إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أحمد 
السن:  
35-40
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: الأفكار السلبية والقهرية - متابعة 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 15/12/2003 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،

أرسلت لكم مشكلتي من قبل وظهرت على الصفحة بعنوان: الأفكار السلبية والقهرية

أرجو من الأخ الدكتور أحمد عبد الله الإجابة وأطلب منه مشكورا سرعة الإجابة لأنني أستفيد كثيرا وأترقب الإجابة يوميا ولكنها دائما تتأخر

الأخ الدكتور أحمد عبد الله.. سألت عن مشكلة التفكير الاكتئابي أو القهري والمتعلق بقضية العمر والتقدم في السن والتي لازمتني فترة ثم عادت لتكدر علي حياتي.. والحقيقة أنني لم أجد الجواب الشافي سوى عدد من الإحالات لقضايا مشابهة لم تفدني بتاتا نظرا لاختلافها بالكلية عن قضيتي.. وكذلك قول الدكتور أبو هندي أنني مصاب بجوهر الاكتئاب، وأنا من النوع الذي يتأثر بالإيحاء فكان هذا الكلام غير مشجع بالنسبة لي...

أنا مصاب بهذه الأفكار وبعض الميول السلبية والتي تجلب لي الضيق ولكنني لا أستطيع وصف نفسي بالشخص المكتئب تماما.. فانا إنسان نشيط أميل للتفاؤل بقدر المستطاع، وكذلك فإنني منتج وأعمل بعدد من الأنشطة المختلفة ولي مشاركات إعلامية تلفازية وإذاعية.. وأحب أن أكون ايجابيا دائما حيث أنني قرأت الكثير عن التفاؤل والنجاح وغير ذلك من مواضيع البرمجة اللغوية العصبية وغيرها من المواد في مجال تطوير الذات...

أرجو منكم الإجابة الشافية والمقترحات الخاصة بعلاج هذه الحالة لأنني أخشى أن تشل حركتي و نجاحي وطموحاتي.. خاصة مع خوفي من تقدم السن لأن عمري الآن 37 وأخاف الأربعين وما بعدها... هل مثلا أمارس الاسترخاء.. والذكر.. والدعاء... وغير ذلك، فأنا لا أريد أن أقضي بقية حياتي في هذا التفكير.. كما أنني أخشى الوقوع في الاكتئاب العميق...

أرجو منكم الإجابة بأسرع ما يمكن حيث لدي أفكار مشابهة تتعلق بالملل والضيق من الأعمال الروتينية والمتكررة خاصة في عملي كأستاذ جامعي.. وأي أعمال متكررة في الحياة.. وهذه الأفكار بالذات غير منطقية على ما أعتقد..

وأنا لا أستطيع زيارة طبيب نفسي في مدينتي لسببين أولهما الحرج الشديد والخوف من الفضيحة الاجتماعية.. وكذلك لعدم وجود أطباء يعالجون بالطرق الحديثة أو يتناولون المشاكل بشكل غير تقليدي.. ولكنني أيضا مستعد لأي عمل في سبيل التخلص من هذه الأفكار القاتلة..

بارك الله فيكم و جزاكم الله ألف خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم جميعا.. وإن شاء الله سأدعو لكم في مدينتي مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن يدخلكم الجنة بلا حساب ولا عذاب اللهم آمين.. لا تتأخروا في إجابتي بارك الله فيكم.

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ السائل:
أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك وأرجو أن أكون عند حسن ظنك وزيادة بمشيئة الله، هاجس التقدم بالعمر هو مسألة تشغل بال الإنسان منذ فجر التاريخ، وحين تطغى المادية والدنيوية على تفكير البشر يكون هذا الهاجس من أكثر الهواجس ضغطا على أعصاب الناس... كل الناس.

جمعتني الظروف بالممثلة الفرنسية الشهير "كاترين دينيف" في مؤتمر صحفي على هامش مهرجان القاهرة السنيمائي الدولي الذي أحرص على متابعته قدر استطاعتي، وسألها الناس عن أفلامها، وعن رأيها بالسنيما العربية، وعن أحب أدوارها إلى نفسها... الخ

وكأني ألقيت عليها قنبلة حين سألتها عن كيفية استقبالها وتعاملها مع حقيقة تقدمها بالسن، وتعلثمت... وتكهرب الجو قليلا ثم استوعبت هي الموقف، وأخذت تصف موقفها من هذه المسألة، وكيف أنها مثل كل البشر، وأنها أحيانا تتحسر، ولكنها سرعان ما تعود إلى حقيقة أخرى وهي أن هذه هي سنة الحياة، وأن لكل عمر مذاقه ومتعته، وأنها تشعر بالتحقق والسعادة عندما ترى امتدادها في ابنتها وابنها، وكلاهما يعمل في مجال السينما على ما أتذكر، وهكذا.

(كاترين دينيف) من جميلات الشاشة الفضية وفي كثير من الاستفتاءات التي أجرتها المجلات والمؤسسات الإعلامية الفنية في مطلع القرن الحادي والعشرين جاءت كاترين من أجمل نساء القرن العشرين، وهي أولى منا

- وهي أولى منا بسبب هذه الخلفية أن تحزن على جمالها الذي يغرب، وجسدها الذي هو رأس مالها، وهي تراه يشيخ، مثل كل أحد، ونحن أولى منها باستيعاب حقائق الحياة والموت، والظواهر الإنسانية المختلفة مثل التقدم بالعمر.

- ما علاقة هذا بحالتك؟!!
- العلاقة كبيرة لأن المرض النفسي أو الأعراض الذهنية أو الشعورية الزائدة عن الحد المعقول ليست سوى احتمالات إنسانية، وأحوال بشرية في أصلها، ولكنها تتجاوز النطاق أو المتوسط المتعارف عليه، وقد تأتي نتيجة ردود أفعال مبالغ فيها على مؤثرات عادية يومية تحدث لجميع الناس ولكن تأثيرها يكون على بعضهم أكبر من البعض الآخر.

فالاكتئاب هو حزن شديد يستمر طويلا، ودون أسباب واضحة أو كافية، والوسواس هو إلحاح أفكار ترد على ذهن الإنسان الطبيعي لكنه يتجاوزها في أقل من الثانية بينما تتسلط على المريض بها لينشغل ويعاني وهكذا فإن خوفك من تقدم السن وتجلياته هو خوف إنساني طبيعي، ولكن زيادته عن المدى المعقول يجعله مرضا يحتاج إلى علاج، والعلاج معروف يا أخي الكريم.. فمنه العقاقير والهدف منها تصحيح الاعتلال الجسماني المصاحب لطول المعاناة الشعورية، لأن هذه المعاناة إذا كانت تؤثر على توازنان الكيمياء وإنزيمات المخ ونواقله العصبية بقدر طفيف جدا، ولكنه مؤثر.

- ومن العلاج ما يعرف بالمعرفي ويهدف إلى تصحيح منظومة الأفكار الخاطئة التي تشكل خلفية الحالة الذهنية والشعورية للمريض، ومنه العلاج السلوكي الهادف إلى تغيير عاداته الخاطئة وتصرفاته التي تزيد من فداحة الأعراض وتأثيرها، ومنه العلاج الاجتماعي اصطلاحا، وهدفه تحسين وترميم شبكة علاقات المريض بما حوله ومن حوله.

ولا أجد في شكواك يا أخي الكريم ما يدعو للخجل أو الحرج أو الخوف من الفضيحة إذا استشرت طبيبا متخصصا، وستجد عندك من يعالج بالطرق التي تسميها أنت حديثة، فالتطوير في خدمات الطب النفسي يجري على قدم وساق في بلد إقامتك وفي غيرها، على الأقل من باب التنافس على السوق، وعيك بحالتك واستعانتك بالطبيب المتخصص بعد المولى سبحانه وتعالي هي واجباتك في سبيل التخلص من هذه الأفكار " القاتلة" على حد وصفك لها، وتابعنا بالتطورات.  

 
   
المستشار: د. أحمد عبد الله