إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   إبراهيم 
السن:  
26
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   بريطانيا 
عنوان المشكلة: هل يوجد حب عن طريق النت؟ : مشاركة ثالثة 
تصنيف المشكلة: نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love 
تاريخ النشر: 12/01/2004 
 
تفاصيل المشكلة


بسم الله الرحمن الرحيم

أود أن أضع تجربتي أو قل خبرتي في موضوع المحادثة الشبكية أو ما اصطلح على تسميته بالشات في هذه الاستشارة هل يوجد حب عن طريق النت متابعة .

قبل كل شيء ومن تفاصيل القصة أقول لأختنا لا تستمعي لصديقاتك ومن خلال حكمي على الشاب فهذا من النوع الذي لا يوثق به أبدا أبدا والله أعلم بالبواطن.

أنا خبرت الشات منذ عام 1997 وحينها بدأ يغزو بلادنا العربية وما أسرع أن انتشر انتشار النار في الهشيم، كان اهتمامي -بحكم توجهاتي الإسلامية- على القنوات الإسلامية وفيها تعرفت على الكثير من الأشخاص من مختلف البلاد وقليلا قليلا بدأ الشات يأخذ كثيرا من وقتي وأقمت بعض علاقات الصداقة الالكترونية مع الجنس الآخر، وبرغم أن موضوع الحوار لم يكن إلا جادا ويتطرق لمواضيع إسلامية أو علمية شرعية وأحيانا سياسية إلا أنه وفي مرحلة من المراحل لا بد أن يتحول جزء من الحوار إلى حوار شخصي ومعلومات عن الشخص المحاور دينه وأخلاقه وصفاته الجسدية والطبعية ومجتمعه وأسرته...الخ.

وهذا الأمر لا يحدث في جلسة واحدة ولكن لابد من جلسات مع نفس الشخص حتى ينشأ نوع من العلاقة بحكم العشرة والمخالطة المستمرة ما تلبث أن تتحول لمشاعر وهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.

ولو دخلنا بالتفاصيل قليلا فقد أقمت نوعا من العلاقة مع 3 فتيات واحدة متزوجة أخفت عني أمر زواجها لمدة 3 أسابيع رغم أننا كنا نتحدث كل يوم تقريبا ما يقرب من ساعة إلى ساعتين، وبرغم أن الموضوع لا يقدح في صدقها لكنه يبين أن الصورة المنعكسة من الحوار الشبكي لا بد أن تخفي شيئا من الحقيقة، ربما عن دون قصد، واستمرت العلاقة بيننا شهورا وكانت بحق علاقة فيها خير كثير فكنا أحيانا ندرس التفسير ويعظ أحدنا الآخر وأحيانا يشكو له مشاكله الشخصية ونتكلم في مواضيع جادة كثيرا، وفي النهاية بدأ كلانا يشعر بالخطر وهو تحول المشاعر إلى إعجاب أو حب فانسحبنا تدريجيا وخفت لقاءاتنا إلى مرة في الأسبوع إلى أن انتهت نهائيا الآن برغم أن كلينا يملك رقم هاتف الآخر لكنا لم نتصل مع بعضنا قط وأنتهى كل شيء.

والفتاة الثانية من بلد غير عربي مسلمة ومتدينة وقامت العلاقة بشكل تدريجي وبطيء وهي كانت من الشهيرات على تلكم القناة بالتزامها وحكمتها وذكائها ولكنها وقعت كما وقعت فصرنا نتحدث ساعات وساعات عن المواضيع الجادة المختلفة ولا يخلو الأمر من مزاح ومحاولة الظهور بالمظهر المثالي وهنا أود الإشارة إلى أن ما ذهب إليه الدكتور العزيز أحمد عبد الله فهو صحيح تماما ربما الأمر لا يكون فيه كذب ولكن هناك حقائق تخل بمثالية الصورة سيتم إخفاؤها بقصد أو بدون قصد، فما الذي يجبرني مثلا أن أخبرها عن مثالب لا ترى إلا بالاحتكاك والخلطة؟ واستمرت العلاقة شهورا حتى سألتني هل تحس تجاهي بأي شيء فأخبرتها بالإيجاب، ثم سألتها فقالت هناك بعض المشاعر ولكن لا ترقى للحب وعندها قررت قطع العلاقة تماما وغيرت اسمي المستعار ولم تعد تراني فأرسلت لي رسائل كثيرة وكنت على يقين بأن قطع العلاقة خير لي ولها من أن تتفاقم مما يؤدي إلى الإضرار.

والحالة الثالثة الفتاة كانت من بلدي وبالطبع يبدأ الحوار والتعارف في قناة إسلامية وتتطور العلاقة بنفس السيناريو السابق ولكن المشاعر هنا تتحرك بسرعة أكبر بكثير والسبب -كما أظن- أن الفتاة غير متزوجة ومن نفس البلد فعناصر الالتقاء أكثر، وهذه العلاقة استمرت بضعة أسابيع فقط قامت الفتاة نفسها وهي ملتزمة وتخاف الله مما حدثتني حول دروس القرآن التي تحضرها وتمسكها بحجابها ..الخ ، قامت هي بقطع العلاقة بصورة تدريجية أيضا حتى انتهت تماما بتغييرها لبريدها، وقد سألتها مرة سؤالا أظنه هو السبب في قطع العلاقة وقلت لها أنت أخبرتني أمورا شخصية عن نفسك ومنها أمور خاصة مثل علاقتك بوالدك وأخوك ..الخ وأنا الآن أستطيع الوصول إلى عنوانك -لأنها أعطتني اسمها- وممكن أن أخبر والدك، فلماذا أخبرتني بذلك؟ فكان ردها أنها ما فعلت إلا بعد أن تأكدت أني أهل للثقة ولن أقدم على الإضرار بها وبالطبع أظنها راجعت نفسها وعرفت أنها أخطأت، فأي إنسان يستطيع أن يتقمص الدور ولكن بالنسبة لي فقد كان قطع العلاقة نعمة ربانية فله سبحانه الشكر والمنة لأن قلبي أوشك أن يتعلق بها وعندها سأدخل دوامة الحب، ورب سائل يسأل وما العيب فلم لا تحبها وتتزوجها؟ والجواب أن هذا صعب جدا ويحتاج الكثير من التضحيات لظروف واعتبارات تتعلق بأهلها وأهلي وبيئتها...الخ وهذا ما لا يحسب المحاور الشبكي حسابه.

هذه تجاربي التي انتهت آخرها قبل سنوات وعندها عقدت العزم بعد الاتكال على الله ألا أعود لمثله أبدا بعد أن تبين لي أن هذا الأمر لا يخلو من محاذير شرعية ولو زعم كائن من كان أنه مباح فإن الأمر لا يلبث أن يخرج عن نطاق السيطرة والسبب الوحيد دائما هو الألفة أو العشرة فعندما يتحدث الشاب والفتاة فترات طويلة مهما كان موضوع الحديث فلا بد في النهاية أن يقع المحظور أما الحديث العابر فلا يؤدي لأي شيء حسب ما أعتقد.

ولكني بعدها حاولت أن أدرس هذه الظاهرة أكثر فصرت أدخل القنوات الأخرى غير الإسلامية ولكن الحافز كان هو التعرف على هذه الظاهرة وقد رأيت عجبا عجابا تشيب له الرؤوس رأيت تجارة جنسية ورأيت تسلية منحلة من أي قيم أخلاقية ورأيت خداعا وإيقاعا بالفتيات الغافلات وكل هذا في قنواتنا العربية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بشكل عام القنوات ملأى بالدجالين والكذابين وقد حصل أن تحدثت معي فتاة من البحرين تحديدا وبعد حوار دام ساعة أو ساعتين طلبت رقم هاتفي أعطيتها إياه فما كان إلا أن اتصل بي رجل وقال أنا تلك الفتاة ما قولك فتبسمت وشكرته على حواره البناء سواء كان ذكرا أم أنثى فالأمر عندي سواء. وقد حصل أيضا العكس فقد تحدثت مع رجل حديثا جيدا وتناقشنا نقاشا واعيا فلما ارتاح لي قال أنا فتاة دخلت باسم رجل حتى أتخلص من مضايقات الشباب.

وبالجملة فالحوار الشبكي مفيد في تناقل الخبرات والتسلية والتواصل مع العالم الخارجي وإثراء المعرفة ولكن بضوابط ولا أنصح البتة أن يكون طريقا للزواج وأفضل منه منتديات الحوار الموثوقة.

وإني أحذر جميع الفتيات والفتيان الملتزمين منهم خاصة بألا يسمحوا بإقامة حوارات مع الجنس الآخر لفترات طويلة أو متكررة لأن هذا سيؤدي حتما للمحذور مهما كان السبب ومهما كانت النية وهذه تجربتي بين أيديكم والحوار الوحيد الممكن هو الحوار الذي يكون في مجلس واحد حتى إذا انفض المجلس نسى الواحد الآخر ولا يعود للحديث ثانية أبدا ولو اقتضى الأمر تغيير الاسم المستعار.

وأقول للفتيات جميعا حذار من إعطاء أي شخص وأقول أي شخص معلومات تدله على شخصيتك الحقيقية.

وفي الختام تذكرني قصة الفلسطينية التي أوقعت بالإسرائيلي فجعلته يقع في حبها عبر التحاور الشبكي حتى جاءها إلى رام الله وكان المقاومون بانتظاره) فهنا صدّق أنها تحبه وهي في الحقيقة تريد قتله ومثلها قصة أحد المجرمين الذي يحاكم حاليا في بريطانيا وقد أوقع كثيرا من الفتيات ثم قام باغتصابهن وهذه القصص كثيرة وفيها عبرة وعظة حيث تدل دلالة قاطعة على إمكانية أن يقوم شخص من خلال التحاور الشبكي بخداع شخص آخر ولا تقل لكن لست أنا لأن غيرك ليسوا أقل فطنة منك.

وأنا قمت بتجربة كل برامج الاتصال الشبكي تقريبا ونفس الأمر ينطبق عليها جميعا. أسأل الله الهداية لجميع المسلمين وأسأله سبحانه أن يحفظ شبابنا من كل سوء إنه جواد كريم.

31/12/2003

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ العزيز
أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، ونشكرك على مشاركتك الهادفة على صفحتنا استشارات مجانين، والتي تنبه إلى أهمية عنصر الاستمرارية في الحوار الشبكي كما سميته في إفادتك، والحقيقة أن أحد أهم العوامل التي ترعي مشاعر الحميمية والألفة التي تتحول غالبا إلى حب هو ذلك العنصر (الاستمرارية)، وهو عنصر فاعل في العلاقات الإنسانية أيا كان نوعها، إلا أن لهذا العنصر تفاعلا خاصا مع الاتصال عبر الشبكة، وقد يكونُ ذلك بسبب الخيال المصاحب بالضرورة لذلك النوع من الاتصال، فنحن كبشر في رد فعلنا على الغموض الذي لا ندري به ونحن نتحاور حول الشبكة، دائما ما نلجأ إلى الخيال، واللجوء إلى الخيال قد يكونُ واعيا وقد يكونُ لا واع، ولعله اللجوء غير الواعي هو الأخطر كما سأبين لك.

فلما كان خيال كل واحد منا يتأثر بمكنون نفسه بما في ذلك أحلامه وأمنياته وتطلعاته، ويتأثر كذلك بخلفياته المعرفية بما تحتويه من خبرات سابقة أو معلومات متعلمة، وبالتالي فإن الخيال الذي هو ضرورة نتعامل بها مع الغموض، هذا الخيال لابد سيضفي على الطرف الآخر عبر الشبكة جمالا من الذي يحتويه، أو توجسا وشكا بسبب الخبرات السيئة السابقة إن وجدت.

فإذا تخيلنا شابا أو فتاة في مرحلة المراهقة، وهما غالبا يملكان من الأحلام أكثر مما يملكان من الخبرات، وتخيلنا أن الغموض الذي لا يدريان به يستدعي خيالا أغلبه غير واع، ويضعان فيه جمالا هو من أحلامهما وتطلعاتهما، ويستمران في ذلك، فإن تحول العلاقة إلى حب هو الأمر الغالب الحدوث.

وأما التفاعل الذي أشرت إليه بين الاستمرارية والخيال والحب، فيسير كما يلي: الاستمرارية تستدعي الاطمئنان للآخر، والاطمئنان يستتبع الثقة، وبينما الخيال يضفي من الجمال ما يضفي، وبينما الشبكة (في حقيقة أمرها)، لا تنقل إلا القليل القليل من الصدق (هذا بافتراض أكبر قدر ممكن من الصدق من الطرفين) لأنها في حد ذاته كما وصفها أخونا صاحب المشاركة الثانية في هذا الموضوع هل يوجد حب عن طريق النت مشاركة ثانية، وبينما تنعدم فرصة اختبار الواقع بسبب عدم وجود الواقع أصلا بالنسبة للطرفين، فإن مساحة خديعة الإنسان غير الواعية لنفسه تتزايد، ليجد نفسه واقعا في شباك ما يسميه حبا أو تعلقا أو تعودا أو غير ذلك، وهذا مع افتراض الصدق الأقرب من الكامل من الطرفين، فما بالنا بوجود كذب من أحد الطرفين أو كلاهما وهو الأغلب؟؟

نحن إذن نتفق معك في مجمل ما جاء في مشاركتك ، إلا أننا لا نخفيك إحساسا خبرناه ونحن نقرأ مشاركتك هذه وهو الشعور بأنك كنت على وعي فائق بما يحدثُ وأنت على الشبكة، ولعل تفسير ذلك هو التزامك الخلقي الديني، ولعله أنك كنت من الأساس تتعامل مع الموقف تعامل الدارس والمستطلع لما يجري أو ما قد يجري، فرغم أنك، كما قلت، بدأت دراسة الظاهرة بعد مرورك بتجارب ثلاثة من الواضح أنك ذكرتها ملخصةً لنا، إلا أننا شعرنا دائما بأنك كنت تتخذُ موقف المتأهب الواعي، فهل خبرتك صالحةٌ للتعميم أم لا هذا ما نترك لأصدقاء استشارات مجانين، ولك أيضًا أن يوافونا بآرائهم فيه، وأهلا وسهلا بك وبمشاركاتك دائما.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي