إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   سمر إبراهيم 
السن:  
30-35
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: الفصام ونكباته متابعة 
تصنيف المشكلة: الفصام والوهام Schizophrenias & delusions 
تاريخ النشر: 31/03/2008 
 
تفاصيل المشكلة


الفصام ونكباته

السيد الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فلسيادتكم جزيل الشكر والتقدير، فقد كنت أرسلت لكم فيما سبق رسالة على موقع مجانين وتفضلتم بالرد السريع الذي لم أكن أتوقعه وجاء ردكم ليشد من أزرى ويقوى عزيمتي على تحمل الابتلاء الذي أصاب زوجي ولأذكرك بنفسي فأنا زوجة لمريض بالفصام يرفض أهله الاعتراف بأنه مريض وبالتالي لا يبدون أي استجابة لمحاولة علاجه وكان سؤالي لسيادتكم أليس من الأفضل لي وله أن أتركه حتى يعترف أهله بأن هناك مشكلة ومن ثم يحاولون علاجه، ونصحتني سيادتكم ألا أترك زوجي حتى لا تتدهور حالته، كان ذلك منذ ما يقرب من ستة أشهر خلال هذه الفترة تفاقمت أعراض المرض لدى زوجي إلى الحد الذي أصبح فيه أهله لا يستطيعون إنكار المرض، فهو يقف ليسب الناس في الشارع بدون سبب معتقداً أنهم يحاولون إيذائه بالإضافة إلى الكثير من السلوكيات التي لا أريد الإطالة بها عليكم؛

المهم يا سيدي أنهم أخيراً اقتنعوا أن هناك مشكلة وذهبت مع اثنين منهم إلى طبيبة شخصت المرض كما سبق وأخبرتهم بأنه فصام ويحتاج إلى علاج إن لم نستطع إعطائه له في المنزل فعلينا بإدخاله المستشفى، والآن نحن في حيرة وأنا قبلهم هل نواجهه بأنه مريض يحتاج إلى علاج وأنا أعلم بأنه لن يتقبل ذلك مطلقاً (نسيت أن أخبرك أنه قرأ الرسالة التي كنت أرسلتها لسيادتكم بما تحمله من وصف لأعراض المرض ورد سيادتكم عليه فانتابته حالة شديدة من الهياج، ولكنه تجاهل الأمر بعد ذلك وكأنه لم يقرأ شيئاً فقط عندما يثور يقول لي: "أنت عاوزة تثبتي أنت وأهلك أنى مجنون" ولكنه لا يذكرها مطلقاً وهو هادئ

أم ندخله المستشفى جبراً دون الحديث معه حول مرضه وبعد أخذه العلاج سيتفهم الأمر، كل ما أريده هو ألا آذي مشاعره ولا أعرف هل سيستجيب للعلاج فيعلم أن هذا لصالحه أم أنه سيخرج ناقماً علينا فتزداد الأمور سوءاً، وكان لدي اقتراح آخر لا أعرف كيف أنفذه كنت أود لو أشعرته بأنه مصاب بأى مرض وأعطيناه علاج الفصام على أنه علاج لهذا المرض لكنى خائفة أيضاً من تنفيذ هذه الفكرة؛ (يشتكى زوجي خلال هذه الأيام من الشرود بمعنى أنه عندما يحدثه شخص لا يستطيع استيعاب ما يقوله، وأحياناً عندما يتكلم يسكت فجأة لثوان معدودة ويجد نفسه غير قادر على مواصلة الحديث، أظن أن لهذا علاقة بالمرض أليس كذلك؟)، أتمنى أن تسدى لي النصح في الطريقة المثلى التي نستطيع بها بدء العلاج، وأنا أطمع في كرم سيادتكم بسرعة الرد وأود لو أمكنني الحصول على رقم هاتفك المحمول لأتمكن من مناقشة هذا الأمر معكم جازاك الله عنى وعن أولادي وزوجي خير الجزاء.

 
 
التعليق على المشكلة  
الأخت العزيزة الدكتورة...
الحل الثاني هو أفضل الحلول، وذلك بمساعدة إخوانه وخصوصا أنهم أحسوا أن أخاهم مريض بمرض ذهاني وبحاجة إلى العلاج الفوري، وقد أخبرتكم الطبيبة النفسية التي ذهبتم إليها أنه بحاجة للعلاج بمستشفى أو مصحة للأمراض النفسية فوراً حتى يتم السيطرة على الأعراض الذهانية لدى زوجك وبسرعة قبل حدوث مشاكل أكبر له ولكم بل ولكل عائلته؛ فنوبات العنف والهياج التي تحدث له قد لا يسلم منها إخوانه أنفسهم وليس أنت وبناتك فقط!!.

الأخت الصابرة الفاضلة؛
يمكنك طلب مساعدة إحدى المصحات النفسية الخاصة بالقاهرة، وسيأتي لأخذه طبيب نفسي وممرضين من البيت، بعد أن يقوم إخوانه وأنت بالاتفاق مع مدير المصحة على أخذه من البيت ليلا مثلا للعلاج في تلك المصحة، ورغم التكلفة المادية فأظن أن الأمر يستحق ذلك لإنقاذ شخص طيب القلب متعلم وصاحب أسرة هو زوجك، وإنقاذ أسرتكم أيضا من التفكك لا قدر الله، ونظرا لأنني بعيد عن مصر في الوقت الحاضر فسأعطيك عنوان مصحتين نفسيتين بالقاهرة على الترتيب:
1- دار المقطم للصحة النفسية وصاحبها هو أستاذنا الدكتور يحي الرخاوي وعنوانها شارع 10 بالمقطم.
2- مستشفى الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة، وهي بشارع مصدق بالدقي.

أما موضوع السكوت المفاجئ ثم يعود للحديث في موضوع آخر فهذا من أعراض اضطراب الفصام ونطلق على هذا العرض Thought block.

سيدتي؛
لا أنصح بالحل الأول الذي اقترحته؛ لأن مواجهة المريض الذهاني من غير المتخصصين، وفي الوقت غير المناسب بحقيقة مرضه تعني بالنسبة له- إعلانك للحرب عليك، واعتبارك من الأعداء الخونة له!!، وكذلك لا أنصح بالحل الثالث وهو أن نقول له أنه مصاب بأي مرض باطني مثلا ثم نعطيه علاجا مضادا للفصام؛ وذلك لأن هذه النوعية من المرضى لديهم قدر كبير من الشكوك في كل من حولهم- وقد يسأل أي صيدلي غريب عنكم أو أي طبيب يذهب إليه، ولا يعرف هذا الطبيب أو الصيدلي ظروفه المرضية - عن اسم وطبيعة هذا الدواء الذي تعطينه له، وعندما يعلم ستكون الطامة الكبرى على كل من سعى وأقنعه لإعطائه هذا العقار، وخصوصا وأن للعقاقير النفسية قدرا محترما من الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها لدى كثير من المرضى الفصاميين مثل الدوخة والكسل وكثرة النوم وضعف القدرة على الجماع أحيانا وغيرهم.

أما الحل الثاني فهو الأفضل فأنت وإخوانه متفقين ضمنيا بعد عرضه على طبيبة نفسية- على هذا القرار، ومعظم الحالات تتحسن على العلاج في تلك المصحات، ولو اضطر الأطباء النفسيون في المصحة إعطائه عددا من جلسات الكهرباء لتنظيم إيقاع المخ، وتلك الجلسات آمنة جدا عندما يتم عملها بالمستشفى وتحت مخدر عام، وهي سريعة النتائج العلاجية، وذلك مع العلاج بالعقاقير النفسية في نفس الوقت، مما يؤدي إلى تحسن حالة المريض النفسية وبسرعة، أي في خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع أو أقل، وتجعل المريض الفصامي أكثر تقبلا للعلاج بالعقاقير النفسية وبانتظام بعد ذلك، ولكن المهم هو متابعة أخذ العقاقير النفسية الموصوفة له بعد ذلك وبانتظام بعد خروجه من المصحة النفسية، وذلك حتى نقلل من حدوث انتكاسات لاحقة بالنسبة للمريض الفصامي، مع عودته للعلاج بالمصحة بعد حين لا قدر الله.

الأخت العزيزة؛
عليك أنت وإخوانه من اتخاذ القرار السريع والتنفيذ بلا تأخر ولا تردد حتى تتحسن حالته ويستطيع ممارسة حياته الطبيعية كباقي البشر، مع أطيب تمنياتي ودعواتي القلبية لزوجك بالشفاء التام والعاجل، و
تابعينا بأخباره. 
   
المستشار: أ.د. مصطفى السعدني