بارك الله بك يا بني – ولي الشرف أنك ناديتني بأمي كم كانت هذه ال "أمي" دافئة وحنونة – وبارك خطواتك , ما أروعك وأنت تتابعنا للمرة الثانية , لم تنسنا كما يفعل الكثير- مع التماسنا لهم العذر- .. الغالب يحطون رحال همومهم ببابنا ونرد عليهم ولكنهم يستخسرون متابعة يخبروننا فيها بما نطلبه منهم أو بالتغيير الذي يحدث في مجريات حياتهم .. ربما لأن هدفهم هو فقط أن يرتاحوا من أعباء همومهم ولم يفكروا يوما أن يكونوا عوناً لغيرهم من خلال متابعاتهم ..
ولكنك – كما قلت لك – من ذلك الطراز الفريد الذي يحيا بهمّ الأمة والناس .. أرجو ان يحيي الله تعالى في قلوب شبابنا جميعاً همّ الأمة والناس ..
- بسيطة جدا هي تلك القاعدة , ولكنها في نفس الوقت عميقة جدا وجوهرية جدا جدا جدا .. " لا تهتم .. ربنا موجود " ليتنا نحيا بها دائما , كم ستحلو الحياة وتهون صعابها !
- بارك الله لك في والدك الذي هو على استعداد أن يبيع ثيابه لتتم أنت دراستك, في الحقيقة قليل من الآباء من يفعل ذلك أو حتى من يشعر بهذا الشعور وبهذه المسؤولية تجاه أبنائه , فهنيئاً لك هذا الوالد الحنون والذي أرى أن تقبيل قدميه يوميا لا يفي بالبر به !!
فعلا أنت لديك جوهرة وكنز غالي, أتمنى أن تقدر قيمته وهو لا يزال موجوداً في حياتك, وأعاذك الله من أن تكون مثل كثيرين من الذين لا يعرفون قيمة نعمة الله عليهم إلا حين فقدها .. أعانك الله ورزقك بر والديك ورزقهما برك بهما ..
- بل إن الله تعالى رزقك بكنز ثان وهو : أصدقاؤك الصالحين , هذه الصحبة الصالحة هي من أهم ما يعين الإنسان خلال طريقه إلى الله .. فتمسك بهم وابق معهم وكما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول : "عضّ عليهم بالنواجذ" ..
- صعدت إلى السطح وأنت تضحك وتبكي .. نعم .. لكم كان إحساسك بالانعتاق رائعا, أعتقد أنك أحسست بانزياح الأثقال عن كاهلك .. فشعرت بالحرية .. إنه الإحساس بالطهر والخلاص من الذنوب وبارتياح الضمير , هذه النعمة الربانية والبوصلة الإلهية القابعة في أعماق كل منا, أدام الله علينا نعمة الضمير ليستمر في تنبيهنا حين الخطأ ...
وهاهي بشائر توبتك تظهر في حياتك : المسجد هو البيت , الصحبة الصالحة , الزيادة في الطاعات إما شكراً وإما تعويضاً عن تقصير ما, وهذه النفحات الشذية التي ينفحها إيانا ربنا تبارك وتعالى في أكثر الأوقات بركة لتشد من أزرنا وتريح أفئدتنا وتشحذ عزائمنا للمزيد والمزيد ..
الحمد لله على هذه النعم, وأدامها ..
- ما أحب أن أقوله لك هو أن هذه الحماسة وهذا السرور بالحياة الجديدة الطاهرة النقية ستفتر رويداً رويداً, وهذا من طبيعة الأشياء, فدوام الحال من المحال , ما العمل عندها ؟ العمل يكمن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم لنفحات, فتعرضوا لها" .
أي هناك أيام مباركة ومواسم عبادة منتشرة على مدار اليوم وعلى مدار العام , وهي كفيلة بإعادة الشحن من جديد إذا خضناها كما يجب, وها نحن على أعتاب رمضان , فاللهم سلّمنا لرمضان وسلّم رمضان لنا .. وتقبله منا وأخرجنا منه أكثر تقوى وقربا منك .. آمين .
ما أروع برك بي – وأنا أمك الالكترونية: ) - بهذه الدعوات الرائعة, اسأل الله تعالى أن يتقبلها منك وأن يجعلني أهلا ليأخذني شهيدة ! ..
سررت كثيرا بهذه المتابعة الرائعة -والتي أعتبرها أطيب وألذ حلوان تذوقته -, وبإذن الله سيكون لك شأن كبير يعز الله به دينه على يديك, فقط عليك أن تلتزم بعد أن عرفت, وتثبت وتصبر وتواظب ..
وستفعل بإذن الله لأن :"ربنا موجود " مش كده ؟
ولا تنسانا في رمضان من صالح دعواتك .
أمك. |