إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   amal 
السن:  
26
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   usa 
عنوان المشكلة: من ملفات المهجر : الفتاة المتعلمة فتنة:مشاركة2 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الغربة Emigration Problems 
تاريخ النشر: 29/09/2004 
 
تفاصيل المشكلة


من ملفات المهجر: الفتاة المتعلمة فتنة:مشاركة

السلام الله عليكم ورحمته وبركاته؛
أذكر أن مدرسة اللغة العربية في مرحلة المتوسطة كانت تقول أن الكتابة هبة من الله يهبها لمن يشاء من عباده. وأنا أقف عاجزة أمام بلاغة وفصاحة كل من الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي والدكتور أحمد عبد الله، وأقول في نفسي هم دكاترة وكتاب يا بنت!! مما حدا بي أن أذهب إلى المسجد لدراسة اللغة من جديد وأنت أعلم بحالة مساجدنا هنا يا رحاب فلم أستفد شيئا فاكتفيت بقراءة الكتب عسى أكون مثلكم يوما.

ولما قرأت
رسالتك يا أخت رحاب قلت ما شاء الله كمان رحاب. زادكم الله جميعا من فضله. وأشكر شكرا جزيلا الدكتور الفاضل أحمد عبد الله وكذلك أختي الفاضلة رحاب على ما تفضلتم به.

أردت أن أبين رأيي بما يسمى "تمكين المرأة" أو الحرية المرأة ومساواتها مع الرجل بالصيغة التي يروجها الغرب وبصفتي أعيش هنا أرى أن مفاسدها أعظم وأكبر من منافعها. ثم أذكر لكم ما حصل معي في موضوعي.

إنني مع العدل الذي كفله الله لي لا مع المساواة، إنني أكره حال المرأة في المجتمع الذي عايشته والمجتمع الذي أنا منه، وأحسب أن جميع المجتمعات العربية والمسلمة في نفس البوتقة.

أكره الظلم الذي يقع على المرأة باسم الدين، أكره سلب المرأة حريتها في حقوقها كذلك وإنسانيتها باسم الدين، وأنا وأنت و
الدكتور أحمد وجميع من في هذا الموقع نعلم أن الدين برئ من هذا، وأعتقد أن دكتور أحمد تعب من كثرة ما يكرر هذا الكلام.

وكذلك أكره كرها شديدا ضعف المرأة عندنا ولعبها بامتياز دور الضحية إلا من رحمهن ربي، أكره هذا الدور لأنني لعبت فيه بجدارة وسبق أن وعدت دكتور أحمد أن لا ألعب هذا الدور وبالفعل لم أعد أجيده ولهذا قلت في المرة السابقة (نفسي جديدة) هذا لا يعني أبدا أنني لبست ثوب المرأة الأمريكية ونظرتها للحرية لا أبدا، فقط حاولت أن أفهم ما أعطاني ربي وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ووجدته يكفيني وزيادة.

أردت أن أقتدي بصحابيات رضوان الله عليهم جميعا حيث لم يمنعهن دينهن ولا حيائهن أن يقفن أمام سيد الخلق بكل أدب واحترام يسألن ويطلبن ويخاطبن لأنهن بكل بساطة عرفن أن هذا حقهن كفله الله لهن في كتابه الذي يتلى إلى يوم القيامة.

أردت أن أطلب ما طلبن بكل أدب واحترام ومازلت في البداية وكما يقال مسافة ألف ميل تبدأ بخطوة وأنا بدأت هذه الخطوة. وهذا لا يعني أن أكون ندا لرجل فأنا البنت والأخت والخالة والعمة والجدة والزوجة والأم إنشاء الله فرجل يشاركني وأشاركه في جميع مجالات الحياة ولن أستغني عنه، وأنا أكتب هذه الكلمات خطرت ببالي الآية الكريمة (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) على مشاركة كل من الرجل وامرأة للأخر. وإن كنا نتساوى أمام الله في الواجبات والعقاب والثواب.

عزيزتي رحاب قلت أن قلبك مع رجالنا في الغرب وأنا قلبي معهم وضدهم بل ويرفعوا ضغطي في آن واحد لأن معظمهم هم سبب ما نحن فيه حين يتنازلون بمحط إرادتهم عن قوامتهم لأسرهم ثم يقولون أه هذه المرأة أصبحت مثل أمريكيات.

أعطيك مثالا "نظام ويلفير" الذي تقدمه الحكومة كإعانة من يستفيد أكثر من هذا النظام Single Mother أليس كذلك؟ وحين يتم سؤال هذه المرأة هل أنت متزوجة؟ تكون الإجابة لا. أين زوجك؟ لا أدري. حين رضي أن يعيش في خوف دائم أن تراه الحكومة في بيت ليس بيته إنما لي single mother وحين يسأل أطفاله في المدرسة هل يعيش أبوكم معكم في المنزل يقولون لا!!.

في الدائرة التي أعيش فيها يوجد حسب ما أسمع أكثر من 25 ألف نسمة من جنسيتي فقط دون جنسيات أخرى معظمهم يعيشون من هذا النظام دون وجه حق وأعرف, ورأيت بأم عيني نساء طلقن لأنهن طلبن من أزواجهن القوامة الحقيقية التي أعطاها الله للرجال سواء لهن أو لأطفالهن وكانت جزائهن الطلاق وأصبحن بالفعلsingle mother. ويا ريت لو أنهم يفعلون شيئا مفيدا. ومرور الوقت أرى أنهم يفقدون قوامتهم على زوجاتهم وأطفالهم وأرى خوفهم من رقم 911 يزداد يوما بعد يوم ولمن لا يعرف 911 هو رقم الشرطة.

أرأيت عزيزتي التخبط الذي يعيشه رجالنا في الغرب يطلبون شيء ويفعلون عكسه،،،،،،،،،،،،، أما الرجل الذي تقدم لطلبي فطلبت مقابلته بحضور صديقتي وزوجها وذلك بعد قراءتي لرد دكتور
أحمد عبد الله على رسالتي وكذلك قراءة رسالتك يا رحاب "أسرة أم جلسة... نذوب في الغرب ونشتمه: مشاركة" لأراه ولنتحاور حول الموضوع من كافة جوانبه.

خلاصة الحوار أنه لا يريد زوجته أن تدرس في الجامعات المختلطة وأنها فتنة، وبمناسبة فتنة إليكم هذا الموقف: كنت في المسجد وكنت واقفة ثم دخلت امرأة كبيرة في السن أرادت أن تمر أمام سيدتين تصليان، فأمسكت يد المرأة الكبيرة ووجهتها إلى جهة الأخرى حتى لا تقطع صلاتهما، ثم جلست وأتت إليَّ أخت وقالت لي ألا تدرين أن بفعلك هذا تسببين فتنة!! إذا حضرت إلى المسجد إمسكي حالك فقط وما عليك من الباقين. ومن هنا عرفت أن على كثيرين معرفة معنى كلمة الفتنة أولا.

رأيت هذا رجلا يكلمني باسم الدين لأنه "صاحب الدين" وكيف أن المرأة يجب أن تمكث في بيتها، وأن العلم الواجب عليها دراسته هو علوم الدين بما يكفيها على حد قوله، وما دون ذلك من العلوم فروض كفاية إن أدتها غيري من المسلمات سقطت عني، وأن هذا رأيه وأسلوب حياته، ولم تنفع محاولتي للتحاور معه حول أفكاره، وبينت له أن مدة دراستي سنة ونصف حيث آخذ عشرين ساعة دراسية في الأسبوع الآن، بالتالي قصرت المدة من ثلاث سنوات إلى سنة ونصف، ولن تؤثر عليه أو على بيتي، وفي حالة تأثر أي منهما يكون زوجي وبيتي أولا، ولكن لم ينفع معه هذا وكان آخر سؤال لي لماذا تقدم لي وهو عارف أنني مازلت طالبة بما أن هذا هو رأيه؟ وكانت إجابته أنه ظن أن التعليم ليس بذي أهمية بالنسبة لي!!!! ظن!!!!!!.

وبالفعل يا رحاب كما قلت نأَّيت نفسي وأولاد المستقبل من هذا المنزلق ولم أخسر شيئا بل استفدت، وليست كما تقول صديقتي "أنك فَوَّتِّ الزواج من رجل صالح" ألم تسمعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"  بلى سمعت ومن أكبر استفادة استفدتها من هذا الموضوع أنني فهمت هذا الحديث صح. وأن ليس كل من يطلق على نفسه أنه "صاحب الدين" ينفع أن يكون زوجا بغض النظر عن دراستي.

وبالمناسبة يا
دكتور أحمد ملف "صاحب الدين" من الملفات المهمة جدا في بلاد المهجر. هل تسمح لي يا دكتور أحمد أن أتعاون معكم في بحث ملفات المسلمين وأحوالهم في بلاد المهجر؟؟ وكيف؟

أخت رحاب لم أفهم مقولتك "لو كنت يا أمل قد أنهيت تعليمك الآن ما كان هذا سببا لرفض الرجل المتقدم لخطبتك بالرغم أن هذا يعني أنك تكونين قد مررت فعلا بالفتنة التي يخشون عليك منها....بما يدحض ظني أن إتقاء شر الفتنة قشرة خارجية تخفي تحتها مشكلة كامنة" أعدت مرارا قرأتها ولكني لم أفهمها.
وختاما أكرر شكري لكم وبارك الله فيكم.

8/9/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


في كل كتب الأحاديث النبوية تقريبا هناك باب مستقل عن أحاديث الفتن والملاحم وحديثك عن الفتنة أعادني لحديث "بادروا إلى الأعمال الصالحة، فإنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يُمسي الرجل مؤمناً ويُصبح كافراً، ويُصبح مؤمناً ويُمسي كافراً، يبيع دِينه بِعَرَضٍ من الدنيا قليل" (رواه مسلم وأحمد)، ولو أن أحدا من القراء الكرام يتتبع لفظة الفتن والفتنة في القرآن الكريم لكان هذا بحثا نافعا، والله أعلم.

الفتن المعاصرة تأتي من مصادر متنوعة قد تتضافر لتنتج في النهاية نوعا من العقدة أو الفخ الذي يقع فيه الناس ويعانون، فالجهل بالدين والقصور عن الإحاطة بهديه مقدمة من مقدمات الفتنة، وابتعاد حياتنا في شكلها وأدواتها ومفرداتها عن أصل الحياة الطبيعة مقدمة من مقدمات الفتنة، وغياب الاجتهاد المتعمق في شئون الدنيا والدين مقدمة من مقدمات الفتنة..... وهكذا.

كنت في بيروت منذ أيام، والسفر يطلق العنان للأفكار والتأملات فتثور في رأسي، وتتقافز حولي
!!!!
تفكرت في الانترنت مثلا، وقلت لنفسي أن هذه الحرية الفردية التي يتيحها بلا رقيب أو حسيب أو ضابط اجتماعي ولا نفسي غير الضمير الفردي المتآكل المهتز أمام إغراء صور وتواصل افتراضي لم نفهم بعد حدود وآفاق ما يفعله في النفوس والمجتمعات
!!!!

هذه الشبكة وتلك الحرية أو هذا النوع المحدد من الحرية لا يمت لثقافتنا أو حضارتنا بأي صلة في الأساس، وما يحدث لنا ليل نهار من تقلبات وانقلابات و"فتن" إليكترونية، أو بأسباب إليكترونية، هي مثال للأوضاع التي تحتاج إلي فهم مستوعب ومحيط قبل إصدار الأحكام بالتحريم أو الإباحة، والملفات كثيرة علي هذا النحو.

وأنت تتحدثين عن "تمكين المرأة" ذلك المصطلح الذي صار يثيرني أو يستفزني إلي حد كبير لأنه عبوة خداع ملغومة ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب، والمشهد الحالي يحمل في طياته احتمالات كثيرة، ومخاطر متنوعة أكثر مما يحمل من فرص نهضة حقيقية للمرأة أو المجتمع، والمسلمات المقهورات "سابقا" قد يجدن في هذه الحملة أو "الصرعة" شعارا جيدا لاستعادة بعض حقوقهن المسلوبة، ولكن على حساب تأجيل إصلاح مجتمعاتنا، في الداخل أو أحوالنا في الخارج،

ولا يبتعد الرجال عن نفس المأزق كثيرا فإذا كانت القوانين والظروف تضع المرأة أو تتيح الظروف أمامها لتأخذ ما ليس لها بحق ولا دور ولا مكانة، وتتيح أمامها تحدي الرجل ليس فقط بانتقاص سلطاته التاريخية، والعودة إلى وضع العدل والتكامل، مع الرجل زوجا في الأسرة أو أخا مواليا خارجها، وإنما المتاح أن تتجاوز الأمور هذا إلى الندية والتنافس، وهذا وإن كان هو الأصلُ في المجال العام، فهو ينسف الأسرة في مجالها المخصوص، وقولي لي بربك بماذا نواجه نحن هذه الأوضاع عندكم في المهجر، أو حتى هنا في أوطاننا
؟!!!

أعطتني إحدى زميلاتي رسالة وصلت إلى موقع إسلام أون لاين.نت تحشد الآثار التي تتحدث عن حق الزوج على زوجته، وتتصدر الرسالة ملاحظة أنه ما أفسد أحوالنا غير غياب هذه المفاهيم والمعايير "الإسلامية" عن علاقة النساء بالرجال، ونحن لا نتعامل مع الأمر برمته بالاهتمام الكافي: المرأة منشغلة بعملها أو دراستها، والرجل منشغل بكسب الرزق أو ملاحقة النساء أو غير ذ لك، ولا نتحاور في أية دائرة عن مشاعرنا وآرائنا أو تصوراتنا عن الأسرة وإدارتها، وعن تلك "الفتن" التي نعيشها نكتفي بالكذب المتبادل، والمجاملات اللامعة العابرة، والحياة تسير، أو هكذا نعتقد.

حين قرأت تلك الرسالة الواردة إلى إسلام أون لاين، هزتني بعنف لأنني شعرت بالمأزق الذي أعيشه حاليا، فأنا مضغوط ومطالب بأجندة طويلة من الإنجازات، والوقت محدود، والله سبحانه قد وضعني في مسارات وخبرات، وعلمني ما لم أكن أعلم حتى أصبحت أعرف الكثير، وأعرف أيضا أنني أجهل أشياء تحتاج مني إلى مزيد وقت وجهد، وأفتقر إلى فضل الله لأتعلم أكثر، وليكون لدي من الوقت ما أستطيع معه الكتابة والتوضيح وإثارة النقاشات، وطرح الأسئلة، التي أراها صحيحة، والمساهمة في تعديل الوضع القائم.
أهلا بمشاركتك في ملف المهجر، وأدعو الله أن يرزقني، ويرزق عملنا كله جيوشا من الأعوان على الخير في زمن "الفتن"....عافانا الله وإياكم.

*ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك وإطرائك ومشاركتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي وحبيبي الدكتور أحمد عبد الله، غير الإشارة إلى استغرابي الشديد من نظام الحاضنة الوحيدة Single Mother الذي عرفتنا به، وذكرني بما يحدث في مصر من عدم تسجيل الزواج في زيجات عديدةٍ لتستمر الزوجة في تقاضي معاش والدها أو والدتها المتوفاة من هيئة التأمينات، فكلها مظاهر اعوجاج الضمير في رجالنا ونسائنا عافانا الله جميعا، وأقول لك مبشرا خطيبٌ ذهب: لعل القادم مِن ذهب!،

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين نقطة كوم،
فتابعينا وشاركينا دائما.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله