إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أم عبد الله 
السن:  
32
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: أم عبد الله والشخصية السيكوباتية 
تصنيف المشكلة: اضطرابات الشخصية Personality Disorders 
تاريخ النشر: 30/07/2006 
 
تفاصيل المشكلة


ابني وأختي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع, والمجهود الكبير المبذول لمساعدة القراء, والأسلوب السهل والواضح لشرح الحالات, ولقد استفدت كثيرا من مطالعتي للعديد من المواد في هذا الموقع الضخم.

أما عن استفساري:
فأنا متزوجة منذ 7سنين من زميل لي يكبرني بسنة والحمد لله رزقت بولدين -جعلهما الله من الصالحين بإذنه- عمرهما 6و2سنين الأكبر ولد وعنده عيب خلقي في القلب -حالته الآن مستقرة وفي سبيله للالتحام إن شاء الله, لم يؤثر على أي من نشاطه أو نموه من ولادته حتى الآن, ولم يكن بسببه أي قيود عليه -وكذلك ولد بوزن 2.25 كيلو لأني كنت مصابه بضغط حمل مرتفع جدا وصل وقت الولادة 200\120 -ضغطي ارتفع من ثاني شهر لي في الحمل لأسباب تتعلق بأختي سأوضحها لاحقا-وكان هذا في أول يوم من شهري التاسع, وطبعا أصيب بالصفراء وكانت النسبة عالية وخضع للعلاج الضوئي 5أيام, وقد ذكر لي الطبيب أن الحبل السري التف حول رقبته مرتين قبل يوم من الولادة وأدى لبطء حركته.

آسفة للإطالة ولكني أوضح كل الظروف بالتفصيل, الحمد لله على كل حال تجاوزنا الفترة الأولى في حياته بهدوء نسبي كأي طفل آخر ومقارنة بأخيه الأصغر اعتبره مثالي في سنته الأولى, وعندما بلغ عامين كان والده مضطر لظروف العمل ولأنه كان يأخذ دوره تدريبيه فانه كان لا يراه تقريبا إلا في الإجازات واستمرت هذه المرحلة 9شهور, والحقيقة كنت أحاول أن أرفه عنه بالخروج كلما استطعت ولكن كلما خرجنا كان السيناريو متكرر "ماما سيبي أيدي, ماما امشي بعيد, ماما لا من هنا, ماما مش حاروح" وحتى في النادي حيث استطيع تركه يمشي بمفرده, وكنت أراقبه من بعيد كان يسير في اتجاه واحد بعيد عني في مكان جديد ويستمر لمدة طويلة دون الخوف والقلق أو حتى الالتفات ليبحث عني.

وطبعا لم يكن هذا ملائما طوال الوقت لأنه كان يبحث عن الغريب مثل الكهرباء وحنفيات المياه والبالوعات... فكانت نهاية فسحتنا غالبا صريخ وبكاء ورفس -طبعا حاولت اشرح له خطر هذه الأشياء وحاولت ألفت نظره لحاجات أخرى لكنه في الحقيقة عنيد جدا.

ومشكلة أخرى أنه تأخر في الكلام وعملنا له اختبار سمعيات وعمره 2,5عام وأظهر تأخر في رد فعل المخ للسمع "ABR" وبدأ في تلقي جلسات تخاطب والحمد لله أثمرت جيدا خصوصا مع شغفه وفضوله الشديد لمعرفة كل شيء ومع صبر مدرسته عليه وعلى تقلباته المزاجية أحيانا.

وذهب إلى دار حضانة ليحسن لغته -بنصح مدرسته-وكان مستوى كلماته معقول بالنسبة لزملائه وطبعا سعد بها لأنه كان يحب الأطفال جدا, وبعد فترة قصيرة تغيرت مدرسته مرة بعد مرة وكذلك المشرفات وأصيب بأدوار متكررة من البرد فكان لا يذهب بانتظام وكذلك ظهرت عصبيته خصوصا مع وجود بعض الأولاد المشاكسين حيث أنه سهل الاستثارة سواء في الفرح أو الغضب أو الحزن, فساءت أخلاقه وألفاظه ومعاملته لنا في المنزل-فترة هذه الحضانة استمرت 4أشهر متقطعة- وذهبنا لاستشارة طبيب نفسي فطمأننا ووجهنا لنقاط كانت غائبة عنا, وكنا قد اشتركنا له في حضانة مدرسة جديدة والتحق بها والحقيقة كان الفرق شاسعا فاستقرار المدرسة والمشرفة وتحملهم له في غضبه أو عنده كان كبيرا وبسبب شخصيته المرحة وذكائه وطاعته لهم في معظم الوقت-رغم حركته بعض الشيء فإنه صار محبوبا ومشهورا من جميع المدرسات والعاملين بالمدرسة.

وانتقل لسنة أولى حضانة يسبقه حب المدرسة وبراعتها في التعامل معه -وكنت قد رزقت بأخيه, ولم تخلو السنة الدراسية من الغضب والزعل لأن أحدا أغاظه أو سبقه أو كسبه وكان وصف المدرسة له في غضبه "أنه بيصعب عليها لأنه بيحرق نفسه بدون داعي" ومن مظاهر غضبه الصريخ والنوم على الأرض والرفس وترك الفصل غاضبا ليجري في أي مكان ودائما يعود للمنزل باكيا لأن أحدا ضايقه في الباص.

وتعاملت معه مدرسته بصبر وحكمة بالتفاهم مرة والتجاهل مرة حتى ضبط نفسه كثيرا, وأظهر تفوقه رغم أنه لم يكن في كامل تركيزه في الفصل حيث يحب أن تحدثه المدرسة مباشرة وتتابعه طوال الوقت ليكمل واجبه.

المهم من ناحية المدرسة كان مبسوط وعايز يروح وأنا مطمئنة للمدرسة, في البيت هذه السنة كانت صعبة مع طفل صغير متعب في نمط نومه وأكله بالمقارنة مع أخيه الكبير وكثرة المطالب من الجميع وانسحاب زوجي عن مشاركتي في البيت أو هكذا أشعر, وبسبب أختي مرة أخرى فكنت مشحونة ومرهقة ومتعبة ومكتئبة لأبعد الحدود.

وطبعا مع وجود بعض مشاكل الغيرة والفضول بالنسبة للمولود فكنت أثور في عبد الله كثيرا وهو يرد علي وقد تتطور لاشتباك بالأيدي من الطرفين, حتى بدأت أهدأ قليلا بعد 6أشهر-وحتى الآن أندم كثيرا على ظلمي لعبد الله- أما هو فأصبح جميلا معنا ومع أخيه وأثمرت السنة خيرا, مستوى اللغة, ومستوى التفكير, وكذلك العصبية قلت كثيرا-ولم تزل.

وانتقل لثانية حضانة بدأها كعادته جيدا ثم تعود على المدرسة وبدأ يزعل ويغضب ولكن بشكل أقل حدة وكذلك قلت ثوراته ولكن لا زال سهل الاستثارة وسهل الانخداع وسهل الغضب, انتباهي له تحسن ولكني أشعر بأنه يفضل والده علي -أعتقد له أسبابه حيث بعدت أنا عنه بسبب أخيه ويمكن لأن والده مش قاعد معاه طول الوقت مثلي.

قرب نهاية العام الدراسي -منذ شهرين-بدأ يتعصب أكثر ويبكي كثيرا ويعند أكثر وأكثر خصوصا مع عند أبيه في أن ينفذ كلامه أولا ومع كثرة الاحتكاكات بدأ يحاول ضرب أبيه -مع العلم أن أباه لا يضربه إلا نادرا-وذهبنا لاستشارة الطبيب مرة أخرى وتحدث معه وقال أنه عادي جدا ونحن الذين نتدخل أكثر من اللازم وبعد إلحاح مني ومراجعة لظروف ولادته طلب رسما للمخ,
 
وعملناه وأظهر زيادة في النشاط الكهربي في الفص الصدغي, قال الطبيب أن ذلك يبرر بعضا من عصبيته ووصف له depakine 500mg وبصراحة لم أحب أن أعطيه دواء يعمل في المخ وهو في طور النمو لكن الطبيب طمأننا وأريد منكم رأيا في هذا الموضوع.

الموضوع الآخر المتداخل هو أختي التي تصغرني بعامين منذ صغرها متعبة لأهلي برغم التدليل لها أكثر مني خصوصا من أبي لأنه كان يتيما وكان يدللنا كثيرا رحمه الله وقد توفي وعمري 14وأختي 12سنة, وطبيعة والدتي قاسيه قليلا خصوصا مع تدليل أبي وخصوصا بعد وفاته وتحملها مسئولية تربيتنا بمفردها.

المهم ما أذكره عن أختي أنها كانت ذكية لكنها لم تكن تحب المذاكرة إلا بمزاجها, عندما كانت تريد شيئا كلعبة مثلا فإنها كانت تصر وتصمم وتلح بالأيام حتى تصل إليه, ولما كبرت كان تعليق الجميع "أن تفكيرها أكبر من سنها" "أنها مجادلة بارعة توديك البحر وترجعك عطشان ولا تقتنع إلا برأيها ولا تنفذ إلا ما تريد مهما كان" وهو ما بدأ يعلق به على ابني من قبل أشخاص لا يعرفون أختي أو حتى لم يقابلوها.

ذهبت أمي بها لأكثر من طبيب نفسي وهي مراهقة لكثرة مشاكلها مع أمي وعنادها وأبلغ الطبيب أمي بعد عدة جلسات أنها بخير وكل مشكلتها تفكيرها الأكبر من سنها, ولم تنتهي المشاكل فمرة تهدد وتكاد لا تذهب للامتحان إذا لم تفعل أمي كذا وكذا، ومرات تتأخر وتصاحب أي أولاد وتتفسح معهم, وبرغم تدين أمي لم تفلح محاولاتها معها للالتزام بالصلاة مثلي أو بوجود وازع ديني, وكانت دائما في مشاكل مع المدرسات أو الطالبات سواء في المدرسة أو حتى الكلية.

وكانت أمي تتدخل وتعمل كل ما بوسعها وأكثر لإصلاح ما فسد -غياب أكثر من المسموح لدخول الامتحان, مشادة مع دكتورة, خناقة مع طالبة-وطبعا حين ذهبت للكلية كان من أهدافها الارتباط بولد فدخلت في عدة علاقات فاشلة ولم تتعلم, حتى بعد تخرجها وعملها لم تكن ملتزمة بعملها وكانت تتغيب كثيرا لأن ليس لها مزاج للذهاب وأمي تتصل لتعتذر وترجو..

وحين تقدم زوجي لخطبتي -كنت في كلية عملية وكانت الدراسة مستحوذة على كل وقتي وتعرفت بزوجي في آخر سنة وهو من كلية أخرى-شعرت برغبتها في أن تخطب لأي أحد وتقربت للعديد من زملائها ونظرا لظروفنا الميسورة تقدم لها العديد شفهيا ولم يأتي لمنزلنا سوى واحد يريد أن نحضر له الشقة والعفش والعروسة ولم توافق أمي طبعا وهي غضبت وهو سابها.

وارتبطت بحد تاني وتزوجت وبعد شهرين توفي خالي وتأثرنا لأننا كنا نحبه رغم عدم تدخله في حياتنا إلا بالزيارة فقط, بعد وفاته بعشرة أيام كنت حملت بعبد الله وكنا في أول يوم رمضان وكنت منتظرة أمي وأختي للإفطار وكانت أمي عندي وفي انتظار أختي لم تأتي واتصلت لتخبرنا أنها ستفطر عند صاحبتها,.... ورجعت أمي البيت بعد الإفطار ولم ترجع أختي وعدى الليل وعدت ليالي كثيرة وأخبرتني أمي بعد يومين من القلق والبحث عند كل أصحابها ومعارفها ومكان عملها في كل مكان يمكن أن تتواجد به.

وشددت الرحال أنا وزوجي لبيت أمي, وتكتمنا الخبر ثم عرف به بعض أقاربنا وأتوا للمواساة والبحث والأفكار مثل لصق الإعلانات والذهاب للبنك كل يوم في انتظار احتمال ظهورها. كل هذا العذاب استمر شهرين دون أن نعرف عنها أي شيء سوى أنها ذهبت للبنك وسحبت مبلغا قليلا من المال بعد أسبوع, كل هذا البكاء والحزن والقلق والذهول وأنا أحمل عبد الله في جوفي ليتغذى عليه وأفضلها عليه وأريدها أكثر منه.

ظهرت مرة اخرى بمسرحية أن شخصا استدرجها -كانت تعرفه مسبقا طبعا وتركت عنده ملابسها- وأنه استغل مشاجرتها مع أمي وأقنعها بترك المنزل وهذه العيشة الصعبة وأنه سيساعدها لاسترداد حقوقها من أمي الشريرة, وطبعا في حزنها عاشرها وعاشرته في نهار رمضان شهرا على أمل الزواج!!!!

ولما أحست بأن كل ما يهمه المال وبعد ما عملت توكيل للمحامي -وأنا باقول بعد مازهقت- عملت تمثليه أنها تريد العودة وأنها هربت منه وخائفة منه لأنه واصل وكمان خايفه من ماما تجوزها المجرم ده, وطبعا بعد بوس أياديها ووعود بأنها مش حتتجوزه قبلت ترجع, ورغم من الرجوع لم يتغير حالها كثيرا بل وساء وأصبحت تتأخر خارج المنزل, رغم إصرار أمي وذهابها لطبيب نفسي آخر.

وادعت أنها انتظمت قليلا وأنها تذهب لم تكن تذهب طبعا وكانت تجادل أمي بالثقة لكي تذهب بمفردها, وكذلك استمرت بالتعرف على الشباب, وبعد أقل من عام ظهر آخر فاشل وضائع وشعرت بالمصيبة قادمة أقنعت أمي أن تقبل به بدل ما يبقى غصب عنا, وأخبرت أختي أظهرت الفرح وأخبرته, وبعد يومين اختفت لأسبوع وجاءت تبكي بأنها كانت تائهة وهائمة ومتضايقة واستضافتها سيدة لا تعرفها و و و و.....,صدقنا الحكاية, طيب وفلان... أوعى تقولوا حاجة.

وبعد يوم غابت 4أيام, وجاءت وقالت أنا نمت معاه بس كتبنا ورقة عشان نرضي ربنا -للأسف استحبت الحرام عن الحلال- وضغطت أمي عليه فكتبوا عقد عند المأذون بدون علم أمه وفتحت له أختي مكتبة وسرحوا كما يحلو لهم ولم يردعها أي شيء ودخلت الإدمان بمزاجها ومزاجه.

وأدخلتها أمي مصحة غصب عنها وقفزت منها وكسرت 3فقرات في ظهرها وعملت عمليه كبيرة, والحمد لله ربنا خلاها تمشي ثانية وطبعا الباشا مشي سرق المكتبة ومشي, وتاني أمي وراه لحد ما طلقها..........

أنا تعبت من الحكاوي, أكيد أنتم عارفين أن الحكاية لم تنتهي ومستمرة بأشكال متعددة، وطبعا ممكن مع الضغط تروح لدكتور مرة أو مرتين لكن لاتتابع ولا تأخذ العلاج وأخيرا تقول أنا سليمة واللي عايز يروح للدكتور يروح, وطبعا المغامرات لا تنتهي أبدا.

لكني في الحقيقة لا أتحدث معها تقريبا إلا في التليفون, لأن زوجي بعد حادثة ظهرها لا يريد أن تكون له أو لأولاده أو لي علاقة بها, لا أستطيع لومه, طب وأمي, ويتمي من أبويّ الاثنين وأمي عايشة ربنا يعطيها الصحة.

أنا لا أذهب لأمي مطلقا بدونه حتى لا تخرج أختي وتكلم الأولاد -نزور أمي في الأعياد- وهي تأتي لي عندما تستطيع ولا ترضي عن الوضع وتقول لي لا تتركيني بمفردي معها, وصحة أمي تتأخر........ ادعوا لي ربنا يفرج همي أنا وأمي

آسفة جدا جدا للإطالة, هذه أول مرة أبوح عما بداخلي والحكاية طويلة ومرة قوي, سؤالي هو:
هل هناك علاقة مابين حالة ابني وحالة أختي -أنا أشعر بأني أراها بقدرتها على الإقناع وبأسئلتها الكثيرة وبمجادلتها, هل قد يصبح ابني مثلها, وراثيا أم بيئيا؟
هل هناك ضرر من استعمال الدواء بالنسبه لابني وهو صغير؟

وأشكركم لسعة صدوركم وجزاكم الله كل خير.

14/6/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

إيه يا أم عبد الله، والله أنا دخت من كثرة التفاصيل في هذه الاستشارة، وأحوال الولد الكبير دخلت في أحوال الولد الصغير، أما خالتهم فكانت الضربة القاضية الفنية بالنسبة لي، والله المستعان.

تعالي أبدأ معك بخالتهم، بالطبع خالتهم مصابة بنوع من اضطرابات الشخصية السيكوباتية، وقبل الخمسينات من القرن الماضي كانوا يطلقون هذا الاسم على أي نوع من اضطرابات الشخصية، لكن مع الوقت أصبح هناك العديد من أنواع اضطرابات الشخصية (أكثر من عشرة أنواع)، وأصبح هناك علامات وأعراض معينة للشخصية السيكوباتية من هذه الأعراض
:

غياب تأنيب الضمير تماماً (ميت الضمير)؛ الكذب، أذية خلق الله (ممكن بدون سبب واضح)، الانحرافات الجنسية بما فيها زنا المحارم، الإدمان، الخداع، القمار، السرقة بعنف أو بدونه، إلخ.... من الموبقات والصفات السيئة وحدثي ولا حرج.

والشخصيات السيكوباتية قد تكون "عنيفة" فتقتل وتسرق بالعنف وغالباً ما يتم سجنهم في مرحلة مبكرة من حياتهم ويرتاح المجتمع منهم، وهناك نوع آخر "مبدع" في الفن أو القيادة أو السياسة أو الرياضة أو غيرهم من مجالات الحياة ولكنه يغلب عليه غياب الضمير عند اقترافه لأي جريمة أو أي ذنب، من أمثال هتلر وشارون.
 
أما النوع الثالث فمثل من ذكرتها "نوع سلبي"، وأعتقد أنه من الأنواع المتعبة لمن حوله لأنه يرتكب من المعاصي والجرائم والآثام ما لا يودي به إلى السجن كالكذب والخداع والإيقاع بين الناس والإدمان في السر أو الزنا والسرقة أو النصب على الأهل والمعارف المقربين فقط حتى يتجنب السجن، كل ذلك بدون أي تأنيب للضمير. أنا عارف أنني وجعت قلبك بكلامي ولكن أمري لله سامحيني هذا هو طلبك وسؤالك.

والآن أعتقد أنك تسألينني وهل من علاج؟ والرد: صعب العلاج؛ وغالباً ما يتم التحفظ على تلك الشخصيات المزعجة في إصلاحيات، وإذا لم تكن هذه الإصلاحيات على المستوى المطلوب فإن المصاب باضطراب هذه الشخصية (اللهم احفظنا واحفظ من نحب منها) تسوء حالته أكثر لأنه سوف يُصقِل استعداداته الإجرامية في تلك الإصلاحيات بالاحتكاك مع الآخرين ممن هم مثله!.

أما بالنسبة لك ولزوجك فقد اتخذتما قراراً (من وجهة نظري أنه مناسب لكما) وهو الابتعاد عن طريق هذه الأخت المؤذية قدر الإمكان.

أما بالنسبة لابنك الأكبر، فحاولي دائما أن تكوني حازمة -أنت وأباه- معه بدون قسوة أو تدليل، وأنصحك أن تستعيني بكتب تربية الأطفال وهي كثيرة بالمكتبات حتى تتجنبي تدليله بصورة مُبالغ فيها، وفي نفس الوقت تتجنبي القسوة عليه وعلى أخيه "لا إفراط ولا تفريط". ومن الجميل أن يذهبا للمسجد مع أبيهما قدر المستطاع، وذلك من باب التنشئة الدينية وزرع الضمير وحب فعل الخير في نفسيهما، وبالذات أنك وزوجك خائفان من أن يكون الطفل الأكبر مثل خالته، وإن كنت لا أظن ذلك، بإذن الله، و"الله لطيف بعباده".

النصيحة الثانية هي محاولة تقوية الوازع الديني في ابنيك، ومراقبة نفسيهما في تصرفاتهما، لبناء الضمير لديهما، ولكن دون أن يشعرا بعقد الذنب إن أخطئا وذلك بالطبع بعد عمر ست سنوات على الأقل.

بالنسبة لعقار الديباكين، وتشخيص زيادة الكهرباء في المخ فأنصحك بعرض هذا الطفل على استشاري في "الأمراض العصبية لدى الأطفال"، لأن ما تصفينه من تصرفات ابنك يحتمل أكثر من تشخيص عصبي أو نفسي منها
الطفل المعارض المحتد أو اضطراب نقص التحكم أو القلق أو الاكتئاب لدى الأطفال أو الصرع الصدغي كما شخصه الطبيب أو........... إلخ.

فإذا استقر رأي الاستشاري على زيادة كهرباء المخ "تشنجات صرعية" بعد عمل الفحوص اللازمة ومنها ما ذكرت، وقد يحتاج لأشعة مغناطيسية على المخ، فيمكنه بعد ذلك وصف العلاج المناسب والجرعة المناسبة، أما إن كانت حالة الطفل نفسية فاستعيني بطبيب نفسي مهتم بحالات الأطفال، ولكن أعيد وأكرر ابدئي أنت وأبوه فوراً في القراءة أكثر عن تربية الأطفال، وعلى موقع
مجانين ستجدين صفحة مفيدة جداً  عن ذلك.

واقرئي أيضًا:
الشخصية السيكوباتية (المستهينة بالمجتمع)
الشخصية المستهينة بالمجتمع وطقوس الإفساد مشاركة
الشخصية المستهينة بالمجتمع النموذج وطقوس الإفساد
السيكوباتية المغتربة (الشخصية المستهينة بالمجتمع)   
   
المستشار: أ.د.مصطفى السعدني