إغلاق
 

Bookmark and Share

لكني أتيت! ::

الكاتب: ناهد إمام
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/02/2007


"
كيف يمكن لإنسان أن يساوي بين تقديره لغريب احتواه وحماه ووفر له الحياة الكريمة له ولعائلته وأتاح له حياة آمنة.. الأمن على ماله وعرضه ووفر له تأمين صحي.. ولا يفرض عليه إتاوه أو جباية أو ضرائب رغم كونه غريب.. وبين قريب المفروض أم- بترمي بأبنائها.. تسرق أعضائهم وتستبيح التحرش ببناتها وتشغل بناتها راقصات وتأخذ منهن ضرائب عشان تبني بيها مستشفيات وتعلي الأسافل وتدني المحترمين.

أم تهين أولادها إلّي عايشين معاها في البيت وتساند من يظلموهم وتطرمخ على من يقتلوهم.. وتكبر دماغها إذا جالها جثة أولادها في صناديق ولما يهجوا برة البيت تاخد منهم إتاوة غربة.. ولما ينجحوا برة.. تفتخر بيهم وتنسبهم ليها وتقول إنا اللي زرعت.. أنا اللي خلفت أنا اللي ربيت أنا اللي كبرت.. والفاشل منهم تتبرأ منه وتعامله معاملة الكلاب.

كيف أساوي بين غريب يدعمني ويقدرني ويستفيد من علمي وجهودي وبين أم تسرف في أموال أبنائها وتدعي أنها بتشجع الاستثمار والسياحة، فتهدر أموالهم في إقامة حفلات ومهرجانات وصرف مرتبات لمستشارين تصل إلى3 مليار جنيه سنوياً وبعدين يقلك نقص موارد!!!!!!!!!!"

هذه هي كلمات داليا في رسالتها إلي.. داليا صديقة سنوات الجامعة.. و"بنش" المحاضرات في كلية الإعلام قسم الصحافة وهي حاليا داليا الصحفية بجريدة الشرق القطرية والمقيمة بقطر.. كلماتها ذكرتني بنفسي وبالتحديد منذ 4 سنوات حينما كنت قبل هذا التاريخ أقيم بالكويت وهناك وبالفعل حصل لي بالتفصيل كل ما تحكي عنه داليا "احتواء", "حياة كريمة", "تقدير" , " دعم " , "منح وتكبير".. وأيضا حصل لي وبالتفصيل كل اللي حكت عنه لما رجعت إلى مصر "الأم"!

داليا قلّبت المواجع وجددت الهاجس بداخلي.. هل أعود إلى الغربة؟! وهل هي كانت بالفعل غربة؟! وهل أنا بالفعل عايشة في الوطن؟ عايشة في مصر؟!
لا زلت أذكر نظرات أستاذتي الدكتورة هبه رؤوف المستنكرة عندما أخبرتها أنني لا أريد العودة إلى مصر, لا أرى مستقبلي هنا, لا أشعر بالانتماء إلى هنا!

"غلط" كده غلط!! هكذا شخطت فيّ بحزم وعلى فكرة د.هبة شخطتها أصلا طبطبة ما علينا المهم أنني رجعت سمعت الكلام ورجعت.. رجعت لكي لا أكون ترسا تدور به عجلات الغير, نبتا غريبا في أرض الغير.. ولكنني لا زلت أسأل نفسي.. أنتمي لمين للأرض اللي أنجبت ولاّ للأرض اللي أعانت وقدًرت وساندت وساهمت ومنحت وكبرت؟!
مش بيقولوا ان الأم هي اللي بتربي.. مش بس اللي بتخلف؟!

اقرأ أيضاً:
أين المسرح الطلابي.... اليوم؟ / التاريخ وعاريات الصدور / يا سنة سموكي!! / مدونات قهرستان: كل الكراسي في الكلوب / العروسة.. ماما! الست دي أمي..  



الكاتب: ناهد إمام
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/02/2007