إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أسامه مكي 
السن:  
26
الجنس:   ??? 
الديانة:  
البلد:   الإمارات 
عنوان المشكلة: هل يوجد حب عن طريق النت ؟ متابعةمشاركة ثانية 
تصنيف المشكلة: نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love 
تاريخ النشر: 06/02/2004 
 
تفاصيل المشكلة


الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
تحية خاصة.. وأتابع مشاركتي معكم في موضوع هل يوجد حب عن طريق النت، والتي ظهرت على الصفحة تحت عنوان: هل يوجد حب عن طريق النت مشاركة ثانية بتاريخ 6 يناير.

أولا أنا سعيد بترحيبك بي وبمشاركتي وأتمنى أن أكون عضوا مشاركا دائما معكم وذلك سيتأتى من خلال ديمقراطيتكم المجنونة التي تمارسونها على صفحاتكم هذه.. والتي أحيت بداخلنا مشاعر الجنون اللذيذة التي كساها غبار العقلانية والمادية في الحياة وأكرر تمنياتي بأن تتسع عنابر صدوركم لذوي الاحتياجات الخاصة أمثالنا واضعا في الاعتبار الوجه الآخر لعملة الجنون والتي تقصدونها.

قرأت ردك سيدي الفاضل على مشاركتي والحق أنني وددت لو أن يطول ردك أكثر وأكثر ليس لأن ردك لم يكفِ ولكن لعمق إحساسي بالتواصل معك، لذلك عدت ماثلا أمام مستكشفكم الالكتروني كي أكتب.

بداية كم أعجبت بديمقراطيتك غير التقليدية في ردك لي بجملتك "أنا وأنت وكثيرون من غير أصحاب المعاناة الحقيقية لم نجرب ذلك الشعور بالفعل أو بالأحرى لم نقع فيه ولذلك فإننا لا نستطيع استبعاد أن يُسمي أحد الأطراف ما يشعر به بالحب" فرغم خبرتك العريقة وعلمك الكبير إلا أنك بمنتهى التواضع تدعى أمام التجارب جهلك بالشيء ولم تتخذ من علمك وثقافاتك وسيلة لضحد آراء الآخرين وتوكيد رأيك، ورغم إعجابي الشديد بفكرتك إلا أنني استأذنك أن أشارك برأي هنا وهو هام بالنسبة لي.

أولا أنا إنسان عاطفي للغاية ولست أقل عاطفية من هؤلاء الحائرين وتشهد لي كتاباتي الخاصة وروايتي "زائر للحياة"التي مازالت حبيسة الأدراج. وأقصد من ذلك أنني وبصفة خاصة أتخذ من العاطفة زادا لي ولذلك أنا لم أتردد أن أغوص في بحور الانترنت باحثا عنها آملا أن أجد فيها ملاذا يعوضنا ما نفقده أو بعضا مما نشتاق إليه..

ولست أقصد فقط عاطفة الحب بين فتاة وشاب إنما كل أنواع العاطفة ولا أخفيك قولا أنني بما أملك من خبرة قليلة وثقافة بسيطة وجدت أن الإنترنت ليس تربة خليقة لتولد فيها العاطفة الحقيقية.. صدقني أستاذي الدكتور وائل أبو هندي أنا أعلم أن الشباب خاصة الصغار سنا عرضة للخداع والوهم بشتى أنواعه.

وأنا أرى أن ذلك الوهم والخداع إنما يتأتى من الخواء الفكري والفراغ العقلي لديهم فلو لدى شبابنا بعض من الثقافة والوعي والمعرفة والإلمام لكانوا قادرين على وضع الأمور في نصابها الصحيح وأنت وأمثالك هم المنوطون بشرف فك طلاسم الحياة لهم ومحاولة الابتعاد بهم من مستنقع التجارب الفاشلة التي يكون منتهاها أحيانا خسائر لا يعوضنا عنها إلا الموت..

أنا أعلم تماما أنه من الصعب أن نقنع شابا بغير ما تذهبه إليه نزواته.. صعب حقيقي لذلك أحييك للمرة الثانية على جملتك الرائعة في ردك على حينما قلت "محاولة تأجيل اعتباره حبا قدر الإمكان" فأنت جعلتني أشعر أنك ترفض التصديق بأنه حب ولكن تراعى تماما النشأة الفطرية والنفسية للمراهقين والتي يجب أن تراعى تماما في معاملتنا لهم ولكني أشير أنه علينا في نفس الوقت أن ننير لهم الطريق الآخر الصحيح وأترك لكم ذلك فلماذا نتركهم حتى الاصطدام بالواقع في ردك أيضا علي والذي لا أوافقك عليه.

صدقني أستاذي الدكتور وائل أبو هندي شبابنا في حاجة ماسة لملء الفراغ في عقولهم بقليل من القراءة حتى يتسنى لهم فهم المفاهيم فهما صحيحًا ووضع الأمور في نصابها الصحيح وأقلها فهم مفهوم الجنون الصحيح

قلدنا الغرب وأخذنا منهم المفاهيم السطحية للأمور فلم نبقَ في أماكننا متمسكين بماضينا وتراثنا ولم نستطع أن نلحق بركبهم الحضاري. كم شاب ممن سيقرأ مشاركتي إذا نشرت قرأ ثلاثية نجيب محفوظ التي حازت على جائزة نوبل؟!

ربما أكون قاسيا بعض الشيء في حديثي مع إخواني وأخواتي القراء ولكن هم في حاجه إلى الانتقال بهم إلى هذه المرحلة من الحديث والتي من الممكن إن ينتقلوا إليها أيضا من خلال موقعكم مجانين في طور تطويره الدائم وسترقون بالشباب خطوة بخطوة إلى أن نصل إلى غاياتنا.
وفقكم الله ووفقنا
17/1/2004 
 

 
 
التعليق على المشكلة  

 


 الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، وكل عام وأنت بخير فأنا أكتب هذه السطور لك وأنا في أول أيام عيد الأضحى، أعاده الله على أمتنا بالخير- بمعجزة من عنده-، فنحن وصلنا كأمةٍ إلى هذا الحال، بقاؤنا كبشر أصبح مهددا حتى أنني وأخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، كثيرا ما نصل في مناقشاتنا عن حال شبابنا وحال كبارنا أيضًا إلى مقولة أننا: نخافُ من ضياع المسلمين، وليس الإسلام لأن للإسلام ربا يحميه! بالضبط كما قالها جد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبرهة الحبشي ، وقد جاء عازما على هدم بيت الله في عام الفيل، نحنُ بالفعل في حال كهذا الحال!

المهم أنني أتفق معك تماما في معظم ما ذهبت إليه، ولكنني سأناقشك في الجزء الذي يتعلق بالشباب، فكم من هؤلاء الشباب يدري بخوائه الثقافي والمعنوي، لكي يبحث عن محتوى صحيح يقيم به كيانه المعرفي أو النفسي، ناهيك عن إعلاء كلمة الله في الأرض والتي هي في الأصل ما يعيش المسلم -المطلوب في أيامنا هذه على الأقل- من أجله، إن أغلب طاقاتنا تكرسُ أصلا لزيادتهم خواء وانفصالا عن تراثهم، ولم تعد النوايا الطيبة، ولا خطب الخطباء ولا نصائح الناصحين بكافية، معظم شبابنا لا يقرؤون وإن قرؤوا فإن الغث أوفر حظا من الثمين في هذا المناخ الثقافي الذي نعيش فيه.

وأنا بالرغم من ذلك لا أستطيع إلقاء اللوم على شبابنا لأن المسئولين عن ما وصلنا إليه من انحطاط ليسوا هم، بل أجيال متوالية لا أستبعد جيلنا منها، رغم صحوة البعض وانتباههم، لكنني أجد نفسي أعارض بيت الشعر الشهير الذي لا أذكر منه إلا شطرا (نعيب زماننا والعيب فينا) لأقول:
..................نعيب شبابنا والعيب منا.................وليس يعيبهم أنا خدعنا!!

وأما بماذا خدعنا؟ فقد خدعنا كما قلت بتقليد الغرب ظنا منا أننا نستطيع تطبيق ما لديهم عندنا، ولم ننتبه إلى أن المنظومة إما أن تؤخذ كاملةً مع المعطيات الفكرية والثقافية التي أفرزتها، وإما أن تُتْرك، ولا أعني أننا كان يجب أن نرفض كل ما لدى الغرب، وإنما أعني أننا كان يجبُ أن نفهم ذلك، وأن نعمل على إقامة منهجنا وبرنامجنا لا أن ننزل ما نأخذه عنهم محورًا (كما كان يحدثُ غالبا) أو كما هو (كما حدث أحيانا عن غفلة أو قصد وأصبحنا في الزمان الذي سنجبر فيه على التطبيق مع الأسف) والطريف في الأمر أن ذلك الفكر أو المنهج المستورد، إذا لم يصلح لنا فإن التفسير الشائع لفشله كان أننا متخلفون أو مكبلون بشيء ما!! ورثناه ، أي أننا كنا وما يزال منا كثيرون أناسا يتمتعون بقابلية عالية للاستعمار! لأنهم لا يؤمنون بما بين أيديهم مع الأسف! أو أن إيمانهم إيمان قاصر بشكل أو بآخر!

أعني أننا كان يجبُ أن نعتبر ما لدى الغرب مادةً قابلةً للتأمل والتدبر، وأن نقيم منهجنا في كل شيء بأنفسنا! مع الأسف هذا لم يحدث، ويبدو أننا في كل المراحل التي سبقت ما نعيشه اليوم كنا قادرين على أن نخدع أنفسنا ولو بحسن نية حين كنا نصدق مقولات الغرب عن العلم الإنساني المحايد وعن الحضارة الإنسانية التي ستقدم الخير والرفاهية للجميع، فقد كانت أحوال وتوازنات القوى الدولية تفرض احتراما ولو كاذبا للعرب والمسلمين، لكنها الآن لم تعد.

وفي إطار ما وصلنا إليه اليوم كأمة، يصبحُ شبابنا مساكين بكل معنى للكلمة، فهم غير قادرين حتى على خداع أنفسهم! وهم أكثر منا شعورًا بالهزيمة، لكنهم رغم ذلك أفضل من كل ما نتوقع، فصحيح أن أغلبهم لا يقرؤون، وكثرتهم غافلون أو مستغربون، إلا أنني أتوقع خيراً، لأن نماذج طيبة كثيرة ما تزال تثلج قلوبنا كل يوم، فهناك استنهاض للهمم وهناك تركيز للجهود، وإن كانت الخطى تسير بسرعة النمل لكنها تسير، ومن المهم أن يحدث تحالف بين جيل الشباب وأجيالا تخطت مرحلة الشباب ولكنها ما تزال تحلم بالتغيير وتحاول العمل ومنها جيلنا نحن، ولعل في مقال على موقعنا مجانين نقطة كوم بعنوان
إبحار الأجيال وتعاقب الأمواج البناءة ما يفيد في توضيح هذه النقطة.

والمهم هو أننا في هذا الموقع نحاول أن نتجاوز سرعة النملة قدر إمكاننا، ولا نريد أن نخاصم الشباب لأننا بحاجة إليهم نأخذُ بأيديهم ويأخذون بأيدينا، وفقه الإنترنت والعلاقات من خلالها هو موضوع أعقد من أن نصل فيه إلى قرار متسرع، وعلينا فقط أن نعلن بصوت مسموع أن الحذر واجب، وأن المؤمن كَيِّسٌ فطن، وأن التعلم لا يجب أن يقتصر على التعلم بالتجربة، وإنما تجب الاستفادة من خبرات الآخرين، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بمشاركاتك، ولكن لا تستعجل الرد.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي