إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   hayat 
السن:  
27
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   Sweden 
عنوان المشكلة: لأنني بنت : فقدت طعم الحياة متابعة2 
تصنيف المشكلة: نفسعائلي تربوي: الانحياز للذكر Sex Discrimination 
تاريخ النشر: 01/08/2004 
 
تفاصيل المشكلة


لأنني بنت : فقدت طعم الحياة متابعة ومشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمناسبة
مشكلتي القديمة!، أحب أن أذكر سبب تعلقي بمجانين ... عندما انغلقت أمامي كل الأبواب كتبت مشكلتي إلى صفحة مشاكل وحلول وتأخر الرد فقلت في نفسي لمَ لا أكتب إلى مجانين  بما أن المستشارين نفسهم ولاحظت أن الردود تأتي أسرع من مجانين فكتبت إلى مجانين وقد كنت في وقتها في صدد أخذ أحد القرارين إما الزواج دون موافقة الأهل أو الانفصال...

وبعد طول انتظار حيث يمر اليوم كأنه سنة.. جاء الرد على
مشاكل وحلول من د. عمرو أبو خليل ونزل بي كالصاعقة وبكيت الليل...... وفي الصباح قررت أن أقرأ الرد مرة أخرى دون انفعال ودخلت مجانين أولا لكي أهدأ قليلا ولكي أقرأ عن مشاكل غيري وأقول الحمد لله لأن مشكلتي أسهل..

دخلت
الموقع وإذا بي أقرأ ردا علي مشكلتي من ابن عبد الله وكلامه كان كالبلسم علي جرحي وقرأت الردين عدة مرات ورأيت أن المضمون واحد ولكن الأسلوب مختلف...


وبفضل نصائحكم قررت الانفصال لأنني كنت أحبه فعلا ولكنه غير صالح كزوج أو أب .. وقررت نسيانه.. ومسحت رقم تليفونه وعنوان بريده وكل شئ متعلق به، من أجل أن أكونَ أقوى، وحتى وإن ضعفت وأردت مكالمته لا أستطيع... ولكن الذي يؤلمني هو موقف أهلي

طلبت منهم أن يقابلوه فقط فرفضوا طلبت منهم أن نعمل خطوبة لكي يتعرفوا عليه والزواج بعد اقتناعهم به فرفضوا.. قال أخي : إنه غير ملتزم دينيا ولا يليق بك أنت تستحقين أحسن منه، ..........ولكن أخي نفسه غير ملتزم دينيا !!!!!! .......... قل لي بالله عليك كيف يفكر الرجال؟ ألا يراني أبكي دما بدل الدموع ...... وأقول له أنا التي سوف أعيش معه وأنا مقتنعة به ولا أريد غيره, قابله فقط ويرفض...

نعم عقلي يرفضه وقلبي متعلق به وأريد نسيانه بكل ما بي من قوة.. وسبب كتابتي لتلك الجملة (وإسقاط الحكم على المحبين بسبب عدم فهمهم لهذه الآلة التي تسمى كمبيوتر والانترنت...،) هي أن أمي قالت لي أن الأمر كان يختلف كثيرا لو كان الشخص الذي تحبينه هو زميلك في الكلية حيث تشاهدان بعض وتتكلمان وجها لوجه وتعرفان أخلاق بعض من المواقف المختلفة، أما الكلام على النت فكله كذب وغش وخداع، أي أنها لا تعترف بمعرفتي به لأنه عن طريق النت..

وهذا هو تفكير معظم الناس ولا أنكر وجود هذه الأشياء على النت....، ولكن يوجد أيضا أشخاص صادقون مع أنفسهم قبل غيرهم..

لماذا ينزل الحكم بشكل تعسفي علي الجميع؟؟؟،

 نعم إن ظاهر الأمر اختلاف المذاهب وعدم الالتزام الديني، ولكن الباطن يقول هذا جاء من إنترنت إذن هذا مرفوض !

بعد هذه القصة اهتزت ثقتي في رجال اليوم ولكني عدت وفكرت في وجود
د.أحمد عبد الله و د. وائل أبو هندي  واستعدت التوازن من جديد.

الحق يقال إنني لا أشاهد من حولي رجلا يستحق احترامي..وهنا أريد أن أقول شيئا إلى نصير النساء
ابن عبد الله صحيح أن معظم النساء تعيشن في ظلم ولكنني أشفق على الرجال من ضياع الهوية الذي يعيشون به, طبعا ليس كل الرجال.

وبما أن الموضوع قد دخل إلى ظلم الأهل على الإناث أردت أن أذكر أنني وصلت بي الحال إلى قرار إجراء عملية لتغيير جنسي ..... هذه كانت في المراهقة....، وبعد ذالك عرفت النعمة التي أنا بها لكوني أنثى.. وهي الحمل : أن يتكون إنسان في بطنك إحساس جميل لا يعيشه الرجل, بالطبع لا تعيشه جميع الإناث أيضا ولا أدري إن كنت سوف أعيش ذالك الإحساس أم لا.. ولكن الاحتمال قائم بالنسبة لي ومنعدم بالنسبة للرجال....أرجو أن لا تفهموني غلط أنا لا أكره الرجال ولكني فخورة بأنوثتي

وأما عن الصداقة ولماذا لا يوجد عندي أصدقاء مقربين هو لأنه ممنوع لبنت أن تخرج خارج سور البيت مع صديقة وقبل شهرين عملت انقلابا رهيبا لأنني خرجت مع صديقة كانت في زيارة إلى أهلها إذ هي تعيش في بلد يبعد 500 كم وأرادت هي أن تستشيرني في شئ خاص ولكي نتحادث دون مراقبة اصطحبتها إلى خارج أسوار البيت وإذا بخالي يلحق بي بسيارته لكي يسألني أين أنت ذاهبة قلت له إلى الدكان الفلاني أي لشراء حاجات.. لأنه مسموح أما التنزه فممنوع.. واصطحبت الصديقة إلى الكافيتريا وجلسنا هناك أربع ساعات، ولكن السؤال هو أيكفي انقلاب واحد كل سنة??

نسيت أن أخبركم بأنني اشتريت سيارة موديل 88 لكي أمارس حريتي بعيدا عن أهلي، لا تخف لا أقصد ولا أنوي مخالفة الدين ولكن أنوي تغيير وضعي فقط في الأسرة، لست الفتاة التي تخضع إلى جميع أوامرهم وأول تغير حدث البارحة قالوا أن شخصا يريد التقدم إليك قلت اصرفه وقولوا له ما تشاؤون.. لأنني في الماضي كنت دائما أبرر رفضي والآن لا أبرره أقول لا .... دون مناقشة... لا أنوي البقاء هكذا طول العمر ولكن نفسيتي غير مستعدة للارتباط بأي شخص الآن

وأنا أعتبركم أصدقاء جميعكم دون استثناء... أنتم تخاطبون فكري وقلبي وديني وجدت هذا كله عندكم ولا يوجد عند غيركم..

أشكرك كثيرا أسامة على
مشاركتك.. نعم الصبر مفتاح الفرج وليس أمامي سواها وأما بخصوص تقربي إلى أمي أرجو أن تعذرني في هذه النقطة لأنني كلما تقربت إليها آخذ ألما منها تفزعني وتقول لي أنا عندي ولد واحد مفضل.. ولماذا أتقرب إلى إنسانة تتمنى موتي على أن أفعل شيئا يغضبها لماذا أتقرب إليها وهي لا تكف ظلمها لي.. لأنها أمي واجبي هو برها فقط.. ولا تقل لن تبيعك بل باعت عدة مرات

 28/7/2004
 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وأشكرك على متابعتك الدائبة وإفادتك المنيرة المستنيرة، وعلى ثقتك وإطرائك ودعواتك الكريمة لنا، الحمد لله، الحمد لله الذي أنعم على مجانين بأمثالك من النابهات الصادقات المخلصات.

إفادتك هذه رائعةٌ من عدة أوجه، أهمها أنها تفتح أبوابا عديدةً للنقاش مع صاحبة خبرةٍ هيَ من النوع النادر بينما الخبرة شائعةٌ متكررة، لكنها تحتاج إلى نادرةٍ مثلك لكي تحكيها لنا بمثل هذا السمو الفكري الذي يفرضُ احترامه، وهذا الشجن الثقافي الإنساني الذي يهز خبراتنا المعرفية.

كل هذا في إفادتي ؟ نعم يا أختي كله وربما أكثر، وليت
ابن عبد الله كان الآن معي ونحن نشترك في قراءة سطورك الذهبية تلك، التي كنت سأسمعه إذا قرأها يقول : الله يا وائل .... مجانين دا بيجيب سلاسل دهب مش مشاكل، ربنا يجزيك خير إن شاء الله"، وكنت سأطلب منه أن يجيب الآن، فيقول لي : لا هذا ردٌ لا يردُّ على استعجال فهذه البنت رائعة، ولا يصح أن نظلم سطورها، وبما أن نصير النساء ابن عبد الله، يتجول الآن في شوارع البرازيل حاملاً هموم أمته ومن بينها هموم مجانين ، ويفكرُ فيما يدور في حلقات نقاش المؤتمر الذي يحضره هناك عن الاستشارات والإرشاد عبر الإنترنت، بينما هو هناك نسأل الله له التوفيق والسلامة والغنيمة المعرفية المباركة، أجدني مضطرا وحدي للتعليق على سلاسل الذهب التي أرسلتها لنا.


غير أنني سأترك لأخي الدكتور عمرو أبو خليل بدايةً، أن يقول رأيه في شكواك من قسوة رده عليك في مشاكل وحلول للشباب ، وأحسبه سيقول نفس ما قاله في : كيف يتميز الطبيب النفسي، وفي تعليقه على المشاركة 3في نفس المشكلة، التي لا داعي للرجوع إليها لأن الفرق بين المشكلتين كبير جدا بكل تأكيد (وإن كنت لا أعرف أي مشكلة كانت مشكلتك على مشاكل وحلول)، ولكنني أعرف رأي أخي عمرو أبو خليل، ورده عندما يتهمه أحدهم بالقسوة في الرد وهو ما أردت إحالتك إليه.

وأعود إلى نقاط الروعة في إفادتك لأعبرَ أولاً عن الاندهاش للطريقة التي تخلصت بها من الرغبة القديمة التي راودتك في الطفولة والمراهقة لأن تتحولي إلى ولد، فقد قلت لنا ببساطة وتلقائية ما قالته واحدة من كبار علماء النفس دفاعا عن اتهام فرويد للأنثى بأن ما يحركها في حياتها هو العقدة التي سماها حسد القضيب Penis Envy، فقد قالت كلاما هو نفس ما قلته أنت وإن كانت كلماتك والله أعذب، نسأل الله أن ينعم عليك بمتعة الحمل والأمومة ويبارك لك في حملك وولادتك ويخفف عنك أتعابهما.

و وأصل للتعليق على قولك : (وبفضل نصائحكم قررت الانفصال لأنني كنت أحبه فعلا ولكنه غير صالح كزوج أو أب)، الفضل لله كله يا أختي، وأنت وصلت بالفعل بنفسك إلى نفس ما وصل إليه أهلك، وإن اختلف الأسلوب، وكأنني أستعيد ما تقولينه أنت في متابعتك هذه تعليقا على ما حدث معك وتعلقت بسببه
بمجانين ...: (ورأيت أن المضمون واحد ولكن الأسلوب مختلف...)، هل أستطيع أن أدافع عن موقف أهلك رغم رفضك الشديد له!

تقولين أيضًا : (نعم إن ظاهر الأمر اختلاف المذاهب وعدم الالتزام الديني، ولكن الباطن يقول هذا جاء من إنترنت إذن هذا مرفوض !)، ليس الأمرُ كذلك وليته كذلك، إنما المسألة كانت بحثا من أهلك عن كل سببٍ يمكنهم من رفع الحجة على ابنتهم العاشقة، والتي يعرفون أنها قوية الحجة والمنطق ولكنها الآن تحب !، كل سببٍ وأي سببٍ إذن كان مرشحا ليستخدموه في إعاقة تلك الزيجة، سواء كان اختلاف المذهب أو كان عدم الالتزام أو أن التعارف تم في ظروف تستدعي كثيرا من الشك، وتسمح بكثير من الكذب، أنا معك أن هناك من يصدقون على الإنترنت وقد يكونُ من أحببته واحدا من هؤلاء وهم قلة قليلة بلا جدال، إلا أنك في النهاية وبعيدًا عن كل ذلك قيمت الموقف من قبل نفسك ورأيت أنه لا يصلحُ زوجا ولا أبا، وبالتالي فقد كان الزواج منه إذا تم سيصبح غلطة العمر،

إذن فالحمد لله أن لم يتركك أهلك تقترفينها في حق نفسك بكل سلاسة ورضا، ولا تجدين حاجة لاستشارة
مشاكل وحلول ولا بمجانين ! نعم لم يكن أسلوب أحد منهم كأسلوب ابن عبد الله الملهم، وهم جرحوك وأبكوك ولم يبدوا التعاطف اللازم معك في الأزمة، لكنهم جميعا قصدوا صلاح حالك أيتها الأخت العزيزة.

إلا أن أخيك ظهرت ازدواجيته وتركت في نفسك جرحا، ووالدتك أكرمها الله لم تواسيك في ضعفك، ولا ساندتك في حزنك، بل راحت تنكأ الجروح، وتضيف لها جروحا أخر، وأنا لا أستطيع غفران قسوتها عليك رغم تأكدي من أن منشأها هو الخوف عليك، وهو ما جعلني أطمع أن تتمكني من الغفران، وما جعلني أضم صوتي إلى صوت أسامة في
مشاركته، ودفعني أمرٌ آخر أعظم أتدرين ما هو؟ إنه حديثٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن حبّان والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم رجل . فقال : إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة ؟؟ فقال عليه الصلاة والسلام : هل لك من أم ؟ قال : لا . قال : هل لك من خالة ؟ قال : نعم . قال : فبرّها." صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما قضية تفاهة كثيرين من الرجال، والتي أثرتها بقولك :(الحق يقال إنني لا أشاهد من حولي رجلا يستحق احترامي..) فلا أخفيك أنني سمعت كلاما يماثل ما تقولين من أخواتٍ لنا في الخليج، وإن كان ذلك يمثل ظاهرةً بسبب ظروف اجتماعية معينة في دول الخليج في السنوات العشرين الأخيرة وربما من قبل ذلك، تلك الظروف الاجتماعية جعلت الذكور غالبا ما يتركونَ الدراسة ويسعون للعمل بمؤهلات متوسطة وسبل الحياة والحركة مفتوحة أمامهم والمال وفير وهم يستطيعون السفر للسياحة، بينما الإناث لا حيلة لهن إلا مواصلة الدراسة حتى الحصول على أعلى الدرجات العلمية، ولا سماح لهن بغير ذلك، وبالتالي أصبحنا نجد ظاهرة العنوسة تستفحل ببساطة لأن المستوى الثقافي والعلمي للإناث الجاهزات للزواج تجاوز مستوى الذكور الطالبين للزواج.

إلا أنني أرى الأمر قد يختلف في حالتك، وأظن أن عدم استكمال إخوانك تعليمهم له أسباب أخرى، ولست والله ناسيا ما كان من إخوانك الذكور ومن منعك عدة مرات من الدراسة، لكنني أراك في النهاية أصبحت مصدر فخر الأسرة كلها حتى وإن كتموا عنك ذلك، وحتى وإن عبرت والدتك عن تمنيها أن يكونَ أحد أولادها الذكور هو من حصل على مثل مرتبتك، فهناك مشكلة في أذهان الأجيال السابقة والتي تصر على اعتبار تميز الأنثى تميزا يحظى به زوجها وأهله، وليس أهلها هي، على عكس الذكر، ورغم أن الواقع يثبت غير ذلك إلا أن تحجر العقول ما يزال هو السائد مع الأسف، وأنت مدعاة فخرهم لا جدال.

أستشعر بعد ذلك ثورةً كبيرةً داخلك ورغبةً في توكيد ذاتك وفرض إرادتك، وأتفق معك أنا في أنك يجب ألا تكوني
(الفتاة التي تخضع إلى جميع أوامرهم)، ولكنني هنا أذكرك بضرورة ألا تنسي في غمرة انفعالك أنك تتحملين مسئولية كبيرة أنت التي اخترتها وأنا أثق أنك كفءٌ لذلك، وأريدك فقط أن تدركي أن أهلك يرون قدرك كبيرا، وقد يكون هذا مستفزا لهم، لكنني لا أحسبه يمكن أن يصل إلى حد الكره، فقط أريدك أن تذكري نفسك بهذا دائما، وأن تتعلمي الصفح والغفران يا صديقتي.

مبروك سيارتك التي يبدو أنك ستتعلمين القيادة عليها، وأذكرك بأن استقلاليتك تعني مسئولية أكبر وليست فقط حرية أكبر، ولا أستطيع مطالبتك بأن تواجهي الأسرة بحقك في التنزه، وليكن ذهابك للحوانيت للشراء(وهو المسموح به) مصاحبا دائما للتنزه أو مقابلة صاحباتك، لكي تتجنبي الكذب ما استطعت إلى تجنبه سبيلا، وحكمي العقل دائما فأنا أراك صائبةً تماما في استخدامه!، وأتمنى متابعة ومشاركات فلا تبخلي على
مجانين ، ودمت سالمة لمجيبك.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي