إغلاق
 

Bookmark and Share

سيد الرجالة مشاركة ::

الكاتب: أ.د مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/04/2007


سيد الرجالة

الأخت العزيزة الفاضلة ناهد إمام؛ تحية طيبة وبعد
أعلن بصراحة عن إعجابي الشديد بجمال أسلوبك وقوة قلمك في الكتابة، أما موضوع سيد الرجالة هذا فشعرت في ردك بأن لديك حساسية من موضوع رغبة بعض الرجال في تعداد الزوجات!!، أحيانا بدافع الملل والرغبة في التغيير "زوغان عين وطفاسة يعني"، وأحيانا للرغبة في الإنجاب وزيادة عدد أفراد القبيلة؛ والشيخ عائض القرني -حفظه الله- له رأي نميس في هذا الموضوع فيقول: "نحن المسلمين قد يتزوج الرجل منا أربعة، وينجب أربعين؛ وكلهم يتسلون بأكل الفسفس (اللب) ولعب البلوط (الكوتشينة)، أما الأمريكان فغالبا ما يتزوج الرجل منهم مرة واحدة وينجب اثنين واحد منهما يطلع; بمكوك الفضاء على القمر، والآخر يصنع صاروخ باتريوت يهبدنا به!!"، فالعبرة يا إخواني الرجال بنوعية المنتج لا بكمه!، أما إذا استطعنا أن نجمع بين الكم والكيف (الكواليتي) في المنتج النهائي فأنا أول من يدعو لتعدد الزوجات!!.

وكان والدي رحمه الله عندما يفتح شخص ما هذا الموضوع أمامه يجيب: يا بني كل النساء مثل بعضهن البعض، وكفاية من الطشت مغرفة" (مع الاعتذار الشديد للسيدات عن تعبير والدي -رحمه الله- فما عندهن هو محتويات الطشت!، المهم يعني امرأة واحدة تكفي).

وللأمانة أجد بعض الزوجات مضيعات لبعض أزواجهن، وبالذات في المجتمع المصري، وبالتحديد عند منتصف العمر، وهي مرحلة شبيهة بمرحلة المراهقة تماما سواء في الرجل أو المرأة، ولكنها قد تتأخر قليلا لدى الرجال، عندما تتراوح أعمارهم بين 45 – 60 عاما، وأنا أنصح الزوجات بأن يحتضن أزواجهن في هذه المرحلة كأنهم أطفالهن -إي والله العظيم- فالزوج في هذه المرحلة يتصابى ويفكر نفسه "حسين فهمي" في عز شبابه!

وفي هذا العمر غالبا ما يتزن الوضع المادي والصحي لدى الرجل، وبصورة يشعر معها أنه قادر على فتح بيوت أخرى وليس بيتا واحدا!!، والمسكين لا يدري ما ينتظره في غضون سنوات قليلة، وبالذات إذا افترى على صحته!!؛ ولذا على الزوجة الانتباه الشديد في تلك المرحلة الحساسة الحرجة، وأول شيء عليها أن تهتم به في حياتها كلها هو زوجها وليس أبناؤها؛ حتى يستطيع هذا الزوج المسكين التمكن من عبور عنق الزجاجة (وعنق الزجاجة هنا هي ليست امتحانات الثانوية العامة لدى الأبناء)، لأن هذا الزوج في غضون أعوام قليلة سيصبح "بركة البيت" بعد أن كان "سبع البيت"، وهذا يا إخواني هو حال الدنيا، وسبحان من يغير ولا يتغير!!؛

فعلى الزوجة الذكية في مرحلة منتصف العمر: إغداق الحنان والعطف والحب والود والتقدير والتدليل على زوجها، مع التطنيش والتغاضي عن هفوات الأزواج قدر استطاعتها، ولا داعي لجلب النكد على جو البيت (رغم أنه من حولها كالماء والهواء)، ولا داعي لأمور الغيرة والخناق من أجل المصروف ودروس الأبناء و....و....و.....

من المهم جدا أيضا أن تشارك الزوجة زوجها في هواياته وميوله ورغباته قدر استطاعتها، فلو غاوي كتابة مثلا تقرأ له ما يكتب أو تساعده في الكتابة على الكومبيوتر، ولو غاوي بيزنس تكون مستعدة للحفلات والسفر والمقابلات والعزومات، ولو المتنيل على عينه غاوي كرة قدم فأمرها لله عليها أن تشجع وتقرأ وتناقش في الكورة، والأمر لله من قبل ومن بعد!!.

والله أنا أشعر أن الزوجات الطيبات الصالحات هن أفضل مخلوقات الله على الإطلاق؛ فهن يحملن كرها ويلدن كرها، ويتحملن أزواجا -أشبه بالأطفال- كرها، وبعد كل هذا فأجرهن على الله الكريم، هن يربين النشء ويتحملن الأزواج والحموات!!، وقد يقاسين في أعمالهن خارج المنزل بالإضافة لأعمال المنزل، كل هذا تقريباً بمقابل -العدم هو أفضل منه- ولكن أجرهن على الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

في النهاية أتوجه بالنصح لإخواني الرجال بالاكتفاء بما لديهم من زوجات، وليتحملوا زوجاتهم على عيوبهن، ويعجبني المثل الخليجي القائل: "اصبر على قردك ليجيك (ليأتيك) من هو أقرد منه"!!.

أيها الزوج العزيز: إن مفتاح قلب المرأة هو أذنها، فلا تنسى أخي الزوج أن تلين "وتزيت" المفتاح والكالون بأعذب وأرق الكلمات في قاموس الرومانسية الجميل الرقيق "ولو بالكذب؛ وهو مرغوب فيه ومحمود في هذا الإطار"، ومن لا يعرف من الأزواج الكلام الرومانسي الحلو أو لا يستطيع أن يقوله فأنصحه لوجه الله تعالى أن يتعلم ويتجمل، فإن فشل فعليه بالتنحي عن طريق الجنس الناعم، وليشق لنفسه طريقا آخر (يلعب طاولة ودومينو على القهوة مثلا)، ويحضرني في هذا الموضع "دون جوان الإمارات"، والذي هو حبيب قلب صديقتنا الطيبة إياها صاحبة الاستشارة الشهيرة: "والله العظيم هو لا يناسبك ولا ينفعك"، والتي خاصمت أختها الكبرى من أجله!؛ رغم علمها بأنه كذاب كبير ومتزوج من ثالثة في السر!!!، فتعلموا واعوووووووا أيها الأزواج.

واقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب.. وفكرة عاقلة لمجانين
أحتاج من يقرأ بشدةٍ.. مشاركة
أحتاج من يقرأ بشدة مشاركة 6  
باب جديد الدين والصحة النفسية
 



الكاتب: أ.د مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/04/2007