إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   ............. 
السن:  
19-13
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الخليج 
عنوان المشكلة: ضحايا صامتات لنفسهن لائمات 
تصنيف المشكلة: تحرش جنسي: Sexual Abuse غشيان المحارم 
تاريخ النشر: 23/10/2005 
 
تفاصيل المشكلة


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين :

أما بعد : أنا أحب أتشكركم بالبداية علي هذا
الموقع المتميز والرائع اللي ساعد الكثير علي فهم مشاكلهم وحلها بنفس الوقت ::: وهذي أول مشاركة لي وأتمنى أنكم تساعدوني ::

أنا فتاة ..وابلغ من العمر 19 سنة.. سنة أولى جامعة.. عندي ثلاثة إخوان وخمس بنات وأنا السادسة وترتيبي بالعائلة الرابعة .. ولله الحمد أنى بنت ملتزمة مهتمة في صلاتي وفي إرضاء ربي أهلي إللي عمرهم في قصروا في حقي بشي :::

بس عندي مشكلة وهالمشكلة معذباني من صغري وابتدت معي من عمر خمس أو ست سنوات تقريبا وكان والدي ساعتها مسافر للخارج لتكمله دراسته العليا وعشنا نحنا في هالفترة عند بيت أهل أمي (جدي وجدتي) وكنا تقريبا كلنا الأهل عايشين بنفس المنطقة إخوان والدي وأخواته مما كان يسهل التواصل من بينا وبين أخوات والدي ..

 المهم أنا ساعتها كنت طفلة صغيرة ومعرف شي لا عن المعاشرة ولا أفهم أي شي في الجنس أو مسائل المتزوجين ولا أي شيء .. بس اللي صار أنى تعرضت للاغتصاب ومن اكثر من شخص ومن أقرب الناس لي واللي هم أولاد عمتي ثلاثة منهم وكلهم كانوا أكبر مني بالسن أكبرهم تقريبا كان عمره عشر أو 11 سنة تقريبا وانتقلت من بعدها لابن جيرانا واللي كان من نفس شلتهم .

وكانت البداية لما أخذني ولد عمي الكبير على جنب وحاول يغريني بس أنا كنت طفلة ساعتها يعني كيف لي أني أعرف هوه إيش يريد مني فقالها لي أنا أريد أعاشرك يعني شرحها لي بالتفصيل (نخلع ونسوي كذا وكذا وما حد بيدري) وإلا بخبر أهلك أنك سويتيها مع غيري وبيتبلي علي يعني هددني أنه بيقول عني كلام خطأ ولأنه والدي كان عصبي موت وأنا كنت أخافه كثير خفت من أنه فعلا يخبره وأنا أصلا ما سويت شيء وأمي كانت طيبة وتحبنا كلنا ودائما تكون في صفنا إذا والدي تعصب علينا فرفضت فعلا لأنه شرح لي أني بسوي كذا وكذا وانه محد بيعرف بس بيني وبينه وفي مكان بعيد عن عيون الناس وأنه مستعد يسوى أي شيء علشان أنا أوافق بس أنا كنت دائما أتهرب منه الآن ما طحت فيها مسكوني في بيت تقريبا مهجورة وما حد ساكن فيها كنا أنا والبنات نروح نلعب فيها وصار كل شيء وغصبا عني .

وأنا من غبائي الزائد آني ما تكلمت ولا خبرت حد لا أمي ولا أي حد ووالدي كان مسافر بس كان مجرد انه يعرف أنا كنت بروح فيها وخصوصا أنه ها الأولاد أولاد أخته واللي تكون عمتي استمر الحال علي ها المنوال وانضم لهم ابن جيرانا واللي كان من نفس القبيلة وصاروا كل ما يحتاجوا للجنس يجوني للبيت وحتى صار عندي هاالشيء عادي لأني ما كنت فاهمة الدنيا كنت طفلة وحياتكم طفلة برئيه العب بالطين وكنت أحب أكل الطين والعب بيوت مع باقي الأطفال بس ما رحموني .

واللي زاد الطين بله أنه أخوي اللي أكبر مني بسنه لما درا بالموضوع ما جاء ودافع عني بالعكس حاول ينضم لهم وصار ورائي في كل مكان وكان كل ما يهددني أنه يخبر أمي كنت أنا أركض وأروح أحتمي فيها علشان ما يلمسني .

وفي نفس الوقت كنت أعاني من خالي الوحيد أخو أمي وكان كل الدلع واللي مرة شفته يخبي أفلام فرحت أنا وأخذتهم وفتحت شريط واحد وحصلت إنها أفلام جنسيه فدرا هو أنى عرفت بسره وبدا نفس الشيء يحاول يتقرب مني ونسوي مثل اللي في هالأفلام الوسخة بس نفس الشيء ما خليته يتقرب مني ولا يلمسني وهالشيء خلاه يكرهني وحتى للحين وهو يكرهني وأنا بعد لا أحبه ولا أطيقه .

واستمر الحال أكثر من سنة وكنت أنا ساعتها بالسنة الأولى ابتدائي وجاء والدي من السفر وخلص دراسة ولله الحمد انه انتقلنا من المنطقة كاملة اللي كنا عايشين فيها ورحنا لبلده ثانيه وعشنا فيها وابتعدت عن كل اللي مسوني بسوء بس أخويا كان يكرهني ويحقد علي أنه ما خليته يلمسني وكان علي كل شيء يهددني أنه يخبر والدي وخصوصا أنه كان الولد من بعد بنتين وكان المدلع وأنا جيت بعده ..

سافرت وعلي بالي انه مشاكلي راح تنتهي وإني خلاص ما راح أتعرض لمثل المشاكل اللي كنت أطيح فيها من قبل بس وين ما كنت أروح يصير لي موقف وحتى أني شكيت في روحي وكأنه مكتوب علي جبهتي بنت سايبة وعاهرة وبايعة روحها للي حاب يشتري .. أضرب لكم أمثله :::

مرة كنت في السوق وأمي بس اللي نزلت للسوق وأنا ظليت في السيارة قدام ووالدي نزل يتمشي حتى ترجع أمي .. ساعتها لفت انتباهي رجال متوسط السن هندي الجنسية كان يؤشر لي فطالعت فيه فراح وبين عورته قدامي وكان ساعتها عمري ثمان سنوات فعلي طول رجعت للوراء وجلست أطالع في والدي ولا قادرة أتكلم وخفت خوف لأنه كان يؤشر لي ويريدني أتبعه وأنا كنت منزلة رأسي وبدت ذكريات الماضي واللي كان يصير لي ترجع لي وأنه بيصير معي مثل ما كان يصير قبل فجلست ورا ولا تحركت حتى رجعنا البيت .

ومرة ثانية ابن الجيران في المنطقة الجديدة نفس الحركة عادها معي وبين عورته .. أنا كنت بنت تعيسة ومظلومة من صغري تعرضت للكثير من المشاكل واللي انقلبت ضدي وصرت أنا والدموع إخوات كنت في كل يوم أبكي تقريبا وخصوصا لما كان الكل ينام لأني ما أحب أبكي قدام أحد..

وكنت كل ما أكبر سنة واكتشف شيء جديد عن الجنس والزواج كنت أبكي أكثر وأحس أني مظلومة أكثر واللي كان ينقذني في كل مرة من الاغتصاب الجديد هو انتقال أهلي وكنا دائما ننتقل بسبب ظروف عمل والدي .. الين ما قرر والدي نرجع نعيش في المنطقة اللي تعرضت فيها للاغتصاب أول مرة ورجعنا وبنينا بيت وعشنا في بلادنا الأصل وصرت أشوف أولاد عمي أكثر وأكثر بس ساعتها ما حد قدر يقربني ولا يلمسني لأنه كان عمري ساعتها 11 سنة يعني كنت في أول سنة من المرحلة المتوسطة وكنت أكرهم كره العمي وكل ما أشوفهم أتذكر الماضي واللي كان يصير في الماضي

بس نفس الشيء تعرضت لأكثر من موقف من شباب ثانية وكانت الرغبة فيها الجنس وأنا بنت على نياتي وما أعرفهم ولا أي شيء بس ما كنت اخضع لطلباتهم ولا شي لأنني صرت كبيرة شوى وصرت أفهم الصح من الخطأ بس فعلا مع كل اللي كان يصير لي حسيت أنى بنت عاهر وأنه وكأنه مكتوب في جبهتي أنى بنت بايعة نفسي وإلا ليش كل ما يشوفني شاب ما أعرفه يطلبني للجنس ؟؟؟..

ها الشيء أصابني بحالة من الانهيار وإلا أخوي اللي مفروض يكون لي ستر وغطاء .. أكثر من مره لما أنام أحس فيه يجي وينام وراي بالسرير ويدخل يده ويتلمس جسمي ولما أحس أنا واصحي علي طول يطلع من غرفتي ويخليني أغرق في دموعي وبهمي لدرجة أنى صرت أخاف أنام ونومي دائما يكون متقطع بس في هذي السالفة اضطربت إني أخبر أمي لأني وصلت إلى حالة من الانهيار لا توصف وكانت أمي تعبانه معي ( ليش علي طول حزينة ليش الدمعة ما تفارقني ليش أتهرب من أخوي) كل ها الأسئلة كانت تدور في بالها ويمكن أكثر فخبرتها باللي كان يسويه اخوي فراحت أمي وكلمته بس استمر هو علي اللي كان يسويه وما توقف الآن تعب وتوقف ..

وكنت أنا علي طول هالفترة من لما كنت صغيره طول الوقت ابكي لما أشوف أي بنت مظلومة أبكي وعلي طول أكون حزينة اللين ما كرهت نفسي وكرهت الدموع اللي انزلها من عيني وصرت أكره أنى أبكي وصرت بنت أكثر حيوية ونشاط أضحك وأتكلم مع الكل يعني حالتي تغيرت كليا واللي ساعدني علي ها التغير أني انتقلت نفس الشيء من مدرسة لمدرسة ثانية لتكملة الدراسة الثانوية بس كانت المدرسة بنفس المنطقة وفعلا صرت بنت محبوبة ومتكلمة وطلعت تقريبا من وحدتي .

اللين ما جاء عمي واللي يكون زوج خالتي وبدأ يتقرب مني في البداية وكنت أنا عادية معاه أكلمه وأضحك معاه اللين ما حسيت بالخطر من ناحيته كان طول الوقت يطالعني بنظرات غير شكل ويعمل لي حركات ويكلمني بالتفليون ويقول انه خالتي ما تعطيه حنان وأني أنا أفضل وكلام كثير بس ما بدا الخوف يظهر عندي إلا لما مرة اضطريت أرجع معاه بالسيارة ومع وجود ابنه الصغير واللي كان عمره ست سنوات بدا يطالعني بنظرات غريبة وكان الوقت بالليل متأخر وقال لي أنت حبيتي من قبل ويسألني أسئله غريبة وأنا كنت بموت من الخوف وكان هو بطي في القيادة فراح وقال لي والله أنا أحبك واتمناش وحط يده علي يدي وجلس يتحسسها وأنا ولا قدرت أتكلم ولا أنطق بكلمة بسبب وجود ابنه الصغير واللي كان نايم ورا اللين ما بعدت أنا يدي وجت يده علي المنطقة الأمامية مني ساعتها حسيت برعشة في كامل جسمي ورحت عصبت وقلت له أرجوك لا تخليني أكرهك وأندم أنى ركبت معاك السيارة فبعد يده وقال لي ليش والله أنا أحبك وقبل لا نوصل البيت قال لي بليز لا تخبري حد باللي صار وأنا فعلا ما خبرت حد ولا قدرت أخبر حد لأنه زوج خالتي واللي تكون أخت أمي وما حبيت اعمل مشاكل لأنه مجرد بس انه أمي أو والدي يعرف راح تنقلب الدنيا وراح أكون أنا السبب فسكت بس كنت اخبر أختي الكبيرة وكانت دائما تدافع عني وتنصحني وهوه للحين وعمري 19 سنة وما مخليني في حالي .. ويا ريت لو تشوفوا لي حل معاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومع آني ولا مرة عطيته الفرصة إنه ينفرد فيني وعلي طول أتهرب منه ولا أرد علي اتصالاته ولا أي شيء ..........

ومشكلتي الثانية الوساوس اللي بدت تهاجمني من لما صرت افهم شوي في هالاشياء ( أنى بنت مش عذراء أني مقدر أتزوج وأني يمكن اتفضح وإذا اتفضحت إيش بيصير ) هاالأشياء كلها ما كانت تخليني وللحين أفكر فيها وساعات أفكر أقول بروح أفحص عند الدكتورة وأخليها تطمني إن كنت عذراء أو لا بس كنت أخاف بعد إني أتفضح وكل خوفي من أهلي لما يدروا ساعتها ملحد راح يصدقني وراح يقولوا أني سويتها وأنا كبيرة وبعض الأحيان ومن كثر حزني أفكر أني انتحر اكثر من مره .

وكانت وأول مره لما تعرضت أول مرة للاغتصاب جلست ابكي وابكي وقلت انتحر وكنت صغيره وشفت مرة في فيلم أن البنت أخذت كمية كبيرة من الحبوب وماتت رحت أنا وخذيت علبة كاملة من الحبوب وكان فيها نوعين بكت أدول والثاني كبسولات وشربتهم كلهم ورحت أنام وقلت في نفسي خلاص اللحين إذا نمت ما راح اصحي الصباح بكون مت بس المصيبة أنى قمت الصباح ولا مت ولا صار فيني شي اللهم شوية ألم بالبطن.

وثاني مرة حاولت فيها انتحر كنت كبيرة تقريبا 13 كان عمري جبت سكين وقلت بقطع المعصم مالي بس لما جبت السكين وأول ما عورت نفسي شوي جلست ابكي وخفت وعالجتني أمي ومن بعدها خلاص صرت أتمنى الموت بس ما كنت حابه أنى أنا أكون السبب فيه وخصوصا لما دريت انه اللي ينتحر عقابه النار وهالشيء حرام....

واللي معذبني أكثر شيء أني صرت بنت كبيرة اللحين وعلي مستوي من الجمال والكل يشهد بأخلاقي ..يعني صرت مهيأة للزواج وأنا عارفة في داخل نفسي أنى ما قدر أتزوج وصارت ها الفكرة تزعجني أكثر لما تقدم شاب يتميز بكل شي أخلاق وأدب واحترام وتقدم لخطبتي لما خلصت الدراسة الثانوية فجت أمي وأول ما خبرتني انفجرت أنا من البكاء لأنه ها الشاب يكون أخو صديقتي وأنا أعرف أخلاقه وأي بنت كانت تتمنا شاب مثله فلما عرفت إنه جاء يخطبني تقريبا اكثر من أسبوع وأنا كل يوم ابكي واجلس اصرخ أني مش موافقة وأنا عارفة انه أصلا ما حد غاصبني علي شي وقالتها لي أمي من بعد ما حاولت تقنعني أنى أوافق لأنه فعلا ما ينعاب قالت لي إذا مش موافقة خلاص ما في داعي انك تبكي بس أنا السبب اللي كان مخليني أبكي.

أولا:: حسيت نفسي أنى كبيره وأني خلاص راح أتعرض لمواقف مثل هذي وأنا ما اقدر أتزوج خوفا من الفضيحة .

وثانيا :: لأني كنت فعلا معجبة بهاالشاب بس للأسف ما اقدر أوافق عليه . بس اللي عاطيني أمل للحين أنى أقول لنفسي أنه يمكن أنا عذراء بعد لأني ما أتذكر ولا مرة خروج الدم لما كان أولاد عمتي يعاشروني واكثر شي كان من الخلف وما أتذكر أنه فيه مره حد دخل عضوه في عضوي فالهشيء الوحيد اللي عاطيني أمل أني يمكن لا زلت عذراء بس يظل الخوف داخلني ومش عارفة أبش أسوي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وأتمنى فعلا إنكم تساعدوني لأني خلاص تعبت .. تعبت من التفكير .. تعبت من الخوف أني ممكن أتفضح .. تعبت من الناس اللي تلاحقني ... تعبت من عمي اللي ما ناوي يخليني في حالي .. تعبت من كثر ما أحس نفسي أني ناقصة ومش مثل باقي البنات.. وتعبت من خالي واللي للحين يكرهني لأني ما خليته يلمسني .. تعبانه وأتمني تساعدوني إيش أسوي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

واعذروني علي الإطالة .........

ملاحظات

أرجو أن توجدوا لمشكلتي حلا ..

15/9/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة
العزيزة أهلا وسهلا بك، أولا أشكرك على إفادتك الثرية التي تعبر أصدق تعبير عن كثيرٍ من عوراتنا الاجتماعية التي ظلت مخبوءة لوقت طويل ويدفع ثمن تخبئتها كثيرات وكثيرون، وثانيا أود طمأنتك منذ البداية بأنني برغم القلق عليك الذي تزايد داخلي وأنا أقرأ إفادتك وصلت عند انتهاء سطورك إلى أن حمدت الله لأنك اجتزت ما تعجز عن اجتيازه أخريات، ولا علاقة لكل ما حدث لك بغشاء البكارة فأنت عذراء ولا شك لدي في ذلك يا ابنتي، وأنت اجتزت كثيرا من مخاوفك ووساوسك واكتئابك، ولم تعد مشكلتك الحقيقية أكثر من بعض المفاهيم المغلوطة والتي إن شاء الله نساعدك في تصحيحها.

أما ما تعرضت له في الصغر وسميته اغتصابا فليس أكثر من لعب جنسي فعله أطفال عمك وأحد أطفال الجيران، أو هو تحرش جنسي في حالة الكبير من أولئك الأولاد الذي كان يكبرك وقتها بخمس سنوات، ولكن ذلك كله لم تكن عواقبه عليك جسدية بقدر ما كانت نفسية حيث كنت تشعرين شعور الضحية التي لا حول لها ولا قوة عندما تتذكرين، وكذلك مثلت لك تلك الذكريات لبا تشكلت حوله مشاعر الضياع والهوان والاتساخ وعدم الثقة، وزاد الطين بلة لا ما أقدم عليه أخوك أو غيره من المفترض فيهم أن يكونوا حماة، وإنما زاده بلة أنك لم تكوني تجرئين على الشكوى طلبا للحماية من الكبار، وبالتالي ظلت مخاوفك إما ثابتة أو تتزايد داخلك، كما مثلت تلك الذكريات أيضًا مصدرا للاجترار المؤلم كلما تعرضت لموقفٍ يذكرك بما كان أو كلما تعرضت لمعلومات عن الجنس وهكذا.

ليس هناك ما يستدعي أن تعودي باللوم على نفسك فترين أنك مكتوب على وجهك "عاهرة أو تبيع نفسها أو غير ذلك" فلست مختلفة عن غالبية البنات، وإن كانت
ضحية التحرش: في العادة تتألم وتلوم نفسها، إلا أن الحقيقة يا ابنتي أننا لا ندري كم في المائة من بناتنا يتعرضن لما تعرضت له؟، ولا ندري أيضًا –على سبيل التأكيد- هل هناك صفات معينة جسدية أو نفسية في بنت صغيرة تجعلها أكثر عرضة لتحرش الآخرين بها، صحيح أن بعض الدراسات في الغرب تربط بين امتلاء الجسد أو طول القامة أو كليهما وبين التعرض للتحرش، ولكننا في بلادنا مع الأسف لا نملك دراسات أعمق من مجرد حساب معدلات الحدوث أو الانتشار لحوادث التحرش الجنسي، ليس كلها وإنما التي تصل إلى مؤسسات الدول الطبية أو الأمنية، والمشكلة أن بناتنا لا يتكلمن عن ما يتعرضن له من حوادث تحرش أو غيرها لا وهن بنات ولا بعد ذلك ربما وكثيرات ينسينه، وذنبهن على جنبهن إذا بقين على صمتهن في الوقت الحالي، فمجتمعاتنا على وشك الانهيار إذا لم تتغير طرقنا في التفكير ومواقفنا من المرأة وتفعيل دورها الإنساني في المجتمع، وهذا ما يستلزم أن نرى أنفسنا جيدا من خلال دراسة المخبوء في ثقافتنا وبطريقة علمية، خاصة من الناحية السلوكيات الجنسية لأمتنا المحجبة، وتداعياتها وآثارها وربما أيضا بعض التفسير لأسباب وجودها، وهو ما يعتبره أخي أحمد عبد الله نزع الحجاب عن مجتمعات محجبة.

وكي أبين لك فداحة السكوت سأضرب لك مثلا بحادثة ذكرت لنا أنك تعرضت لها مرتين تلك هي حوادث الاستعراء مرة من ذلك الرجل الهندي ومرة من ابن الجيران، والاستعراء غالبا ينتج عن نزوة قهرية تلح بشدة على ذكر بالغ بأن يكشف عورته للآخرين، ورغم غياب التفاصيل التي تسمح بتحديد نوع الاستعراء وتصنيفه النفسي أو القانوني، إلا أن ما أود بيانه هنا هو أن الشخص المصاب بذلك الانحراف المرضي –الاستعراء القهري Exhibitionism- يطلب العلاج فقط بعد وقوعه في مشاكل مع السلطة القانونية أو الاجتماعية وهو ما يحدث عندما تشتكيه إحداهن لأهلها، فهل تدرين متى يحدث ذلك؟ -كما عرفت من الحالات التي أعالجها- ليس قبل عقد من الزمان من بداية ممارسته للاستعراء قدام البنات أو الأطفال أو النساء، فقد يقف ذلك المريض بسيارته بجوار مدرسة للبنات يوميا ليستعري لواحدة أو أكثر من البنات، ويبقى الأمر مخبوءا لسنوات!

 فكم واحدة تعرضت في سنيها الأولى من العمر؟ ليست هناك إحصاءات ولو افترضنا أن في كل مدينة واحدا فقط من هؤلاء فإنني أترك للقراء تقدير كم بنتا أو امرأة تعرضت لأحدهم ولم تنبس ببنت شفة لأحد، وأنا لا ألوم البنات هنا بقدر ما ألوم العيوب والشروخ التي تنخر في دعائم ثقافتنا الأصيلة -وهي منها بريئة- ومجتمعاتنا، وفقط أقول أن واحدا من مرضاي ظل على مدى ستة عشر عاما في محيط مدينته يستعري بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا وكثيرا ما وصل إلى مرتين يوميا، ولمن غالبا لبنات أحد المعاهد المتوسطة وبنات المدرسة الثانوية الصناعية!، وكان يتحرك في سيارته ويعري نفسه للبنت أو للبنات من داخلها وأحيانا قليلة من خارجها، ومن خلال رقم سيارته الصغير (4 أرقام) اشتكته أخيرا واحدة محجبة من بناتنا لأبيها وأجبر تحت ضغط العقوبة المتوقعة –وهي بالمناسبة ليست مناسبة في رأيي- لطلب العلاج.

وأوضح لك بعضا مما يجعل كل أنثى في مجتمعاتنا البشرية الحالية معرضة لأن تعامل بنفس الطريقة التي لقيتها أنت، فمجتمعاتنا البشرية الحالية ما تزال تعتبر الأنثى أنثى فقط أي للجنس فقط، وهذا على مستوى نخبنا وعامتنا مع الأسف، وعلى مستوى الخطاب الغربي أكثر من الممارسة والتوجهات، وليس ها موضوعنا، فهذا حال البنات والنساء على مستوى العالم، وعندما تصبح الأنثى جنسا فقط يصبح من الطبيعي أن ينظر إليها معظم الرجال تلك النظرة، خاصة وأن الجنس أمرٌ يهم الرجال الفارغين من المحتوى المعرفي والروحي وهم كثير مع الأسف على مستوى العالم وإن كانوا أقل أو أحسبهم في مجتمعاتنا، التي لا أستطيع أن أقول كثيرا من المعلومات عنها في هذه الناحية لأنها غير مدروسة، يعني باختصار ربما مثيلاتك كثيرات وبينهن قد تكونين من اللواتي حفظهن الله.

هل تصدقين يا ابنتي أن كثيرات مثلك، على أي حال يحسنُ أن أكتفي بما فتحت من ملفات عديدة أرى مجتمعاتنا بحاجة ماسة لفتحها، وأعود لأسأل عن أكل الطين هل كان سلوكا عابرا أم أنك ما زلت تعانين أيا من أشكال
العقعقة أي أكل ما لا يؤكل عادة، وكذلك لا أرى أي داعٍ لأن توسوسي بشأن البكارة ولا حتى أجد لزوما لنصحك بأن تطمئني لدى طبيبة النساء لأن ما ذكرته كله بالكيفية التي وصفت وفي المرحلة التي حدث فيها لا خطر منه على الغشاء بحال من الأحوال.

يبقى لنا الآن سؤالك عن الداعي الباقي لديك للخوف من الزواج؟ لا خوف بشأن العذرية، ولا ذنب لك بشأن ما حدث، ولا أحسب أن سيكون له أي تأثير على قدرتك على ممارسة الحياة الزوجية الطبيعية، فهل ما زلت تشعرين بالرغبة في البكاء؟ لماذا لا تصارحين أمك بمخاوفك؟ هيا جربي وأعلني موافقتك على ذلك الشاب الطيب واعلمي إن كنت تحسبين ما تعرضت له أمرا يعيبك كزوجة له اعلمي أن من غير المحتمل على أغلب الظن أن يجد هو بنتا أخرى تعرضت لتحرشات أقل من التي تعرضت أنت لها، لا تظلمي نفسك إذن، وعلى بركة الله وافقي، وتابعينا

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي