إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله: يا بنت بلدي: - السبت 12/3/2005 ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 17/03/2005

 

منذ أيام قلائل قال لي أحدهم أن من أسباب نجاح الأخ الأستاذ/عمر خالد أنه وجه اهتماما خاصا بالفتيات والتزامهن، وبالتالي كسب قوة دافعة هائلة، وأنا مقتنع بهذا من واقع التجربة.

فمنذ ما يزيد عن الخمسة عشر عاما وأنا أتحرك وسط الشباب، وألتقي بهم وبهن، وللحق فإن الفتيات دائما أكثر انتظاما وجدية.
لكن الصراع والتشويش النفسي، والفوضى الفكرية واليومية تنعكس على عقلية وحياة الفتاة المصرية بشكل كبير، وأنا هنا لا أقارن بينها وبين الفتى، كما لا أقارنها بغيرها من فتيات العرب.

البنت المصرية ثم عندما تصبح زوجة مضغوطة ومحبطة بشكل مستمر وفظيع، وهي تتحمل عيوب المجتمع وأمراضه كلها فهي تريد أن تكون محافظة ومتمدنة ومحتشمة وملفتة يعني تجمع بين التقاليد والتجديد في آن واحد!! وهي معضلة مازالت أمتنا كلها لم تجد لها حلا!!

وهي تريد أن تكون متحررة مستقلة الشخصية، وزوجة ناجحة في نفس الوقت!! ولم يصف لها أحد كيف؟!! وهي تريد أن تكون متميزة في عملها، وأحيانا نشيطة في قضايا مجتمعها، وأما ترعى أولادها في جعبة واحدة!!! رغم أن أحدا لا يساعدها تقريبا!!! تحاول أن تكون كل شيء وتمسك بأطراف كل الخيوط: فتكون أنثى مثيرة، وإنسانة ممتلئة بالاهتمامات الجادة، وزوجة وأم، وامرأة عاملة... الخ

والمعادلة بهذا الشكل غالبا ما تفشل لعدة أسباب:

أولا: لأنه لا يقدر على القدرة إلا ربنا، وطالما السوبرمان خرافة تبقى السوبر ومن أيضا خرافة، ولأنه دائما مع "السبع صنايع" يكون البخت "ضايع"، وهذا خطأ ولو كان من أجل إرضاء الرجل.

ثانيا: لا تتلقى الفتاة أي تكوين أو تدريب يعينها على إحسان القيام بما تريده من أدوار، أو في الموازنة بين ما تختاره أو ما تحسنه منها، ويفاقم الأزمة أنها لا تتلقى ما تحتاجه من دعم وتقدير.

ثالثا: أن الرسالة التي تصل الرجل نتيجة لهذا التخبط هو أنه بصدد تقصير أو مشكلة أو وجع رأس مستمر، ولا أحد يحب ينتقل من وجع الرأس خارج البيت إلى وجع آخر داخله.

أرجو أن نتعامل مع كل قضايانا بمنطق آخر إيجابي أكثر من منطق "آهو أنت" الذي ما زلنا نفكر ونتحاور به غالبا!!! والواقع يقول أن المرأة المصرية المنهكة بين المطالب والرغبات المتنوعة، التي تريد أن تكون الكل في امرأة، تنفق جهدا كبيرا جدا، وفي النهاية لا أحسبها أرضت الرجل، ولا أظنها أرضت نفسها أو أشبعت طموحاتها.

ولا أتوقع أن الحلول على المستوى الفردي ستكون كافية لأن لدينا خلل هيكلي في تفكيرنا الاجتماعي وخطط تنمية اقتصادنا، وفي ثقافتنا السائدة، ولكن لا بأس من محاولة تتناول الأمر من كافة جوانبه لعلنا نصل إلى شيء أفضل على المستوى الفردي ولو مؤقتا.

المرأة المصرية هي زوجتي وأختي وزبونات عياداتي، وزميلاتي، وبناتي، وأغلبية القراء على حد قول إحداهن، وحين أصف واقعا أو جزءا منه فلا يكون هذا من باب المعايرة لذوات الأرحام والاحترام، ولكن لنفعل شيئا إن شئتم، أو نكتفي بالنكتة، ودمتم سالمين

اقرأ أيضاً على مجانين:
على باب الله: 7/3/2005

على باب الله: الثلاثاء 8/3/2005 .. من مدريد
على باب الله: الأربعاء 9 / 3 / 2005 .. من مدريد
على باب الله: الخميس 10/3/2005 .. من مدريد
على باب الله : الجمعة 11/3/2005 .. في طريق العودة



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 17/03/2005