إغلاق
 

Bookmark and Share

أقصى؟ حدود الوسوسة! ربما1 ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/10/2006


اتصلت بي واحدة من بناتي معدات البرامج الفضائية لدعوتي لتسجيل برنامج نفسي اجتماعي اسمه.......... (وهذه أخفيها لدواعي الوسوسة) يذاع إن شاء الله.............. (هذه أجهلها ولا أغفلها)، وأخبرتني أن القناة الجديدة لم تبدأ بثها بعد وأنها غالبا ستبدأ بثها في أواخر هذا الشهر الفضيل، وكان موعدنا الخميس أو الجمعة القادمين في العاشرة أو الحادية عشرة مساء ولم يكن شيء مؤكدًا غير أنني والمذيعة سنتكلم عن آثار القلق والتوتر الشائعين وعن كيفية مواجهة الضغوط العصرية الحالية..... واتفقت معي على اتصال يوم الخميس لتبلغني بآخر ما استقرَّ عليه مكان التسجيل.... وأن القناة سترسل من ينقلني من حيث أكونُ إلى حيث يكون التسجيل وتتولى إعادتي لحيث أريد أن أروح! -آخر دلع "مستشاري" الحقيقية-.

وبعدما اتفقنا مساء الخميس على أن السائق سيكون عندي في الزقازيق في الساعة التاسعة من مساء الجمعة السادس من رمضان في مصر والتاسع والعشرين من سبتمبر -وهو التاريخ المتفق عليه هذه الأيام بقوة الإعلام وما في ذلك كلام-، وعلى أن مدة التسجيل نصف ساعة أو ساعة إلا ربع وأنهم يقدرون أني مستعجل كعادتي مع الأسف في معظم الأسفار- لكنهم ودون أن أعلم قرروا فجأة أن يكونُ السائق عندي في مكاني الذي أعطيته في السابعة، ووجدته عندي...

المهم ناجزت اثنين من مرضاي متهيجين أعطيا علاجا عقَّاريا وعلاجا كهربيا- وحادثت معدة البرنامج وعرفت أنهم فضلوا أن ينجزوا بحيث لا يضيعون على الضيوف سهرات رمضان، شكرتها وحمدت الله.. على رزقه وفضله...... وصاحبت السائق في سيارتهم المكيفة، ووصلنا.... وفوجئت بأن أستاذي الأستاذ الدكتور عادل مدني رئيس قسم الطب النفسي بطب جامعة الأزهر جالس في صدر فيلا رائعة هي المكان الذي استأجرته القناة للتصوير.

هنا عرفت بأنني لابد سأنتظر حتى ينتهي التسجيل مع أستاذي...... سلمت عليه وحييته... ودخلت إلى مبنى الفيلا...... أثر تكييف السيارة عليَّ وأنا بفضل الله- غير معتادٍ عليه..... وسألت عن الحمام لأتخلص من بعض حاجتي..... وكان ذهولٌ لم أتوقعه من قبل ولم أفهمه حتى أني صورته بكاميرا المحمول لأسألكم على مجانين ما هذا الذي أرى.......؟؟؟؟

حاولت أن أتخيل فواصل بين مقاعد قضاء الحاجة فيصبح المكان في الأصل كان أكثر من حمام، ولسبب ما كالترميم مثلا هو في هذا الوضع حمامٌ كبيرٌ واحد...... المشكلة أن شيئا في الحوائط لا يشير إلى ذلك، الواضح جدا أنه حمامٌ واحد وبه حوضٌ للوجه واحد.... ومبولةٌ واحدةٌ لم أتمكن من تضمينها في الصورة لأني لست محترفا أو ربما أصلا مينفعش، منناس إنه واحد عجوز في موقف ولا مؤاخذة قضاء الحاجة وفي يديه محمول يستطيع التقاط الصور-

لكنني بصراحة.... لم أستطع بصراحة أن أفهم لماذا ثلاثة من شيء المطلوب منه فقط واحد.. أو حتى واحد وآخر يشبهه لأغراض الاستنجاء والتنضيح بالماء (التشطيف يعني، الذي هو من عادة المسلمين، ماشي....) ولكن أنا لم أفهم.... هل هم ولا مؤاخذة يقضون حاجاتهم جماعة؟

غير معقولة بدت لي الفكرة وخرجت إلى خارج الفيلا في الحديقة التي نثروا فيها بعض الكراسي الكبيرة الوثيرة وعلى أحدها يجلس أستاذي، وحاولت مهاتفة ابنتنا المعدة من محمول لمحمول، ولم تردَّ هي على المحمول، وكان كل من حولي صامتون..... سألتهم أين أجد الأستاذة.......... فلانة؟ فأشاروا إلى الفتاة التي تجلس إلى جوار أستاذي.... فتقدمت منها وقدمت لها نفسي.. وسألت هل أنتم جاهزون..... لقد قلبتم تدبيري لليلة رأسا على عقب، ولكن ماشي هل سأبدأ التسجيل؟.... قالت نعم.... تمتمت ببعض كلمات الاعتذار لأستاذي أن أكون وضعت قبله في التصوير، فأصبحت من يُنتظرُ لا من ينتظر... قلت كلاما مثل (حضرتك عارف لسه سأعود إلى الزقازيق، أنا آسف) وكان من الواضح أنني لم أفهم أن الحلقة ستشملني أنا وأستاذي وأنه لا داعي لكل ما قلت...

ولكنني اصطحبت أستاذي إلى موضع التصوير... وكان الجو حارا والليلة أصلا حر... ولا ندري لماذا لم يكن هناك لا تكييف هواء يعمل وهذه عادةً حال استوديوهات التصوير، ولم تكن هناك حتى مراوح... وكان عرقنا مرقنا... وفوجئت لا أدري لوحدي أم فوجئ غيري من الضيوف بأنه لا قلق ولا توتر.... والحديث سيكون عن الإعاقة والمعاقين..... وكيف يجب التعامل معهم نفسيا واجتماعيا... وكان معنا ضيف ثالث هو أستاذ علم الاجتماع والعميد السابق لكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، ولم يعطني تعريفه ويؤسفني أن نسيت اسمه! سامحوني يا جماعة المجانين... ودعونا نكمل مع الوسوسة في مدونة قريبةٍ بإذن الله.

*للمشاركة والتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً:
يوميات مجانين: على مشارف الوسوسة / شيزلونج مجانين: عن الانتماء / شيزلونج مجانين الثانية والأربعون / شيزلونج مجانين لأي حدٍّ نعبدُ الصورة؟ / شيزلونج مجانين نوم في غير وقته / شيزلونج مجانين: ليه مش بتمسك إيدي؟   



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/10/2006