إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   صفية محمد علي الجفري 
السن:  
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمه 
البلد:   المملكة العربية السعودية 
عنوان المشكلة: أسطورة الذئب والحملان مشاركة مستشار 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواجي Marital problems 
تاريخ النشر: 29/10/2006 
 
تفاصيل المشكلة


أسطورة الذئب والحملان!! رواية جديدة!!


حسنا نحن هنا لنفكر، هذه هي رسالة الموقع الرئيسة فيما أفهم، نفكر ونتدبر ونتشاور، والمؤمنون أمرهم شورى بينهم، الرسالة استفزتني فعلا، والإجابة استفزتني أكثر، هناك خطأ ما في السؤال والجواب بل حتى في عنوان الاستشارة، شيء غير منطقي وغير حكيم ولن أجانب الدقة إن قلت أنه غير متسق مع السواء الإنساني، سأحاول أن ألتقط ذلك في هذه السطور، أو على الأقل أسهم بما يشبه العصف الذهني للتفكير في القضية المطروحة، والتي كان عرضها بطريقة أحادية مبسطة، وكانت الإجابة عنها أكثر تبسيطا واستفزازا.

هناك خطأ ما كما أسلفت، لكن أين هو، هذا هو السؤال الذي من أجله أعدت قراءة الصفحة مرات، وتوصلت إلى أنه غالبا هو هذه الفوضى في الحديث عن القيم، حسنا الحلال والحرام، قضية أساسية في ديننا، لكنها نسبية بحيث تتدخل في تحديدها أمور عدة، فقد ينقلب الفعل من الحلال إلى الحرام باعتبار الظروف الطارئة عليه، كما أن الطلاق حلال وإن كان مكروها لكنه يكون حراما إن كان يؤدي إلى ضياع الزوجة وتشريدها كما نص على ذلك المالكية. كما ينقلب الفعل من الحرام إلى الحلال حال الاضطرار كما في حل الميتة للمضطر.

وذات الأمر يسري على الفعل الحلال كما في التعدد، فإنه مع حله إلا أنه خلاف الأولى كما نص عليه الشافعية لأنه يرتب على نفسه واجبات قد لا يستطيع الإيفاء بها. وكيف أن المكروه قد يكون بابا إلى الحرام، ويتحدث الفقهاء أيضا عن أن ما قد يكون مباحا في حق بعض الناس يكون مكروها في حق آخرين، فكما أرشد الحديث إلى إقالة ذوي الهيئات عثراتهم، فإن الفقهاء تحدثوا عن أمور تكره في حقهم مع أن فعلها مباح في حق غيرهم.

لذلك أعتقد أن عبارة كهذه تحتاج فعلا إلى مراجعة: "أنا أحترم زوجكِ لأني أجد أنه استخلص من ملذّات هذه الحياة كلها باب ‏النساء! فأخذ يتزوج على سنّة الله ورسوله، وقد يكون يعتقد كما هو شائع عند الكثيرين، بأنه قد ‏يكسب الأجر أمام الله إذا ما قدّم شيئاً من الحبور الجسدي لامرأة محرومة، مطلقة كانت أم أرملة، ‏وأظن أنه له ذلك! ‏".

فعل هذا الرجل إن صح ما ذكر ينم عن خلل قيمي حقيقي ناتج عن فهم قاصر للدين، ومزج له بالأهواء الشخصية، وإلا كيف تقبل شرعا هذه الفوضى في السلوكيات؟ وهذا الإشباع المتستر للغرائز المتفجرة، مع هدر فعلي لقيم المجاهدة والصبر فضلا عن الوفاء وتحمل المسؤولية برجولة، والنظر إلى حاجة الجسد والنفس إلى الشريك نظرة متزنة تعترف بهذه الحاجات كجزء من حاجات الإنسان، يمكن الصبر عنه مقابل عدم تضييع حق النفس في الحياة الكريمة، وحقوق الآخرين في أن لا نسبب لهم الخزي بتصرفات غير مقبولة عرفا؟ والعرف هنا هو عرف سليم راشد يوازن بين حاجات الفرد والمجتمع . تحضرني الآن مسألة الكفاءة وكونها حق مشترك بين الفتاة وأبيها أو أسرتها، هذا الحق يراعى في غالب الأحوال وهو حق فردي مجتمعي. وتسقط مراعاته في أحوال هي بمثابة الاستثناء لا الأصل.

وذات الأمر يمكن أن يقال في قضية الزواج العرفي أو زواج المسيار، حيث لا فقيه يناقش في حله بصورته المعلومة التي تتضمن شاهدين، لكن ما ينبغي أن يناقش هو هل هذا الشكل من أشكال الزواج ناجع حقا في حل مشكلة النساء اللاتي لديهن ظروف تحول بينهن وبين زواج مشهر كامل الحقوق؟ ولماذا يكثر الحديث عن حل هذا الزواج ولا يبين أن اللجوء إليه قد يولد حالا أكثر ضغطا، وأشد صعوبة، بل لا يشار إلى أن الحقوق المسقطة من مبيت ونفقة هي حقوق متجددة بحيث يأثم الزوج إن أبى الوفاء بها فيما لو طالبته الزوجة بالحقوق المستقبلة إلا أن يختار فراقها.

زواج المسيار يعد في بعض حالاته إن لم أقل أغلبها مثالا لقضية تضخيم حق الفرد على حساب حق المجتمع وقيمه وأعرافه.

وكيف يقال أن فعل هذا الزوج أي الزواج المتعدد مسيارا أو ما شابهه هو فعل جيد، بحيث تشجع النساء عليه من قبل من يفترض أن يكون الناصح الأمين، وأعود فأقول ثانية: أين هي قيم الصبر والمجاهدة والأخذ بالعزيمة التي ينبغي لذوي الهيئات أن يتحققوا بها، ويرشدوا إليها، قولا وعملا.

وفي المقابل أجد من عدم الإنصاف أن توصف من ارتضت هذا الخيار أي زواج المسيار بأنها ضحية، بحيث تعفى من مسؤولية اختيارها هذه الطريق، ومسؤولية أن تتحمل تبعات ذلك بشرف دون تشهير أو تعريض، فالزواج بهذه الطريقة ليس حلا جذريا، لكنه حل بشكل ما وما دامت قد ارتضته لنفسها فكيف تلقي باللوم على من ارتضته زوجا؟ هذا الحل قد ينقلب على أصحابه، والمرأة هنا إما أن تأخذ حقها المتجدد من الزوج أو تنفصل عنه بشرف ودون تصرفات دنيئة كما ذكرت آنفا لأنها مسؤولة عن اختيارها الطريق الذي يلبي لها حاجتها النفسية والجسدية للرجل بشكل له ضريبته التي تخف أو تثقل، لكنها ضريبة يجب أن تدفع لكل فعل خارج عن السياق المجتمعي.

ونموذج آخر للخطأ القيمي في هذه الصفحة، هو حديث الزوجة عن استجابتها لأحاديث عاطفية مع بعض زملائها، لكنها لم تمارس فعل الخيانة، فهي بذلك أحسن حالا من زوجها. ولست أرى فرقا بين فعليهما سوى أنه سلك طريقا (حلالا)، لأن الشرع أعطاه هذه المساحة، بينما هي لم تسلك ذات الطريق إذ لا طريق (شرعي) يبرر لها خلل تمسكها بالقيم، قيم الشرع، وقيم الفضيلة .

هي إذن تهون من شأن أحاديثها العاطفية ولا تعتبرها خيانة، وقد تبرر ذلك (شرعا) أن هذا الفعل من الصغائر ما دام دون الزنا، وهكذا تفرّغ الأحكام الشرعية من مضامينها، ويصبح الدين مجرد أحكام جامدة لا ارتباط لها بمقاصد شرعت من أجلها، وينسى أن الصغيرة في جنب الله كبيرة إذا ما استهين بها .

وخلل آخر في وصف عمل الزوجة، وتتبعها لحال زوجها، بأنه أشد من الزنا، وما أفهمه مما درست في تخصصي الشرعي أن هذا لا يصح، فعلها مذموم شرعا نعم، لكن أليس ناجما عن الغيرة، والتي يغتفر في شأنها ما لا يغتفر في شأن غيرها؟ وهل يكون فعل المرأة هنا من الكبائر بل أشد من الزنا؟ لا، لا يصح مثل هذا الوصف كما أفهم، والحديث الذي يوجه للمرأة في مثل هذه الأحوال أن تعقلي ولا تدخلي في دوامة التجسس، والبحث والتنقيب، فكري في الأمر بشكل عملي، بحيث تقررين فعلا هل تريدين الاستمرار أم لا، وضعي في حسابك مسؤوليتك عن الأولاد، بل وحياة طويلة حقها عليك أن تجاهدي لاستمرارها ما استطعت، انظري أين تقصيرك فأصلحيه، وأقيمي جسرا من الحوار الطيب بينك وبين زوجك، ولديكما من الرصيد العاطفي والقيمي والعشرة والأولاد ما يعينكما على إصلاح حياتكما، ولا تلجئي إلى التصريح حتى تستنفدي سبل التلميح، واحفظي لزوجك هيبته وما تعلمينه فيه من الخصال الجيدة، ليس لأجله فقط، لكن لأجل أن لا تقطعي عليكما طريق العودة إلى علاقة متزنة بينكما .

وتعليق أخير على فعل تلك الزوجة التي قامت بالتسجيل والتصوير، وهو فعل شائن، لكنها فوضى القيم –كما أسلفت- التي تتخذ من الدين ستارا، وتفرغ أحكام الشريعة من مضامينها، وتناقض مقاصدها. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وختاما: فما سطرته من كلمات إن كان صوابا فلله الحمد والمنة، وهو بتوفيقه تعالى، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، واستغفر الله من ذلك، وجزى الله خيرا من بصرني . والله المستعان .

صفية الجفري

25/10/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

بسم الله الرحمن الرحيم؛
الأخت
صفية الجفري المحترمة حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

بداية أشكر فيكِ حسّ المسؤولية ورغبتك الدائمة في التشاور من أجل إيجاد الحل ‏الأمثل لمن يطرق باب موقعنا بمشكلته. ‏ولكن يؤسفني أن الرسالة استفزّتكِ، كما وأنني لم أرِد أن أستفزّك بالرّد والله يشهد!‏

أعرف أننا بشر وخطّاؤون! ولربما نكون بالعقل الباطني ميّالون للدفاع عن أبناء ‏جنسنا! لذلك، أعتقد أن رسالة الأخت توتا استفزّتكِ. أما أنا؛ فلم أكن أدافع عن السيد "زوج ‏توتا" ميلاً مني للذكورة فيه، بل حاولت أن أخفف صدى المشكلة عند الصديقة توتا وأن أظهر ‏محاسن علاقتهما الزوجية، وأخفف من وقع نقاط الخلاف، مع تسليط الضوء من وجهة نظر ‏دينية للموضوع. ‏

لقد فتشت على مساوئ زوج توتا فوجدته مزواجاً، وهل هذه سيئة تغضب الله؟!

بالشكل الأمثل، يجب على الإنسان أن لا يَغضب إلا لما يُغضب الباري عزّ وجلّ، ‏وأن لا يفرح إلا لما يرضيه! طبعاً نحن نعتبر أن الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان يعرف ‏أكثر منا بسيكولوجية هذا الكائن، ظروفه واحتياجاته، وشرّع له ما شرّع من أجل سعادته ‏الدنيوية والأخروية. ‏

نعم! لقد ثرتِ للعرف، والعرف لا قيمة له أمام الدين، فقد كان عرفاً في مصر "ختان ‏البنات مثلاً" وعند تعارضه مع الدين يربح الدين طبعاً لما فيه خير البشرية.‏

كذلك هنالك الكثير من الأعراف في المجتمعات كافة، ومثل صارخ على ذلك: أن ‏هنالك بين قبائل الإسكيمو مَن يقدّم زوجته للضيف إكراماً له، فهذا العرف طبعاً يجب أن يزول ‏لكي يحل محله العرف الذي سنّه رب العالمين.‏

إذاً، ما لا يُغضب الله لا يُغضبنا، لذلك كانت ضربة عليّ بن أبي طالب عليه السلام ‏لعَمر بن ودّ العامريّ الكافر توازي عبادة الثقلين، لأنه لم يضربه انتقاماً لنفسه عندما تفل عَمر ‏في وجهه، بل استغفر الله وانتظر أن يذهب غضبه وكبّر وقتله قربة لله تعالى. ‏

لقد استثارت قصة توتا كبرياءكِ كامرأة، وكذلك كبرياء زوجته المؤمنة الصالحة ‏المجاهدة. معكم حق! فنحن بشر، ولكن عندما نريد أن نحكّم العقل نستشير القوانين الإلهية ‏لكي نحكم على أحدهم خيراً أم شرّاً، فالسلوك الأمثل يحدده الله، ومَن يفسر قوانين الله هم ‏الأخصّائيون في ذلك من علماء دين.‏

إذا كان العلماء قد شرّعوا حِلّيَّة الزواج العرفي وزواج المسيار وزواج المتعة أو ‏الزواج المنقطع؛ فلستُ أريد أن أدخل في نقاش هذه الحِلّيَّة لعدم تمكّني من المعلومات الدينية ‏الواسعة حول هذا الموضوع، وهذا ليس موضوع بحثنا بالتحديد، بل ننطلق من المسلمات. كل ‏ما أعرفه عن حِلّيَّة زواج المتعة مذكورٌ في سورة النساء الآيات التالية: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ ‏النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ ‏مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا ‏تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:24) ‏‏(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ ‏الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ‏بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ ‏نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ ‏غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النساء:25) ) (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) (النساء:28)يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النساء:26) ‏‏

‏هنا يبين الباري عز وجل بأنه يعرف بأن الإنسان خلق ضعيفاً لدرجة أنه قد يُخْشى على ‏بعضنا من العَنَت، ولهؤلاء الناس قال سبحانه: "إن تصبروا خير لكم" وإن لم تصبروا فهنالك ‏مجال لأن تتزوجوا مطلقة أو أرملة "محصنة" وإن لم تجدوا فيمكنكم الزواج من فتاة مؤمنة ‏بموافقة أهلها. وهنا الآية تشير بوضوح إلى موضوع الزواج المنقطع لأنه يحضّ على الزواج ‏من المحصنة أولاً ومن ثم من الفتاة التي إن أحصنت بعد ذلك وأتت بفاحشة فعليها نصف ما ‏على المحصنات من العذاب لأنها تزوجت أولاً بالمنقطع، ومن ثم بالزواج الدائم. كما وأنه ‏يحض على الصبر، بينما لو كانت الآية بحق الزواج الدائم لكان الحري أن يؤثَر الإسراع في ‏الزواج وليس التصبّر.‏

إذاً لقد رخّص الله لصديقنا "زوج توتا" في حال عدم تمكّنه من الصبر أن يتزوج دون ‏أن "يخرب بيته"، مع إبقاء "السيدة توتا" أم العيال أمام الناس، وأمام الأولاد، وأمام نفسه، وأمام ‏نفسها: "ست الكل" مرفوعة الرأس، محفوظة الكرامة.

حاول صديقنا أن لا يجرح شعورها، ‏ولم يخبر أحداً، فكان المكر من إحدى زوجاته أن صوّرته وأخذت تشهّر به كأن ما فعله ‏حراماً، ولربما استفادت من العُرف الذي لا يرحم لكي تهاجم الدين الرحوم. ‏

أختي العزيزة! إنها ليست فوضى في السلوكيات، ونحن نقدم المجاهدة والصبر على ‏ما سواها، ولكن في حال الضعف عن ذلك، يحب الله أن يؤخذ برُخَصِه، ويمقت المكابرة التي ‏قد تؤدي بنا إلى الانزلاق في هاوية الشذوذ. ‏

هنالك مشاكل كثيرة عند الكثيرين من الشباب، منها الصحية والنفسية وغيرها... التي ‏قد يحلها الزواج الدائم، وإن لم نستطع فالزواج بأشكاله الأخرى حسب الاتفاق ما بين الطرفين ‏‏"ولا جناح عليكم في ما تراضيتم به"

أما حديث "توتا" العاطفي مع بعض زملائها، فهذا ما لم ينزل به الله من سلطان! وفيه ‏غضب لله عزّ وجل وملائكته، "لا تستخفّنّ بسيئة لعل فيها غضب الله وأنت لا تعرف".‏

أما موضوع الغيرة؛ نعم إن "غيرة الرجل في الإسلام إيمان، وغيرة المرأة كفر فإن لم يكن في اتفاقية القران ما بين توتا وزوجها تحديد عدم تعدد الزوجات، فليس ‏للأخت توتا الحق بالإدعاء بأنه نكس بالاتفاق. لقد تزوجت على سنّة الله ورسوله، ومن سنّته ‏السماح بتعدد الزوجات، فإذا رفضت توتا عندها ينطبق عليها ما ذكرناه سالفاً: "...أفتؤمنون ‏ببعض الكتاب وتكفرون ببعض..." ‏

أخيراً، أختي العزيزة صفية، أوافقك تماماً على ما ذكرتِه من نصائح للأخت توتا في ‏آخر مقالتكِ، وأنا أيضاً أنصحها بذلك وأطلب من الله تعالى لأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن ‏يحبّب إلينا ما يحبه، وأن يبغّض في أعيننا ما لا يرضاه.‏ تحياتي الخالصة لكِ وللأخت توتا، ولجميع الأخوات ذوات القصة ذاتها.‏
  
   
المستشار: د.قاسم كسروان ‏ ‏