إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله الأربعاء23/3/2005: الدستور ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/03/2005

 

احتضنتها يداي........ لم أكن متأكدا بعد أنني في اليقظة لا المنام.... صار كل همي أن أجد مكانا مغلقا لأستطيع فضها فيه.......... ترقرقت في عيوني الدموع مرتين خلال 24 ساعة، أمس وأنا أكتب ردا إضافيا على صاحب رسالة من عرب 48، أرسل إلى إسلام أون لاين، وأرجو أن تظهر الرسالة والرد بظهور سطوري هذه!!!

والمرة الثانية اليوم حين احتضنت يداي تلك العزيزة الغالية نسخة من العدد الأول في الإصدار الثاني لجريدة "الدستور"، حكاية الدستور، وحكايتي معها مليئة بالتفاصيل والشجون والمشاعر أرويها لتعرفوا لماذا ترقرقت في عيني الدموع!!! ولتعرفوا شيئا عن مصر التي تستحق الحب والتقدير رغم كل شيء يدعو لغير ذلك !!"إبراهيم عيسى" دفعتي في الجامعة كان هو في "إعلام وكنت في طب، لم أعرفه في النشاط الطلابي، الذي كنت أنا لامعا فيه، ولكنني عرفت قلمه من صفحات (روزاليوسف) التي كان هو بارزا فيها من "يومه"،

ورغم أنني كنت أختلف كثيرا معه في الرأي، إلا أن مشاعري تجاهه كانت دوما إيجابية، وبمرور الزمن تعارفنا، واتسعت تدريجيا مساحة الاتفاق في الرأي، والمشاعر الإيجابية، وهذا درس في عدم الاستعجال بالقفز لإصدار أحكام على الناس لمقال مكتوب، أو رأي هنا، أو قول هناك.

وإصدار "الدستور" عام 1995 كان حدثا بكل المقاييس، فعلى المستوى الصحفي قلبت المعايير والأشكال، وظلت -حتى توقفت غصة في حلوق الذين يقولون أنه ليس في الإمكان صحفيا أبدع مما هو كائن في الصحافة المصرية، وجيليا كانت شاهدا حيا على أن مصر "ولادة وأن المصريين هم أصل الصحافة والصحف منذ أن جاء الشوام ليصوروا صحفهم على أرض مصر وبمشاركة أهلها، ومن ناحية المضمون كانت "الدستور" اشتباكا حيا من العيار الثقيل مع العديد من أوجاعنا وقضايانا،

ولأن هامش الحرية الكلامية ينفرد ليتسع لبعض الأصوات ثم ينغلق ليخنقها بعد حين فكان طبيعيا وفقا لهذا المنهاج المريض أن تتوقف "الدستور" لا حقا بعد أن ملأت الدنيا، وشغلت الناس، وأصبح الذين كانوا يمتعضون منها، وينتقدونها، ولا يصدقونني، وأنا ألفت النظر إلى أهميتها مع الاحتفاظ بحق الاختلاف، أصبح هؤلاء يترحمون عليها، كما نترحم اليوم على دولة الرئيس رفيق الحريري، وقد كنا نعتبره في حياته "رجل عادي ثم اكتشفنا غير ذلك!!! فهل نحن أبناء ثقافة واكتشاف حقائق وجواهر البشر والأشياء "بعد الرحيل"

- حاولت كتيبة محرري "الدستور" أن تصدر تحت أسماء أخرى، وكان منها، "الجيل" مثلا، وكتبت حينئذ أعيدوا إبراهيم عيسى، وعادل حمودة، وكانا ممنوعين، وسلمت المقال لأصدقاء إبراهيم في "الجيل" فردوه إلى قائلين، لا تحاول، إبراهيم عيسى ممنوع، حتى مجرد ذكره أو الكلام عنه، ولم ينشر المقال، وهكذا ظل بعيدا لرفضه أن يتنازل عن مواقفه، وظلت علاقتي بإبراهيم أتابعه من حين لآخر، وهو يحاول قضائيا استعادة جريدته، وهو يعمل في إعداد البرامج للفضائيات أو الكتابة هنا أو هناك أحيانا، وتنفست الصعداء حين عرفت أنه سيرأس تحرير جريدة يومية هذه المرة -وسألته لماذا لا تعود للدستور أفضل، وقد حصلت على حكم قضائي جديد بعودتها، قال والتحدي في عينيه يلمع:

- الجريدة اليومية شيء آخر، ولست من هواة الهيام بالماضي، وبعد أن أعد فريق العمل من شبان وفتيات أكثرهم وأكثرهن من الجدد، انفجر مشروع الجريدة اليومية فتحولت إلى أسبوعية، وعاد الضوء الأحمر: إبراهيم عيسى...... لا.......... ممنوع!!!

-
وهكذا عاد إبراهيم إلى الدستور بيته ومطرحه، وأصدر العدد الأول في وقت قياسي، وبعد أن تمنى الكثير وأنا منهم أن تصدر أية جريدة وعليها "اسم إبراهيم عيسى رئيسا للتحرير" من أجل سلامة نفسه كصحفي ومدير تحرير لامع تقابله الإحباطات متوالية وهو الذي يتنفس ويأكل ويشرب صحافة.

أعجبني نضج مقاله الأول، وأعجبتني فكرة حديثه الصحفي الذي تخيله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وضع أسئلة، ووضع الإجابات من الأحاديث الصحيحة للنبي، هل هي مصادفة أن يكتب إبراهيم في هذا الاتجاه، ومن قبله "عادل حمودة" يكتب مقالا أسبوعيا في الإيمانيات والروحانيات؟!! ما هي دلالة ذلك وذاك؟!!
أعجبني أيضا مقال الصديق السيناريست الصاعد الواعد "بلال فضل "بلال" صحفي أصلا، وأولا وثانيا وثالثا، هزني مقاله، وأدمعت عيني نهايته.

مرحبا بالدستور في إصدارها الثاني ناضجة أكثر من ذي قبل، متحدية كما المعتاد، فيها الروح الجديدة والأفكار الطازجة، مبروك لمصر والمصريين زهرة تتفتح على ضفاف النيل الخالد، وخطوة على طريق الحرية بإذن الله، مع الاحتفاظ بحق النقد والاختلاف.

واقرأ أيضا
على مجانين :
على باب الله: 7/3/2005 / على باب الله: الثلاثاء 8/3/2005 .. من مدريد / على باب الله: الأربعاء 9 / 3 / 2005 .. من مدريد / على باب الله: الخميس 10/3/2005 .. من مدريد / على باب الله : الجمعة 11/3/2005 .. في طريق العودة  / على باب الله: يا بنت بلدي: - السبت 12/3/2005 / على باب الله 13 /3 مع العراق / على باب الله: وجوه في المؤتمر12 – 13/3/2005 / على باب الله: الاثنين 14 -3 .. بحب السيما / على باب الله: الثلاثاء : 15 /3 /2005  / على باب الله :شفرة دافنشي: الأربعاء16/3/2005 / الخميس القادم 24 مارس(مؤتمر هام) 16/3/2005 / على باب الله: الخميس 16 / 3 / 2005  / على باب الله: أمريكا في غرفة النوم / على باب الله : ذكرى 20 مارس /
الاثنين 21 / مارس/2005: تفجيرات قطر



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/03/2005