إغلاق
 

Bookmark and Share

أفكار سوداء ::

الكاتب: وليد حمدوني
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/03/2008


أفكار سوداء، وأحزان كثيفة، تكتنف ليلتي..
لم أعش مثل هذا البؤس من قبل.. كل الأشياء عندي تتساوى.. الحياة والموت، الحزن والفرح، حتى النوم لم أستطع الحصول عليه فتساوى عندي بالسهر.. والسهر بلا طعم.. ومذاق ليلتي مر، مر.. مثلما كان نهاري..

كثيراً كان الليل يستهويني أن أعيش لحظاته هادئاً متفكراً.. أشعر أنني أنجز فيه الحياة.. وفي هذه اللحظات أشعر أنه لا جدوى من الإنجاز، والتوغل في الحياة يزيد من وجعها وثقلها الجاثم على منكبي إلى ما لا نهاية يتزايد يوماً إثر يوم.. كمجرم ينتظر يوم عقابه، أو هارب من عدوه إلى البحر، وكلما فر من أعدائه قصرت مسافة قبضهم عليه..

تحولت الدنيا عندي إلى ذنوب والذنوب تطفئ وهج الإيمان وحلاوته.. ويصبح الكبير كالصغير.. والحلم كاليأس.. والبسمة كالدمعة.. والأمل كالعذاب..
لا أدري صارت علاقتي بالناس كلها ذنوب.. فقط هم الأطفال من أرضيهم ببساطة.. ولكني لا أستطيع أن أقدم لهم.. ما يجب أن يقدمه أب لأطفاله فتزداد ذنوبي تراكماً.. وأكره حتى نفسي..

مازلت وحدك.. الريح تعصف فيك.. الأعداء ينتظرون سقوطك.. وأن أسرع الدروب إلى السقوط هو أن تنتظر أنت سقوط نفسك..

المصفقون لفشلك كثيرون مطمئنون إلى توقعاتهم.. وأنت لا تستطيع أن تسير إلا إليهم.. وتقدم لهم هداياك..
مركبك محروق ومكسر.. وليس لديك من وسيلة لإقتحام البر الذي وجدت نفسك عند شاطئه.. فقد قذفك المركب جائعاً ومحطماً وبدون سلاح حتى من ركبتيك..

ومن كثر ما تشبثت بالصخور الملساء. تقلعت أظافرك واحدة تلو أخرى.. ولم ترمك الأمواج إلا على شاطئ الخيبة.. ولأنك شربت ماءً مالحاً حين الهبتك الشمس بالعطش، جفت حنجرتك.. وعجزت عن الصراخ تماماً
لم يبق فيك غير عينين تشرفان على الانطفاء.. وكل الرجاء الذي كان فيهما ونظرت فيه لمن تحب لم يفهم معناه ولا مراده.. ومرادك لم يكن عندهم لأنهم لا يريدون حتى فهمه..

فأي شاطئ هذا الذي أنت عليه.. وما يعني انتظارك غير ذوبان تجهله آفاق روحك القلقة.. ولا تملك حتى دمعتين للبكاء..

واقرأ أيضاً:
نيسان / فاقد الأمان / غزالي / زمان العجب / أحلام أب مسافر / جندي مارينز أميركي يتغنى بقتل عائلة عراقية / أحزان بابل / حالة موت / أقلام فاسدة / كوني إذا متفائلة / تحية صباحية/ تباركت أسراره / وردة المساء / انطفاء / أولمرت يقبل عباس / سادة الظلام / حكايتنا لها معنى / مرحباً بالضيف / عصفور على الشباك / أقول لأهل مصر لا تحزنوا مشاركة /  أنا وجمال وجنون السكري

31/10/2007 



الكاتب: وليد حمدوني
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/03/2008