أفقد نفسي !!! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهديكم التحية المباركة من عند الله عز وجل ...ثم أما بعد : مشكلتي أيها السادة هي خليط من العوامل الاجتماعية سأحاول سردها بتركيز قدر الإمكان .... في بداية دخولي للسنة السادسة عشرة من عمري ظهرت الميول الدينية والوطنية على شخصيتي ...فابتدأت في ارتياد المسجد وواظبت على الصلاة والقيام وورد يومي من القرءان الكريم .. وحرصت على زيادة تقواي وكنت متديّناً الى حد ممتاز بنظري . أنهيت الثانوية بنجاح ودخلت كلية لدراسة التمريض وحين داومت فيها وجدت نفسي أنحرف تدريجياً فلم أواظب على الصلاة في المسجد وتماديت بعد ذلك في ترك الصلاة ووصلت لمرحلة الآن أنني غير ملتزم أبداً ... لكنني مع التزامي أو بدونه ما زلت وطنياً جدا ومتابع لما يجري يومياً على الساحة الفلسطينية .... ومثقف جدا بالنسبة لأقراني وأقرأ الكثير من الكتب ومعظم المعلومات التي يعرفونها أنا محيط بتفاصيلها رغماً أنه لا يوجد لدينا في البيت تلفاز أو وسيلة إعلام .... المهم !!.... في هذه الفترة بدأت أقلق وأهملت دراستي منذ دخولي للكلية فأنا الآن بعد مضي سنتين من الدراسة لم أقطع سوى 25 ساعة من أصل 75 ساعة والمدة المفروضة للدراسة سنتين ..... وأعاني بشدة إذ أنني أفقد روح الطموح والايجابية .... لا أشعر أن هناك ما يهمّ ...لا مبالاة قاتلة أعيشها في حياتي رغم نداءات أهلي المتكررة بضرورة الدراسة والنجاح وإلا سيكون مصيري للعمل المرهق الذي لا أحبه أبداً . وأقول لكم أنني تعرفت على الانترنت من فترة أربع سنوات تقريباً ومتعلق فيه بشكل جنوني .... وخصوصاً بمشاركتي في المنتديات التي تعنى بالشأن الفلسطيني فقط ..... لكنني مع هذا أفقد الهمة للتغيير الذي أشعر أنني بأمسّ الحاجة له .... فهلاّ أجبتموني على أسئلتي أدناه مع إحاطتكم علما أن علاقتي بأبي فاترة جدا على عكس علاقتي بأمي ....وعلاقتي بجميع أخواني جيدة إلا أنها تفتقد للترابط وهذا ما نشأنا عليه .... الأسئلة .... * كيف أستطيع ترك النت أو التحكم به بدل أن يحكمني هو ؟ * كيف سأقضي ما فاتني في دراستي ...كل ما أحاول أن أدرس بجدّ تراني أنتكس وأرجع إلى سالف عهدي بإهمالها والهرب منها ..... ؟ * هل من الصواب أن أطلع والديّ على ضرورة إكمال دراستي وأكشف لهم ما هي حقيقة علاماتي في الكليّة ..؟ * كيف أستطيع الرجوع إلى الدين رغم أنني متفلّت ولا أستطيع الذهاب للمسجد طوعاً ...فجلّ وقتي أقضيه على الانترنت بمعدّل 6 __ 8 ساعات يوميا ؟ * كيف أصنع الطموح وأسترجع الهمة للعمل ؟...همتي قليلة جدا ولا أحب القيام بأي شيء وبوركتم جميعا ً 21/4/2005
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بك يا أبا المجد , وإن شاء الله ستكون من صناع مجد أمتك فتكون بحق أباً للمجد, وأبشّرك بأنك قد بدأت فعلاً بصناعته حين أرسلت تسأل وتطلب المشورة في أمور حياتك التي تجد نفسك بحاجة للدعم والنصح فيها , فبارك الله لك هذه الخطوة المثمرة بإذن الله .وما يجعلني متفائلة بك هو قدرتك الرائعة على معرفة كوامن نفسك ونقاط ضعفها, وأسلوبك المنظم في حصر ما تريد السؤال عنه على شكل أسئلة واضحة تماما, مما يسهّل على المستشار كثيرا أمر الرد عليها .. تماما كورقة امتحان الطالب المرتب المنظم ذو الخط الواضح, فهذا يدل على شخصية منظمة مرتبة واضحة تعرف ماذا تريد, قد تحتار أحيانا لكنها بدأبها وسعيها للتقدم وسؤالها تصل إلى الأحسن دائماً ..وأبدأ الآن في الإجابة عن هذه الأسئلة:1- تقول: "كيف أستطيع ترك النت أو التحكم به بدل أن يحكمني هو؟" تستطيع ذلك حين تصل إلى تحليل منطقي لسبب تعلقك بالنت, وأنا أرى أن تعلقك بالنت ومشاركتك "الجنونية" في المنتديات المتعلقة بالشأن الفلسطيني تدل على أن جذوة الوطنية والاهتمام بأمر بلادك حية ومضطرمة جدا في قلبك, ولكنك لا تجد وسيلة لتعبر عنها وبحرية سوى الكتابة في المنتديات, وهذا يا أخي لا يكفي .. القول سهل, ولكنه ليس الترجمة الحقيقية ولا المطلوبة لما يعتمل في قلوبنا .. سأضرب لك مثلاً : هل رأيت مريضاً يشتكي وبإلحاح ألماً شديداً في بطنه, ويكتفي بالشكوى وتشفيه الشكوى؟ إن لم يترجم شكواه إلى فعل بأن يذهب للطبيب ليصف له العلاج المناسب ثم يداوم على تناول هذا العلاج فإن هذه الشكوى لن تزول بل ستتضاعف .. وسيصبح شكّاءً ممتازاً ولكنه في نفس الوقت سيفقد صحته ويضيّع على نفسه فرصاً عظيمة ليكون شيئاً رائعاً في هذه الدنيا ..هل فهمت ما أقصد؟أنت أيضا تشتكي, وكلنا نشتكي, ولكن علينا أن لا نسمح لهذه الشكوى بأن تكون هي آخر المطاف, لأنها في الحقيقة أوله وليست آخره .. إذاً : تحتاج إلى وسائل أكثر فاعلية تعبر بها عن وطنيتك وحبك لبلادك, وعندها سيتلاشى تعلقك بالانترنت شيئاً فشيئاً, تحتاج إلى أن توجد لنفسك دوائر اهتمام وعمل على أرض الواقع وعندها سيتقلص اهتمامك ونشاطك "أون لاين" ولن تشارك في المنتديات إلا لتحقيق هدف معين في مساعدة الآخرين, وليس لمجرد تفريغ هذا الغليان الذي بداخلك.ولا أقول هذا لأدفعك إلى تفجير نفسك, بل لأدفعك إلى تفجير طاقاتك الكامنة داخلك والتي ستتعرف عليها وتكتشفها ثم تبدأ باستثمارها لتحقق هدفك وتصبح أهلاً لإنقاذ بلدك وأمتك, قد يبدو هذا الحلم بعيدا, ولكنك بدأبك وإخلاصك وإصرارك ستحوّله إلى حقيقة مهما طالت الأيام ..2- كيف سأقضي ما فاتني في دراستي ...كل ما أحاول أن أدرس بجدّ تراني أنتكس وأرجع إلى سالف عهدي بإهمالها والهرب منها ..... ؟ حين يكون لحياتك معنى مهم بالنسبة لك فستحرص على كل ثانية منها وستحزن كثيرا إذا أُهدر يوم ما من أيام عمرك دون أن تقترب فيه مما تريد ..حين يكون لدراستك معنى مهم في حياتك, حينها ستركض أنت وراءها وستكف هي عن الركض وراءك ..كيف يكون لحياتك ولدراستك معنى مهم في حياتك ؟حين تحدد لنفسك هدفاً تريد الوصول له, وحين تكتشف رسالتك في الحياة وتسعى لتحقيقها, عندها فقط ستحرص ومن نفسك على كل كلمة تقرؤها في كتبك وعلى كل ثانية تمر من وقتك..كيف تكتشف رسالتك, وكيف تضع لنفسك هدفاً في حياتك؟؟الأمر عميق , ولكنني وبكلمة مختصرة سأقول لك:أغمض عينيك , وتخيل نفسك وقد متّ , وها هي جنازتك تُحمل فوق أكتاف الناس , وأنت لا زلت تسمع كلام الناس , وهم يتحدثون عنك , فما الذي تريدهم أن يقولوه عنك؟هل تريد أن يكون كلامهم : الله يرحمه , والله فقدنا علَما شامخاً قام الدين والدنيا على يديه .أم تريدهم أن يقولوا : الله يرحمه , لن نتكلم عنه بشيء لأنه " اذكروا محاسن موتاكم " لكن سنقول كلمة واحدة : الحمد لله الذي أراحنا منه ..أم تريدهم أن يقولوا ولم يتجاوز عدد المرافقين لك للمقبرة إلا 6 أو 7 أشخاص : من هذا الذي مات ؟ فاختر لنفسك الكلام الذي تحب أن يُقال عنك بعد أن تموت باختيارك لنوعية الحياة التي تريدها - وبالمناسبة : كلام الناس عن الميت بعد موته من علامات حسن وسوء خاتمته .. - وبناء على ما تريد أن تكون حدد الخطوات التي يجب عليك اجتيازها لتكون فعلا ما تريد أن تكون, ثم التزم بها ولا تسمح للتخاذل والتقاعس أن يسرقا مستقبلك منك , ولا تنس أن الشيطان لك بالمرصاد, وسيجن جنونه حين يراك قد بدأت تسير في الطريق الصواب , فيستنفر كل أسلحته وأدواته ليعيدك إلى التيه والضياع من جديد , فأعانك الله على معركتك الشرسة القادمة مع الشيطان .ولو أنك تمتلك تلفازا في البيت لأخبرتك عن دورة تدربك عمليا على التخطيط لحياتك وهي : كيف تخطط لحياتك على قناة