إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أبو المجد 
السن:  
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   الأردن 
عنوان المشكلة: وصايا على طريق التغيير والنجاح -متابعة2 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: عسر مزاج Dysthymia 
تاريخ النشر: 07/09/2005 
 
تفاصيل المشكلة
 
أختي الكريمة
لمى ..

السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته, وأشكر لكِ ردك على
رسالتي الثانية التي آمل أن تلتمسي لي العذر في قراءتها متأخراً جداً ولكنني عدت لأراها وأقتبس منكم النصيحة والصلاح والذي أراه ـ ولله الحمد ـ جلياً بشكل واضح في إجاباتكم على آلاف الشباب الذي يعاني بسبب حالنا وواقعنا المزري ـ للأسف ـ باختلاف مناحيه.

نأتي للمهم :

ألبي طلبك الآن بذكر بعض البنود التي أثرت فيّ واعتبريها باقة ورد أقدمها لرد إحسانك علينا بتقديم المشورة ... ولتكن نبراساً لكل الشباب أقول من خلالها ببساطة " لا تهتمّ.. ربّنا موجود "

بداية أورد كيف أخبرت أهلي ..
فكرت طويلا جداً في عدة سيناريوهات أقدمها لأهلي كتبرير لتباطؤي في التحصيل الدراسي لكنني في ذات الوقت كنت خائفاً من ردة فعل أبي ـ العصبي نوعا ما ـ .... وفي إحدى الليالي نمت ( ولم أكن تبت بعد ) ورأيت في منامي رؤيا أنني أجلس مع أبي في سيارة وطلب إليّ أبي أن أقود السيارة .... فأخبرته أنني لا اعرف القيادة ..... فأصرّ عليّ أن أقود ..وفعلا استجبت لرغبته وقمت بقيادة السيارة أمام نظرات إعجابه ومديحه ...حتى واجهني شارع طول والمشي فيه يشكّل عبئاً ..... حاولت السير فيه لكنني لم استطع ... فنزلت وقلت لأبي قد السيارة أنت فأنا لا أستطيع ....... لكنه بالرغم من استيائي واستيائه قال : قد السيارة مرة أخرى فأنت تستطيع الوصول بها للنهاية ....

طبعاً انتهى الحلم إلى هذا الحد وشعرت بشعور سعيد حالما أفقت صباحاً ...وجريت إلى صديقي الأقرب لي أخبره بشأن الرؤيا ..... فقال لي : الاثنين ... اليوم الاثنين ... أخبر أباك بأمر دراستك اليوم ....

تشجعت واستغفرت الله طويلا ونويت أن أخوض غمار المصارحة لأول مرة في حياتي بعد طول عناء من الغموض وحب التستّر والتخفي عن الأهل والواقع .... وفعلاً طلبت من أبي أن يجلس ويستمع إليّ حتى النهاية ....

أخبرته بكل شيء ونبرة انكسار وحزن طغت على محيّاي لا أعرف سببها , المهم أنني أخبرته ... وهو بدوره أجاب عليّ جواباً زعزع ما تبقى من أركاني أمامه .... فقد قال لي : يا بني , لو وصل بي الأمر أن أبيع ملابسي لأدرسك فوالله سأدرسك ...

حينها لم استطع الصمود ودمعت عيناي ـ رغم أنني من النوع الذي لا يبكي أمام أي تأثير ـ ... خرجت من الغرفة وصعدت إلى سطح البيت .... ولا إرادياً أصبحت اضحك وابكي ... أبكي للموقف الذي حصل وأفرح لأن بالي خلا من أي معكّر .......

مضى الوقت سريعا وقام أذان العشاء , ذهبت إلى صديقي الأقرب لآخذه معي إلى الصلاة ... فوجدت ثلة من شباب المساجد كلهم يعرفونني وكلّهم يعلمون مشكلتي .... وحين دخلت وسلّمت عليهم قالوا بصوت واحد ... ها ما جرى بينك وبين والدك ؟ فأخبرتهم بالخبر ... فشعرت بفرحتهم تقفز من وجوههم سعادة وحبوراً بالذي حصل ....

صلّينا العشاء وذهب أحد أصحابي ليشتري لنا " حلوان " التوبة والتصالح الاجتماعي .... ومن يومها غدا المسجد بيتي الأول وحلّت أكثر مشاكلي وازداد احترام الناس وحبهم لي ولله الحمد ....

كلّما أشعر أنني أواجه مشكلة أرى أن ربي غير راضٍ عن أدائي فأزيد من الطاعة أكثر ..... وإذا شعرت أن ربي يوفقني في أعمالي أشد على نفسي في الطاعة أكثر ...

نهاية أبعث بطرفة حصلت ... وهي أنني اشتقت لأن أصحو الفجر وأصلي .... فعزمت على الفجر ولم يغمض لي جفن طوال الليل حتى أذن الفجر .... فقمت له وصلّيت وروحي تنتشي وتردد في فضاء الفجر : بشّر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة .

حفظك الله يا أمي ـ واسمحي لي بهذه الكلمة ـ وبارك الله لنا بك وأكرمك و جعل لك بكل حرف حسنة ..... وأحياك سعيدة وأخذك على طاعته شهيدة .
ابنك .




 
 
 
التعليق على المشكلة  


بارك الله بك يا بني – ولي الشرف أنك ناديتني بأمي كم كانت هذه ال "أمي" دافئة وحنونة – وبارك خطواتك , ما أروعك وأنت تتابعنا للمرة الثانية , لم تنسنا كما يفعل الكثير- مع التماسنا لهم العذر- .. الغالب يحطون رحال همومهم ببابنا ونرد عليهم ولكنهم يستخسرون متابعة يخبروننا فيها بما نطلبه منهم أو بالتغيير الذي يحدث في مجريات حياتهم .. ربما لأن هدفهم هو فقط أن يرتاحوا من أعباء همومهم ولم يفكروا يوما أن يكونوا عوناً لغيرهم من خلال متابعاتهم ..

ولكنك – كما قلت لك – من ذلك الطراز الفريد الذي يحيا بهمّ الأمة والناس .. أرجو ان يحيي الله تعالى في قلوب شبابنا جميعاً همّ الأمة والناس ..

- بسيطة جدا هي تلك القاعدة , ولكنها في نفس الوقت عميقة جدا وجوهرية جدا جدا جدا .. " لا تهتم .. ربنا موجود " ليتنا نحيا بها دائما , كم ستحلو الحياة وتهون صعابها !

- بارك الله لك في والدك الذي هو على استعداد أن يبيع ثيابه لتتم أنت دراستك, في الحقيقة قليل من الآباء من يفعل ذلك أو حتى من يشعر بهذا الشعور وبهذه المسؤولية تجاه أبنائه , فهنيئاً لك هذا الوالد الحنون والذي أرى أن تقبيل قدميه يوميا لا يفي بالبر به !!

فعلا أنت لديك جوهرة وكنز غالي, أتمنى أن تقدر قيمته وهو لا يزال موجوداً في حياتك, وأعاذك الله من أن تكون مثل كثيرين من الذين لا يعرفون قيمة نعمة الله عليهم إلا حين فقدها .. أعانك الله ورزقك بر والديك ورزقهما برك بهما ..

- بل إن الله تعالى رزقك بكنز ثان وهو : أصدقاؤك الصالحين , هذه الصحبة الصالحة هي من أهم ما يعين الإنسان خلال طريقه إلى الله .. فتمسك بهم وابق معهم وكما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول : "عضّ عليهم بالنواجذ" ..

- صعدت إلى السطح وأنت تضحك وتبكي .. نعم .. لكم كان إحساسك بالانعتاق رائعا, أعتقد أنك أحسست بانزياح الأثقال عن كاهلك .. فشعرت بالحرية .. إنه الإحساس بالطهر والخلاص من الذنوب وبارتياح الضمير , هذه النعمة الربانية والبوصلة الإلهية القابعة في أعماق كل منا, أدام الله علينا نعمة الضمير ليستمر في تنبيهنا حين الخطأ ...

وهاهي بشائر توبتك تظهر في حياتك : المسجد هو البيت , الصحبة الصالحة , الزيادة في الطاعات إما شكراً وإما تعويضاً عن تقصير ما, وهذه النفحات الشذية التي ينفحها إيانا ربنا تبارك وتعالى في أكثر الأوقات بركة لتشد من أزرنا وتريح أفئدتنا وتشحذ عزائمنا للمزيد والمزيد ..

الحمد لله على هذه النعم, وأدامها ..

- ما أحب أن أقوله لك هو أن هذه الحماسة وهذا السرور بالحياة الجديدة الطاهرة النقية ستفتر رويداً رويداً, وهذا من طبيعة الأشياء, فدوام الحال من المحال , ما العمل عندها ؟
العمل يكمن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم لنفحات, فتعرضوا لها" .

أي هناك أيام مباركة ومواسم عبادة منتشرة على مدار اليوم وعلى مدار العام , وهي كفيلة بإعادة الشحن من جديد إذا خضناها كما يجب, وها نحن على أعتاب رمضان , فاللهم سلّمنا لرمضان وسلّم رمضان لنا .. وتقبله منا وأخرجنا منه أكثر تقوى وقربا منك .. آمين .

ما أروع برك بي وأنا أمك الالكترونية: ) - بهذه الدعوات الرائعة, اسأل الله تعالى أن يتقبلها منك وأن يجعلني أهلا ليأخذني شهيدة ! ..

سررت كثيرا بهذه المتابعة الرائعة -والتي أعتبرها أطيب وألذ حلوان تذوقته -, وبإذن الله سيكون لك شأن كبير يعز الله به دينه على يديك, فقط عليك أن تلتزم بعد أن عرفت, وتثبت وتصبر وتواظب ..

وستفعل بإذن الله لأن :"ربنا موجود " مش كده ؟

ولا تنسانا في رمضان من صالح دعواتك .

أمك.

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله