إغلاق
 

Bookmark and Share

على باب الله اللذة 20/6/2005 ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 29/06/2005

 

في كل وسيط مسموع أو مقروء أو صورة ساكنة أو متحركة تبشير بدين جديد/ قديم هدفه وطقوسه وغايته: تعظيم اللذة .

إذا نظرت إلى إعلان الآيس كريم أرى صورة الفتاة، وهي ترسم بعيونها ووجهها علامات اللذة، ومن يشاهد الصور أو الأفلام الجنسية يرى على الوجوه نفس الملامح، وقد يسمع تأوهات وأصوات وألفاظ التعبير عن الشعور باللذة، وفي إعلانات السيارات والسفر، والمنازل الفخمة والمجوهرات الثمينة، نفس الملامح، ونفس الرسالة: "هكذا تكون اللذة".

وعند الملتزمين بالدين، أو من يظنون أنفسهم كذلك، حد فاصل حاسم فلابد لهذه الأشياء جميعا أن تكون من مال حلال، وفي حدود الحلال، فالدنيا متاع، والمهم أن يكون بالحلال.

ومتاع الدنيا زوجة فاتنة الجمال بالحلال، طعام شهي فاخر بالحلال، ومركبة فارهة مكيفة بالحلال، ومنزل فخم ضخم يستظل بالنخيل وتكتسي أرضه بالنخيل ذلك متاع الحياة الدنيا، ولكن في الطموح إلى هذه المتع، وفي العيش بها أمور دقيقة تغيب إلا عن اللبيب، وللذة أبواب لم يعد يدعو إليها تقريبا أحد، ولا يكاد يذكرنا بها أحد ولا يغرينا أو يصحبنا أو يعين عليها أحد.

أمس انتزعت نفسي من وسط المترددين على العيادة، أنهيت جلستي مع تلك التي جاءت تحكي عن سيرتها في إدمان حب من تحب رغم أفعاله.

وهرعت لصلاة العشاء فأدركت الإمام وهو يسجد بالناس، وفي لحظة تكثفت في ذاكرتي وفي خلايا جسدي كلها معاني وذكريات لذة السجود لله، وللعلاقة بالله لذة لا يعرفها سوى من جربها.

يريدك الناس لهم، وهو يريدك لك، يدنيك الناس اليوم حين يرضون، ويطردونك حين يسخطون عليك، وهو قريب في الرضا والسخط، حبيب بالرحمة التي تسبق الغضب، سخاء لا يمل من العطاء، رفيق رحيم، رؤف عزيز، حكيم خبير، يعلم ويغفر، يرى ويسمع ويعرف فيستر ويصبر ويتجاوز .

يخلق ونعبد غيره، يرزق ونشكر سواه، هو مالك الملك ونحن ننشغل بكل تافه عنه.

ما ألذ أن تكون عبدا لهذا الملك، ولكن الغفلة هي الهواء الذي صرنا نتنفسه.

للتواصل:
 
maganin@maganin.com


اقرأ أيضاً
:
على باب الله: ويب صالون
على باب الله :حوار الأديان
على باب الله: أن تبوح صادقاً
لماذا يحب المصريون باولو كويلو
يوميات أب مصري (مثكف)
على باب الله: أجندة صيف ساخن
على باب الله 4/6/2005 
على باب الله: زواج بلا علاقة



الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 29/06/2005