إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أحمد عبد المجيد 
السن:  
22
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: خواطر شاب جامعي الكفر أخطر أم التسطيح؟ 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشاكل الأمة Islamic Umma Problems 
تاريخ النشر: 23/03/2006 
 
تفاصيل المشكلة

 



والشباب أيضاً يحتاج إلى أن يفهم

سيدي الفاضل
تحية طيبة ودعوات أدعوها من قلبي إلى كل من اجتهد لبناء هذا الموقع الرائع لمساعدة جميع أبناء الوطن العربي، وأدعو الله أن يبارك لكم جميعا مسعاكم لإظهار مفهوم الطب النفسي بشكل واضح في البداية نظراً لأن ما تحويه رسالتي ليست مشكلة نفسية بالمعنى الواضح فلم أحاول كتابتها في باب استشارات مجانين وأردت أن يكون هذا من خلال باب الاتصال بكم.

والحقيقة أنني تدور في بالي بعض الأسئلة والتي أتمنى أن تتعرضوا لمناقشتها في أبواب الموقع المختلفة والتي كثيراً ما أفكر بها كشاب من أبناء هذا الوطن في البداية هناك من يدعي أن إقامتكم لمثل هذا  الموقع ما هو إلا تمصير أو تعريب لعلم غربي في بلادنا كمجتمع إسلامي. يستلزم التغيير نظراً للتغير السريع في العالم وما نراه في دول العالم المتقدمة وما قد بدأ يؤثر علينا في حياتنا تأثيراً واضحاً.

ثانياً وهو مالا يؤرقني بالفعل ما أود أن أحاول معرفته من الناحية الفكرية وما يجعلني أفكر فيه كثيراً وهو أنني من خلال دراستي بالكلية استطعت أن أحتك بالعديد من الطوائف الدينية والسياسية والفكرية سواء على المستوى الطلابي أو من خلال بعض المفكرين ذات الصيت المشهور في جميع الجوانب وقد حاولت أن أتقرب إلى كل منهم حتى المذاهب العلمانية والوجودية وعرفت الكثير من الذين لا يعترفون بوجود إله حاش لله والذين كانوا لا يهتمون بإظهار نوازعهم الفكرية العلمانية في أي مكان.

ومن أكثر ما أذكره كان ما رأيته من أحد الأساتذة في إحدى الجامعات العريقة وكان يقوم بتدريس مادة النقد في قسم الدراسات اليونانية واللاتينية في كلية الآداب وكان في شهر رمضان وعندما رأى الطلاب هذا الأستاذ القدير وقد دخل المدرج وفي يديه كوب من القهوة وعندما حاول أحد الطلاب سؤال هذا الدكتور عن صيامه فقال له (هل مازلتم تؤمنون بهذه الأفكار المتخلفة)

حتى أنه أصبح شيء عادي بالنسبة لي أن أرى العديد من الشباب فخورين بأنفسه وهم ينادون أنفسهم بأنهم GOD LESS وهناك من يناقشني ويقول لي أنه إذا كان الإنسان يؤمن بمبدأ معين ويعمل من أجله ويطبقه في حياته فلا حرج في ذلك بل على العكس فيجب أن نرفع له القبعة تحية له

وهناك بعض القضايا التي أسمعها ولا أرى لها ردا حتى الآن من أصحابها المفكرين في أيامهم أو من اتبعهم من المفكرين مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وغيرهم من الأدباء ذات الصيت المشهور وأنا على ثقة تامة بأنهم لم يقومون بكتابة أعمالهم والتي تمس الدين أحيانا وكانت سبباً في اتهامهم بالكفر بجهل منهم بل أنهم كمفكرين في المقام الأول يدركون جيداً ماهية ما يكتبون فلما إذن عندما اتهمهم بعض علماء الدين لم أرى جواباً؟

ولما أرى كل طرف أصبح ينادي بالسخرية والهلاك للآخر دون وجود حوار أو مفاهيم أساسية حتى انسياق الشباب بجهل واندفاع دون إدراك إلى مهاجمة أي شخص لمجرد أنه قد سمع هجوم عليه حتى أنني سمعت أحدهم وقد اتهم طه حسين بالكفر وادعى بأنه كان يخطط في المصحف الشريف...

ولم يضع في مخيلته أن طه حسين لم ينعم بنعمة الإبصار إنني والحمد لله مؤمن تمام الإيمان وعندما يناديني أياً من الجماعات الدينية المختلفة والغريب أنهم جميعهم على خلافات فقهية ودنيوية مع بعضهم البعض أقل لهم يكفيني أنني أكون مسلماً ولا أعتقد أنه عند حسابي سيتم سؤالي إلى أيا من هذه الجماعات ستفوز ولكن أجد نفسي واقفاً بين هذه التيارات سواء الدينية أو الفكرية لا أحاول الحكم أحكام غير مبصرة عليها وهذا ما أعتقد أنه عيب شديد في نفسي حيث أنني أرى أنه يجب على كل إنسان أن يكون له فكر خاص به يؤمن به ويطبقه في حياته الخاصة والعامة.

يجب سيدي الفاضل أن نعرف كشباب لم لا يوجد هذا النوع من الحوار بين هذه التيارات الفكرية حتى أصبحنا نرى الكفر الصريح فن يشار إليه بالبنان ومن يحاول أن يضع للإنسان مفهوم جيد في الحياة يتهم بالكفر وإن كان على بينة حتى أصبح مناداة الإنسان بالكفر شيء هين يهتف به في حق أي إنسان وأحب أيضاً أن أتعرض لمن ينادون بإقامة مجتمع إسلامي يحكم على شريعة الإسلام ويقولون أنه ليس هناك فصل بين الدين والسياسة ومن يردون عليهم ويقولون بأن السياسة دنس والدين لا يجب أن يخلط منع الدنس وغيرها من أفكار كثيرةً تؤثر تأثيراً كبيراً على عقول الشباب, البعض تظل معه طوال عمره والبعض الآخر يتناساها أنظر لمتطلبات الحياة ويزرع السلبية بنفسه.

إنني أتحدث وأنا أرى جيلاً بأكمله يعاني من مشاكل لا يراها الكبار من الآباء والأمهات مشاكل نفسية واجتماعية وعقائدية ولا أعرف كيف سنكون جيلاً في المستقبل يستطيع أن يحافظ على دينه وأرضه ووطنه عفواً إذا كانت أفكاري غير مرتبة أو مست أكثر من جانب ولكن أردت أن أفكر بصوت عالي عن أشياء أرى جميع زملائي يتحدثون عنها بشكل سطحي وفي النهاية لا أستطيع أن أتخذ أي قرار في النهاية لا أستطيع أن أقول أي شيء سوى الاعتذار عن المط والتطويل في حديثي ولا أعلم هل هذا من الممكن أن يمس ما يتناوله الموقع من موضوعات أم لا ولكن عزائي أن هذا أصبح من أمراض الشباب والتي أراها تؤثر تأثيراً كبيراً فيهم.

وفقنا الله وإياكم وجزاكم كل خير.

24/1/2006

 
 
التعليق على المشكلة  


الابن الكريم؛
أهداني أخي
دكتور وائل رسالتك لأجيب عليها، فشكرا له، لأن رسالتك تعيدني إلى جولتي في عقول شباب اليوم، وإلى الحوار معهم، وهي متعة كبيرة، ونعمة سابغة نشكر الله عليها، وأنت تعرض قضايا متناثرة بينها روابط لا تخفى على لبيب، هيا ننطلق:-

1 – قول بعضهم أن
موقعنا هو تمصير لعلم غربي في بلادنا كمجتمع إسلامي هو غريب بعض الشيء، وأرد عليه بأن تطبيب النفوس هو فن وعلم قديم بدأ مع وجود الإنسان لأن النفس تمرض كما يمرض الجسد، أما الطب النفسي الغربي الحديث فهو مجرد فرع أو رافض في هذا البحر الزاخر الذي نحاول الانفتاح عليه، وندعو بالتالي إلى الانفتاح على كل المدارس والروافد الأخرى في تجربة وخبرة حضارات وثقافات أخرى، وليس فقط في تاريخنا العربي الإسلامي الذي نحاول استعادة إنجازاته في مجال تخصصنا.

وقولك "أننا مجتمع إسلامي" هو عندي محل مراجعة ونظر، بل لا أبالغ إذا قلت أنني أصبحت أندهش جدا من طريقة تفاعلنا وتعاملنا وتعاطينا مع الإسلام كدين وكحضارة، ماذا نأخذ ولماذا ندع، وكيف
؟!!

2 –
من سنن الله في البشر أنهم ليسوا على نمط أو شكل أو فكر أو أيدلوجية أو إدراك واحد للأمور، وعدم فهم هذه الحقيقة تخلف، وعدم القبول بوجود آخرين يحملون غير ما نحمل من أفكار ومعتقدات أو مصادرة حقهم في هذا الاعتقاد المختلف، ومقتضياته هي.

وبناءا على ما تقدم فيؤسفني أن أقول أن من يصف أفكار غيره ومعتقداته بالتخلف هو من يمارس أهم طقوس التخلف، وهي عدم القبول بالتنوع والاختلاف!!
ولا أرى أننا ينبغي أن نرفع القبعات لهذا الجيل، إنما ينبغي أن نفرق بين احترام مبدأ الاختلاف، وحقنا في نقد محتوى الأفكار أو مسلك الذين يحملونها، وبخاصة إذا كانوا من عينة الأستاذ المفطر في رمضان .

3 – وقولك أن كل إنسان ينبغي أن يكون له فكر خاص به، يؤمن به ويطبقه في حياته الخاصة والعامة، أتفق معك في ذلك، لكن مصادر تكوين هذا الفكر أو بالأحرى الموقف الفكري لا تعدو أن تكون إلا التدقيق فيما يقرأ أو يسمع أو ما هو مطروح على الساحة من بضاعة فكرية أو حتى حركية، وأعتقد في هذا السبيل أن كل صاحب فكر أو موقف حقيقي إنما يطمح إلى أن يحاوره أحد أو يختلف معه، وبخاصة الشباب، لأن هذا معناه أنه يطرح شيئا يستحق النقاش أو الاختلاف أو التوضيح، ولذلك فإن ذهابك أنت وغيرك لتناقش هذا الزعيم أو الكاتب أو ذاك المفكر فيما قرأت له، ولتتعرف على مذهبه أو منطقه أو حيثيات موقفه، هذا هو الحوار الأهم والمفتقد أما غياب المجادلة بالتي هي أحسن عن عموم حياة الناس فمشكلة أخرى لها أسبابها، فلماذا لا تبادر أنت وأمثالك في وفود صغيرة تجلس لتقرأ، ثم تزور لتناقش
؟!!

4 –
أزعمولعلك تتفق معي أن الآفة الخطر هي ما تشير إليه في رسالتك، وتسميه "السطحية وهي الخفة في تناول الأمور، والنقاشات السريعة الانطباعية المتعجلة لقضايا هامة وأساسية دون أخذ فرصة للعلم، بأولها أو تفاصيلها وجذورها.

أنا لست مرعوبا من أية أفكار تنتشر وسط الشباب أو الكبار، لكنني مرعوب من هذه السطحية والحوارات المبتورة والمعالجات المتسرعة للقضايا.

لقد كان الكفر موجودا طوال الوقت في كل الدنيا، وحتى في أزهى عصور الإسلام كانت أفكار الكفر وممارساته وأدبياته وكتاباته متاحة وذائعة، لكنها كانت محل نقاش ونظر وجدل في مجالس علم، ومناظرات رصينة، وفي تناول جاد لأناس يقرؤون ويفكرون، ويتحاورون مستهدفين الوصول إلى الحقيقة التي لا يملكها أحد، ولا يعلمها حقا إلا المولى عز وجل، وأقول أن استعادة هذا المناخ المفتوح الراقي هو من أهم شروطي لأوافق على تسمية مجتمعاتنا إسلامية وأزعم أن هذه الاستفادة ممكنة لو توافرت لدينا الإرادة والشجاعة والدأب والإصرار، أو سنظل ندور في حلقات مفرغة لا نهائية، ونسقط الواحد تلو الآخر دون أن نصل إلى شيء
!!!

*
ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين، وإضافتي فقط هي بعض الروابط فقد أعطاك أخي الدكتور أحمد عبد الله وجبة دسمة، وأنصحك بقراءة:
الطب النفسي إفراز غربي لا يمت للإسلام بصلة
الطب النفسي الإسلامي
المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين
.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله