إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   Firdaous 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: Muslim 
البلد:   Morroco 
عنوان المشكلة: متمردةٌ ترفضُ الخضوع لرجل ! 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي تربوي: مشاكل أسرية Family Problems 
تاريخ النشر: 06/12/2003 
 
تفاصيل المشكلة

في دوامة المشاكل.... ما الحل؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاكلي متعددة أحاول تلخيصها فيما يلي:

أبي رجل حاد الطباع، وقد كان يضرب والدتي في طفولتي، كما كان يعاقبنا بشدة كل الوقت، وعندما كبرت تأكدت أنني لست كبقية الفتيات؛ فأنا فتاة متمردة لا أوافق على الخضوع لرجل، ولديّ ميول عدوانية تجاه الرجال.

أحاول أن أكون امرأة مسلمة ملتزمة، وأشعر بحاجتي إلى الزواج من أجل إشباع الرغبة ومن أجل الولد، لكنني أخاف من الرجل وأخاف من نفسي، ولذلك أخشى أن تنتهي حياتي الزوجية بالفشل أو أن أحيا كما عاشت أمي.

عندما بلغت سن المراهقة جاهدت لجعل أمي تتمرد على والدي وقد تمكنت من جعلها تشعر بحقوقها، وواجهت أبي ليوقف عدوانه الجسدي على أمي ونجحت بفضل الله، لكن أبي لا يزال غاضبا من تصرفات أمي المتمردة عليه، وأحب أن أذكر بعض الملاحظات المتعلقة بوالدي..

فقد عانى من مشكلات من فترة الطفولة حيث انفصل والداه عن بعضهما وهو في الثانية من عمره وعاش حياة مؤلمة مع زوجة أبيه. أنا أخضع لعلاج نفسي منذ مارس 1999، وطبيبي النفسي قال لي بأن أبي مصاب بجنون العظمة أو البارانويا؛ لذلك عليّ ألا أكون غاضبة منه.

أحاول أيضا تغيير نظرتي السوداء للرجال، وليس أبي هو الوحيد المسئول عن كرهي وعدوانيتي ضد الرجال، فلقد تم اغتصابي وأنا في السادسة من عمري بفعل طفل أكبر مني، وتعرضت عدة مرات لتحرشات جنسية في فترة الطفولة والمراهقة، وكنت دائمًا أشعر بالضعف أمام هؤلاء..

هذه الحوادث سببت لي نوعا من الاكتئاب، ذلك أنني كنت أعتقد أنني لست عذراء، وقمت بزيارة عدة أطباء لم يحددوا بدقة إذا كنت عذراء أم لا، فأحدهم قال إن عندي قطعين في الغشاء، والآخر قال بأنني عذراء والغشاء سليم وهو فقط من النوع المشرشر، وحتى الآن أنا لا أعرف الحقيقة.

لقد كانت لي أيضًا تجارب عاطفية في فترة المراهقة باءت جميعها بالفشل بسبب أنني فهمت من خلال جلسات العلاج النفسي أنني أبتغي إيلام الطرف الآخر لتعويض ما تعرضت له من آلام على يد أبي المريض سببها لي وما زال يسببها حتى الآن، فهو يطلب مني الآن أن أشتري له منزلاً، وهذا يعني أن تقتصر حياتي على ادخار المال الذي أكسبه لأحقق له ما لم يستطع أن يحققه, بل انه ضغط علي لأخذ قرضا ربويا لكنني رفضت.

وهو يظن أن من حقه أن يعرف ما أنفقه وما أدخره من راتبي و أيضا إذا كانت هناك زيادة علي إخباره لكي يجري تعديلاته على برنامج الادخار مما يجعلني لا أخبره بالحقيقة إذا سألني.. اضطررت تحت هده الضغوطات أن أرهن منزلا للسكنى لظني بعدم حرمة ذلك لكنني علمت لاحقا أنه محط خلاف بين الفقهاء.

ووجدت نفسي أتحمل مسؤولية أسرة من أب وأم وثلاثة إخوة. اثنان منهم بلغا مبلغ الرجولة: 26 سنة و 23 سنة .ورغم أنهما تعثرا خلال مسيرتهما الدراسية وكنت دائما أتدخل لمساعدتهما ماديا ومعنويا رغم إدمانهما للتدخين. بل إنني أتكفل بمصاريف العلاج النفسي لأصغرهما، لكن ما يحز في نفسي أنهما بعد أن حصلا على دبلوم يؤهلهما لولوج سوق الشغل لم يبذلا مجهودا للحصول على عمل رغم نصحي لهما وتذكيرهما بأنني قضيت سنة ونصف في البحث عن عمل إلى أن حصلت على وظيفتي الحالية. أنا حاليا في 28 من عمري أعيش بين أب جشع لا يفكر إلا في أحلامه يحول حياتي إلى جحيم وإخوة عاجزين عن مواجهة الحياة... والسؤال المطروح كيف أرضي ربي . ووالدي . وماذا أفعل إذا أتيحت لي فرصة للزواج؟

30/11/2003
 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت السائلة، أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، بالنظر إلى طفولتك وتاريخك العائلي كله، وحتى الآن، نجد أن مشاعرك ومواقفك النفسية كلها هي ردود أفعال عادية ومتوقعة على ما وقع عليك من ظلم وضغوط، ولكن الإنسان يا أختي لا يظل حبيس الماضي إلا إذا قرر هو أن يكون كذلك، وبالتالي فإن مصيرك – مثل كل إنسان – بيدك، وتستطيعين أن تصنعي سعادتك باختيارك وجهدك، والله معك.

استمرارك في العلاج النفسي وانتظامك فيه يبدو أساسيا ولازما للتحسن، وأهم من ذلك ألا تدخري وسعا في مضاعفة مساحة احتكاكك بالحياة وأنشطتها، لأن كل الخبرات والتجارب السلبية التي نتعرض لها في الطفولة إنما تتعالج، وتنحصر وتنحسر في مساحة أقل وأقل بمقدار ما نقوم به من جهود في مجالات خبرات أخرى إيجابية اجتماعيا وثقافيا ومعيشيا، ويفيدك عملك في هذا الصدد، وكذلك رعايتك لأسرتك لأن هذا من شأنه أن ينقلك شعوريا من مربع الضحية وحزمة الأحاسيس السلبية التي تحملها إلى مربع رد الفعل الايجابي المسئول عن نفسه وعن آخرين.

اختلاطك بالرجال في المجال العام وفي إطار الشرع والعرف الاجتماعي السليم هام لك لأنه يعرفك بالممارسة أن الرجال مثل النساء فيهم الطيب وفيهم الفاجر، بل وإن الإنسان أكثر تركيبيا من أن يكون طيبا على طول الخط، أو العكس، ولكن يغلب على الواحد منا صفات، وتتنحى صفات ولكنها تظل موجودة.

احتكاكك بالرجال على النحو الذي أشرحه لك هام جدا لإنضاج نظرتك تجاه عالمهم، وإخراجك من طفولية التصورات عن الجنس الآخر، وكأنهم جميعا أشرار أو أبرار، ومن المهم لك أيضا أن تواصلي رعايتك لوالدك وأشقائك فهذا من شأنه تدعيم ثقتك بنفسك ، ولكن دون أن يتحول الأمر إلى ابتزاز لا مبرر له ولا سند من الشرع أو العقل....فالرعاية المطلوبة والإنفاق له حدود، ولابد أن تدخري لنفسك قدرا من المال يعينك على شئون زواجك طالما أنك التي ستنفقين على نفسك في تدبير هذا الشأن.

واضح أن الإيذاء الجنسي الذي تعرضت له كان من النوع البسيط، ولذلك ينبغي إسقاطه من اعتبارك، وإلا سيظل يكدر عليك حياتك.

أختي الكريمة: أمسكي بزمام الأمور ولا تدعيها تفلت منك، وأنا واثق أن لديك من ال
حكمة والقدرة والإرادة ما تستطيعين به عمل ذلك، ونحن معك، والله معنا.

* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين ، ما أود إضافته بعد الإجابة الشاملة لأخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله ، هو إحالتك إلى بعض الردود السابقة لمستشارينا وبعض المشاركات الموجودة على صفحتنا والتي تناقش قضايا العلاقات الأسرية المضطربة، وكذلك الزور أو البارانويا، معتمدين تشخيص طبيبك المعالج لحالة والدك، فانقري على العناوين التالية:
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة /  الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ، مشاركة /  السير على حد السيف وستراتيجية ترقيق القلوب / الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت ؟

فلعلك في هذه المشكلات والمشاركات تجدين السلوى، ولي فقط بعد ذلك تعليق صغيرٌ على سؤالك الذي اختتمت به إفادتك وهو: (وماذا أفعل إذا أتيحت لي فرصة للزواج؟)، فأنا هنا أتساءلُ عن نوعية العلاج النفسي الذي تخضعين له كما قلت منذ أربع سنوات ونصف ؟ فمن الواضح أنه نوعٌ من أنواع العلاج النفسي طويل الأمد ، فهل لم تصلي بعد ، وبعد كل هذا العلاج إلى إجابة لهكذا سؤال ؟ إن المفترض أن طبيبك المعالج لابد يضع في حسبانه أنك ستتزوجين ، بل إن تهيئتك لذلك هي أحد أهداف العلاج الرئيسية! .

ثم ألم يتقدم لك الخطاب بعد ؟ بمعنى أنك لابد خلال السنوات الأربع التي مضت قد وضعت في هذا الموقف ، ويفترض أنك تشاورت مع معالجك في ذلك الأمر ، إذن فنحن نحتاج إلى تفاصيل أكثر إن كنت تجدين أسئلةً بداخلك ما زلت ، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.
 
   
المستشار: د. أحمد عبد الله