إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ------ 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلم 
البلد:   ------ 
عنوان المشكلة: فن العلاقات: وعي غائب، وفريضة ضائعة مشاركة 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية 
تاريخ النشر: 16/01/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
دكتور أحمد عبد الله ممكن أن تشرح لي ماذا تقصد في ردك..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية وتمنياتي لكم بالتوفيق
....... دكتور ممكن أن تشرح لي ماذا تقصد في ردك على مشكلة(
فن العلاقات : وعي غائب ، وفريضة ضائعة) في تاريخ 12- 10- 2003 في إجابتك على صاحبة المشكلة:

(معنى ذلك إذن هو أنك قادرةٌ على إقامة علاقات سطحية مع من تشائين، لكن المشكلة تكمن في تعميق العلاقة وتبادل الثقة والقدرة على تبادل المشاعر الحميمة الطيبة، وهذا ما يجعلنا نشك في قدرتك على التعبير بحرية عن مشاعرك، أي أن بعض أبعاد توكيد الذات قد تكونُ ضعيفةً لديك، فمنها مثلا القدرة على مجاملة الآخرين وأيضًا لومهم إذا لزم الأمر، ومنها القدرة على مصارحة القريبين منك بكل ما يدور بداخلك،) وما المقصود من أن بعض أبعاد توكيد الذات قد تكون ضعيفة؟ وكيف هو السبيل لتقويتها؟ وما العلاج؟

وجزاكم الله خيرا

30/12/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين ، وأشكرك على ثقتك، طبعت سؤالك هذا وحملته ضمن مجموعة الأسئلة التي كان من المفترض أن يجيب عليها أخي الدكتور أحمد، وكان سؤالك الأوسط بين ثلاثة أسئلة، فنظر أحمد إليه وقال أنا لم أتكلم عن توكيد الذات من قبل في ردودي، فانظر رد من كان ذلك الرد، وعندما راجعت نص المشكلة الأصلية وجدتُ أن السطور التي اخترتها أنت لتستفسري بشأنها إنما كانت سطوري أنا التي أضفتها بعد إجابته، وهكذا أصبحت الكرة في ملعبي، وكم أسعدني ذلك، فأهلا بك مرةً أخرى، ودائما على مجانين.


وما قلناه لصاحبة المشكلة إنما كان لأننا اعتبرنا أساس مشكلتها هو تعميق العلاقة مع الآخرين، وهو ما ينتج في أغلب الأحوال من ضعف توكيد الذات، و توكيد الذات عرفناه أكثر من مرة على
استشارات مجانين في مشكلات مثل:
كثرةُ البكاء أم نقص التوكيدية ؟
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات

وغير ذلك من استشارات، وبشكل عام تتعدد أساليب التدريب على توكيد الذات.. فبعضها يعتمد المران على المهارات اللفظية.. وبعضها يعتمد على المظهر والسلوك العام.. ففي المران على تأكيد الذات من خلال المهارات اللفظية..

يجب أن يهتم الفرد بالحضور الذهني في المواقف المختلفة.. وبعدم الانشغال بأمور الحياة ومشكلاتها أثناء تواجده في المواقف الاجتماعية المختلفة، بينما يعَوَّلُ على حسن المظهر، والاهتمام بالتناغم بين السلوك والمشاعر والتعبير الجسدي كتعبير الوجه ونبرة الصوت إلى آخره في فرض جود الشخص على الموقف وليس العكس،

 والتدريب على توكيد الذات هو جزءٌ رئيس من أساليب العلاج السلوكي والمعرفي، ومن أساليب التدريب على توكيد الذات:

1- التعبير الحر عن الرأي وتأكيد الأنا:
وذلك عند الاختلاف في الرأي مع أحد الأشخاص، فمن المهم إظهار المشاعر الحقيقية بدلا من الموافقة، بل يجب على من يريد توكيد ذاته أن يظهر معارضته بشكل واضح، حتى ولو كانت المعارضة انفعاليةً لا تقوم على أساس منطقي، لا سيما إذا كان الهدف هو تحقيق الحرية الانفعالية،

 ويعتبر استخدام جملٍ تبدأ بكلمة "أنا" طريقة تساعد المتدربين جدا، خاصة في بداية التدريب على توكيد الذات، مثلا (أنا أحب).أو ( أنا أكره).أو.(أنا أؤيد) .أو.(أنا أرى) مع عدم الخوف من النقد الاجتماعي.. وأيضا عدم المبالغة في تأكيد الوجود..، وكذلك استخدام الجمل التي تبدأ بتعبيرات مثل "إنني أرى" أو""إنني أعتقد" كل هذه العبارات ضرورية.

ومن الأساليب الملائمة أيضا التعبير عن الموافقة عندما يمتدح بعض الأشخاص آراءك أو زيك أو شخصيتك لا تتركي نفسك للشعور بالحرج بل أظهري موافقتك على ذلك. لأنك بهذا تدعمين لديهم البحث عن الإيجابيات فيك. وبالتالي فإنك ستتلقين عائدا إيجابيا من المجتمع.

ولا أنسى هنا الإشارة إلى جزء من حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وهو حديث طويل رواه الترمذي، جاء فيه: "تبسمك في وجه أخيك صدقة‚ وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة‚ وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة‚ وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة‚ وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- النطق بالمشاعر:
وهي التعبير المقصود عن انفعالات الشخص بطريقه تلقائية..بتحويل المشاعر والانفعالات الداخلية إلى كلمات صريحة منطوقة وبصورة تلقائية ..وفي حالات الانفعالات المختلفة سواء ما يتعلق بإبداء الحب الإعجاب أو عكسهما، أو إبداء الدهشة من سلوك ما لشخصٍ آخر أو التعبير عن النقد الذاتي، أو الأسف أو الحزن، على أن يكونَ ذلك التعبير بصوت عال وأن يشمل كل الأشكال الانفعالية المختلفة، ومن المهم في ذلك توخي الصدق في التعبير عن النفس.. فلا تكون المعارضة بغرض جذب الانتباه.

ومما علمنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعبر أحدنا للآخر عن حبه له إذ يقول "إذا أحبّ الرجل أخاهُ فليخبره أنه يحبه" رواه عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

3- التدريب على إحداث استجابات بدنيه ملائمة:
من الضروري أن تكون الاستجابات البدنية ملائمة للموقف وللكلمات مثلا نبرة الصوت إذ يجبُ أن يكونَ الصوت قاطعا مسموعا واثقا، وكذلك التقاء العيون مباشرة بالشخص أو الأشخاص الذين نتحدث معهم، وأيضًا وضع الجسد وحركاته. كما أن من المهم أن تكون تعبيرات الوجه ملائمة للمشاعر ولمحتوى الكلام، فلا تبتسمي مثلا وأنت توجهين نقدا لشخص ما، أو وأنت تريدين أن تعبري عن الغضب.

4- التوكيد السلبي:
ويستخدم هذا الأسلوب عندما ترين بأنك بالفعل قد قمت بخطأ ما يستحق اللوم والنقد من زميلة عمل مثلا أو رئيس أو قريب.
عندها اعترفي بوضوح أنك أخطأت لكن على أن تبين بوضوح أيضا أن خطأك لا يعني أنك سيئة أو أنك فعلت ذلك بسوء نية، مثلا قولي: نعم للأسف أنا فعلت ذلك الخطأ على غير عادتي ولكنه لم يكن مقصودا ولا بنية سيئة.

5- تفريغ انفعالات الآخرين الغاضبة من قوتها:
ويتضمن هذا الأسلوب أن تتجاهلي الحديث أو المضمون السلبي الذي يأتيك من شخص آخر بصورة انفعالية غاضبة أو على سبيل الثأر مثلا، بأن تجعلي تركيزك لا على موضوع الحديث، أو محتواه الغاضب أو السلبي، ولكن على حقيقة أنه هنا غاضب، وأنك لذلك السبب غير مستعدة للدخول معه في مناقشة ما لم يهدأ الآن، أو فيما بعد، افعلي كل ذلك بهدوء وبإصرار وبصوت معتدل النبرات متوسط الشدة، فمن شأن هذا الأسلوب أن يجنبك الدخول في معركة أنت غير مستعدة لخوضها.

6- التساؤل السلبي:
وهذا أسلوب يستخدم مع الأصدقاء والأشخاص الأعزاء لديك عندما تريدين إنهاء خلافات في علاقتك بهم، وذلك بأن تستجيبي للنقد الموجه لك من شخص مهم، بأن تسأليه مزيدا من الانتقادات المماثلة التي سببت ضيقه ..حتى ينتهي من سرد كل ما يأخذه عليك، وعندئذ ابدئي في تلخيصها من جديد، واشكريه على اهتمامه، وقولي أنك ستكونين سعيدة أكثر في المستقبل إذا ما صارحك بأي خطأ قد يحدث منك عفوا،

 ويفيد هذا الأسلوب صاحبه بتمكينه من التحلي بالهدوء عند
مواجهة الضغوط الاجتماعية، كما يظهر صاحبه في نفس الوقت بمظهر الحريص الراغب في تحسين الاتصال بالأشخاص المهمين في حياته، وفي إنهاء أسباب الخلاف معهم.

7- أسلوب الاسطوانة المشروخة:
مثلا عندما يقاطعك شخص معترضا على ما تقولين، قبل إنهاء كلامك أو توضيح فكرتك.. انتظريه حتى ينتهي من حديثه ثمَّ تجاهلي تماما ما قاله، واستأنفي توضيح فكرتك الأصلية مستخدمةً عبارات مثل: "قد يكونُ هذا صحيحا ..لكن ما أريد مناقشته هو .." أو مثل: "إن القضية الرئيسية هي ..." إذن يمكنك هذا الأسلوب من التحلي بالهدوء عند مواجهة المناقشات غير الملائمة، وكذلك يجنبك الدخول في "متاهات" جانبية تبعدك عن الموضوع الأصلي الذي تريدين إبرازه.

أحسبُ أنني أعطيتك كثيرا من المفاتيح في هذا الرد، وأنا في انتظار متابعتك،

 فأهلا بك دائما على
مجانين.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي