إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سيف 
السن:  
25-30
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الشخصية التجنبية والحياة على الهامش 
تصنيف المشكلة: اضطرابات الشخصية Personality Disorders 
تاريخ النشر: 14/03/2007 
 
تفاصيل المشكلة

 


عن الزواج

أنا شاب أشعر منذ عدة سنين بالاضطراب النفسي الشديد على كافة المستويات المختلفة لكل نواحي الحياة. مختصر ما يمكن أن يصف معاناتي هو أنني لا أشعر بالرضا عن نفسي من حيث مستوى التزامي الديني، بالإضافة إلى إحساسي بالضعف الشديد جداً وقلة الحيلة من حيث الخبرات والمهارات اللازمة لمواجهة ضغوط الحياة اليومية العادية جداً مثل علاقاتي مع أسرتي ومع أصدقائي ومع جهة عملي. والواقع أنني دائماً أربط بين عدم رضائي عن نفسي دينياً، وبين ما أعانيه من ضعف دنيوي شديد، عن طريق معادلة: الله يعاقبني على تفريطي عن طريق الابتلاء بالضعف وقلة الحيلة.

وتلك المعادلة المترسخة في ذهني تدفعني دائماً لمحاولة الترقي الديني طلباً لحل مشاكلي الدنيوية. كانت هذه مقدمة لابد منها لفهم الخلفية النفسية السائدة لكل حياتي. المشكلة التي أطلب لها حلاُ الآن بالذات هي عن الزواج. فالواقع أن الرغبة الجنسية الشديدة والمكبوتة كانت دوماً أحد أهم جوانب معاناتي. وقد تسببت هذه الرغبة في إدماني عادات جنسية سيئة تتمثل في ممارسة العادة السرية بشراهة شديدة، ومشاهدة الأفلام الإباحية، وقراءة القصص الجنسية، وممارسة الجنس من خلال الشبكة أو الهاتف في بعض الأحيان.

ونظراً لأنني أريد أن أصلح من شأني وأعيش الحياة التي أتمناها من حيث مستوى التزامي الديني، فقد توجه بصري تجاه الزواج كحل جذري ومنطقي وشرعي لمسألة السعار الجنسي الملتهب الذي أحيا فيه ويقودني للهاوية. سؤالي هو:

أولاً: هل من الصحي والصحيح أن أبدأ في البحث عن زوجة، فقط لأنني أحتاج إليها كشريك جنسي؟ هل يجوز أن يكون ذلك هو الدافع الوحيد للزواج؟ لقد سمعت كلاماً كثيراً عما قد يسببه هذا من تعاسة بعد أن يبدأ الزواج، وتنطفئ جزوة الهياج الجنسي.

ثانياً: كيف أختبر نفسي لأعلم يقيناً أنني أستطيع تحمل مسؤولية الزواج؟ فأنا كما ذكرت مسبقاً أشعر شعوراً عاماً بمنتهى الضعف وقلة الحيلة، وأرى الزواج مسؤولية صعبة جداً على شخص مثلي يفترض فيه أن يكون قائداً وقواماً على زوجته.

ثالثاً: كيف أجد عروس؟ أنا ليس لي أي علاقات مع فتيات. وحياتي خالية تماماً من الفتيات. وفهمي للدين يخبرني أن علاقات صداقة الشبان بالفتيات هي علاقات محرمة.. أعني تلك العلاقات المعروفة الآن والتي تتضمن تعارف مجموعة من الشباب على مجموعة من الفتيات من خلال الكلية أو النادي، ثم الخروج والتنزه كمجموعة، ثم المكالمات الهاتفية.

إن هذه العلاقات قد لا تتضمن أي تجاوزات حسية، وهي توفر جو مناسب للتعرف التام بين الشبان والفتيات، لكن هل من الحلال أن نخرج سوياً ونحادث بعضنا في الهاتف ليلاً متجاذبين أطراف الحديث كالأصدقاء؟؟ هل يحل لي أن أتخذ من الفتيات صديقات نخرج ونلهو سوياً ثم أتقدم لمن يرق لها قلبي؟

إن كثيرا من الناس يفعلون ذلك ولا يجدون به غضاضة، لكني أعلم أن هذا حرام. أما عن زواج الصالونات، فأنا أكره فكرته. فكيف لي أن أذهب لرؤية فتاة قد لا تعجبني؟؟ أنا سأعجز عن قولة "لا".. ثم من أدراني أن شخصيتها تناسب شخصيتي؟ إن معظم إن لم يكن كل من أعرفهم من المتزوجين لا يبدون شديدي السعادة في زواجهم بسبب ذلك الخلاف في الطباع، مع العلم أنهم وزوجاتهم ملتزمين دينياً.

وجدير بالذكر أنني كنت قد أقمت علاقة قصيرة مع فتاة من خلال النت، شعرت معها بالألفة والتشابه الشديد فيما بيننا، فقررنا أن نخوض التجربة سوياً لصنع علاقة طبيعية وناجحة وشرعية. وعندما قابلت تلك الفتاة للمرة الأولى، شعرت بالرعب الشديد. شعرت بالرعب أولاً لأن شكل الفتاة لم يجذبني بالصورة العميقة والحادة التي تخيلتها. وشعرت بالرعب ثانياً لإحساسي أنني قد بدأت في انتهاك براءة تلك الإنسانة النقية النظيفة. فهذه الفتاة لم تكن تعرف أي شاب، ولم يسبق لها أن خرجت مع أي شاب، فكيف أسمح لنفسي أن أخرج معها دون علم أهلها؟؟

لقد شعرت وقتها أنه يجب علي فوراً أن أتقدم لخطبتها من والدها، وإلا فإن أي استمرار للتواعد والاتصالات بيننا في الخفاء سيعد انتهاكاً لبراءة ونقاء تلك الفتاة. وبما أنني أهاب الزواج بشكل مريض، فقد وجدت نفسي أنهي علاقتي معها إنقاذاً لها من أي تدني أو انزلاق. حدث هذا وسط دموعها الغالية التي أدمت قلبي. ولم يصبرني على فراقها شيء سوى أنني موقن من أنني قد أنقذتها من شخص مريض مثلي، قد يتسبب في انحلالها أخلاقياً، أو قد يستمر في علاقته معها لفترة ثم لا يتزوجها لخوفه أو جبنه أو معارضة أهله. ما الحل لهذه الأسئلة الثلاثة؟

19/01/2007

 
 
التعليق على المشكلة  

أخي العزيز
؛
أنت تتجنب الكثير من النشاطات والعلاقات الاجتماعية الصحية وتفضل أن تعيش من وراء ستار فعلاقاتك الاجتماعية محدودة ونشاطاتك الحياتية كذلك، ومع تجنبك لعلاقات التعارف الاجتماعي فأنت تمارس علاقات جنسية على الهاتف وعلى الانترنت ولا تسأل نفسك إن كان هذا مشروعاً أم لا في حين تسأل نفسك هذا السؤال في العلاقات الأكثر براءة من ذلك!

اقرأ من على استشارات مجانين:
الشخصية التجنبية... في بحر الحياة

الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي؟  

والمشكلة هي أنك تخشى المواجهة وربما يكون السبب في ذلك أنك تنظر إلى المرأة على أنها موضوع جنسي وفقط ولذلك حين تواجهها مباشرة تنور بداخلك مشاعر محرمة تشعرك بالقلق المتزايد.

وقد ترتب على ذلك أن رؤيتك للزواج تنحصر في أنه مشروع لتفريغ الطاقة الجنسية عبر مخلوقة تسمى المرأة لا ترى فيها جوانب عاطفية أو اجتماعية أو نفسية أو روحية أو إنسانية.
حاول أن تترك حالة الانكفاء الذاتي التي تعيشها وأن توجه إدراكك للآخرين ككيانات يمكن أن تتفاعل معها على مستويات كثيرة بريئة ومحترمة خارج الإطار الجنسي الذي سجنت نفسك فيه سنوات طويلة ولم تجن منه إلا الشقاء والخوف والمعاناة والقلق.

وحاول أن تستمتع بالصحة الطبية لأصدقاء من نفس جنسك وأن تزور أقاربك وأن توسع من شبكة علاقاتك، ومن خلال هذه الشبكة ستجد الفتاة المناسبة لتتزوجها ولكن بشرط أن تتعامل معها كإنسانة مكتملة الإنسانية وليس فقط كموضوع جنسي أو أداة لإفراغ شهوتك. 
 
   
المستشار: أ.د.محمد المهدي