إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   إيمان 
السن:  
25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: التزنيق في المواصلات: عظيمة يا مصر 
تصنيف المشكلة: اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder 
تاريخ النشر: 23/04/2008 
 
تفاصيل المشكلة


إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ مشاركة ومشكلة

إلى نغم صاحبة المشكلة؛
لقد أحسست أنك تتحدثين عني حتى أدق التفاصيل وبرغم أنني لا أملك لك حلا فأنا شخصيا توقفت عن ركوب الحافلة تماما بعد أن أعيتني الحيل وبعدها تركت عملي أصلا لأن التحرش في كل مكان في المواصلات وفي الشارع وحتى في معرض الكتاب، ولكن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن أساعدك به هي حيلة رأيت فتيات وسيدات يستخدمنها في الميكروباصات وفي المكيف الذي ادعى أحد المشاركين بقلة حدوث هذه النوعية من التحرشات به وأنا أؤكد لك أن هذا ليس صحيحا وذلك لأنني ركبت المكيف لمدة أربع سنوات في ذهابي إلى الجامعة.

أما هذه الحيلة فهي وضع حقيبة يدك (حبذا لو كانت كبيرة الحجم وممتلئة) خلف ظهرك بمجرد جلوسك وأنا أعرف أن هذا الوضع غير مريح على الإطلاق وهيعذبك طوال السكة ولكن هذا أرحم بالطبع من العذاب الآخر الذي لا يضاهيه عذاب، وإياك أن تهتمي بأي نظرات دهشة ممن حولك وبالذات ممن يجلس خلفك فأنت بعملك هذا قد وجهت له الاتهام مسبقا ووجهت الضربة الأولى وصدقيني كلهم يستحق هذا فهم بين متحرش وساكت على انتهاك حرمات الله أمام عينيه ولست أدعي أن الأمر سيصير أفضل بالنسبة لك فهو لم يكن كذلك بالنسبة لي فكلما تعتقد الواحدة بأنها عرفت معظم طرق المتحرشين واستطاعت إيجاد طريقة معاكسة فوجئت بما لم تتوقعه.

وأنا لست أفضل حالا الآن وأنا ألزم بيتي فأنا تعرضت للتحرش في البلكونة عندما خرجت لنشر الغسيل........ أنا أشعر بك، وبعدم إحساسك بذرة من الأمان بل وأشعر بما خفت من البوح به خشية اللوم الذي سينهال عليك لكنني سأقولها بدلا عنك أنا أكره بشدة هذا البلد الذي لم يحمني ولم يحافظ لي على كرامة ولا حرمة حكومةً وشعبا........ وإن كنت لا تصدقينني افتحي أي موقع يتحدث عن التحرش الجنسي واقرئي ما يقوله معظم (الرجال) وبعض النساء أيضا.

إنني أرتاب في كل من يدافع عن متحرش ويلقي اللوم على الضحية بدعوى أنها هي المخطئة لأنه حتى ولو كان هذا صحيحا -برغم أنه ليس صحيحا على الإطلاق- لما كان هذا هو رد الفعل المنتظر من شخص يملك الحد الأدنى من الدين، شخص مائة في المائة نصف أهل بيته من النساء ولكن بالطبع هذا هو رد الفعل الأكيد من شخص يمارس التحرش بكل من قدر عليها.

ربما في رسالة أخرى أحكي الحادثة التي حدثت لي وجعلتني أعتزل كل شيء حتى عملي والذي كنت سعيدة به جدا لكني الآن لا أشعر بطعم أي شيء ولا أحلم ليل نهار سوى بمغادرة هذا البلد نهائيا وعدم العودة إليه مرة أخرى.

17/3/2008

 
 
التعليق على المشكلة  


عندك حق يا إيمان يا ابنتي في معظم ما ذهبت إليه.... ولكن من المهم رغم قرفنا الشديد من هذا البلد المعطوب قلبا وقالبا- أن نشير إلى أن
ظاهرة التزنيق الجنسي (التحرش الجنسي في المواصلات) ليست قاصرة على مصر شفاها الله وأهلها........... صحيح أنها قد لا تكون بمثل ما هي عليه في بلدٍ -الفوضى فيه هي النظام الوحيد القائم- مثلما هي مصر مع الأسف.... وصحيح أن ردود أفعال الناس وآراءهم المعلنة لا يمكن أن تكون بهذا القدر من الخسة مثلما هي في مصر، ولكن كما يقول السياسيون المعاصرون دائما عن المصائب والكوارث هي حادثة تحدث في كل مكان من العالم.

ولكن وليس دفاعا عن المزنقين المتحرشين بالنساء في المواصلات أقول لك أن استفحال الظاهرة في مصر وربما بعض الدول المتدنية اقتصاديا وأخلاقيا وإنسانيا وقد نجد دولا غير مصر-..... هناك -إضافة إلى
مناخ التعهير العام الذي تعيشه مجتمعاتنا- كبت جنسي وحاجات إنسانية منها التأديب!- غير ملباة للغالبية العظمى من الناس.... وهذا أحد أهم أسباب ضياع الذوق العام واتسام المناخ الاجتماعي بالخسة مثلما ترين.

لاحظي أن تصنيف الرد عليك ما زال اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder، وهذا ما أرى أننا نحتاج تغييره ولكن بماذا نغيره؟؟ هل بتصنيف جديد نجعله لمشكلات المرأة فيكون مثلا: "نفس اجتماعي: العنف ضد المرأة فكرت في ذلك ثم تراجعت خوفا من أن التركيز على الأشكال الجزئية من العنف (كالعنف ضد الأطفال أو العنف ضد المراهقين أو منهم وهكذا) هذا التركيز قد يفقدنا النظرة الأعم الأشمل للعنف الهيكلي البنيوي الذي أصبحت مجتمعاتنا تعيشه إلا من رحم ربي!... ولهذا آثرتُ أن أبقي التصنيف هكذا رغم عدم اقتناعي به منتظرا اقتراحاتكم.

طريقة نظنها مفيدة تلك التي تقدمين- في منع نوع التحرش الذي تشتكي منه ابنتنا نغم فهي ستضع الحقيبة حائلا بينها وبينها أصابع المتحرشين......... تخيلي يا إيمان أنني أستطيع القول: ليت كل التحرش الجنسي في المواصلات يكون هكذا بالأصابع! هناك كثير أفظع وأفظع...... وهو يزيد بالطبع كلما اتسمت المواصلة بالازدحام وكلما اتسم المناخ الإنساني بالخسة فلا أحد يبالي بانتهاك حرمة....... لكنك أصبت في قولك: (فكلما تعتقد الواحدة بأنها عرفت معظم طرق المتحرشين واستطاعت إيجاد طريقة معاكسة فوجئت بما لم تتوقعه).

ومسألة مسئولية الضحية عن تعرضها للتحرش أو التزنيق أو الاغتصاب قضية جدلية في الطب النفسي لكن يبدو أن المسألة مختلفة بالنسبة لما يحدث في مصر.... وربما غيرها من بلاد الله التي تحطُّ من قيمة الإنسان.... فمثلا ليس لدينا دليل على أن الحجاب يقي من التحرش... فبينما كان الحجاب الحديث في بدايات ظهوره يمثل شكلا من أشكال الحماية لمن ترتديه أستطيع الآن القول بأنه لم يعد!! فلا فرق كبير في احتمالية التعرض للتحرش في المواصلات العامة بين محجبة وغير محجبة، ألم أقل لك أن المناخ الإنساني أصبح متسما بالخسة؟

مصيبتنا يا إيمان أننا بدأنا الآن نتجاوز مرحلة تحرش مراهق أو شاب أو رجل أو كهل ببنت أو سيدة لقد أصبح هناك تحرشٌ أو تزنيق مثلي أيضًا في المواصلات وربما حتى تزنيق عكسي أقصد من أنثى بذكر...... ألم أقل لك أنه تعهير عام؟ أضيف أيضا أن هناك التباسٌ عام فيما يتعلق باتجاه البلد إلى أين؟ تكرهينها وهي تبدو كارهة للجميع.... وبرغم ذلك صدقيني ليس كرهنا لها إلا تكوينا رديدا (تكوين رديد أو عكسي Reaction Formation) فبينما في الوعي أو الشعور نكرهها بشدة نحن في اللاوعي أو اللاشعور نحبها بشدة.... لكنها بوضعها الحالي وهي تحقِّرُ من شأن وأهلية الجميع لأن يكونوا بشرا لا يمكن أن تحظى بحبٍّ واعٍ إلا عبر آلياتٍ دفاعية أخرى غير التكوين الرديد.

لا أستطيع أن أكون متأكدا من أنك أكثر اكتئابا مني فيما يتعلق بنظرتك لهذا البلد، لكنني أرفض أن تعتزلي يا ابنتي مهما كانت الحادثة التي نحن بانتظار تفاصيلها منك، ونتمنى ألا تستسلمي بهذا الشكل، واقرئي على مجانين:
كيف تقي نفسك من التحرش

شكرا على مشاركتك يا إيمان ونحن في انتظار تفاصيل الحادثة لكن من فضلك من هنا...

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي