إغلاق
 

Bookmark and Share

(صور-6) مصر المغتصبة..هل لها من رجال؟ ::

الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/06/2005

 


رأيت لزاما علي أن أتوقف عند ما كتبت من ذكرياتي الخاصة، على أمل أن أستأنفه فيما بعد، إذ رأيت لزاما علي أن أقول هنا كلمة أرى أنه لا خير في إن لم أقلها، ولا خير فينا جميعا إن لم نقلها، فما حدث يوم الأربعاء الماضي 25 مايو 2005 لا ينبغي السكوت عليه بحال من الأحوال، فإذا كانت الأحزاب والقوى السياسية تناضل من أجل أن يستعيد هذا الوطن حريته المسلوبة، وإذا كان هذا النظام الجاثم على صدورنا لا يأبه بتلك المعارضات.. سادرا في غيه، وراكبا رأسه، ومصما أذنيه، فإن هذا أمر يطول النضال فيه ومن أجله ولا غضاضة في ذلك، وإذا كان البعض يعتبر ذلك من شأن السياسة التي لا تعنيه، ولا تدخل ضمن اهتماماته أو "هواياته"،

 وإن كنت أرى أن حرية الأوطان واستقلال إرادتها ليست من بين تلك الأمور التي يمكن أن تكون مجرد اهتمام هامشي أو مجرد "هواية"، إلا أن ما حدث في شوارع مصر المحروسة وعلى ملأ من أهلها، وفي حراسة جنود فرعون، وبأمر من فرعون وملئه أمر لا يمكن ولا ينبغي السكوت عليه بحال من الأحوال، فلا يمكن أن يكون في رجال هذا البلد نخوة أو شهامة أو رجولة وهم يقفون متفرجين أو صامتين خائفين مرعوبين بينما ينتهك عرض فتاة أو امرأة من هذا البلد أو حتى من غيره على ملأ وفي وسط شهود وحشود وحراسة منهم وهم سكوت، يذهب كل منهم بعد ذلك إلى شأنه، ويلهو مع أهله وأصدقائه، ويمر الأمر وكأنه من روتين الحياة اليومية العادية المشوهة دائما في مصر، والتي لم تعد تستثير فينا أي رد فعل...

لا أيها السادة، فما حدث تحت سمع وبصر جنود فرعون، وتناقلته الأنباء ليس أمرا عاديا أو روتينيا أو تشوها "طبيعيا" في الحياة المصرية مما تعودنا على رؤيته وعدم إنكاره...لا، هذا أمر فوق العادة، فوق الوصف، أن تكون هذه الحكومة وهذا النظام هي من يعتدي على أعراض بنات مصر جهارا نهارا فلمن يلجأ أحدنا إذا اعتدي على زوجته أو أخته أو ابنته..ألهذه الحكومة المعتدية، وإذا كانت هذه الحكومة هي الآمرة بالاعتداء، والحامية له، فلمن يجأر الناس بالشكوى،

 ليس لنا إلا الله أمام هذا البطش الغشوم، ليس لنا إلا أن نجأر بالدعاء في كل ركعة من كل صلاة بأن يهلك الله فرعون مصر وجنوده، وليس لنا إلا أن نعلن الجهاد المدني ضد هذا النظام الغاصب بكل سبيل سلمي ممكن، فإما هذا أو فلنهرب جميعا ولنبحث لنا عن وطن آخر..وطن حر لمواطنين أحرار عسى أن تستريح ضمائرنا فيه، فإما أن يعلنها كل منا في كل محفل..بكل سبيل سلمي ممكن: فليرحل هذا النظام الغاصب، أو أن نرحل نحن عنه..فما عاد الأمر يحتمل..

الأمر فوق قدرة احتمال البشر..فوق قدرة احتمال الإنسان..أي إنسان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..فإما هذا وإما أن نعلق أقواس النصر لاستقبال بوش وشارون قائلين لهم مرحبا بكم في وطنكم الثاني فما عاد هناك فرق بين الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق والاحتلال الحكومي لمصر، فمرحبا بكم في وطن التيوس، فلم يعد هاهنا رجال فيهم دم وعروق تنبض بالحياة والحياء.

اقرأ أيضاً على مجانين :
(صور-1).. القلم والورقة..والحالة
(صور-2) من الذاتي إلى العام
(صور-3) فرز الأفكار والأحلام
(صور-4) صراع الحلم والواقع

(صور-5) اختبار صلابة الحلم



الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/06/2005