إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مؤمنة 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: وصمة المطلقة وصعوبة الاختيار 
تصنيف المشكلة: نفسي عائلي: زواج ثاني Second Marriage 
تاريخ النشر: 01/01/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


ماذا أفعل في هذه الحيرة القاتلة..؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري, متدينة, وهذا بفضل الله تعالى, ودراستي (معهد تجاري) وعلى قدر كبير من الجمال كما يراني من حولي, والحمد لله فهذه نعم من الله تعالى وليس لي أي فضل في ذلك, ولكني مطلقة, تزوجت وأنا في التاسعة عشرة من عمري وكانت فترة زواجي فقط 20 يوما وذهبت تلك الفترة مع زوجي إلى ألمانيا ولكنه كان غير متدين وطلب مني هناك أشياء لا تناسب أخلاقي وديني وصار الطلاق.

المهم أن كل من يراني يعجب بي ويريد أن يخطبني ولا يتوقع موافقتي وعندما أقول أني مطلقة لا أعرف ماذا يحدث لهم كأني أقول لهم أنني مجرمة أذنبت ذنبا كبيرا, الحمد لله على كل حال, وكل من أريده وارغب به زوجا لا يرغب بي لهذا السبب, طبعا أنا لا أصرح أو المح لأن كرامتي تأبى علي ذلك, ولكن كل من لا يقنعني يرغب بي مثل ابن عمي الذي يحبني جدا وهو يكبرني بسنتين وخطبني أكثر من مرة وأهلي وأقاربي يتمنون موافقتي, إلا أنه غير متدين وهذا لا يعجبني إطلاقا, وهو غير متعلم وتفكيره غير منطقي, لكنه يحبني وهو طيب القلب ومحبوب ووسيم وفي المرة الأخيرة التي تقدم لخطبتي فيها قال لي أبي: يا ابنتي وافقي عليه فهو يحبك ولن يتكبر عليك لأنك مطلقة، وأنا وأمك لن نعيش طويلا وهو أعزب.

وأنني في حالة فقدت فيها الأمل في الزواج وليس أمامي إلا خيارين أن أبقى مقيمة في بيت أحد أخواني في حالة وفاة والدي _أطال الله عمرهما _ أو أن أتزوج ابن عمي فقلت لأبي أني سوف اصلي صلاة الاستخارة وفعلا صليتها أكثر من مرة ولكني محتارة جدا, فمن حولي قالوا لي أنت سوف تجعلينه متدين وتكسبي ثوابه وأخاف أن تكون هذه الفكرة خاطئة ويبقى على حاله وأنا تقتلني فكرة أن يكون زوجي غير صالح لأنه سوف يكون قدوة لي ولأولاده وأن أختي الكبرى تقول لي أن لا أوافق عليه وان أولادها هم أولادي وستجعلهم يعيشون معي وأختي الصغرى تخاف علي من العنوسة وتقول لي وافقي والله سوف يهديه وأنا محتارة جدا لذلك لجأت إلى أهل الخبرة والحكمة ليقدموا لي آراءهم..... وإن وضعه المادي تحت الوسط يعمل براتب عادي وليس لديه منزل....... أفيدوني أفادكم الله.
 
ولكم خالص تحياتي.

19/12/2003 

 
 
التعليق على المشكلة  


أنا آسفة جدا للنظرة التي تنظر بها مجتمعاتنا للمرأة المطلقة، فهذه النظرة ـ مع كل أسفـ دفعت بالكثير من الزوجات للاستمرار في زواج فاشل بأي ثمن ومهما تعرضت الواحدة منهن لويلات مهلكة، مثل تجرُع مرارة الحياة المستحيلة مع زوج غير مناسب، أو الوقوع في الفواحش أو تحمُل المتاعب والأمراض النفسية والبدنية الناتجة عن هذا الزواج.. المهم هو ألا تحصل على وصمة لقب "مطلقة".. على أي حال، احمدي الله أنه نجاك من هذه المهالك مبكرا، وأنك نجوت بنفسك ودينك.. ولكن ضريبة هذه النجاة هي أن فرص الزواج بالنسبة لك أصبحت أقل، فاحمدي الله على كل حال..

لا شك أن الشاب الأعزب سيفضل الزواج من البكر، وربما من يقبل الزواج بك يكون رجلا مطلقا أو أرمل ولديه أولاد.. أنت لديك أربعة اختيارات إذن:
1- الزواج من ابن عمك الأعزب الذي يحبك ولا يناسبك لأنه غير متدين وغير متعلم.
2- الزواج من أرمل أو مطلق لديه أولاد
3- الحياة بدون زواج، وتقبل الوحدة بعد وفاة الوالدين ـ أطال الله عمرهما.
4- انتظار الزوج الأعزب المناسب.. وهذا هو أضعف وأبعد الاحتمالات.

لا تظني أني سأختار لك، فالقرار بيدك أنت وحدك، كل ما سأقوم به هو أني سأتوقف عند كل اختيار قليلا لأوضح تفاصيله أكثر حتى تكوني على وعي بالصعوبات التي ستواجهك مع كل اختيار فتعدين العدة لمواجهة الاختيار الأنسب لك:

الاختيار الأول: الزواج من ابن عمك.. أقول لك: عندما تقررين الارتباط بشخص ما يجب أن تسألي نفسك سؤالا: هل أقبل هذا الشخص كما هو؟؟ هل أنا علي استعداد لمشاركته الحياة كما هو؟؟هل أنا على استعداد للتأقلم على عيوبه وعدم التأفف منها مهما طال زمن إصلاحها؟؟ لا تبني اختيارك على احتمالات قد تحدث في المستقبل أو لا تحدث!!

الرجل لم يخدعك، قال لك أنا فلان ابن فلان، هذه أخلاقي، وهذا علمي، وهذا طولي، وهذا وزني.. لا تقولي سأجعله بعد الزواج أكثر تدينا أو أفضل خلقا أو أغزر علما أو سأجعله أطول أو أقصر أو أسمن أو أنحف!! إذا كان لديك الاستعداد لقبوله كما هو فتزوجيه، أما إن لم يكن لديك الاستعداد لذلك، فإنك ستخوضين معارك ضارية لتغييره بعد الزواج، وإذا خسرت هذه المعارك ستشعرين تجاهه بالتكبر وعدم الرضا، وهذا الشعور سيصل إليه حتما فينقلب حبه لك كراهية وحقدا وبغضا، وعندئذ يصبح عدم الرضا متبادلا بينكما.. وربما تسألين، وكيف أقبله وهو غير متدين وغير متعلم وتفكيره غير منطقي؟ أقول لك:

هذا ابن عمك وأنت أدرى به مني، فأنت لم توضحي في خطابك ما هو معنى(الدين) عندك؟ وما هو (العلم) الذي ينقصه؟ وماذا تقصدين بالتفكير(غير المنطقي هل تقصدين بنقص الدين أنه لا يصلي أم أنه يدخن أم أنه سيء الخلق؟ وهل تقصدين بنقص العلم أنه لا يقرأ ولا يكتب أم أنه حاصل على الشهادة الإعدادية(مع ملاحظة أن الفارق قد لا يكون كبيرا بين الإعدادية والمعهد التجاري ـ مؤهلك ـ لأن ما يتم تدريسه في بلادنا لا يكاد يضيف كثيرا للعقل والخبرة بين المرحلتين)، كذلك، ما الذي تقصديه بالتفكير المنطقي؟ هذه كلها تفاصيل لم تتحدثي عنها وهي هامة في الحقيقة..لكن الأهم منها هو أنك إذا قبلته زوجا لك يجب أن تدركي أنه سيكون هو "رب" أسرتك, وأن له عليك حق الاحترام والطاعة، فلا تتزوجي الرجل لتعذبيه وتنكدي عليه أو تعذبي نفسك وتحمليها ما لا تطيق، وإنما يجب أن تتأكدي من قبولك ورضاك عما هو عليه..

الاختيار الثاني:
الزواج من أرمل أو مطلق ربما لديه أولاد.. وعندئذ يجب أن تدركي أنك ستقومين بتربية أولاده، وهذا الأمر يرجع إليك أيضا، وهل لديك الاستعداد لهذه المسئولية؟ هل ستوافقين أن تقومي بدور الأم بكل حب ورضا؟

الاختيار الثالث: وهو عدم الزواج وعندئذ لابد أن تمتلكي ثلاثة مهارات هامة:

القدرة على أن تنفقي علي نفسك..لأن إخوتك ربما لن ينفقوا عليك، وإذا فعلوا فلن يستمروا طويلا، و إن استمروا فربما يكون هذا مؤلما لك نفسيا..
القدرة على تجاوز الوحدة.. اعلمي يا أختي أن الوحدة هي أن يعيش الإنسان بلا "حب " وبلا "هدف"، وكم من متزوجين يعيشون بلا حب وبلا هدف.. والعكس.. وكم من عزاب تمتلئ حياتهم بالمشاعر والأهداف.. والعكس.. أقصد أن أقول أن تجاوز الوحدة ينشأ من داخل الإنسان وليس من خارجه، فهو القادر على أن يملأ حياته بالعلاقات الاجتماعية الصادقة، والأهداف النبيلة مثل أعمال الخير وغيرها..
القدرة والشجاعة في مواجهة المجتمع الذي يقوم بدور السجان تجاه المرأة المطلقة فيرصد خروجها ودخولها وشهيقها وزفيرها، مما قد يعيق حركتها ونشاطها ويخنقها داخل حجرتها الباردة ما لم تتجاوز هذه العوائق وتنطلق واثقة مما تقوم به، وقادرة على مواجهة الحواجز من حولها.

الاختيار الرابع:
انتظار الزوج الأعزب المناسب أو المطلق أو الأرمل الذي ليس لديه أولاد.. وهذا هو الاحتمال الأضعف ولكنه ما زال واردا، والله بيده كل شيء.. هذه هي الخيارات أمامك ..فكري جيدا.. ما الذي تستطيعين تحمله منها.. ولا تنسي استخارة الله تعالى.. ادعوه ـ سبحانه ـأن يلهمك الصواب والحكمة.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على
صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن الأخت الزميلة المستشارة د. فيروز عمر قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أحيلك إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا حول اختيار شريك الحياة، وحول مشاعر الطلاق ونظرة المجتمع للمطلقة:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط / السن المناسب للزواج / وجهة نظر حول الحب مشاركه / التوافق بين الزوجين : قواعد عامة / على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة / مشاعر الطلاق / لماذا المطلقة منبوذة؟! 

وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.فيروز عمر