبه؟ وقيسي ذلك على كل الأمور الأخرى.

2- "ضل راجل ولا ضل حيطة"..... ربما كان هذا صحيحا, ولكنني أعرف كثيرا من الرجال الذين أفضل أنا شخصيا العيش في العراء -وليس في ضل حيطة- على أن أكون في "ضل" أحدهم.... ربما زوجاتهم قد تأقلموا مع الوضع, وربما يأخذن بالمثل القائل: "اللي تعرفه أحسن من اللي تتعرف عليه", لكن بالنسبة لي الأمر مختلف.... لأنني لا أريد استبدال جهنم بالسعير.... هل فهمتني الآن؟

كل ما ذكرته من الأمور عن "الحيطة الراجل" صحيح, ولكن كيف ستلجئين إليه لتجدي الحماية والرعاية والأمان إذا كان مخادعا, أو أنانيا, أو لا يرى أنك ذات أهلية أصلا, أو....؟؟

3-
أما عن عصمة الأنبياء, فيبدو أنني لم أوضح المقصود بالشكل الكافي, لم أقصد بالعصمة أنني أريد إنسانا لا يخطئ, ومن منا لا يخطئ, ولكنني أقصد بالعصمة أن هذا الإنسان بالتأكيد وبنسبة مليون في المائة سيرجع عن خطئه حين يخطئ وسيندم , ويكون لديه الجرأة الكافية ليواجه نفسه ويعترف بخطئه, وسيقبل النصيحة, ولا يكون من أولئك الذي تأخذهم العزة بالإثم ويكابرون ويختلقون المبررات والأعذار ليبرروا أخطاءهم وتصرفاتهم... نعم, حتى الأنبياء يخطئون في أمور الدنيا, ولكنهم يسمعون الرأي الآخر ويحترمونه لا يسفهون ويحقرون قائله لمجرد أنه امرأة أو لأن هذا الرأي مخالف لآرائهم.. أو لأسباب أخرى.

أريد هذا الذي يتجرّد للحقيقة, وأينما كان الحق ذهب معه حتى ولو كان عند الأعداء... أعلم أن هذا يحتاج الكثير من الجهاد والقدرة على ضبط النفس, وكلنا قد نفشل أحيانا في هذه المحاولات فتغلبنا نوازعنا الشخصية, ولكن الأساس هو: أننا نسعى لنكون كذلك.

وأما البحث عن أتباع الأنبياء, فـ"إيدي على كتفك" هل لديك طريقة تتأكدين بها من هذا الذي يظهر من كلامه أنه من أتباع الأنبياء, هو كذلك فعلا؟؟ فقط أريد طريقة للتأكد من إخلاص المرء..... تعرفي.... وبسبب أنني كنت أجد الأبواب موصدة للتأكد من أخلاق وشخصية الخاطب, كنت أبتكر حلولا "شغل عيال".

مثلا:
أحيانا يخطر في بالي أن أجري للعريس الخاطب ما يسمى باختبارات كشف الكذب!! أو آخذه إلى من يستطيع فعل ذلك من أطباء ومعالجين نفسيين, ولكنني لم أفعلها بعد فلا أظن أنها طريقة لائقة اجتماعيا. وأحيانا يخطر في بالي أنه لا بد أن يكون هذا الرجل الذي أتزوج به "مجرّب", ولكن كيف؟؟

هل عندما يتقدم لي أقول له: أذهب وتزوج أخرى وإذا أعجبتني معاملتك لها فعد وسأتزوجك, وساعتها ماذا يفعل بالأولى: يطلقها, أم يتزوج عليها, وفي كلتا الحالتين سأكون قد فقدت الثقة به, لأنه إن طلقها فهو لا يؤمن جانبه, وإن تزوج عليها فكيف سيرضى أن يجرح مشاعرها بأن يتزوج أخرى..

لكن الآن لن أفكر بالحل وحدي -وبالتالي لن أعود لشغل العيال ده-, بل لدي من هم أساتذة كبار يفكرون معي, ولدي أخوات أيضا مثلك يا رحاب, يعطونني خلاصة تجاربهم ونصائحهم, فالحمد لله على هذه النعمة....وجزاكم الله كل خير جميعا.

4- كلامك عن الظاهر والباطن جميل, وليتني كنت مثلك آخذ الأمور بهذه البساطة! وشكرا على هذا الدعاء المتميز, فعلا جميل....

5-
شكرا أيضا على نصائحك بالنسبة للمستقبل, من الاستمرار في الاستخارة, ومن العقلانية وحسن التفكير, وهنا تكمن المصيبة, لأنني لا أعرف على أي مقياس أقيس هذا أل "بني آدم", هذا ما أريده, مقياس صحيح أفكر على أساسه.

6- أما عن الاستماع لقصص البيوت الخربة, فأنا يا أختي العزيزة لا أسمعها بل أراها, وأعيشها, وقد أدركت مؤخرا أن هذا الوضع هو ما يفاقم أزمتي, ولهذا فإنني فعلا قد ابتعدت عن الجلوس مع كل النساء الشاكيات النائحات.

بل أحاول أن أتسقط أخبار الأسر السعيدة والزيجات الناجحة لأرفع قليلا من روحي المعنوية ولأمحو السواد الذي يغلف نظرتي للزواج كله, أعرف أنه لا بد من الاختلاف, ولكن ليس بالضرورة أن يتحول الاختلاف إلى خلاف يدمر العلاقة الزوجية ويدمر الأطفال أيضا, هذا ما أسعى إلى تعلمه الآن وإلى تعليمه من حولي من الزوجات: كيفية إدارة الاختلافات الزوجية, وكيف نحقق التفاهم في الحياة الزوجية..

7-
معك حق, كل شيء في حياتنا يتغير بأيدينا, ولكن بعد أن نجد الطريقة الصحيحة والدواء الصحيح, أليس كذلك؟؟ وكلّي أمل الآن أن أستطيع البرء من هذا الداء على يدي هذا الموقع, شكرا لك, لقد نبّهتني فعلا إلى أنه: بل هناك دواء, وهناك برء....والخطوة الأولى هي في البحث عن هذا الدواء.. "همّتك معانا يا دكتور, دي شغلتك بقا"..

8- أنت قلت: "لذا فأنت تطلبين من الله أن يسبب لك رجلا يكون سببا لشعورك بالأمان والاطمئنان..".. جبت الفائدة فعلا, ربنا هو المستعان على حل هذه المعضلة, بل وعلى كل شيء في هذه الحياة..

شكرا لك على هذه الدعوات الرقيقة, وربنا يسمع منك, وإن شاء الله نرى متابعتك التي تلبين فيها طلب الدكتور أحمد.. وأنا بانتظار رد حضرتك على متابعتي وعلى مشاركة الأخت رحاب....لقد قوي الأمل بداخلي كثيرا في قدرتي على تخطي هذه العقبة في حياتي. وجزاكم الله كل خير..وإن شاء الله سيكون الشفاء على أيديكم..

1/10/2004

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت المتابعة، وأنا أدعو الله سبحانه لك وللقراء ولي أن ينير الله بصائرنا لنرى الحق حقا فنتبعه، وألا نخلط علينا الألوان ولا السبل، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، هو ولي ذلك والقادر عليه.

طال بنا الحوار يا آنستي، وأخشى أن يمر الوقت فلا تجدي من تطمئنين إلي أمانته، وعلى كل حال أقول.
1- ازدواجية الإنسان بين الظاهر والباطن، وهي موجودة غالبا، ولكن بدرجات متفاوتة، هذه الازدواجية ليست هي النفاق، بينما الازدواجية الإنسانية الطبيعية -بقدر معين- هي أكثر تركيبا، ولها مصادر متعددة مثل الفارق بين نية المرء وقدراته، وتمنياته لنفسه وللعالم، وتقديره لإمكانته ورؤيته وإدراكه لواقعه في حين يختلف الواقع بدرجة أو بأخرى عن إدراكنا وتصوراتنا له، وبالتالي لن نستطيع أن نكون تماما كما نتمنى أو نريد أو نتوقع ونخطط، وهذا غير الكذب المتعمد أو المرضي.

ونحتاج إلى البصيرة والخبرة لنعرف مثلا أن صاحب الخلفية الريفية أو النشأة المتواضعة اجتماعيا أو التعليم التقليدي أو الأجنبي سيكون لديه تصورات ومحاذير ومقاييس للأمور تختلف عن أغياره في هذه النقطة أو تلك، فالمرونة عند الريفي ستكون سببا أقرب للتشدد إذا ما قورنت بمرونة ابن طبقة الأثرياء صاحب الخلفية الاجتماعية المتفرنجة...وهكذا. وحتى الالتزام الديني في هذا يختلف عن ذاك ... الخ، وتأتي الخبرة والبصيرة لنكتشف تفاصيل هذه التخمينات في حالة بعينها من خلال الكلمات والتصرفات والمواقف والاختيارات.

2- في كل إنسان عيوب، أو على الأقل عيب واحد فادح، وربما تختارين أنت ألا يكون هذا العيب هو الكذب أو النفاق أو عدم الإخلاص بحسب تسميتك... ولكن ربما سيكون مستبدا بعض الشيء أو غير ذلك، والأفضل أن تقولي أنني أريد رجلا تتحقق فيه هذه الصفات جميعها بنسبة معقولة، ولا أقبله منافقا أبدا، وانظري لنفسك لتجدي أن لديك من الصفات الجيدة والسيئة ما هو موجود أو غائب، ولكن ليس بنسبة 100%، فهل تحسبين أن تتوافر كل صفة من الصفات المذكورة بنسبة 80% أم كيف تحسبين هذه القسمة؟!!

3- لن أكرر ما قلته في مسألة الاستقلال المادي للزوجة.

4- يا أختي رأيت الكثيرون من "الملتزمين" يدافعون عن "المحافظة"، وعن الضوابط والحدود... الخ، وهذا جميل وأساسي، ولا نهضة ولا عمران ولا حياة سليمة بغيره، ولكنني لم أرَ من يدافع عن الحرية بصدق وللجميع، وأغلب من يتصدون لهذا هم للأسف يصدرون من خارج المنطلقات الإيمانية، ولا يوجد عندي حل لهذا
!!!!

أنت تطلبين رجلا يتنازل عما يعطيه له المجتمع والسياق الثقافي المحيط من سلطات، تريدينه حرا ومتحررا، والموضة السائدة الآن هي "تحرير المرأة"، ولن تتحرر المرأة إلا إذا تحرر الرجل من كل قيود الجاهلية والأعراف السلبية، فما لديك خطة واضحة ليحصل هذا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه!!!!

الرجل يعيد إنتاج التسلط والقهر الذي يمارس عليه، وراجعي إجاباتنا علي موقع إسلام أون لاين.نت: "ليتني حمار أو فراشة: التجربة الأنثوية"، ولا أحسب بالتالي أن نضالنا أنا وأنت وكل محب للحرية -التي هي أعظم نعمة من الله- سيتوقف، إنما هو نضال مستمر مع أنفسنا بأنفسنا، ومع غيرنا، والله المستعان، ومن قال أن التحرر ليس بناءً، وأن هناك أسرة بغير ثمن، بعضه قيد علي الحرية أن هناك حرية دون مقابل من مسئوليات وواجبات، وأحيانا أخطاء.

5- أما عن الفشل فقد تعلمت من الحياة، ومن كلمات سابقة بعضها لك أنه جزء من تجربة العيش، وأن الحل الوحيد النهائي لكي لا نفشل ليس هو التخطيط والحسابات فقط، ولكن الحل هو ألا نعيش أية تجارب، أي لا نعيش البتة، والإنساني أن نحسب ونخطط، ولكن أيضا أن نعيش تجربة وخبرة الحياة التي تحتمل بداهة أن ننجح فنسعد، أو نفشل أحيانا فنتعلم، والفارق هو أن نعتبر كل فشل نصاب به بوصفه نهاية العالم، أو أنه فشل كامل ونهائي لا قيام بعده!!! وهذا هو الخسران.


وأترك الفرصة للطبيبة رحاب لترد علي تعليقاتك عليها، وأذكر بيت شعر يقول:
"ويفوز باللذات كل مغامر ويموت بالحسرة كل جبان"

وأنهي بقول الشاعر العربي الحكيم:
"وإن أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت، وأي الناس تصفو مشاربه
 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله