إغلاق
 

Bookmark and Share

(صور-13) رحلتي مع الكتابة-2 ::

الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/07/2005


 اعتمدت خلال مرحلة الكتابة الجامعية على مبدأين أساسيين:
  الأول: أنني أكتب لنفسي معبرا عنها وعن مشاعري وأفكاري، ولا أستهدف النشر، وإن كان لم يغب عني حلم النشر، إلا أنني أدركت بمضي الوقت أن هذا الأمر لم يعد سهلا ميسرا، ولم يعد يجد من يشجعه لدى المبتدئين من أمثالي كما قرأنا كثيرا في سير الكتاب المعاصرين، وأنه بات يستلزم كثيرا من إراقة ماء الوجه أو الوساطة وهما أمران لم أحسنهما يوما فضلا عن بغضي لهما
 
  الثاني: أنني لا أتخير أي قالب من قوالب الكتابة أصب فيه مشاعري أو أفكاري، مقالا أم خاطرة، أم شعرا أم قصة، لأن الرغبة في الكتابة لدي تأتي دائما في شكل "دفقة" شعورية أو "حمى" فكرية تتشكل بشكل ما حينما يأتيني هاجسها أو الإلهام بها، بما يعني أنني كففت عن محاولة "حشر" أفكاري أو مشاعري في شكل أو قالب ما، أحس فيه أنني أتعسف الأمر تعسفا، أو ألوي عنق الفكرة من أجل أن تتواءم مع الشكل الذي اخترته سلفا
 
 والمتأمل في هذين المبدأين يلمح فيهما رغبة عميقة في التمتع بإحساس الحرية، والفرار من الشعور الخانق الذي ينتاب من يرغب في نشر ما يكتب، أو من يصبه صبا في قالب ما، لكن الأمر تغير إلى حد ما بعد التخرج إذ لم أستطع الاستمرار في ،ترف" الحرية هذا بشقيه طويلا.
 
 فمن المحاولة الأولى لشق الطريق إلى الحلم بعد انتهائي من الدراسة وخلال فترة عملي كطبيب امتياز اخترمت المبدأين دفعة واحدة، إذ عهد إلي بأن أقوم بتفريغ ندوة كانت قد أقامتها نقابة الأطباء لدعم الجهاد الأفغاني وإعدادها لكي تنشر في مجلة "الطبيب" التي تصدرها نقابة أطباء القاهرة.
 
 وخلال فترة الامتياز أيضا قمت بإعادة صياغة رسالة كنت قد كتبتها سابقا متخيلا أنني أتوجه بها إلى أحد الأخوة لكي تصبح أول مقال قدمته للنشر في مجلة "لواء الإسلام" والتي كان الإخوان يصدرونها، وكان يرأس تحريرها الأستاذ: جابر رزق رحمه الله، وبالفعل غير الرجل فقط من عنوان المقال واختار عنوانا أكثر لياقة له ونشره على عامودين بالمجلة تحت عنوان "خواطر مسلم" وكان المقال يدور حول حديث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"،مبينا فيه مستويات هذا الاهتمام وأن المعرفة بالأحوال تأتي في أول درجات سلم الاهتمام، وشجعني نشر المقال على تكرار المحاولة إذ قدمت مقالي الثاني للمجلة فنشر، وكان عن قضية قبرص التركية وغياب الدعم الإسلامي والعربي لها، بعدها توفي الأستاذ جابر رزق، ولم أوفق في نشر مقالات أخرى في فترة تولي كلا من الأستاذ بدر محمد بدر أو الأستاذ عبد المنعم سليم جبارة رحمه الله لرئاسة التحرير، ومن ثم انقطعت سلسلة النشر، رغم أنها صارت أحد الحوافز المهمة بالنسبة لي على الكتابة.
 
 وفي مرحلة لاحقة تلقيت تدريبا من قبل الأخ الدكتور "محمود غزلان" على متابعة الصحف وكتابة تعليقات على الأخبار و التحليلات التي تنشر فيها، ولا زلت أحتفظ بالكثير من تعليقاتي تلك، وكنت أتلقى منه ملاحظات قيمة على تلك التعليقات، وقد ساعدني ذلك التدريب على أن أكتب مقالي الثالث "جثث الوفاق وجثث الخناق" وكان يدور حول جثث المصريين التي كانت تأتي من العراق قبل وبعد الغزو العراقي للكويت، واتبعت في المقال نفس المنهج التعليقي على الأحداث ونشر في صفحة "الإخوان" في جريدة "النور" التي كان يشرف على تحريرها المرحوم الأستاذ "فتحي شعير" والذي تلقيت منه أول و"آخر" أجر عن مقال أنشره وكان عشرون جنيها، وذلك على الرغم من أن المقال يعد من أصغر ما كتبت من مقالات، وكان ذلك التعليق نهاية لمرحلة الهواية في الكتابة، وبها ينتهي مقالي، لأبدأ بعد ذلك لونا من الاحتراف الجزئي فالكلي..فإلى لقاء إن شاء الله.
 
 اقرأ أيضاً :

 (صور-1).. القلم والورقة..والحالة /(صور-2) من الذاتي إلى العام /(صور-3) فرز الأفكار والأحلام /  (صور-4) صراع الحلم والواقع/(صور-5) اختبار صلابة الحلم / (صور-6) مصر المغتصبة..هل لها من رجال؟  (صور-7) بحثا عن عمل..ومن خرج من داره ! / (صور-8) نهاية النفق المظلم /
(صور-9) رحلتي مع القراءة-1 (صور-10) رحلتي مع القراءة-2 / (صور-11) رحلتي مع القراءة-3 / (صور-12) رحلتي مع الكتابة-1



الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/07/2005