إغلاق
 

Bookmark and Share

تعتعة نفسية هل توجد عواطف سلبية؟ ::

الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي.
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/02/2006


هل توجد عواطف سلبية؟ حين وصلني كتاب من ابنة فاضلة بعنوان "السعادة الحقيقية"، قامت بترجمته إلى العربية مع زميلات وزملاء أفاضل، توقفت طويلا وقد عاودتني مسئولية مواجهة استعمال مثل هذه الألفاظ الشائعة الخادعة الملتبسة.

علاقتي بكلمة السعادة (مثل الطمأنينة والرفاهية) علاقة حذرة، فما بالك إذا كانت توصف السعادة بالحقيقية كنت قد قرأت كتبا رقيقا لبرتراند رسل عن السعادة، وتعجبت من العنوان قبل أن أمضي في قراءته متسائلا:-

كيف يكتب هذا الفيلسوف الرياضي الفذ في موضوع بهذه التفاهة(من وجهة نظري آنذاك كتاب براتراند رسل كتبه في أواخر حياته الطويلة، حين قرأته راجعت نفسي إذ أحسست فيه بطيبة وجدية وأن المسألة تستأهل إعادة النظر.

الكتاب الجديد فيه رائحة أمريكية، بقدر ما فيه من علم واستبارات وحسن نية وتطييب خاطر كل هذا وصلني من باب دع القلق، وابدأ الحياة أو "لا تخف" وكلام من هذا لكن والحق يقال الكتاب كان أكثر عمقا وأدق تفاصيلا، ومع ذلك ظل أقل بكثير من كتاب برتراند رسل.

استرعى انتباهي في أجزاء كثيرة من الكتاب تقسيم العواطف إلى عواطف إيجابية، وأخرى سلبية، وهات يا أسئلة وهات يا درجات، وهات يا نصائح، ليكن وليأخذ كل من أي شيء ما يعينه على الحياة بأي مستوى، لكنني تساءلت، وأنا أعمل في محاولة سبر غور مسألة العواطف هذه منذ سنة 1974 وحتى تاريخه هل توجد عواطف سلبية من حيث هي كذلك، أم أن العواطف مثل كل برنامج تطوري هي إيجابية بالضرورة وبقائية وتطورية؟ وهي تصبح سلبية إذا لم تقم بوظيفتها في الوقت المناسب بالجرعة المناسبة لا أكثر ولا أقل خذ مثلا عاطفة الحب -يا صلاة النبي-، هل يوجد أحمل من الحب ولا أكثر إيجابية من الحب، ولا أكثر إسعادا من الحب؟ لكن نفس هذا الحب يمكن أن يكون سلبيا حين يطمس الفكر، أو ينقلب امتلاكا، أو يخل التوازن، أو يبرر التلاشي.

على الجانب الآخر خذ الغضب مثلا هو يعتبر ابتداء من العواطف السلبية، لكن الغضب للحق والغضب للكرامة، والغضب دفاع عن النفس، والغضب للصدق في التعبير، والغضب حين نتجنب جرعة زائدة من النفاق، وغضب، كل ذلك هو إيجابي وضروري وبناء.

علينا أن ننتبه إلى أن العاطفة تكون إيجابية أو سلبية على قدر توافقها مع بقية العواطف والوظائف النفسية عامة وأيضا بحسب الهدف من إطلاقها في حينها لإطلاق غرضها الأصلي. إذا كانت مراجعة هذه المسألة ضرورية لكافة الناس، فهي أكثر إلزاما للأطباء النفسيين حتى لا يكون عملهم مسطحا مستقطبا وخد الرفاهية، دون زخم الدهشة ومسئولية الحزن.

واقرأ أيضًا على مجانين: وسواس الحب بحذافيره

**
اقرأ أيضا:

حركية الناس بين النت والشارعتعتعة سياسية: الشعب المصري ملطشةتعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(1)تعتعة نفسية العلاج بوصفة الأعراض(2) /  تعتعة نفسية العلاج /بوصفة الأعراض(3) / تعتعة نفسية عندك فصام يعني إيه؟   / الفصام ذلك المعلوم ...... المجهولالفُصام(schizophrenia) بين العلم والسينما  

 

 



الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي.
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/02/2006