إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   Rehab 
السن:  
31
الجنس:   C?E? 
الديانة: Muslim 
البلد:   USA 
عنوان المشكلة: من ملفات المهجر: الفتاة المتعلمة فتنة:مشاركة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الغربة Emigration Problems 
تاريخ النشر: 06/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة


مجانين دوت كوم.. كالعادة أرسل سلامي الحار لكم جميعا.

ما أسعدني بقراءة مشكلة أمل "
من ملفات المهجر: الفتاة المتعلمة فتنة!!!
" والتي تتيح لي الفرصة لمعاودة مناقشة مشاكل وأحوال العرب في المهجر، بما أنني واحدة منهم.. وبما أنني مدمنة إستبصار، والتقاط التفاصيل، وتفكير، وتحليل.. ولا يتاح لي مجال مناقشة هذه الأفكار إلا معكم ومن خلالكم.. ومن غيركم؟؟؟

والأصدقاء هنا مصطلح ترفيهي لمجرد تقضية وقت لطيف فقط.. والزوج رجل-الأرقام والخرائط والحقائق الملموسة.. وأنا سيدة -الكلمات والمعاني والأفكار.. فحسب قوله:"والنبي بلاش الفلسفة بتاعتك ديه" ولكني أجد هذا التفلسف هاما لفهم ذواتنا والمجتمع الذي تعيش فيه.

اسمحي لي يا أمل ويا دكتوري العزيز أن أوضح حقيقة هامة مدفونة تحت قشرة مقولة "الفتاة المتعلمة فتنة"، هل الفتنة حقا هي خوف الرجل الحقيقي من تعلم زوجة المستقبل؟؟

لا أظنها هي الحقيقة الكاملة، فلو كان هذا صحيحا لكان أجدر به أن يعود إلى موطنه الأصلي يختار منه من يظنها أقل تعرضا لأي فتنة، بل يستطيع أن يذهب إلى بلده (أقصد محافظته أصل جذوره) ليختار "واحدة من البلد" كما نقول بالمصرية، فلا تكون قد تعاركت في مضمار الفتنة التي يخشاها في المراحل التعليمية الجامعية، وليس معنى هذا أنها لن تكون متعلمة بل قد تكون متعلمة إلى حد، ولا تسعى لإكمال أي تعليم في أمريكا، وبذلك يكون قد أمن شر كل فتنة محتملة!

ولكن الحقيقة في رأيي هي أعمق من ذلك.. إنما يستخدم الرجل حجة "الفتنة" هنا لما تتصف به من رداء ديني يصبغ عليها صفة الشرعية وبالتالي تتمتع بحصانة عدم المساس بمناقشة الفكرة.. فلا يستطيع أحد أن يلومه على حفاظه على دينه وتمسكه به حتى وإن اختار أضيق حدوده (كل هذا من وجهة نظر الرجل بلا وعى منه) بل قد يبارك البعض تمكسه بدينه في بلد تكثر فيه الفوضى والانحلال، ويكون أيضا موضع ثقة الأب الذي يريد المحافظة على ابنته في الغربة، وينال الرجل بهذا أيضا تأييد أقرباء الفتاة وتطوعهم بمحاولة إقناعها بحجة أنهم يغارون على زوجاتهم كما قيل لك.

وما أظنه أقرب للحقيقة، التي لا يواجه بها الرجل نفسه، هو فزعه من صورة المرأة الأمريكية في المجتمع والامتيازات الهائلة التي تتمتع بها، فقط لكونها امرأة ومن كون المجتمع الأمريكي يبالغ مبالغة شديدة في إظهار تقديره للمرأة بمنحها منحا تفوق تلك التي يحصل عليها الرجل، فكما أن كلمة رجل في مجتمعنا العربي كفيلة بمنح امتيازات لا حدود لها من قبل المجتمع على الأقل فضلا عن القوانين سواء الوضعية منها أو الشرعية.. فإن كلمة امرأة في أمريكا كفيلة في المقابل بقلب كل هذه الامتيازات لصالحها

وكدليل بسيط على قولي أنه عند انفصال الزوجين فإن الأطفال يذهبون مع الأم ويكون لها حق حضانتهم حتى لو تزوجت بأخر، بل حتى لو كان لها تعيش من خليل! بل أكثر من هذا حتى لو كانت لها رفيقة من نفس الجنس وتمارسان الشذوذ معا!!

والرجل الشرقي في أمريكا يعيش داخليا في حالة صراع لا يدرى عنه شيئا.. فمن جهة هو يحمل بداخله كل تفاصيل المنظومة الشرقية بكل ما تعطيه للرجل من سيادة وقوامة، ومن جهة أخرى كعضو في المجتمع الأمريكي هو مطالب بالتنازل عن كل قوامة والتعامل مع المرأة كالند الذي يستطيع أن يسحق حتى حقوقه الشرعية التي كفلها له دينه عن طريق استخدام قوانين المجتمع الأمريكي وأعرافه!

وهذا الصراع لا يعبر عن نفسه في صورة واضحة صريحة وإلا اتهم الرجل بالتخلف والرجعية.. لذلك فقد لجأ لأوعية لحل المشكلة ببساطة عن طريق إلباس رغباته الشخصية رداء الدين، فيستر النزعات الشرقية المتسلطة عليه، والتي ستجلده حتما لو أنه تجاهلها أو كبتها تماما..

لذلك فهو يقول: "أريد زوجة أأمن عليها من فتنة المجتمع" ولسان حاله في الواقع يقول: "أريد زوجة أمن معها على أسرتنا من جنوح المجتمع لصالح المرأة ".

وكأنه اختبار بسيط، لو قبلت زوجة المستقبل هذا الشرط لكان دليلا على وجود الروح الشرقية فيها والتي بها قدر من الطاعة والطواعية والسكن للزوج، أما إذا أصرت على استكمال التعليم مثلا رافعة شعار هذا حقي فإن هذا يدق ناقوس الخطر على صراعه الداخلي باحتمال تشبع هذه الفتاة بالمنظومة الاجتماعية الأمريكية الخالصة.. فينأى بنفسه عن هذا المأزق الذي سيضع رجولته موضع تهديد دائم..

والله قلبي مع رجالنا في الغرب.. يرقصون على السلالم لا هم يستطيعون إطلاق الفرعون الشرقي الصغير بداخلهم، ولا هم يستطيعون خلع عباءة القوامة نهائيا وهذا حقهم الإنساني والشرعي.. ولا يبقى أمامهم سوى اختيار من تجيد الرقص معهم على السلالم.. لأنهم ببساطة لا يستطيعون اعتلاء قمة الدرج الأمريكي ولا حضيض التعنت الشرقي!

ولو كنت يا أمل قد أنهيت تعليمك الآن ما كان هذا سببا لرفض الرجل التقدم لخطبتك بالرغم أن هذا يعنى أنك تكونين قد مررت فعلا بالفتنة التي يخشون عليك منها.. بما قد يدحض ظني بأن اتقاء شر الفتنة هو قشرة خارجية تخفى تحتها مشكلة كامنة.

ولك كلمات صريحة لزوج صديقة لي هنا أرادت أن تعمل ورفض زوجها متعللا في البداية بالغيرة عليها، ثم مصرحا أخيرا وكاشفا عن خوفه: "الست هنا لما بتشتغل يتبقى زى الراجل وتستغني عنه"!!

وهذا اعتقده الخوف الحقيقي والدافع وراء رغبته في حرمانك من مواصلة التعليم.. وإذا أردت نصيحتي فسأقول لك أن الوضع حقا دقيق، فأنا أعلم أن فرص زواج البنات في الخارج صعبة، لأن معظم الرجال هنا يعودون إلى بلدهم الأصلي لاختيار زوجة من قائمة طويلة أعدتها لم أمهاتهم.. لذلك في اعتقادي أنه توجد ثلاث حلول يتوقف الاختيار بينهم على طبيعة شخصيتك:

1- الرفض التام لفكرة تحكم زوج المستقبل في مستقبلك التعليمي والمهني، وإعلان هذا الرفض بصرامة بالغة وتحد واضح -وهذا حل قد تلجأ إليه شخصية ذات طبيعة متمردة مثلي- ولكني شخصيا لا أنصحك به إطلاقا، فخسائره مؤلمة لك!

2 - الإذعان لمطلب الرجل وتقدير صراعا ته الداخلية بعد فهمك لها، ومحاولة إرضاء نزعاته المعتدل منها والمتطرف، وهذا أيضا لا أنصحك به لما فيه من ضياع لكيانك وحقوقك التي كفلتها لك إنسانيتك ودينك أيضا.

3 - المشاركة في الرقص على السلالم بعد إجادة الرقص السليم لفترة حتى ينضج ويتبلور الوجود العربي والإسلامي في المجتمعات الغربية، وهذا حل يتطلب كثير من الفطنة والحكمة، وذلك بتهدئة روع زوج المستقبل بنفي توحدك التام مع صورة المرأة الأمريكية، وفى نفس الوقت تأكيد رغبتك في تحقيق حلم عزيز عليك، وإياك أن تقولي:"التعليم سلاح لي إذا طلقني زوجي أو مات عنى" (بالرغم أن هذه هي الحقيقة).. ولكن كلمة سلاح مفزعة بالنسبة له ولكن قولي:"التعليم حلم أود زوجي أن يشاركني فيه ويدعمه كإظهار منه لاحترام رغباتي وحرصه على سعادتي، فأكون أنا أحرص على إسعاده".. ويمكنك أيضا الإشارة إلى رغبتك في العمل (إذا كنت تريدين العمل) بأنه مشاركة منك لصنع حياة أفضل لكما معا وإن تعارض هذا مع صالح أسرة المستقيل فإنك ستتنازلي عنه طواعية منك على أن يقدر هو تنازلك هذا..

تلك الحيلة قد تريح ضمير الرجل الشرقي، وتفرج أسارير ملامح الرجل الغربي التي اكتسبها زوج المستقبل العربي الشرقي من معيشته في الغرب.. وهنيئا لكما بالرقص معا رقصة الحياة الصعبة على أوتار واقع لا يمكن تجاهل جزئياته.

أما إذا فشلت هذه الحيلة والمحاولة، وكان الرجل حقا مؤمنا أن تعلم المرأة فتنة فالأجدر بك أن تنئي بنفسك وبأولاد المستقبل عن هذا المنزلق.. ولن تكوني خاسرة، خاصة مع ما عايشتي من مشكلات قبلا كما قلت، وبما يوحى بمعاناتك من تعنت شخصية الرجل المتسلط في حياتك.. فلن تحتاجي إضافة "وزير داخلية" آخر لحياتك!

أرجو أن أكون قد أفدتك، ولو قليلا، وأرجو أن تحمل وجهة نظري قدرا لا بأس به من الحقيقة والواقع..

بقى ملحوظة أخيرة أوجهها لمحرر صفحة مجانين وهى أن الرابط الذي تم تفعيله في الرد على مشكلة أمل يأخذنا إلى مشكلة رفيقة الأصلية..  وليس ردى عليها والذي أعتقد أن الدكتور أحمد كان يعنيه بقوله ".. مشاركة أختنا المصرية المقيمة بالولايات المتحدة واصفة أوضاع هؤلاء الشباب كيف يعيشون..."

وشكرا للجميع..
18/8/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخت الكريمة؛ وددت لو تتعاونين معنا بشكل أكثر انتظاما بما أنك تصفين نفسك بإدمان الاستبصار، والتقاط التفاصيل والتفكير والتحليل، ولعل هذا التعاون يسد الثغرة التي تريد أختنا التي في بريطانيا في أن أسدها، وأحسب أننا جميعا وبجهد مشترك فقط، يمكن أن نبدأ وأن ننجز هذا الهدف، وهو بحث ملفات المسلمين وأحوالهم في بلاد المهجر أو الغربة، وإن راقت لك الفكرة يمكنني أن أطرح عليك، ومن يود التعاون في هذا الصدد تصوري المحدد لبدء العمل فورا رغم أننا في صفحتنا هذه قد تطرقنا إلى نقاط متقدمة للغاية إذا ما نقارن نقاشنا وبنوده ومحتواه مع ما هو شائع في المناخ العام للحوار في دوائره الإعلامية، بل والأكاديمية
!!!

وهذا من فضل الله علينا، ولشكره فإننا ينبغي أن نعمل على التطوير والنشر والمجادلة مع الناس بالتي هي أحسن وبخاصة من يهتمون بأحوال المجتمع ومستقبلنا في الداخل والخارج، هذا المستقبل الذي هو مهدد بشكل حاد يستدعي استنفاذ كل جهد، واستثمار كل طاقة في التفكير والتحليل، بل والتفلسف الحق، وما أحوجنا إلى الفلسفة من حيث هي إعمال للعقل في تعميق الأمور وسبر أغوار الظواهر، والبحث عن العلاقة بين الأشياء والأشخاص والحوادث.

الموضوع الذي نطرقه هنا هام للغاية ومتشعب، وهو لا يقصر على أهلنا في المهجر بل هو داهم لنا في ديارنا حيث صيحات وجهود وقوانين ومؤسسات ما يسمى "تمكين المرأة" تعمل ليل نهار في تغيير أوضاع مجتمعاتنا لتتواءم مع ما يشهده الغرب والعالم من تغيير لأوضاع النساء، ونحن نقف مشدوهين حيث بعضنا يرفض ويتحفظ، وبعضنا معجب ويبارك، والبعض أيضا يشارك، ولا يوجد تناول عميق أو جاد يؤدي إلى صياغة موقف يتناسب مع خطورة التحدي.

وأخي العراقي/الأمريكي فطن إلى عمق وفداحة المسئولية، وكتب لنا مرارا وتكرارا، وأنا أدعو الله له أن يرزقه فهما أنضج، وجهدا أوسع وأعمق، وهو لهذا أهل، والله أعلى وأقدر، وانظري معنا إجابة "شرق المتوسط وجنوبه.. نظرة شمالية ومتاعب" متابعته عليها، وربما وصلت عليها مشاركات
 -لا أذكر أنا الآن- وفيها يحاول الأخ تحليل وتفكيك النسوية الغربية وكشف صلتها الفكرية بتيارات متنافية بعضها يرتدي قبعة الإفرنجية، وأخرى ترتدي الحجاب الشرعي أو حتى التشادور، كما في إيران، والمسلمون يعيشون في العالم ويتأثرون بما فيه كما كانوا دائما، ولا بأس في هذا شريطة أن يكون لدينا الوعي والجسارة، والقدرة على المصارحة والنقد فنصل إلى استنباط واستخلاص الحكمة مما عند غيرنا لأننا أولى وأحق بها، كما نرفض على بينة ما ليس ينفعنا، أو يتعارض مع مقاصد ديننا، وهذا جهد هام نفتقده كمجتمع للأسف الشديد، ولكن لا بأس من محاولة الإبحار والمغامرة، فهكذا تبدأ الاكتشافات.

تنطوي الثقافة الغربية الحديثة على خدعة كبري، وصفقة ماكرة في مجال حرية المرأة وعلاقتها بالرجل وبالأسرة، فهي تخلط حين تنطلق من المساواة، وهي مفهوم غامض ومضلل، وضار أحيانا حين يوضع كصيغة حاكمة للعلاقة بين الرجل والمرأة في كل الدوائر، فإذا كانا ندين متساويين تماما في المجال العام، فإنهما شريكين متضامنين متعاقدين على أصول ومحددات أخرى في دائرة الأسرة، وبنية الأسرة مازالت تحتاج منا إلى فريد استكشاف وفقه لأنها بنية دقيقة ورائعة، ولكنها مثل كل كيان متقدم ومركب ممكن أن تتحول إلى جحيم إذا أسيء فهمها واستغلالها كما هو حادث في حالتنا بامتياز، ومن الوهم أن نعتقد أن إساءة استخدام الأسرة هو تصرف أو نهج رجالي بالضرورة، فملايين النساء في عالمنا العربي والإسلامي يستخدمن الأسرة أيضا ستارا لتبرير الكسل، أو انعدام حس المسئولية أو قيمة المساءلة الفردية أو الجماعية استنادا إلى فهم قاصر ومحدد لقوامة الرجل فتلعب المرأة طوال الوقت لعبة التذمر منه، والاحتماء به في ذات اللحظة‍
!!!

ومن نسائنا من تستخدم الأسرة بمثابة نوع من الوجاهة الاجتماعية أو الضمان المادي بينما هي منطلقة لا تلقي كثيرا اعتبارا لمسئوليات الرباط الزواجي، أو الميثاق الغليظ كما أسماه الله سبحانه، بل هي تستخف بقدسيته تحت دعوى أنها مظلومة أو مضطهدة أو مهملة منبوذة من رجلها، وتريد في نفس الوقت المحافظة على أبنائها
!!

ويمكنني أن أعدد صورا كثيرة من الاختراق النسائي لحرمة الصيغة الأسرية، وهي في الغرب كما عندنا، ولا أعتقد أنني بحاجة إلى ذكر إساءة استخدام الأسرة من جانب الرجل تسلطا أو قهرا أو استبدادا حتى أصبحت دائرتها بمثابة حلقة ملاكمة عند البعض، أو مخفر شرطة لدى آخرين، أو حفلة تعذيب وإذلال وكسر معنويات وامتهان لدى فريق ثالث
!!!

والكل نساء ورجالا، في إطار ثقافتنا، فإن الأيادي تمتد لتتناول من الدين ما يتفق مع الهوى والمسلك والاختيار المقصود ذكورية كان أو نسوية أو غير ذلك من الصيغ والتراكيب، وأبواق النفاق والكذب الأبلة على الله وعلى النفس والناس تفرق الخلق بكلام ساذج عن الجحيم الذي تعيشه المرأة الغربية، والنعيم الذي تعيشه المرأة في البلدان التي تقطنها أغلبية تنتسب إلى الإسلام
!!!!

ويذهب الرجل العربي أو المسلم، وتذهب المرأة العربية أو المسلمة إلى بلاد الله الأخرى حيث الجحيم المفترض كما تروي الأساطير والحكايات الكاذبة فإذا بالأوضاع على غير ما كانا يسمعان، ويصير مطلوبا اتخاذ موقف بعد اكتشاف الخداع، وبعد مرور صدمة يتلقاها كل من كان غارقا في تصديق الخطاب السفيه الشائع في بلداننا عن وصف الغرب بكل انحطاط من الناحية الأخلاقية، ومع النظر إليه بوصفه قبلة التمدن والتحضر في مجال التقنية والتنمية، وهذا كله من أوله إلى آخره باطل في باطل، ومض تهويل يختلط بتهوين، وصورة العالم في عقولنا مشوهة، والنتيجة هي التخبط بين صدمة التعامل المباشر مع التجربة الغربية في تنظيم وضع المرأة في علاقتها بالرجل، وفي حركتها داخل المجتمع.

ومن الكذب الجماعي الذي نتعاطاه هنا ننتقل إلى المأزق الفردي الذي يعيشه أهلنا هناك في كل بيت، وداخل كل نفس، والمسلمون والمسلمات مساكين لم يترب لديهم أو لديهن عقل يزن، ولا في الفقه أو المنطق أو الخطاب المتداول ما يسعف لتركيب موقف متوازن شرعي ومعاصر، وبالتالي يتخبطون!!!

بعض النساء تغتنم الفرصة لتنخلع من قيود الرجل الشرقي واستبداده، ولو ضربت بسيف القوانين والتشريعات والمفاهيم الغربية. وبعضهم ترفض أن تفعل هذا، وتحاول الرقص بطريقة أخرى على حد تعبيرك، والرجال حائرون بل مفزوعون يريدون البقاء في مجتمع المهجر ليحصلوا على امتيازاته دون أن يكتووا بنار أوضاعه،

والاحتياطات والتدابير التي يحاولون اتخاذها مضحكة وساذجة مثل الأكاذيب التي تدربوا علي استهلاكها، وهم يتمسكون بهذه الاحتياطات والتدابير وكأنها المنقذ من الضلال أو العاصم من انهيار الأسرة أو اختلال العلاقة مع زوجة المستقبل لأن البديل المطلوب والمنشود للجميع هو أن نتصارح بأننا كنا نكذب ثم أننا في وضع جديد يحتاج إلى حوار واسع وعميق لنصل إلى صيغة تكفل العدل، وتماسك الأسرة لأن النظام الغربي السائد لا يحقق هذا.

للمرأة حق التعليم والعمل المناسب في أي مكان أو ظروف، فإذا كان هذا مدخلها إلى استشعار الندية أو المساواة الميكانيكية بالزوج داخل الأسرة لأنها مثله متعلمة وعاملة، وتعتقد أن قوامته عليها مرهونة بأنه الأعلى مؤهلا أو دخلا، وإذا ظنت هذا فهي خائبة متشبعة بأفكار خاطئة لغض النظر عن مصدرها، أو عن المكان الذي تعيش فيه أختنا هذه.

قاعدة الندية أو المساواة وتكافؤ الفرص والتنافس المفتوح بالمعروف والقانون هي الحاكمة في المجال العام للمجتمع، وداخل دائرة الأسرة تسري قوانين أخرى بعضها من قيم متعلقة بطبيعة هيكل الأسرة، وبعضها اتفاقات مرنة يتعاقد عليها الزوجان باتفاق قبل الزواج وخلاله وبعده وطوال حياتهما، وما يتفقان عليه يسري، ولو لم يكن شائعا، طالما كان مرضيا لهما، وقد يتراءى لهما بعد ذلك تغييره باتفاق فلا جناح عليهما عندئذ أن يفعلا
..

لا الأسرة محكومة بالسيولة الغربية الحالية التي أفسدتها، ولا هي خاضعة للمساخر التي يمارسها البعض باسم الشرع رجالا أو نساء، وهي محض مساخر إنسانية تدعو للضحك أحيانا، وللبكاء أحيانا أخرى,.


آن لنا ونستطيع الانعتاق من الموقف الطفولي الأرعن تجاه التجربة الغربية المعاصرة سواء بمحاكاة بعضنا لها أو رعب الآخرين منها، آن لنا أن نستغلها ونستثمرها في طرح تساؤلات حقيقية تؤدي إلى إجابات تنفعنا ليس فقط في وجودنا خارج أقطارنا، ولكن هنا والآن في مجتمعاتنا المعاصرة.

لا توجد إجابات سهلة على أسئلة واضحة وجاهزة متاحة، وما تصفينه من اختيارات تبدو عملية لكنها لا تنهي المشكلة، ولا تقضي على النزاع، ولا تتصدى للمسألة التي تواجهنا، ونحن في مواجهتها نتخبط أو نتغافل، والحديث موصول فنحن في أمس الحاجة للحوار والأفكار، ومرحبا بالتفلسف.

*ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على مشاركتك وعلى ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الدكتور أحمد عبد الله، غير الإشارة إلى انبهاري بالمستوى الرائع الذي وصلت إليه في تحليلك، وكذلك بقدرتك على التعبير البليغ، والتي كنا نفتقدها أيام كنت تكتبين لنا بالإنجليزية، فتضيع الترجمة روعة أسلوبك العربي، لا حرمنا الله من مشاركاتك بالعربية ودمت سالمة لأسرتك ولمجانين

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله