إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   درية 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   اليمن 
عنوان المشكلة: نتف الشعر القهري 
تصنيف المشكلة: نطاق الوسواس OCDSD نتف الشعر Trichotillomania 
تاريخ النشر: 18/03/2009 
 
تفاصيل المشكلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوزن: 49 كيلو جرام، الطول: 161 سم
أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأغبطكم على ما تحققونه من أجر وإنسانية للعالم بأسره، كما أستميحكم عذراً دكتوري الفاضل على إطالتي واسترسالي في مشكلتي، ولكني أتمنى منك أن تقرأها بالكامل ولو على مهلك وفي أي وقت يكون لديك فيه متسع من الوقت، وسأنتظر رد سعادتكم ولو حتى بعد عدة أشهر، سأتابع الموقع وإيميلي يومياً إن شاء الله.

بدأت مشكلتي منذ سبع أو ثمان سنوات تقريباً، وكنت وقتها بالمرحلة الثانوية من الدراسة- ثالث ثانوي- وكانت شخصيتي مضطربة جداً في تلك المرحلة؛ مترددة جداً، متقلبة المزاج، أغضب بسرعة، وعندي إحساس دائم بالذنب، وإحساس شديد بالنقص. لاحظت عندها ولاحظ أهلي أني أقطع شعري، وكان موقف أهلي بداية بالخصام، كانوا يعاتبونني كثيراً: "لا تفعلي هكذا؟ ولم فعلت هذا بشعرك؟... اتركي شعرك..." وهكذا. كان موقف إخواني وأخواتي داعماً، فقد وقفوا بجانبي ثم طلبوا مني الذهاب لعيادة نفسية، وخاصة أن مشكلتي بدأت بالتفاقم، وبدأت أقطع شعري باستمرار، وذلك بعد مرور سنة على المشكلة تقريباً، وكنت وقتها في السنة الأولى في الكلية (كلية رسم وفنون).

ذهبت لعيادة طبيب الأمراض النفسية فلم يسترسل في الكلام، مجرد سألني ما مشكلتي ثم وصف لي دواءً اسمه (Prozac، Flauxetine)، لا أذكر الجرعة ولكن بمعدل حبتين في اليوم. لم يعجبني أسلوب الطبيب ومع ذلك أخذت الدواء لمدة 4 أو ستة أشهر لم أراجع خلالها العيادة، ثم تركت العلاج. لم أكن بعد قرأت كفاية عن الموضوع ولذلك لم أتطرق للتفكير في أي نوع من العلاج السلوكي المعرفي. بعد سنة وفي الصف الثاني كلية- بدايته تقريباً- توجهت لعيادة خاصة لطبيب مصري اسمه: د/............ ، طبيب رائع وأخلاقه عالية، وكنت وقتها ما زلت أعاني من نفس الاضطرابات النفسية: التردد والإحساس بالذنب....إلخ.

الدكتور أخذ بيدي وكان يراني في العيادة بصورة مستمرة ويستمع لمشاكلي ووصف لي بعض الأدوية ابتداءً ب Faverine (Luvox). 50 ملغ، أخذته فترات متقطعة ولم ألتزم به وذلك بسبب تأثير كلام الناس عليّ أن الأدوية النفسية مضرة وهكذا، ثم وصف لي (Lustral، Sertraline) وأيضاً أهملت في استعماله. والدكتور معي يداً بيد يوجهني ويستمع إليّ بإخلاص وبلا كلل ولا ملل، ومن لوسترال ل(Anefranil،clomipramine) والحال نفسه، وكنت في هذا الوقت وصلت لوضع متردٍّ؛ فقدت أغلب شعري مما جعلني أضطر للبس الشعر المستعار، وقد بدأت كذلك حالتي النفسية تسوء لأني رأيت شعري أصبح هكذا.

كانت مع الدكتور أخصائية نفسية تراني في عيادة لوحدها كل عدة أسابيع ولكنها كانت قاسية عليّ جدا، في هذه الفترة زاد معدل إحساسي بالذنب لشعوري أني أنا من يفعل كل هذا بنفسه، وكانت هي تزيد من إحساسي بالذنب، يعني مثلاً عندما أقول لها أني "قطعت شعري كثيراً هذا الأسبوع" تقول لي: "أتريدين أن أكسر لك يدك" وتعاتبني، ثم بعد فترة تركت هذه الأخصائية العيادة ولذلك عدت أراجع عيادة الدكتور فقط. خلال هذه الفترة كان الداعم القوي لحالتي النفسية هي (ولله الحمد) القرآن. فمنذ أن بدأت مشكلتي قررت أن ألتجئ للقرآن، ودخلت مدرسة القرآن بعد العصر، وكنت أقضي مع القرآن وقتاً طويلاً وجميلاً، وقد ساعدني كثيراً.

في هذه الفترة كنت سنة ثانية كلية وتدهور مستواي الدراسي ودخلت في حالة اكتئاب شديدة، لم أكن أخرج من المنزل ولم أكن أضحك ولا أكلم أحداً، وكانت لدي رغبة قوية في الموت والانتحار، وإحساس قاتل بالذنب لدرجة أني كنت أتخيّل نفسي أطعن نفسي بسكاكين أو أعذب نفسي قبل الموت.. كان إحساسي بتعذيب نفسي يريحني من إحساسي بالذنب لما أفعله بشعري، وكان الدكتور دائماً يردد: أتنتقمين من نفسك بتقطيع شعرك أم ماذا؟"، استمر الاكتئاب 3 أشهر فقط ثم زال.

أحب أن أنوّه إلى علاقاتي بأهلي وحالة منزلنا؛ عموماً نشأت حياة مضطربة، أمي عصبية جداً، وأبي كذلك وبينهما مشاكل كثيرة أدّت إلى الطلاق مرتين، أخواتي وإخواني الأكبر مني متزوجون ومنهم من عنده مشاكل مع زوجته أدّت إلى انفصاله عنها مما أدّىت إلى مشاكل عندنا في البيت لقدومه هو وأولاده للعيش معنا، وكذلك إحدى أخواتي مطلقة وعندها مشاكل مع أمي وأبي كونهم كانوا أحد أسباب طلاقها... يعني تقريباً توجد بعض الاضطرابات العائلية. والدي رجل غنيٌّ جداً ولكنه لم يكن ينفق الكثير من ماله علينا، يعني لا يعطينا مالاً في أيدينا، مجرد مصروف المدرسة أو الكلية بضع ريالات فقط كل يوم، ولكننا كنا نعيش في فيلا كبيرة فيها كل المتع من مسبح وملعب وشغّالة وسائق وما إلى ذلك، ولذلك عشنا أغنياء ولكن فقراء، لم نكن نذهب لا إلى مطاعم ولا أسواق ولا ملاهٍ، ولم نشتر ونعش مثل بقية الناس، وكنت كثيراً اضطر للجوء للسلف لأوفر مصاريف الأدوية التي يطلبها الدكتور مني.

كما أحب أن أضيف أنه- على حد علمي- الجانب الوراثي قوي في الأمراض النفسية؛ فغالبية أخواتي وأقاربي لديهم تقريباً نفس الشخصية: الحماس الزائد والكلام الكثير والحركة الكثيرة، كما أن إحدى أخواتي كان عندها مرض التبول اللاإرادي في سن العشرين وأخذت بعض الأدوية النفسية ولكنها بعد ذلك تزوجت ووفقت، والحمد الله زوجها ساعدها على الخروج من هذه الأزمة. في هذه الفترة بدأت أقرأ عن مشكلتي ال Trichotelomania في الكتب والنت والمجلات، وطبعاً في موقعكم الرائع، فقد قرأت كل الحالات المشابهة. وااقتنعت أنه يجب عليّ أن آخذ أدوية لا أن أبقى هكذا أنتظر معجزة من السماء.

كنت وقتها تركت الكلية التي أدرس فيها لرغبتي في تغيير التخصص، ودخلت تخصص تمريض. ما زلت مع الدكتور، وصف لي الدكتور مضاد اكتئاب Seroxat (paroxetine)20mg بمعدل حبتين في اليوم، أضاف إليها بعد شهر تقريباً معدل مزاج Lamictal (Lamtrigine)100mg بمعدل حبتين أيضاً، وأضاف مضاد ذهان (Zyprexa olanzapine) لا أذكر الجرعة بالضبط ولكن بمعدل حبتين في اليوم، أخذت هذه الأدوية الثلاثة معاً لمدة 8 أشهر تقريباً بالتزام شديد وبشكل يومي، ولم أكن متوجهة لأي نوع من العلاج السلوكي المعرفي إنما الدوائي فقط، ومستمرة بالمراجعات عند الطبيب كل شهرين تقريباً، ظهر تحسن كبير ولكن ليس تماماً، ممكن أن نقول بمعدل 50%، كنت سنة أولى تمريض في ذلك الوقت. مع بداية المشكلة كنت قد أوجدت لنفسي فكرة بأن أكتب في نوتة صغيرة بشكل يومي اليوم والتاريخ ثم أمامه: قطعت قليلاً، أو لم أقطع، أو قطعت كثيراً... وبثلاثة ألوان، وبالتالي كانت هذه النوتة بمثابة رسم بياني على مدار الشهور والسنين توضح مدى التحسن والسوء بالأدوية ومن غيرها، وما زلت أكتب فيها حتى اليوم وكانت تساعد الدكتور جداً.

أحب أن أوضح مستوى تقطيع شعري قبل أي علاج؛ كنت أقطع شعري 24 ساعة، ليلاً ونهاراً، وخصوصاً وأنا مركزة أو ساهمة، على النت أو أذاكر، وكنت أحياناً أقضي 4 ساعات مثلاً وحدي لا أفعل شيئاً سوى تقطيع شعري! طبعاً كنت أصاب بصداع شديد وألم في راسي، وكنت آخذ وقتاً أطول في المذاكرة، وكانت أصابعي تترك ندبات من شدة الضغط على أطراف أصابعي لشد الشعر من جذوره، وكنت أشعر بقشعريرة من منظري ومن الشعر المتناثر حولي.

كما أحب أن أضيف أني أنا نفسي كنت شخصية حركاوية زيادة مما كان يفقدني التركيز أكثر وأكثر، وقد تنطبق عليّ أعراض الهوس بعض الشيء. كنت من المستحيل أن أجلس لمذاكرة المادة دفعة واحدة، يجب أن أقوم بين الفينة والأخرى لأتحرك وأعمل أي شيء ثم أرجع ثانية... وهكذا، أتكلم كثيراً وآكل قليلاً لكن أنام كثيراً، وأسمع أغانٍ صاخبة ودائماً "مبسوطة"، إضافة إلى ذلك مزاجية فيوم فرحانة جداً يوم زعلانة جداً، أبكي بسرعة جداً وأضحك كثيراً جداً، لكن الحمد الله كنت أبلي بلاءً حسناً في الدراسة وفي مدرسة القرآن على حدٍّ سواء. ولكن ولله الحمد- طبعاً- ظهر تحسن بعد ال8 أشهر من العلاج ولكن كما قلت بمعدل 50%، لذلك اقترح دكتور أن نغيّر في الأدوية، نستمر على السيروكسات فقط نغيّر الأمكتال إلى Lithifor (Lithium)60mg بمعدل حبتين، وبدل الزيبركسا,risperdal (Resperidone)2mg أيضاً حبتين يومياً.

واظبت على هذه الجرعات لمدة سنة كاملة بالتزام شديد، وكنت أقاوم نفسي بشدة؛ أربط قماطاً على رأسي 24 ساعة، وأعاقب نفسي لو قطعت كثيراً، وأربط أصابعي بشاش حتى أمنع نفسي، لكن غاب عن بالي شيء مهم جداً فلم أكن أقوم بمراقبة أفكاري إنما فقط أفعالي! لم أكن أراقب سلوكي الداخلي وانفعالاتي والتي بالتأكيد لها دور أساسي. هذا الاستمرار على الأدوية بالتأكيد كان له تأثير إيجابي كبير ليس 100% وإنما 80%، لكن على الأقل نبت شعر غطّى فروة رأسي المكشوفة، كنت سعيدة جداً بهذا التحسن وظننت أنها النهاية، وفرح الدكتور معي، وفي يوم سألت الدكتور: "ما رأيك أن أجرب ترك الأدوية وأعتمد على نفسي" فقال: "فلنجرب!" طلب مني أن أترك الأدوية بالتدريج، ولكني كنت سعيدة جداً بما حققته فتركتها دفعة واحدة. طبعاً أصبت بصداع شديد وغثيان بسبب أعراض الانسحاب ولكني قاومت وقلت يجب أن أترك الأدوية وأتعلم العيش من غيرها، وكنت وقتها سنة ثالث تمريض.

أحب أن انوه أيضاً أني في فترة العلاج بالأدوية، كنت أمر بفترة خمول شديدة، أنام بعمق، لم أكن أشعر بمقدار السعادة التي أشعرها دون أدوية، كنت أحس بتبلد في مشاعري وأحاسيسي إن صح التعبير، فلم أكن أشعر برغبة في الضحك ولا البكاء، ولم يكن احتكاكي بالجنس الآخر (لرجال) يؤثّر بي إطلاقاً، كذلك كان وزني في تزايد مستمر وشهيتي للأكل كانت قوية. كذلك كان هناك تغيّر في الهرمونات لأنه كان ينزل من صدري حليب، إضافة إلى أني لاحظت تدهور مستواي في مدرسة القرآن فلم أكن أستطيع تجميع عدد سور كثيرة مع بعض وأخلط في التسميع ولذلك أجلّت اختباراتي في تحفيظ القرآن ريثما ينتهي العلاج (ربما اعرض جانبية للأدوية، لا أعرف، أم أنا واهمة؟؟ الله أعلم) لم يكن الدكتور يتطرق لموضوع الأعراض الجانبية أبداً، وحتى لما كنت أسأله كان يطلب مني ألا أشغل بالي، أود أن أعرف هل هذه أعراض جانبية للدواء أم أنا واهمة؟؟ طبعاً تركت الأدوية، بقيت شهراً في حال حسن ثم بدأت أعود لتقطيع شعري مرة أخرى وبجنون. قطعت كل ما كان يغطي رأسي من شعر، طبعاً هرعت للعيادة مرة أخرى وبكل بساطة كان الحل العودة للأدوية، لم يعجبني أبداً هذا الحل لأن المعادلة بكل بساطة كما يلي: جرعات عالية من أدوية متنوعة =80% وليس100% تحسن+ معاناة لأعراض جانبية وإن كانت بسيطة.

لا يمكن أبداً وصف الإحباط الذي شعرت به، ولكن قال تعالى "لا ييأس من روح الله إلا القوم الفاسقون"، ولذلك قررت أن أعالج نفسي بنفسي لأنها مشكلتي وعلى عاتقي وأنا من يجب أن ينهيها، أخذت أراقب تصرفاتي بشدة.. أفكاري، سلوكي، أقوالي وأفعالي. كنت أرغب أن أضع يدي على طرف الخيط للمشكلة حتى أستطيع حلها، ولسان حالي يقول "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" لا أستطيع أن أرفع يدي بالدعاء دون أن آخذ بالأسباب. وأعلم أن الله وحده رغم السنين يظل يسمعني ليلاً ونهاراً.

في تلك الفترة ذاع صيت أل NLP البرمجة اللغوية العصبية، فقرأت عنه ولجأت لبعضهم وحضرت محاضراتهم، استفدت لكن ليس كثيراً صراحة (أفكارهم شديدة الغرابة)، كذلك لجأت لنوع من العلاج بالطب الهندي والأعشاب يؤثر في الجهاز المناعي وبالتالي يقاوم الأمراض المزمنة (Homeopathy)، أخذت هذه الأدوية العشبية المحضرة في معمل طبيب استشاري متخصص لمدة 6 أشهر مع الالتزام ببعض الأنظمة الغذائية ولكنها لم تفدني أبداً. فرضت على نفسي بعض أنواع أل Relaxation Therapy بطريقتي، طبعاً كما ذكرت سابقاً أنا حركية قليلاً وبالتالي فرضت على نفسي أن اجلس كل يوم ساعة أو ساعتين أختم سورة البقرة كاملة بهدوء شديد وبتركيز في كل المعاني والكلمات، وكذلك كنت أجبر نفسي على الصلاة- حتى لو أقرأ الفاتحة وقل هو الله أحد فقط- بهدوء وتركيز شديدين في كل صلاة وبشكل يومي. حتى أسلوبي وذوقي في الأغاني غيّرته فصرت أسمع أغانٍ هادئة جداً وأركّز في كلمات الأغنية وخصوصاً الأغاني الأجنبية وأكتب ما فهمته من أغانٍ، وكنت أمارس رياضة اليوجا لأنها تساعد على التركيز، كما كنت أمارس على فترات متقطعة رياضة التنس، وطبعاً مراقبة شديدة لكل انفعالاتي وأقوالي وحركاتي.

كان لهذا العلاج الذي قمت به لنفسي تأثير كبير جداً جداً لم أكن أتوقعه أبداً ولم يخطر ببالي أني سأصل يوماً لهذه المرحلة، كان هذا التأثير الإيجابي قويٌّ جداً على تحسين حالتي النفسية؛ لم أعد أشعر بالذنب، وتحسن أدائي في كل شيء في حياتي ونظرتي للحياة، أحرزت تقدماً رائعاً بالأخص في حالتي النفسية أكثر من أي شيء آخر. في هذه الفترة كنت قد أنهيت دراستي للتمريض وبدأت العمل في إحدى المستشفيات الكبيرة في قسم النساء والتوليد، وبالتالي كنت أجني دخلاً جيداً أصرفه على نفسي وأهلي، وخصوصاً أن والدي فقد كل ثروته. أحب أن أذكر أن من الكتب التي كان لها تأثير جميل كتاب (جدد حياتك) للدكتور الفاضل محمد الغزالي، كذلك كتاب (ساعدوني فأنا لا أستطيع التحكم في نفسي) للدكتور جون أي كرانت، والدكتورة (اس دبليو كم) قسم الأمراض النفسية جامعة منسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الكتاب يكشف الستار ويجيب على كثير من الأسئلة المتعلقة بالترايكوتولمنيا.

رغم كل هذا ما زالت المشكلة قائمة؛ أقطع شعري وأجهل السبب الرئيسي، ولكني أعترف أن التزامي بالاسترخاء استمر عدة أشهر ثم بدأت أهمل فيه، وذلك لأنه يحتاج إلى وقت وتركيز يومي وأنا وقتي ضيق ولكني أقوم به من فترة لأخرى، وأحاول أنا اجتهد فيه. ما زالت المشكلة قائمة، رغم كل شيء ليس لدي شعر يغطي رأسي، ما زلت أقطع شعري وأرتدي شعراً مستعاراً أمام الناس.

اليأس تملك قلبي فعدت باستسلام لعيادة الدكتور علّي أجد حلاً، وافقني على أن العلاج السلوكي هو الحل الأمثل لكنه أصرّ على أن آخذ بعض الحبوب لتدعمني، ووصف ليAbilify(Aripprazol) 15 mg بمعدل حبتين يومياً صباحاً ومساءً، أخذته لمدة شهر ونصف- 6 أسابيع- ولكن هذا الدواء أزعجني جداً فقد سبب لي نوع من الاكتئاب الخفيف والضيق وعدم الراحة، فتركته بعد إذن الدكتور رغم أن الدكتور أصر على أن الابيلفاي مستحيل أن يتسبب في هذا، والله بعد ما تركته بقيت شهراً أشكر الله في كل سجود أنه خلصني منه، كان يضايقني جداً، طبعاً كان اقتراح الدكتور أننا نرجع للأدوية السابقة سيروكسات وريسبردال إلى ما قدّر الله، كان هذا قبل 5 أشهر من الآن اشتريت الأدوية ولكني لم أبدأ بأخذها.

طلب مني الدكتور أن أتعايش مع المشكلة، وألا أرفض من يتقدم لي وأن أشرح له مشكلتي، ولكن من هو ابن الناس -الذي من الجنة- سيرضى بوضعي إلا أن تكون وراءه مصيبة يخفيها ليرضى بواحدة مريضة نفسياً وتقطع شعرها ليلاً نهاراً!.

حضرتك، أنا متعايشة مع مشكلتي ولكني أتمنى الخلاص منها، وأحلم بأن أعيش كبقية الفتيات، أتمنى أن أحب وأكون أسرة ويكون لدي أطفال، أتمنى أن أنظر في المرآة وأحترم نفسي. لا أستطيع أن أصف نفسي فمنظري بشع ومشوّه، أغضب من نفسي لأني أستنفد ما يقارب 3 ل4 ساعات يومياً أبكي على حالي المتردي، أضيّع وقتي الثمين الذي يجب أن استنفده لمهمة أفضل خلقنا الله لها وهي عمارة الأرض والعلم وليس النواح والبكاء، كثير من الناس نصحوني بأن أبقى مشغولة حتى أبتعد عن تقطيع شعري، وأنا لا أحتاج لهذه النصيحة فأنا اعمل منذ سنة ونصف تقريباً بمعدل 10ساعات يومياً، 7 أيام في الأسبوع، ثم آخذ يوماً واحداً للراحة، أي بمعدل عمل 26 يوم عمل مقابل 4 أيام راحة في الشهر، كما أعود للمنزل لأشتغل لفي البيت وألف حاجة وحاجة عليّ أن أعملها، ومع ذلك أجد الوقت لتقطيع شعري حتى لو في دورة المياه في الدقائق المعدودة أو قبل النوم أو عند الاستيقاظ من النوم!

حالياً مستوى تقطيع شعري غريب جداً؛ أبقى شهراً كاملاً لا أقطع شعري أبداً ولا ألمسه حتى ولا تأتيني الرغبة أصلاً في التقطيع ولا أعرف لماذا حياتي كما هي، ومتقلبات الحياة دائمة السعادة والشقاء كل يوم، ثم شهر أقطع فيه بجنون رهيب ولا أعرف أبداً ما هو السبب؟! كل شيء كما هو! وشهر أقطع بصورة غير مستمرة، ويوم كثيراً ويوم قليلاً... والحيرة تمزقني يا ربي ماذا أفعل؟ ولا أستطيع أن أنكر أنه في الشهر الذي لا أقطع شعري أطير من فرحتي بالتحسن وأتخيل أنه خلاص أكيد اقتربت النهاية، وأرسم خططاً وأحلاماً.

سيدي الفاضل، لجأت إليكم لحيرتي الشديدة، ما هي الخطوة القادمة التي يجب أن أقوم بها؟ هل أعود للأدوية برأيكم؟ وهو حل لا أتمناه ولكن سأعمل ما ترونه مناسباً، وإذا كان عليّ العودة لها فأي منها يجب أن آخذ برأيكم؟ أم عليّ أن أستمر بالمقاومة ربما تجدي نفعاً يوماً ما؟.

سؤالي الثاني: وصلت لمرحلة لا أستطيع فيها تحديد ما هو أل Normal وال Abnormal ، هل أنا سليمة عقلياً ونفسياً أم أن هناك ما يجب علي إصلاحه؟ أحتاج بعض التوجيه، أعني في تصرفاتي الأخرى إلى جانب تقطيع شعري لأني عندما أصلح الخطأ الداخلي يتصلح الخطأ الظاهري، أم تراني مخطئة في اعتقادي هذا؟.

سؤالي الثالث: لاحظت أنه من أعراض الهوس أن الشخص يشعر بأنه فوق الناس، ما هو الخط الفاصل بين الثقة بالنفس والشعور بالكبر وأن الإنسان فوق الناس؟ وهل ترون من خلال حديثي أن لدي هذه الصفة؟ لا أتمنى طبعاً أن يكون لدي شعور بأني فوق الناس فهذه صفة قبيحة جداً، وان كانت فيّ فإني سأسعى جاهدة لتغييرها، ما أعرفه عن نفسي ويردده كثير من الناس على مسمعي أني واثقة من نفسي. أحب أن أضيف أخيراً أن أحد أقوى أسباب عدم رغبتي للعودة للعلاج، هي أن الأدوية النفسية تؤثر في سجلي المهني، حيث أني تقدمت بطلب إكمال دراسة، وفي الجامعة سألوني هل أعاني من أي أمراض نفسية أو آخذ أو سبق أن أخذت أي أدوية نفسية فأجبت بالنفي خوفاً من أن ترفضني الجامعة لأنهم شديدون جداً، وأخاف من أن تؤثر الأدوية تأثيرا سلبياً على تقدمي في الدراسة، وبذلك أخسر كل شيء: فلا أنا أكملت تعليمي، ولا أنا استفدت من شعري، فالأدوية لم تحل المشكلة بالكامل سابقاً.
ممتنة لكم وجزاكم الله خير الجزاء، لا يسعني شكركم بما يكفي ولكني أدعو لكم بظهر الغيب.

08/02/2009 

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة العزيزة،
أهلاً ومرحباً بك على موقعك. في الحقيقة لقد أفضت في وصف حالتك، لكن الواضح أيضاً أنك توقفت عن العلاج مبكراً وقبل تمام شفائك، وواضح أيضاً من كلامك أنك تكرهين الاستمرار في تناول العلاج الدوائي لفترات طويلة. وبالرغم من تناولك لأدوية تزيد الوزن كثيراً إلا أنك والحمد لله ما زلت تتمتعين بوزنٍ مثالي بالنسبة لطولك، وهذا أمر ممتاز.

رأيي الشخصي أن تعودي لتناول السيروكسات 20 مجم مع لاميكتال 50 مجم مع زيبركسا خمسة مجم مساءً، مع زيادة جرعة السيروكسات بالتدريج حتى تصلي إلى 50 مجم بعد الفطور يومياً، وزيادة لاميكتال تدريجياً بمعدل 50 مجم كل أسبوع، حتى تصل جرعته إلى 100 مجم مرتين يومياً، والاستمرار على العلاج هنا لفترة قد تصل لثلاث سنوات مع ممارسة العلاج السلوكي المعرفي، وأبسط طريقتين كنت أنت تستخدمينهما بالفعل من قبل، وهما: تدريبات الاسترخاء مع تقليد اليوجا لزيادة تركيزك، وكذلك تسجيل سلوكياتك في نتف الشعر ومشاعرك وأفكارك المصاحبة لعملية نتف الشعر القهري، وكذلك وقت نتف شعرك في أغلب الأحيان، وكمية الشعر المنتوف في كل مرة، تشغلي نفسك في عمل جماعي خلال ذلك الوقت، ويستحسن أن يكون علاجك تحت إشراف طبيبك النفسي القديم الذي ارتحت معه: "قديمك نديمك"، ووصلت معه إلى نسبة شفاء عالية.

وأنت أضفت علاجاً دينياً لنفسك بقراءة سورة البقرة والمعوذتين بتأنٍ وتمعنٍ يومياً، ولا مانع من إضافة بعض الأدعية والأذكار للشفاء من الهم والغم والكرب وسائر الأمراض، ولا تنسي الصدقة بنية الشفاء من مرضك.

أنت أيضاً أضفت علاجاً رابعاً لنفسك؛ وهو العلاج عن طريق القراءة في موضوع نتف الشعر المرضي، استمري فيه وبلا توقف لأن ذلك سيساعدك على معرفة المزيد عن حالتك، وعن حالات قد تكون أشد وأصعب من حالتك وتم علاجها وشفيت، وذلك سيزرع الأمل والتفاؤل في نفسك وعقلك.

وأكرر لك كما كررت لغيرك بألا تخبري أحداً أنك تتناولين أدوية نفسية غير طبيبك المعالج أو خطيبك، ولخطيبك بلا دخول في التفاصيل "من باب الأمانة وعدم الغش للخاطب"؛ لأنك ستستمعين من عامة الناس إلى عدد من الفتاوي الشعبية والوصفات البلدية التي يضيق المجال عن حصرها، ولكن ملخصها: أن ما سيقوله أصحاب الفتاوي لك هو آراء سلبية في مجملها عن العلاج النفسي وعن الطب النفسي وأهله مما سيزيد من حالتك النفسية سوءاً وتدهوراً.

ابنتي العزيزة،
لا مانع أبداً من الزواج لمن يعانون من اضطرابات نفسية، بشرط أن يعرف من يخطبك فكرة مبسطة عن حالتك، وذلك ليساعدك على العلاج ولا يتهمك بغشه والتدليس عليه بعد الزواج!!.
أما بالنسبة للاضطراب الثنائقطبي لديك، فأقول قد يكون لديك بعض سمات الشخصية الهوسية الاكتئابية المتناوبة، أما اضطراباً ثناقطبياً بحذافيره فلا؛ فأنت أكملت دراستك على خير، وتعملين بمجال "في وسط الناس"، حيث مهنة التمريض مهنة صعبة ومرهقة وحساسة، ورغم كل ذلك فأداؤك جيد في عملك، وعلاقاتك بالناس من أهل وجيران وزملاء ومرضى طيبة والحمد لله، ودون تناولك لأي أدوية نفسية ولفترات طويلة، لذلك أنا أستبعد وجود هذا الاضطراب لديك، على الأقل حتى الآن.

أتمّ الله عليك عفوه وعافيته دائماً.
أحرّ دعواتي القلبية لك بتمام الشفاء والسعادة والهناء في الدارين، و
تابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: أ.د. مصطفى السعدني