إغلاق
 

Bookmark and Share

حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفسي مشاركة 2 ::

الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2008

 

حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفساني مشاركة

الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
حقيقة لقد تحدثنا في هذا الموضوع ولم أروِ إلا القليل إن علاقة المريض بالطبيب النفسي أعتقد أنها تتغير مع مراحل العلاج وتبعا لحالة المريض النفسية ومدى تقبله للأمر فأحيانا أكون في مود جيد أتقبل أي شيء ببساطة وأنظر إليه من منظور معقول وأحيانا لا أستطيع ذلك لقد كتبت هذه المشاركة على منتدى مجانين سابقا وقلت فيها عن أشياء شعرت فيها بالضيق من طبيبي وحتى أكون أمينة وأعطي كل ذي حق حقه فطبيبي الذي أتحدث عنه شخص متدين -خير- غير جشع يسألني دائما قبل كتابة الدواء إن كان هذا الدواء غالي الثمن أم أنني أستطيع شراءه، كذلك يصر إذا كان لديه عينات طبية منه أن يعطيني مع رفضي الشديد لذلك لأنني والحمد لله لست بحاجة لذلك.....  نعود لما يضايقني؛
 
أولا من يعملون عنده سواء السكرتيرة أو السكرتير يتمتعون بقدر عالي من الفظاظة منقطعة النظير لهم وجوه خشبية أمقتها، سأحكى لك أحد المواقف حتى تعرف ما أريد قوله.....
فقد حدثت لي مشكلة وقت علاج الاكتئاب لم أستطع مواجهتها فاسودت الدنيا في وجهي، ونزلت من منزلي ربما في الثامنة وذهبت لطبيبي فوجدت العيادة مغلقة، لم أعرف ماذا أفعل أكاد أفقد عقلي فاتصلت به على هاتفه كان مغلق...... قررت أن أذهب إلى طبيب آخر كنت أعالج عنده فلم يكن باستطاعتي أن أذهب لشخص لا أعرفه لأبدأ القصة من جديد ويسألني مئات الأسئلة التي أعجز عن الإجابة عليها.
 
ركبت تاكسي ليتعطل بي فأشعر بأنني مصدر نحس حتى على صاحب التاكسي وأنزل في مكان لا أعرفه فلا أجد تاكسي لأستقله.....
أشعر بأن كل شيء ضدي في هذا اليوم حتى رفعت رأسي إلى السماء وسألت الله هل لا تريدني في هذه الحياة فقط أعطني إشارة أنك كذلك وسأفعل ما تريد. ثم بعد عناء وصلت للعيادة لأجدها مكتظة فأقول للسكرتير أريد أن أقابل الطبيب فيقول لي أنه مشغول تعالي غدا، فرددت بأنه لا يشعر بما أعاني.... فرد إذن ادخلي له لتطلبي منه أن يراك اليوم.
 
وحين دخلت كان في نهاية جلسة مع مريضة والسكرتير هو الذي طلب مني الدخول في هذا الوقت لست أنا من دخل الغرفة، فوجدته ينظر لي بلامبالاة كأنني مختلة عقليا اقتحمت مكتبة حتى لم يرد علي حين قلت السلام عليكم ووجدته ينظر لسكرتير نظرة أحسبها نارية، ثم أخذ السكرتير يكلمني كأنه يكلم معتوها اهدئي انتظري قليلا،... ثم والغريب وجدته يقول لي كيف تحدثينني قائلة أنني لا أشعر أنا لا أعمل عندك حتى تكلميني هكذا.
 
وجدت نفسي أترك العيادة وكأن هذه هي الإشارة التي أنتظرها من الله..... لم أعرف أين أذهب فوجدت السكرتير يخرج خلفي ليقول لي لا تذهبي، ودخلت فلم أكن أريد أن أنصرف حقا.
لقد انتظرت ساعتين ربما أكثر وأنا أبكي والحمد لله كان هناك برفان ظللت أبكي خلفه وإلا لأصبحت فرجة للناس،.... وحين دخلت بعد كل هذا العناء وجدت طبيبي يتثاءب وينظر في هاتفه المحمول كل دقيقة، فقلت له آسفة عطلتك
فقال لا.... أريد أن أعرف كم الساعة فقط

المهم لا أعرف هناك المزيد أحيانا أشعر أنها مهنة كأي مهنة، ربما ذلك يكون مقبولا مني مثلا كمهندسة أن أتعامل هكذا مع الناس رغم أنني والله لا أفعل يقولون عنا أننا نتعامل مع الطوب والزلط والحديد وعلى الرغم من ذلك لا نعامل الناس بفظاظة رغم أنهم ليسوا مرضى ولن يحدث لهم شيء حتى لو عاملناهم كذلك.

أتعرف يا دكتور وائل كنت في مستشفى للأمراض النفسية حين كنت أقوم بعمل مدونة رسالة من خلف الأسوار، وكنت في الغرفة التي يقوم بها الأطباء بالكشف على المرضى وتعرفت هناك على طبيبة، بصراحة شعرت بالاشمئزاز منها كان هناك مريض مصاب بالفصام وهو يتصور أنه يستطيع تحدث الألمانية والانجليزية والفرنسية.
 
كنت أنظر إليه كمسكين يستحق الشفقة.... أتعرف كانت تضحك بصوت على كلماته ثم تغمزني في ذراعي قائلة بيعرف لغات وبيقول بيمثل كمان.
هل تضحك على معاناة إنسان فقد عقله ما هذه القسوة؟!!

مريض آخر كان يحدث الطبيب بأنه لا يريد الحقن التي يأخذها لأنها تتعبه ويريد الخروج وبدل من أن يقنعه أنه ما زال بحاجه للعلاج قال له بل سأزيدها لك وخروج مفيش خروج، فأخذ يصرخ ويقول له أيه يا عم أنت فاكر نفسك مين، فأشار للتمرجي ليأخذه.
 
لا أعرف أليست هذه قسوة؟!!!
الحمد لله أنني لست طبيبة
أرجو إلا تغضب مما أقول فأنا لا أعمم، ولكن أدعو الله إلا أحتاج إلى أحد وأن يشفى الله كل مريض.
تحياتي
مناضلة

* تعليق الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي؛

أهلا يا مناضلة أشكرك على هذه المشاركة المزعجة.... وللأسف عندك حق في وجود أمثلة كثيرة مما ذكرت أعرف أنها تقع ولكن لا أريدك أن تنسي لا أنت ولا أحد من القراء أنك تتحدثين عن مناخ الخدمات النفسية في مصر وسلوكيات العاملين فيه من الأطباء هيئة التمريض والأخصائيين النفسانيين... وهؤلاء بخلطتهم مصريون.... و"هي دي مصر يا مناضلة... مصر الحالية"....

اسمعي وباختصار: هذا لا يعيب الطب النفسي ولا الطبيب النفساني وإنما يعيب الشعب المصري! الذي ما زال يقول نعم أو نعم نعم!

اقرأ أيضاً:

وصمة المرض النفسي: ليست من عندنا!
عقلاء الشارع أخطر من المجانين
عقلاء الشارع أخطر من المجانين مشاركة
دوامة الهلع: أين حقوق المريض العربي
المريض النفسي: مهضوم الحق؟ أم كلنا؟
المريض الصعب.. هل يمكن أن يصبح سهلا!!
أسر المرضى النفسيين Patient 
حقوق المريض النفسي بين الرعاية والوصاية



الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2008