أخي العزيز ...... أقدر ما تعيشون فيه من آلام وعذابات ومشكلات, فوجود مدمن في أي أسرة ,خاصة إذا كان إدمانه شديدا ومصحوبا باضطراب شديد في الشخصية كحالة أخيك , يعتبر من أشد الابتلاءات لأي أسرة ,خاصة إذا كانت الأسرة فقيرة ولديها مشكلات كثيرة في تماسكها وعلاقات أفرادها كما هو حادث لديكم .
والمواد التي يتعاطاها أخوك (الغراء والكلّة والحشيش) معروفة بتأثيرها على الحالة النفسية لمتعاطيها, فالأشياء التي يشمها تؤثر في خلايا المخ تأثيرا ضارا جدا وتؤدى إلى ضمور في الخلايا ينعكس في صورة اضطراب شديد في السلوك, أما الحشيش فهو يؤدى إلى تبلد في المشاعر, واضطراب في القدرات المعرفية, وأحيانا ضلالات وهلاوس, إضافة إلى انطفاء الدوافع للعمل أو الدراسة والتدهور الأخلاقي والقيني .
وأخوك قد وصل إلى حالة شديدة من التدهور الإدماني والذي يكون مصحوبا بأعراض ذهانية واضطرابات سلوكية شديدة, وهذا يستدعى إدخاله أحد المستشفيات الحكومية لفترة كافية حتى تستقر حالته, ويمكنكم الاستعانة –في حالة عدم القدرة عليه– بأقرب قسم شرطة أو أقرب إدارة لمكافحة المخدرات للسيطرة عليه وإيداعه المستشفى حيث أنه يشكل خطرا على نفسه وعليكم وعلى المجتمع.
وهناك عدة مستشفيات حكومية تستقبل مثل هذه الحالات مثل: مستشفى العباسية, مستشفى الخانكة, مستشفى المطار للصحة النفسية (كلها بمدينة القاهرة), ومستشفى الصحة النفسية بالمعمورة بالإسكندرية. كما توجد أندية للدفاع الاجتماعي في كثير من المدن والمراكز على مستوى الجمهورية تستطيع إباء المشورة والمساعدة. وأنا ألاحظ وجود مشاعر متناقضة تجاه أخيك المدمن فأنتم تريدون التخلص من مشكلاته وفى نفس الوقت مشفقون عليه خاصة لو كان ما يفعله بسبب مرض نفسي, وعليكم أن تتجاوزوا هذا التناقض وتبادروا بمساعدته للعلاج من إدمانه الذي سبب كل هذه المشكلات .
وأنا أتفق معك على أن فرص العلاج المتاحة للمدمنين في مصر مازالت قاصرة نسبيا وتحتاج للكثير من الوفرة والتطوير حتى تصل إلى كل المدن والمراكز والقرى لتواكب انتشار الإدمان في هذه الأماكن ولتكون سهلة ميسورة لأسرة المدمن, كما أننا ننادى جميعا بأن تكون هناك آليات حكومية أكثر فعالية في السيطرة على مثل هذه الحالات الصعبة من الإدمان ودفعها للعلاج في المستشفيات الحكومية خاصة حين تعجز الأسرة عن هذه السيطرة .
وعلى الرغم من الاضطراب الشديد في حالة أخيك إلا أن الأمل مازال موجودا في علاجه حيث ذكرت أن شخصيته كانت جيدة قبل الدخول في الإدمان, فإذا أتيحت فرصة جيدة وكافية للعلاج طويل المدى فإنه يتغير مع الوقت وربما تكون هناك فرصة للتغلب على آثار إدمانه بعد فترة كافية من العلاج والمتابعة, لأن المشكلة هي أنه طالما تختلط تلك المواد الإدمانية بخلايا مخه يظل مضطربا ومهددا, أما إذا أودع مكانا علاجيا مناسبا وابتعد عن هذه الأشياء فإن بصيرته تعود إليه شيئا فشيئا, وهنا يمكن أن يبدأ العلاج النفسي والتأهيل والأسرى ثم بعد ذلك الرعاية اللاحقة بعد خروجه من المستشفى.
والإدمان مرض مزمن ومعاود, ولذلك يحتاج إلى نفس طويل في العلاج والمتابعة ولا نيأس أبدا إذا عاود المدمن التعاطي مرة أخرى (فهذا متوقع) بل نحاول مرة بعد مرة حتى يخرج تماما من هذه الأزمة .
لا تيأس من أخيك ولا تفكر في إيذائه, فالإدمان وما ينتج عنه من اضطرابات هو مرض يستحق العلاج قبل أن يستوجب العقاب.
وهناك فكرة خاطئة بأن المدمن لا يمكن علاجه إلا برضاه ورغبته, والحقيقة أن كثير من المدمنين إن لم يكونوا كلهم يكونون غير راغبين حقيقة في العلاج, ومع هذا يتم علاجهم تحت ضغط الأسرة أو المجتمع, حيث تضيق عليهم سبل التمادي في التعاطي وتفتح أمامهم سبل العلاج والتشافي والحياة الطبيعية, وهذا يستدعى ممارسة ضغوط من الأسرة في سبيل إتمام العلاج لأننا لو انتظرنا أن يفيق المدمن ويطلب العلاج بنفسه فإننا ربما ننتظر ما لا يجيء.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين ونشكرك على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل الدكتور محمد المهدي غير التنويه بأن الملف المرفق الذي أرسلته هو ما وصل مجيبك وبالتالي لم يعرف هو أنك من أهلنا في المغرب، وأجابك على أنك من مصر، ونحن مع الأسف لا نعرف شيئا عن المؤسسات الموكلة بالتعامل مع مشكلة الإدمان في بلدكم لكنك تستطيع أن تسأل، وأحيلك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا عن مشكلات الإدمان، فانقر ما يلي من عناوين: كيف أساعد مدمن ؟ : بعد التدريب والفهم / كيف أساعد مدمن : متابعة وشكر / كيف أساعد مدمن : متابعة ثانية /كيف أساعد مدمن : متابعة ثالثة / أخي مدمن : ما العمل؟ مدمنة ، ومغتصبه ؟! فما الحل ؟ / نصائح لمدمن صغير ! / حبيبي مدمن وكذاب /أخي الصغير مدمن! ماذا أفعل ؟ / الفهم الحالي للإدمان رؤية متحفظة
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك. |