إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   محمد 
السن:  
15-20
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   الوطن العربي 
عنوان المشكلة: أخي وعالم المخدرات عسى أن يهديه الله. 
تصنيف المشكلة: نفسي تعاطي (إدمان) Physical dependence 
تاريخ النشر: 14/01/2006 
 
تفاصيل المشكلة


إخواني في الله

استشارتي بها سؤال واحد عاجل ومهم لنا أرجو الاطلاع على الملف المرفق

وجزاكم الله خيرا

أرجوكم الأمر عاجل

السلام عليكم ورحمة الله الأساتذة الأفاضل

مشكلتنا أو بالأصح معاناتنا تمتد إلى ثلاث سنوات، لكنني لن استعرضها الآن وسأفعل في استشارة لاحقة إن شاء الله... القصة أن أخي مدمن على مادة السليسيون (الغراء) منذ سنتين ونحن لم نكتشف هذا إلا مؤخرا، أخي عمره 23 سنة عاطل عن العمل وتوقف عن الدراسة منذ أزيد من 5 سنوات...

إلى جانب هذه المادة الخطيرة التي يستنشقها فهو يدخن الحشيش + الشمة (السكويلة).. وباقي السموم التي تعرفونها..

أستطيع أن أقول أن الفراغ، قلة الوازع الديني، الجو المضطرب في المنزل ورفقاء السوء هي الأسباب التي قادته إلى الإدمان وإلى الانحراف بشتى أنواعه..

لا أستطيع أن ألخص المأساة في هذه الأسطر القليلة، لكن ما فعله لنا جعلنا نفضل الموت على أن نعيش حياة ذليلة مأساوية مع هذا المدمن الذي يتصرف بدون عقل عندما يستعمل هذه السموم.

خلال الشهر الفضيل اكتشفنا أنه يفطر نهارا جهارا وأمام الناس، يا للعار ويا للفضيحة...ليس هذا فقط بل عمد إلى تكسير زجاج المنزل وضرب والدتي، لحد الان لم أفق من هذه الصدمة، فلم اسمع عن شخص يضرب أمه...

صدقوني إن قلت لكم أننا لم نستشعر ما معنى الصيام ولو ليوم واحد، ولم نقم بواجب العبادة لأننا نقضي اليوم كله في مطاردته بالحجارة والعصي أنا وابي، ووالدتي تذهب صباح مساء إلى الشرطة لكن بدون فائدة...
.
أبواي لم يكن لهما اي حظ في التعليم لذلك نشأنا على أسس تقليدية وبعيدة كل البعد عن المسؤولية، لا أنسى أيضا أن والدي ليس لهما اي سلطة في المنزل لذلك فكل واحد يفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب... لقد سرق عدة منازل خلال شهر رمضان المعظم، وارتكب جرائم عديدة في حقنا وحق الجيران والناس أجمع..

ليتك تتصور الجحيم الذي نعيشه مع هذا الحيوان، لقد فكرت أكثر من مرة في قتله واتراجع في اللحظة الأخيرة خوفا من ضياع دراستي التي بدأت تضيع فعلا بسبب أخي المدمن...
عندما أجده غائبا في هذيانه فور استنشاقه لهذه المادة فإنني لا أستطيع التحكم في أعصابي وأعمد لضربه بما أجده أمامي وسبق وأن قذفته بحجر كبير على راسه وسببت له جرحا غائراً....حوادث كثيرة وقعت، لكن أنا متأكد أنه لن يقلع على ما أدمن عليه...

لقد أصبحنا نعيش بلا كرامة بسبب إدمانه ليته أدمن على الخمر أو أي شيء آخر غير هذه المادة لأنه يبدأ في السب والشتم والصراخ والهذيان في الشارع وهذا ما يسبب لنا الما وحزنا وحرجا بليغا حتى صرنا لا نخرج من المنزل ولا نكلم أحدا...

هذه المأساة بدأت قبل شهر رمضان وما زالت مستمرة لحد الان، والدتي حركت 3 شكاوي ضده بدون فائدة لأنه لا ينام في المنزل وبالتالي لا توجد طريقة للقبض عليه...
حاليا نفكر في مراقبته لحين معرفة المخبأ الذي يبيت فيه حتى أقبض عليه أنا ووالدي ونسلمه للشرطة...

أمي متشوقة لليوم الذي يموت فيه ونتخلص من شره، لقد توقفت مظاهر الحياة وأصبحنا شبه أموات لا نفعل شيئا غير تبادل الأحزان في المنزل والتفكير في خطة للإيقاع به...
المهم من كل هذا أنني راسلتكم لأن والدتي تريد التأكد من شيء مهم قبل أن نودعه السجن ل3 أو 4 سنوات...

تريد التأكد من سلامة عقله لأنه يقوم بأفعال غريبة جدا عندما يستعمل هذه المادة، مثل الهذيان والسب والصراخ.. وأحيانا حتى إن لم يستعملها فهو يقوم بتصرفات غريبة مثل الحديث بصوت مرتفع جدا...وما إلى ذلك لقد كان متدينا وشخصا سويا وطبيعيا منذ سنوات قبل ان ينفصل عن الدراسة ويتعرف على رفقة سيئة تعلم منها استعمال هذه السموم... أكدت لوالدتي أن الامر طبيعي جدا، فالهذيان سببه هذه المادة لكنها لم تقتنع وتريد طريقة للتأكد من سلامة عقله وانه غير مصاب بالجنون قبل إيداعه السجن..

لا توجد مصحات لمعالجة الإدمان، كما لا يوجد أطباء نفسيين أكفاء أو اختصاصيين هذا بالإضافة إلى عدم القدرة على معالجته ماديا فوالدي بالكاد يوفر لنا الطعام وباقي المصاريف التي تثقل الظهر...

هذا الشخص يجب أن يعاقب على أفعاله فلا يوجد شخص قادر على منعه من استعمال هذه المادة المتوفرة بسعر رخيص، والحل الوحيد الذي نضمن به عودتنا للحياة هو إيداعه السجن، فقد كدنا نموت جوعا لأني أبي توقف عن العمل منذ شهرين إلى حين إيجاد حل لهذا المشكلة المستعصية.

حالتنا النفسية متدهورة جدا، والأمر أثر بشكل كبير على إخوتي الصغار...

ولا يوجد من الأقارب من هو قادر على مساعدتنا فالجميع يأنف منا بعدما فعله في رمضان فقد جعلنا مسبة بين الناس... أقدر لكم هذا المعروف ولن أنسى لكم هذا الجميل ما حييت. أنا في اشد الحاجة إلى الحصول على إجابة وقد حاولت الاتصال هاتفيا بالسيد وائل ولم أنجح.. نتوسل إليكم أن ترشدونا إلى وسيلة نتأكد بها من سلامة عقله وأعود وأؤكد لكم أنه يتصرف تصرفات طبيعة أحيانا عندما يكون في وعيه لكن بمجرد أن يستعمل هذه المادة يصبح مثل الحيوان بدون عقل...

جزاكم الله خيرا واحتسبوا الاجر عند الله عز وجل

وتأكدوا أن هذه الاستشارة تقف وراءها عائلة كاملة مهددة بالضياع والدمار فوالدتي تحاول الهرب من المنزل لأنها لم تستطع مواجهة الواقع المر الذي نعيشه.

22/11/2005

 *** أرسلت هذه الرسالة إلى المستشار الدكتور محمد المهدي، بعد أن تأخر الدكتور السيد صالح في الرد بسبب انشغاله الشديد وقد ظهرت على الموقع باسم المدمن وعذابات الأسرة  

 
 
التعليق على المشكلة  
 
أخي في الله من المغرب:
تحية من القلب لك ولأسرتك الحزينة ودعاء من الله أن يخفف معاناتكم وأن يهدى أخاك إلى الصواب .... وبعد ... لقد تسلمت هذه الرسالة يدا بيد من الأخ الكريم
أ.د.وائل أبو هندي وأشكرك على صبرك على تأخري في الرد ولثقتك المحمودة في موقعنا مجانين نقطة كوم.

وقد قرأت رسالتك بروية وتفكير ووجدتك تحدثت عن مشكلة أخيك وكأني أقرأها في كتاب علمي ولكن بداية وإجمالا أريد أن أنوه عن بعض النقاط منها:
1. هل أخي مريض؟ بالقطع هو مريض بالتعريف العالمي للمرض المصاحب لتعاطي المواد المخدرة (التعود على المواد المخدرة) Drug Dependence.

2. ليت أخي أدمن على الخمر أو أي شيء غير هذه المادة! بالطبع تمنيك في غير محله وإلا لما حرم الله عز وجل الخمر. فكلها آفات قاتلة وسوف ترى فيما بعد.

3. والدتي تحاول الهرب من المنزل لأنها لم تستطع مواجهة الواقع المر الذي نعيشه!. فأقول لها إذا هربت أنت فلمن تتركين أولادك الصغار وهم في أشد الحاجة إليك ... ألا تعلمين أن بغيابك قد يكون مصيرهم كمصير أخوهم المتعاطي. فالواجب أن تواجهي مشكلتك بكل شجاعة وصبر وقد يستمع الله لدعوتك فيهدى ولدك العاصي أو يرى فيه أمرا.

4. يجب أن تعلم أن المتعاطي لدرجة التعود (الإدمان) يمتلك طاقات وقدرات وجدانية وإبداعية لو وجهت في الوجهة الصحيحة من البداية لقام صاحبها بأعمال خلاقة وجيدة. فقدرته على التفاني في الإخلاص والعشق لما يتعاطاه لو تبدل بقيمة علي أخرى لكان أكثر الناس إخلاصا ولنا مثل في صحابة رسول الله وقد كانوا مدمنين لشرب الخمر وكيف أصبحوا بعد هداية الله لهم بالإسلام.

5. أما بالنسبة للتشخيص والعلاج فالمغرب لا تخلوا من مصحات نفسية لتقييم وعلاج مثل هذه الحالات ويفضل أن تكون من المصحات التي تسمح بعزل المريض فترة طويلة من الزمن ويجب أن تثق في قدرات المعالجين ثم تترك الأمر لله مع الدعاء بشفاء أخيك من بلواه. أما السجن فقد يعمق عنده الشعور بالكراهية والاضطهاد ويخرج منه متعلما طرق جديدة للتعاطي فيزداد مصابكم وبأيديكم. ففكر جيدا ولا تيأس.

وبعد ............
ما هي المخدرات؟ وما هو الاعتماد(الإدمان)؟
تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. والمخدرات هي المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريجوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين والغراء.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية منذ حوالي عشر سنوات تقسيما للمواد الإدمانية من تأثيرها على الجهاز العصبي وهذه المواد هي:
1. مواد منشطة للجهاز العصبي: مثل الأمفيتامينات (حبوب الكبتاجون أو الابيض) أو مواد نباتية مثل الكوكايين - القات - والنيكوتين.
2. مواد مثبطة للجهاز العصبي: وتشمل الكحول الايثيلي (الخمر) الباربيتيورات مثل السيكونال (الكبسول الأحمر) بالإضافة إلى المواد الطيارة والتي تستعمل بالتشفيط (الغراء - الباتكس – البوية - والبنزين وغاز الولاعات).
3. مواد مهلوسة: مثل نبات القنب الهندي (الحشيش والماريجوانا) أو مصنعة مثل حامض الليسرجيك (ل.س.د) وأقراص الفانسيكلدين تناول هذه المواد السامة أي كانت طريقة تعاطيها ( سواء بالفم أو الحقن أو الشم ) تصل في النهاية إلى الدم والدم يغذي جميع خلايا الجسم وبالتالي تؤثر هذه المواد على جميع أجهزة الجسم المختلفة وأكثر الأجهزة تضررا بهذه السموم هو الجهاز العصبي خاصة خلايا المخ التي إذا تلفت لا تعود للعمل مرة أخرى وكذلك الكبد وهو الذي يقوم بالتعامل مع هذه السموم لتكسيرها إلى مواد أبسط في محاولة من الجسم لطرد هذه السموم عن طريق الجهاز البولي (الكليتين)

والاعتماد(الإدمان) هو التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحيانا عضوية، وتسيطر على المتعاطي رغبة قهرية ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي ثمن، ويطلق على هذه الحالة "الاعتماد" لتمييزها عن الإدمان المطلق الذي يشمل الوقوع تحت تأثير مواد أخرى لا تصنف في المخدرات المحظورة أو الخطرة مثل الكحول وهنالك مواد أخرى تمنعها بعض الدول ولا تمنعها دول أخرى مثل القات، ومواد عادية غير خطرة لكنها تسبب الإدمان مثل التبغ ثم بدرجة أقل القهوة والشاي. وأصبح من المعروف أن إدمان هذه السموم يؤدي إلى:

1. اضطراب وتغير مزاج الشخص المتعاطي ودرجة وعيه.

2. اضطراب المواد الكيميائية الطبيعية والتي تفرزها خلايا المخ مثل الانكفالين وألفا وبيتا اندورفين وكذلك الناقلات العصبية الأخرى وبالتالي تتغير مشاعر وتصرفات المدمن.

3. كذلك هذه المواد تؤدي إلى فقدان حالة التوازن التي يعتمد عليها الجسم واعتماد الجسم عليها لحفظ توازنه Homeostasis. كذلك من نشوء رغبة ملحة لاستعمال المادة التي يتعاطاها المدمن وهذا ما يعرف بالاشتياق النفسي Craving.

4. المدمن يجد نفسه في حاجة مستمرة لزيادة الجرعة Tolerance وتحدث له مجموعة من الأعراض عند محاولة التوقف عن التعاطي وتلك تسمى بالأعراض الانسحابية Withdrwal Symptoms

وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.

وهناك عوامل تجعل الفرد أكثر استعدادا للإدمان من غيره مثل:
1. الاستعداد الوراثي خاصة في حالة وجود عدوانية.
2. إدمان الوالدين أو أحد أفراد الأسرة والحرمان العاطفي الأسرى.
3. سوء التربية وضعف مستوى تدين الأسرة.. كما أن هناك أيضا عوامل مبقية للإدمان منها: الظروف الاجتماعية، نوعية الأصدقاء، وسوء التعامل مع الحالة والتأخر في طلب المساعدة.
4. التدخين يعد بوابة الإدمان الأولى فيعتبر التدخين للسجائر أكثر انتشارا بين المراهقين ويمثل السبب في خمس حالات الوفيات في الكبار مستقبلا (حوالي 70% من المدخنين بدءوا قبل سن 18) ويميل كثير من المراهقين للتدخين ترويحا عن أنفسهم أو ليشعروا برجولتهم أو ليكونوا أكثر تقبلا من قبل أقرانهم أو بالطبع اقتداء بوالدهم وأساتذتهم وإخوتهم الكبار.

 
 
 
   
المستشار: د.السيد صالح