إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ط ج 
السن:  
40
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: اللعنة المشتهاة: المحب أعمى مشاركة2 
تصنيف المشكلة: نفسي عاطفي: حب ورغبة زواج Love to Marriage 
تاريخ النشر: 19/09/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 


اللعنة المشتهاة: المحب أعمى

الأخ العزيز، أولا تحية وانحناء لأسلوبك الرائع في التعبير عما يجيش بداخلك يا سيدي الفاضل أود أن أشير إلى أني خضت نفس التجربة تقريبا (تجربة الحب الذي تحطم على صخور الواقع) مع الفارق طبعا في الظروف والأحداث ومسببات الفشل ولكن يبقى دائما الحب له نفس المعنى وقد كنت سأكتب مشكلتي إلى هذا
الموقع العظيم مجانين الذي لا أرى فيه سوى العقل والحكمة إلا أنني عزفت عن هذه الفكرة عندما قرأت مشاكل القراء حيث وجدت أن مشكلتي لا تعتبر شيء إذا ما تم قياسها بالمشاكل التي قرأتها كما أني وجدت في إجابات السادة المحللين على بعض المشاكل إجابة لما يدور بخلدي من أسأله, سوف أبدأ في حواري معك الآن وأرجو أن يتسع صدرك لقراءته.

يا عزيزي لا يوجد شيء في هذا العالم يستحق أن نلقي بأنفسنا في بحور الضياع العفنة غير مبالين بما يحدث لنا من انهيار، تتحدث عنها وكأنها ظاهرة لن تتكرر، هي فعلا لن تتكرر ولكن بالنسبة لك وحدك, وعندما تمضي السنين وتأكل بأنيابها سنوات عمرك ستدرك أنك كنت مخطئ في حساباتك، أرجو أن تتفهم شيء واحد وهو أنك لن تغير من الأمر شيء (اصعد إلى السماء وامسك بها ثم انزل بها على الأرض) (دمر العالم بما فيه) (صب لعناتك على كل شيء في الحياة) (احقد على كل من حولك) (اجعل الكره هو فلسفتك ومعتقدك) النتيجة ستكون واحدة ولن يتغير من الأمر شيء وستظل هي بعيدة عنك وستفقدها للأبد (اعلم أن هذا الكلام سيجعل منك وحشا ضاريا يريد الفتك بي) ولكن هذه هي الحقيقة لن يتغير أي شيء لابد أن تقتنع بأنك فقدتها للأبد ولا بد أن تقتنع أنها ستنساك بمجرد أن يتم اللقاء الأول مع الشخص الآخر الذي سيكون زوجها والذي تحاول أنت أن تصوره حيوان وكأنك نصبت نفسك حكما على البشر (ما أدراك أنه سيكون حيوان، ما الذي ثبت في مخيلتك أنه لن يهتم إلا بأمور الجنس) قد يهتم بها أكثر منك، قد يحبها أكثر منك، قد تنعم معه بالأمان أكثر منك، قد يكون لها كالهواء الذي تتنفسه، وقد تكون له أحب شيء في الوجود,, قد يكون مجنونا بها أكثر منك,,,

اهدأ يا عزيزي ولا تجعل نفسك تسيطر عليك عد إلى رشدك وتعامل بعقلانيه مع الأشياء، ما هذا العته الذي تقوله من أنك تمارس الرياضة وتلمع حذائك وتحافظ على لون بشرتك استعدادا للقائها إذا ما حضرت مع والدها (صدقني لن تحضر) ولا تعيش في الوهم لأن ما تعيش فيه سيسلمك للجنون ثم ما هذا الأسلوب الذي تحلل به رسالة والدها لك, ألم تخجل من نفسك وأنت تفكر بالساعات في معنى العبارة التي تحمل معنى أنه سيقابلك وإن كان يقصد أنها ستكون معه أم لا (ما كل هذا) يا رجل، هل تبلورت كل مشاكل الكون ولم يوجد شيء يستحق الاهتمام سوى هذه الفتاه، عد إلى رشدك واجعل الحياة تمضي بسلام ولتعلم أنك ستندم على كل هذا ستندم على كل لحظه قضيتها من عمرك في هذا الهم ولم تستثمرها في شيء مفيد أو حتى في شيء مسلي أنا أكتب هذا الكلام الآن لأني لا أريد أن يمر أحد بما مررت به فوالله لقد أضعت من عمري أكثر من عامين أبكي على الحب الذي ضاع وكانت أسوأ سنوات عمري والآن بعد أن من الله علي بالشفاء من هذا المرض المسمى بالعشق والذي لن يستطيع أحد علاجه سوى المريض نفسه نادم على كل لحظة مرت من هذين العامين.

أنا أعلم أنك قد لا تتقبل مني هذا الكلام لأنك في غيبوبة العشق الآن ولكن حاول أن تحفظ رسالتي هذه واقرأها بعد عدة سنوات ستعلم مدى صدق كلامي هذا، ونصيحتي لك أن تحاول أن تنساها ولا سبيل للنسيان سوى أن تفعل ما فعلته أنا وهو تطبيقي لنظرية لا أدرك من أين حصلت عليها ولكني أدركتها وهي (إن لكل نفس نفسا تعشقها, ولا سبيل للخلاص من عشق النفس لنفس سوى الرجوع بالنفس لمعشوقها الأصلي وهو الله عز وجل، أكثر من الصلاة وقراءة القرآن ومرغ خدك على الأرض لله عز وجل طالبا منه أن يمن عليك بنسيانها، ولا تتوقع أن الأمر سيكون سهلا بل سيأخذ منك وقتا طويلا وستعاني كثيرا ولكن صدقني المعاناة لمحاولة نسيانها أرحم كثيرا من التحسر على فراقها،

ولتكن عقلانيا وتفترض معي أنك لم تفعل هذا واستمر حالك كما هو أنت عليه الآن ثم لم تعود إليك ستكون النتيجة إنك ستيأس ثم تحاول أن تنساها فلماذا الانتظار حاول من الآن سيكون أفضل لك بكل المقاييس، وعلى فرض إنك حاولت تنساها وأثناء محاولتك هذه أو بعد أن نسيتها فعلا عادت إليك ستكون النتيجة أنك ستنظر لنفسك بإعجاب وتنتصر رجولتك بداخلك، ولكن لا تجعل نفسك ضعيفا إلى هذا الحد لأن العشق مصيبة كبيرة وأعتذر إن كنت لم أجيد التعبير أو كنت قد هاجمتك ولكن يعلم الله وحده أني لم أقصد سوى أن تخرج من هذه المحنه التي لا يعلم هولها إلا من ابتلاه بها وربنا معك ويوفقك دائما لما فيه الخير والرشاد.

29/8/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


شيء جميل أن نعود لإجابة سابقة لأن أحدهم قرأها وأراد أن يشارك صاحب المشكلة مشاعره وموقفه، ولهذا يجعل من قيمة الأرشيف الذي لدينا في "
مجانين" و"إسلام أون لاين" ذخيرة وموسوعة هامة للتعلم والتواصل بين الناس، والحمد لله رب العالمين أستطيع -نظريا أن أفتي بأنه خطأ إنساني شائع أن يخسر أحدنا في موقف ما امرأة أحبها وبنى معها قصورا في الخيال، وظن أنها كل النساء، وأنها لا تستطيع الارتباط بغيره، أو أنه لا يستطيع التواصل مع غيرها، هذا -نظريا محض وهم، لكنه يمكن أن يحدث لو قرر أحدنا ذلك، أي أن يعمم أو أن يتشبث أكثر من اللازم بشيء أو شخص. وهذا من الآثار الجانبية لتصعيد وتعميق أية علاقة دون سقف أو أرضية ارتباط رسمي ما يكفل بالتحقق فيما بعد.

الأمر مختلف حين ينشأ الحب ويترعرع في ظل اتفاق ضمني أو معلن بأنه سائر إلى الزواج، وبين أن يحافظ على مسافة واحتمالات.
أعود وأقول أن هذا هو المنطق والنظرية، ولكن اللحم والدم والأعصاب والخيال والأحاسيس والتناقضات والقصور والآمال والأحلام التي هي في مجملها، وغيرها معها، تشكل الإنسان تجعل من الصورة مختلفة بعض الشيء. فليس كل ما نفعله أو نشعر به أو نتمسك أو نقاتل من أجله هو بالضرورة ما يناسبنا أو يسعدنا أو يحقق ما نعتقده.

وجميلة لفتة أن علاج العشق البشري يكون بترياق العشق الإلهي، لكنه- أقصد القلب الإنساني قد يظل مفتقدا لعشق من صنفه، فهكذا خلقنا الله.


* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا بك وبمشاركتك في هذه المشكلة الرائعة الأسلوب إفادة وردا، وقد جاءتنا فيها مشاركة سابقة كما تابع صاحبها معنا أيضًا، وليس لدي بعد ما تفضل به ابن عبد الله غير بعض الإحالات عن الحب من على مجانين:
اللعنة المشتهاة: المحبُّ أعمى، ولو كان فيلسوفاً  
اللعنة المشتهاة: المحب أعمى متابعة  
وسواس الحب بحذافيره
وجهة نظر حول الحب مشاركة
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب.
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عاجز عن الحب الثاني : سجين السراب مشاركة مستشار


وأهلا وسهلا بك دائما وبمشاركاتك الرائعة على مجانين

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله