إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   فتاة معذبة 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الرهاب الاجتماعي 
تصنيف المشكلة: نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia 
تاريخ النشر: 14/11/2006 
 
تفاصيل المشكلة


أنا فتاة في العشرينات نشأت في أسرة مكونه من أب ضعيف الشخصية وأم متسلطة ولكنها في لوقت نفسه حنونة جدا وتحبنا للغاية ولدت في بلد خليجي في مجتمع مغلق حتى دخلت الجامعة في مصر ومنذ أن كنت في الثالثة عشر من عمري وأنا أمارس العادة السرية والتي حتى الآن أحاول التخلص منها....

مررت بتجارب ارتباط فاشلة ولا استطيع الحياة بدون قصة حب في حياتي وآخر فترة كنت فيها وحيدة أصبت بالاكتئاب وزرت طبيب نفسي فوصف لي أدوية خفيفة حتى وفقني الله لإنسان محترم أدعو الله أن يتم موضوعنا على خير ومنذ أن ارتبطت به تحسنت معنوياتي وتوقفت عن الأدوية ولكنني أعاني من فقدان الثقة بالنفس في أحيان كثيرة وليس كل الأوقات فقد أبدو واثقة من نفسي ولكن من داخلي أشعر بالعكس تماما... وأحيانا يظهر عليّ كما أعاني من وسواس بأنني غير محبوبة من الناس كما أنني أخاف الاحتكاك جدا ولا أعرف كيف أتعامل بحكمة.

وأخيرا لاحظت ضعفا شديدا في ذاكرتي وقلة في التركيز بشكل ملفت لا أدري إن كان بسبب العادة السرية أم ماذا؟؟؟ لا أدري ماذا أفعل فأنا أعاني والله العظيم ولا أعرف ما الحل؟ أخاف أن يشعر هذا الإنسان بعدم ثقتي فيتركني وأعود مرة أخرى وحيدة، ساعدوني بالنصيحة أرجوكم في أسرع وقت.
 
وجزاكم الله خيرا

24/10/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

أختي المعذبة
؛
تحية طيبة لك على موقعك وبعد؛
أحس وأشعر بمعاناتك، وتألمك من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب والوسواس، وأتمنى لك التوفيق والنجاح في الحب والزواج والحياة. لقد كانت تربيتك أختي المعذبة تربية مغلقة في مجتمع غريب عنك؛ حيث كنت في معظم الأوقات بداخل قفص ذهبي من رعاية وحماية وحفظ والديك وأسرتك لك، والحمد لله أن دراستك الجامعية بمصر قد انتهت على خير ما خلا بعض تجارب الارتباط غير الناضجة (ولا أقول الفاشلة)، ولكن أختي المهذبة أنت ينقصك ولا شك الكثير من خبرات مجتمع مصر المفتوح على مصراعيه لكل المتغيرات الإيجابية والسلبية على السواء؛ فكما أن معرفة الخير والقيام به مهمان بالنسبة لنا فكذلك لابد وأن نعرف الشر وأهله دون أن نقع فيه أو نجربه أو نجاري أهله؛ بل علينا أن نتجنبهم ونحذر من الاختلاط بهم حتى لا تنال منا ولا تحرقنا نار أهل الشر، ولكي نحصل على كل تلك الخبرات فلابد من الاحتكاك بالآخرين وأن نجرب ولكن بحرص شديد حتى نقلل من الخسائر المحتملة وأخطرها الصدمات النفسية نتيجة للتعرض للإحباط المستمر من جراء التجارب الفاشلة وغير الناضجة، ولتكن استخارة الله عز و جل في كل خطوة نخطوها وفي كل تجربة نخوضها ثم استشارة أهل الحكمة والرأي هما سراجنا المضيء ودليلنا في دروب الحياة الصعبة، وكما يُقال: "لا خاب من استشار ولا ندم من استخار".

أختي الطيبة حاذري من إبداء مشاعر الضعف وقلة الثقة بالنفس أمام الآخرين ومنهم الشاب الذي ترغبين الارتباط به، وحاولي أن تجدي في نفسك نقاط القوة في مواجهة نقاط الضعف التي ذكرت في رسالتك، وليكن ذلك كتابة في ورقة بيضاء مسطرة ومقسومة بالمسطرة رأسياً إلى قسمين وليكن على الجانب الأيسر منها:
الرهاب الاجتماعي
الاكتئاب
الوسواس

أما في الجانب الأيمن من الصفحة فأنت :
1- مقبولة من الجنس الآخر بدليل رغبة هذا الشخص في الارتباط بك.
2- لك عائلة مستقرة الأحوال وطيبة الأصل
3- أنت على درجة طيبة من التدين والأخلاق الطيبة .
4- أنت متعلمة تعليم عالي المستوى
5- المستوى المادي لأسرتك مرتفع
6- تتمتعين بصحة بدنية جيدة وليس لديك أي مرض جسدي مزمن والحمد لله.
7- أنت عاطفية ومحبوبة وتحبين الحب
8- أنت من القلة الذين يحبون القراءة في وطننا العربي
9- أنت لك أب طيب وأم حنونة
10- .................................

أختي جميلة الروح حاولي أن تجدي في نفسك وفيمن حولك نعم الله عليكم، وأنا متأكد أن مقياس استكشافك للمميزات التي لديك -بهذه الطريقة- سوف يزداد كفاءة لدرجة تجعلك تملئين كفة المميزات لديك، وتذكري دائماً أنه بحمد الله على النعم تدوم وتزداد، وبالطبع بلا غرور ولا تكبر على خلق الله، ولا تسمحي لأي شخص أيا كان أن يقلل من شأنك أو يجرح كرامتك أو يهز ثقتك بنفسك.

ولا تلومي نفسك كثيرا بالنسبة لموضوع ممارسة العادة السرية فسوف ينتهي بإذن الله بعد زواجك، أما إحساسك بضعف الذاكرة وقلة التركيز فغالبا نتيجة لمعاناتك النفسية، وسوف تشعرين بتحسن كبير في تلك الأعراض المرضية مع تحسن حالتك النفسية وبالذات تحسن الحالة المزاجية لديك.

أنت والحمد لله تمتلكين عناصر الشفاء من الاكتئاب وكذلك الرهاب الاجتماعي والوسواس، وأنصحك في البداية من أن تداومي على تناول أحد الأدوية التي تساعد في علاج هذا المثلث الشهير (الاكتئاب والرهاب الاجتماعي والوسواس) مثل البروزاك أو الفافيرين و بجرعة مناسبة يحددها الطبيب النفسي المعالج، وكما أقول وأكرر دائماً أن: مضادات الاكتئاب تحتاج لأسابيع حتى يظهر تأثيرها العلاجي، فلا داعي لتعجل الشفاء، وعلى المريض خلال تلك الفترة التحمل والصبر، وكذلك من المهم الاستمرار على هذا الدواء فترة كافية من الوقت قد تصل إلى عام كامل وذلك رغم تحسن المريض تماما في ظرف 3-4 أشهر من معظم الأعراض النفسية المؤلمة التي كان يعاني منها.

وهذه الفترة والتي تبدأ من بداية الإحساس بالتحسن خلال بضعة أسابيع من العلاج الدوائي يُستحب من المريض فيها ممارسة بعض تمارين العلاج السلوكي مثل تمارين الاسترخاء Relaxation Training، وإزالة التحسس التدريجي Gradual Desensitization في مواجهة الناس ومحاولة حضور بعض المناسبات الاجتماعية البسيطة كالعزائم الصغيرة وبعض الزيارات للأقارب المحبوبين من نفس المريض، ثم نتدرج إلى حضور مناسبات التهنئة والأفراح والأتراح وغيرهم ... المهم أن يكون التعرض لتجمعات الأشخاص بصورة تدريجية جداً وعلى مدى شهور.

وأحيانا ننصح بعض المرضى بأخذ جرعات بسيطة من مثبطات البيتا قبل حضور المناسبة الاجتماعية أو الذهاب للعمل بحوالي ساعة مثل "إندرال" أو "تنورمين" أو غيرهما، وذلك لتقليل الأعراض الطرفية مثل احمرار الوجه والعرق واللعثمة والارتعاش وخفقان القلب وصعوبة التنفس والدوخة والدوار، فتلك الأعراض غالباً ما تزاد عندما يواجه مريض الرهاب تجمعا من الأشخاص وبالذات الأغراب منهم .

أختي الفاضلة جزء هام من العلاج النفسي هو شغل وقت المريض بما يفيد، فلمَ لا تعملين عملاً يتناسب مع مؤهلاتك الدراسية؟! أقول أي عمل ولو عمل تطوعي خيري تحبينه؛ فالعمل بعد عدة شهور من العلاج الدوائي والنفسي لابد أن يكون ضمن الخطة العلاجية لحالتك النفسية، ففي العمل احتكاك مباشر بالناس وبدرجات متفاوتة وفقاً لطبيعة ذلك العمل، وهو بذلك يُعتبر علاجا سلوكياً فعالا لك، بالإضافة إلى أن العمل سيزيد من ثقتك بنفسك ويزيدك خبرة بالحياة وبمعاملة الأشخاص المختلفين في سلوكياتهم وأفكارهم ومشاعرهم... أليس كذلك أيتها الأخت الصابرة المثابرة؟!! .

واقرئي من على
استشارات مجانين:
صعوبات اجتماعية : لأنني بنت!
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي : الاسترخاء ثم المواجهة

وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين.
 
   
المستشار: أ.د.مصطفى السعدني