إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فتاة 
السن:  
29
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   * * * * 
عنوان المشكلة: في اللهب ولا تحترق 
تصنيف المشكلة: نفسي عصابي: أعراض جسدية Somatic Symptoms 
تاريخ النشر: 13/11/2005 
 
تفاصيل المشكلة


بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الفاضل/
د.وائل أبو هندي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أود أن أشكر سيادتكم على المجهود الرائع لكم ولكل القائمين على خروج هذا
الموقع الرائع للوجود .

فقط لدي اقتراح متواضع: وهو أن يتم زيادة عدد الاستشاريين على هذا
الموقع

وذلك لكي تتمكنوا سيادتكم من الرد على ما يصلكم من مشاكل، لأنني لاحظت أنه لا يتم استقبال المشاكل نظراً لهذا الكم الهائل الذي تتلقونه. وبالتالي يتم حرمان الكثيرين من أمثالي ممن يحتاجون لمن يمد لهم يد العون والمساعدة لكي يجتازوا المحن التي يمرون بها. وهذا مجرد اقتراح.

ثانياً : أتمنى أن يتسع وقت وصدر سيادتكم لما سأعرضه عليكم، لأن الله وحده يعلم مقدار حزني وتعاستي.وأتمنى الرد في أقرب فرصة يتسع لها وقتكم...فمهما قلت فلن أستطيع أن أعبر لكم عن مشاعر شابة تشعر بالخريف يتسلل نحو ربيعها كي يسلبها بهاءها ونضارتها ... فلا يتركها إلا وقد فقدت كل شيء.

أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري متوسطة الجمال والمستوى الاجتماعي، واسمح لي سيدي الفاضل أن أقوم بتقسيم حياتي لجزئيات كي يتسنى لي الحديث بترتيب:

(1) علمياً: أنا خريجة إحدى كليات القمة، وكان التحاقي بهذه الكلية هو آخر هدف استطعت أن أحققه في حياتي. كان لدي الكثير من الطموح أن أصبح ذات قيمة في الحياة العملية، ولأنني كنت من المتفوقين... فقد ظننت أن الأمر سيستغرق وقت معين لأحقق ما أريد. لكنني أجد نفسي الآن أقف في طريق ليس هو طريقي، أنا أعمل حالياً ... لكنني لا أجد نفسي.

(2)عاطفياً: أنا إنسانة حساسة ورومانسية لأبعد الحدود، ارتبطت بقصة حب مع أحدهم ... في البداية رفضت حبه لأنني خشيت أن أعود كسيرة القلب لكن بعد فترة وإلحاح منه... وبعدما شعرت بصدق مشاعره وافقت. وبالرغم من أنني رومانسية إلا أنني أيضاً أفسح مجالاً لعقلي ولا أترك قلبي يقودني في هذه الأمور بالذات. لذلك جاء حبي له فياضاً لأنني تأنيت في قراري... بمعنى أنني فكرت كثيراً ومررت بفترة صعبة جداً على نفسي فيما بين القبول والرفض، ومن هنا عندما اقتنعت وأحببت كانت خطواتي واثقة. وتقدم هذا الإنسان لأهلي لطلب يدي، ووافقوا ولكنه توفى... نعم مات بعد أن قضيت كل هذا الوقت لكي أقتنع به (ليس لأنه إنسان سيء، لكن لتخوفي من الحب).

مات بعد أن أحببته وشعرت معه بوجودي ...كم هو جميل أن تحب، لكن الأجمل أن تشعر أن هناك من يحبك ويستطيع أن يفعل أي شيء لكي يشعرك بالسعادة.

أنا الآن أفتقده كثيراً. أفكر فيه لدرجة أنني أحياناً أغضب منه لأنه صرح لي بحبه وتركني أعاني وحدي، أفكر فيه للحد الذي أتمنى فيه أن أفتح عقلي وقلبي كي أخرجه منهما وأستريح. للعلم أيضاً ... لم يتقدم لي أحد منذ وفاته(بضع سنوات)، وبالطبع هذا يشعرني أحياناً بعدم الثقة في نفسي.. أي أن هذا يعني أنني غير مرغوبة، بالرغم من أنني معروفة لمن حولي-والحمد لله- بحسن الخلق والالتزام الديني والأصل الكريم
.

وكذلك ست بيت ممتازة. كذلك أخشى أن أضطر للموافقة على أي شخص يتقدم لي خوفاً من أن يمضي بي العمر دون أن أجد رفيقاً لحياتي الموحشة. وأيضاً أخشى ألا أعثر على من ترضاه نفسي وتسعد به.. مع العلم أن مواصفات رجل عمري ليست بالضرورة مادية ... بقدر ما هي العثور على رجل بمعنى الكلمة..يتحمل المسئولية أستطيع أن أعتمد عليه.. رجل ذو حس مرهف... وطموح..ليس المهم كم معه الآن ..الأهم هو ماذا يريد أن يكون.

(3)أسرياً :أعشق أسرتي، وأجد نفسي ضعيفة أمام خلافاتهم، لدى كل واحد منهم شيء يضايقني عموماً الأوضاع غير مستقرة في بيتي ... مما يجعلني أشعر بالضيق أحياناً عند انتهاء ساعات العمل.

(4)اجتماعياً : أحب الخير لكل الناس، لا أقول أنني ملاك هبط على أهل هذه الأرض ...لكن سيدي أنا أمقت المشاكل والحقد والصراع فيما بين الناس .. لماذا يتعاملون مع بعضهم بهذا الشكل " أنا ومن بعدى الطوفان" ويا له من شعار بغيض. أشعر بالحزن لأنني لا أعرف كيف أتكيف مع هذا الألم... كنت أتمنى لو وجدت في زمن آخر يحب فيه الناس الخير لبعضهم.

(5)دينياً: أحاول أن أكون ملتزمة... أشعر بالراحة عند تلاوة القرآن وسماعه... أعلم جيداً أن قربي من الله هو نجاتي.

(6) عضوياً: أعاني من القولون العصبي... لأنني لم أعد "أفضفض"، لأن صداقاتي أصبحت قليلة "لا يتجاوز عدد صديقاتي أصابع اليد الواحدة" ويا للمفارقة... أصدقائي يتناقصون... ومشاكلي تتزايد ... وتطورت حالتي من القولون إلى التهاب المعدة.. والطبيب حذرني من أنه إذا تأخرت حالتي عن ذلك سيسبب لي ما لا يحمد عقباه.

(7)نفسياً : وهي مشكلة المشاكل... هي الجحيم الذي أعيشه. سؤال يؤرقني دائماً وأتمنى أن أجد الإجابة: هل حياتي الحالية بكل ما فيها من ظروف تعتبر حياة طبيعية.. وبالتالي ليس هناك داع لكل ما أنا فيه من حزن... بل يجب أن أترك نفسي كي تقر وتنعم في سلام، أم أنه هناك بالفعل مشكلة فيها ويجب على أن أواجهها؟

أشعر بعدم الرضا .. وأحياناً بالدونية .. أنظر لنفسي فأقول: ماذا فعلت بعد كل هذه السنوات؟؟؟ هل أصبحت ما كنت تريدينه؟ تكون الإجابة أنني ولا شيء!!

زاد عندي هذا الشعور بعد أن أتممت عامي التاسع والعشرين.. وجدت نفسي أشعر كثيراً أن عمري قد ضاع من بين يدي، أحياناً أتماسك وأقول لنفسي: "سوف يكون كل شيء على ما يرام مازلت أستطيع أن أكون ما أريده". أعود مرة أخرى وأفقد حماسي الذي بدأت به.

منذ عدة سنوات كنت كلما فعلت شيئاً يغضبني.. أقوم بمعاقبة نفسي!!! أي أنني المتهمة والجلاد في نفس الوقت. فقد كنت أقوم بلسع نفسي بملعقة أو شوكة ساخنة.. مما ترك على جسدي آثار هذا التعذيب الذاتي. وكنت ساعتها أقول لنفسي "لا لن أفعل أي شيء خطأ، لكن لا تلسعيني بالنار"، وأجدني أرد على نفسي : " يكفيني ما نلت من مشاكلك، لقد تعبت منك.. أنت إنسانة متعبة ويجب أن تنالي جزاءك" .

لكن منذ فترة طويلة توقفت عن إيذاء نفسي بدنياً، وحل مكان ذلك الإيذاء النفسي... فلم أعد أعرف كيف أشعر ذاتي بالسعادة.

أحياناً أرغب في فعل شيء.. , أحس أنني إذا لم أفعله... سوف أحزن. لكن بعد عمله لا أشعر بقيمته.

أحياناً أتخيل نفسي أغرق.. وأرى يداً تمتد إلي لتنقذني. أو أرى نفسي في صحراء موحشة.أو أشعر أنني سأموت... وأظل أعد الأربعين يوماً التي تسبق الموت حتى إذا مرت هذه الفترة ... أجد نفسي بين الأحياء.

أكثر ما يضايقني هو خوفي من عقاب الله عز وجل... أخشى يوماً أقف فيه بين يديه فيحاسبني على كل هم وغم عيشت نفسي فيه، أو أن يقول لي ربي:" لقد أعطيتك نعماً كثيرة أهل، بيت، صحة، علم.. فماذا فعلت بهم .. لقد أدخلت نفسك في دوامة الهم".

سيدي الفاضل ... أنا لا أسعى لأن أجعل العالم يسير على هواي، فقط أريد أن أعيش في سلام .

هل أنا مريضة نفسياً، وما هي مشكلتي؟ وكيف أخرج من هذه الحلقة المميتة التي تزداد إحكاماً حول عنقي يوماً بعد يوم؟ أريد أن أعيش حياتي .

آسفة جداً للإطالة، وأنا أعلم أن وقتكم ثمين... وكلي أمل ألا تبخلوا به على شخصي المتواضع داعية أن يجعل الله هذا العمل العظيم في ميزان حسناتكم بإذن الله تعالى.

ردكم على خطابي هذا ينير لي ظلمة دربي.

رجاءً: أتمنى تلقي ردكم على بريدي الإليكتروني، لأنني لا أعلم أين أجده لو أرسلتموه في أي مكان آخر. ولكم جزيل الشكر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،،،

2/10/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


لا لست مريضة..ولكن المشكلة أنك مازلت تحتاجين أن تتعلمي كيف تحبين ذاتك!! فحينها ستمتلكين الحياة ولامتلاك الحياة آداب يجب أن تدرسيها بدقة ولكني سأحدثك عن أهمها وهي" ذاتك"، فحين تحبين ذاتك سيكون هذا أول طريق السعادة

ولكن هل أقصد أن تكوني أنانية؟ بالطبع لا... هل أقصد أن تكوني مغرورة؟ بالطبع لا

ولكن حبك لذاتك سيعني الكثير والكثير مثل :

1-إنصافها وصحة النظر إليها فتنظرين إليها بعين العدل فلا تهدرين فضائلها ولا تبالغين في تدليلها

2-التفاوض معها وإحلال السلام لتقبلها ليس لتفرحي بعيوبها ولكن لتهضميها بروية فتستطيعين في هذا الهدوء أن تعززي حلو الخصال فيها وتستطيعين أن تتحدي العيوب فتهذبينها بصبر جميل

3-وضوح فكرة الطموح والأهداف فليس شرطا أن نكون جميعا قادة مشاهير أو أصحاب أفكار عبقرية ولكن يجب أن يكون لكل منا إضافة والتي قد تكون ضخمة أو تكون بسيطة فالفيصل أن تكون تلك الإضافة لها "وجود" لأنها ستدفع عجلة الخير للأمام ولو خطوة واحدة فقط !!

4- تعلمك أن قيمتك لا تستمدينها من وجود رجل في حياتك –رغم أهميته- ولكنك إنسان أولا لك قيمة، لك إضافة ودور مع نفسك ومع من حولك

5-
سيجعلك أكثر أملا.. أكثر إصرارا.. علي النجاح رغم وجود عقبات وعثرات في الطريق فيخلق لديك "المقاومة" التي تقوي "مناعتك" ضد الضعف أو اليأس أمام الظروف أو المواقف أو الأشخاص

6- سيعني ملء فراغك فلو سألتني متى نهتم أو نحزن ونقلق؟ فسأجيبك فورا بأنه يحدث عندما نفرغ، ولكن حينما نكون في حركة مستمرة من الأعمال والاهتمامات فمن أين ومتى يقتحم علينا القلق أو الحزن؟

7- حبك لذاتك يجعلك عندما تقررين أن تعيدي التفكير في سير حياتك أو النظر إليها من جديد لا تحشدي كل المشكلات أو التحديات دفعة واحدة فتشعرين بغصة في حلقك أو تأنيب ضمير ليس له أي مبرر فكل ما ذكرته كاللهب ولكن حبك لذاتك لن يجعلك تحترقين!!!

أختي الحبيبة أؤكد عليك أنك لست مريضة نفسيا وحياتك طبيعيه جدا وطريقك لحب ذاتك شاق ممتع ولكن باستمرارك فيه وسعيك ستقتربين من ذاتك فتتعرفين عليها وتتبينين الدور المناسب لها فتشعرين بالنجاح والسعادة والرضا الذي يعوضك عما بذلته من جهد ومشقة
.

وتابعيني بأخبارك

*ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، من المؤسف أنك لم ترسلي رسالتك هذه عبر الطريق الطبيعي لإرسال المشكلات، وها أنا اليوم بعدما وصلتني إجابة الأستاذة أميرة بدران لا أستطيع العثور على بريدك الإليكتروني، لسبب بسيط هو أن برنامج البريد القديم قد تغير بآخر جديد، لذلك أدع الله أن تصلي إلى الإجابة على صفحتنا استشارات مجانين، وأنا في الحقيقة أريدك أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي ليس لأنك مريضة من الناحية النفسية، ولكن لأن لديك من الأعراض الجسدية ما يستدعي ذلك، وعلى أي حال اقرئي الروابط التالية :
القلق المزمن والبحث عن الطمأنينة
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية
القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
من العصبي أنت أم القولون؟

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك. 

 
   
المستشار: أ.أميرة بدران