إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   موزه 
السن:  
23
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   الإمارات 
عنوان المشكلة: تقويم الأسنان الذي دمر حياتي 
تصنيف المشكلة: اضطرابات صورة الجسد Body Image Disorders 
تاريخ النشر: 28/10/2004 
 
تفاصيل المشكلة

تقويم الأسنان الذي دمر حياتي
 
 أنا فتاة عمري 23سنة مشكلتي غريبة جدا وأتحدى من يجد مثيلا لها وغرابتها هي أكثر ما يزعجني،
 كنت فتاة عادية جدا أعاني من بروز بسيط في الفك العلوي من أسناني، ولكن ذلك لم يكن أبدا يزعجني بل على العكس كنت أحب منظر أسناني كثيرا ولطالما تأملت جمالها وترتيبها وتناسقها في المرآة وكم كنت أحب وضع الروج أو أحمر الشفاه الذي كان يعطيني إحساسا بأني جميلة جدا وأن ابتسامتي هي سر جمالي.
 
 وفي يوم لن أنساه وسوست لي أختي الكبرى بضرورة وضع تقويم لأسناني وظلت تلح علي في ذلك حتى اقتنعت بكلامها (وليتني لم أفعل) لكني قلت في نفسي سيدفعونها للوراء قليلا وينتهي الأمر وأتخلص من تعليقات أختي وإلحاحها.
 
 وبدأت العمل ويا ليتني ما بدأت بل يا ليت رجلي كسرت قبل أن أدخل لذلك المستشفى الحكومي، في البداية ذهبت عند دكتور رجل وعندما علم أخي الملتزم دينيا رفض وأصر أن أذهب عند طبيبة امرأة وفعلت (ويا ليتني ما فعلت) فقد لعبت بأسناني بشكل غريب جدا وخلعت أربعة أسنان ودفعت جزء من الفك العلوي على حساب الجزء الآخر وهو ما لم يكن موجودا
 فبدأت بذلك أول خطوة في طريق تشويه الأسنان!
 
 وصبرت وسألتها لم تفعل ذلك ولماذا تبرز أسناني للأمام فتقول:هذا عملي وأنا طبيبة وأعرف ما أعمل وهذا جزء من العلاج.
 فأسكت وأصبر ثلاث سنوات وأنا على تلك الحالة وأسناني تتشوه، الكل يلاحظ والصور تشهد!!
 
 وعندها يئست منها وعرفت أنها أخطأت وأنها لم تعد تستطيع أن تصلح ما أفسدته خرجت من ذلك المستشفى بعد أن تشاجرت معها وذهبت عند أكبر طبيب استشاري في البلد وصليت الاستخارة ودعوت الله كثيرا أن يوفقني وقرأت سورة ياسين كأنني إلى الحرب ذاهبة، وعندما ذهبت عنده أبدى تعجبه من أسناني ومما حدث لي،
 وظل يمدح نفسه وقال: كلها تسع شهور وترتاحين
 
 ودون الخوض في تفاصيل أكمل هذا الآخر تشويه أسناني بل الأدهى والأمَرَّ أنه أنزل الأسنان في الفك العلوي كثيرررررا وأصبحت اللثة واضحة جدااااا عندما أبتسم، وهو عيب ٌ طالما كرهته في الآخرين فإذا بي أفاجئ به موجودا فيَّ وليس ذلك فقط بل أصبح فمي أعوجَ عندما أتكلم أو حتى وأنا صامتة.
 
 كل هذا بسبب تقويم أسنان تخيلوا !! عيب بسيط جدا يتحول إلى تشوه ولماذا؟بسبب تقويم أسنان
 
 أنا الآن محطمة مشوهة قبيحة كرهت الناس كرهت أختي التي كانت السبب في خلق همٍ لا أستطيع النوم بسببه، وأنا التي كنت لا أرى شيئا وكنت راضية، لم أعد أكلمها والآن انسحبت وقالت: لا دخل لي !!
 
 أبكي ليل نهار، لا أنام جيدا، ولا آكل جيدا ولا أختلط بالناس ويضيع نصف يومي في البكاء.
 
 عانيت كثيرا في المذاكرة ونجحت بصعوبة ولكن بتفوق ولله الحمد وأنهيت الجامعة على خير، بعد معاناة من صعوبة المذاكرة
 
 أجلس الآن في البيت في انتظار الوظيفة لا أكلم أحدا حتى أمي بل حتى الصلاة والفروض الدينية تركتها وتهاونت فيها،
 
 ساءت علاقتي حتى بخالقي وأسأت الأدب معه جلَّ في علاه! لماذا لم يستجب لدعائي؟ وأنا التي تفانيت في الدعاء؟؟ حتى لم أكن أضيع فرصة سمعت فيها أن الدعاء مستجاب إلا ودعوت، في الحج دعوت، وأنا أطوف دعوت، في السجود دعوت، بين الآذان والإقامة وووووو دعوت وأوصيت الآخرين بالدعاء
ووثقت بالاستجابة ولكن000هذه النتيجة!!.
 
 أي ذنب ارتكبت حتى أجازى هذا الجزاء وابتلى هذا البلاء الغريب الفريد من نوعه، أي شخص ذاك الذي سيرضى الزواج بمثلي ؟ لماذا حدث كل؟ هذا من المستفيد ؟؟
 
 لم أصبر ! سخطتُ على قضاءِ الله أتوب ثم أعود تعبتُ والله تعبت!
 
 لا أريد أن أعيش لكني لا أريد الانتحار ولست مستعدة للموت ولقاء الجبار بعد كل هذا الجحود
 
 أخاف من الوحدة وأكرهها لكني أعود نفسي عليها.
 
 لم يفلح معي كلام لا في الدين ولا غيره خمس سنوات وأنا أعاني حتى الأخصائيين النفسيين ذهبت لهم بلا فائدة.
 
 لم أكن في يوم من الأيام فتاة جميلة ففي من العيوب ما يكفيني والآن الشيء الوحيد الذي كان يعجبني ويشعرني بجمالي تشوه.
 
 أما الحل:فلا حل .أرضى بالأمر الواقع؟ يا ليت! لكن مستحيل لم أستطع.
 
 يوجد حل لكنه صعب وغير مضمون وقد يزيد المشكلة تعقيدا وهو الزراعة، بمعنى أن أخلع ثمانية أسنان أمامية من الفك العلوي وأزرع صناعية غيرها، لأن أطباء التقويم لا حل لديهم ولكن الزراعة معناها أن أظل 3شهور أو أكثر بلا أسنان وأضع طاقما صناعيا كما يفعل كبار السن.
 
 ثم إن البعض لا ينصح بالزراعة ويقول أن شكلها الصناعي ملفت وقبيح حتى بعض أطباء الزراعة رفضوا عملها لي هذا عدا عن الالتهابات التي قد أصاب بها.
 
 ماذا أفعل ؟؟
تقولون لكل مشكلة حل وتدعون أن الطب تطور أتحدى من يأتي لي بالحل.
 

 الزراعة حل، ممكن، لكنه صعب للغاية
 
 كرهت نفسي والناس وحقدت على الجميع أصبحت وحيدة حتى الوظيفة التي قد تنسيني همومي لم تأت بعد رغم تفوقي وأهمية تخصصي.
 
 ماذا أفعل هل لديكم الحل؟؟؟
 
 أتمنى أن تردوا علي سريعا وأن أستمع إلى أكثر من رأي.
 3/10/2004 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة موزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين ، وشكرا على ثقتك،

 لا أجد أفضل من قول نبي الله عيسى عليه السلام حين قال: "للرب أن يختبر عبده، وليس للعبد أن يختبر ربه"

 وذلك ردا على من قالوا له عليه السلام: "يا روح الله ألا تقول لنا أن ربك قادر علي كل شيء، فقال: بلي أقول، قالوا فلم لا تصعد إلي قمة الجبل، وتتردى من أعلي وتسأل ربك أن يحفظك فلا تصاب بسوء
!
 
 فهكذا كان ردُّهُ عليه السلام أول ما استدعته كلماتك وأنت تقولين : (لماذا لم يستجب لدعائي؟ وأنا التي تفانيت في الدعاء؟؟ حتى لم أكن أضيع فرصة سمعت فيها أن الدعاء مستجاب إلا ودعوت، في الحج دعوت، وأنا أطوف دعوت، في السجود دعوت، بين الآذان والإقامة وووووو دعوت وأوصيت الآخرين بالدعاء ووثقت بالاستجابة ولكن000هذه النتيجة!!

 
 فمن أين لك أن تحكمي على النتيجة وأنت أسيرة في بشريتك، من أدراك بأن لم تكتب لك الجنة بذلك الدعاء
؟؟
 
 ثم ما معنى "ووثقت بالاستجابة" في هذا السياق؟ أتقصدين يا أختي أنك بعدما استوفيت شروط وآداب الدعاء صدمت بالنتيجة؟
 أستغفر الله... أنصحك بالقراءة في فقه الدعاء....لتعرفي أكثر،....
 
 لن أواصل كثيرا معك في ذلك لأنني أعرف أنك مكتئبة كبيرةُ الألم طائشة البكاء، ومن هنا أجد البداية المناسبة للخروج من جانبٍ مهمٍّ في معاناتك الحالية وهو مزاجك المكتئب، صحيحٌ أنك قاومت الاكتئاب طويلا ونجحت فلم يتسبب لك في تعثرٍ أو تدثرٍ إلا منذ جلست في البيت، وكم كنت قويةً فيما سبق حين قهرت الصعوبات ونجحت بتفوقٍ في تخصص مهم! في كل ذلك نجحت في مقاومة الاكتئاب طالما كنت تضعين الهدف العملي وتسعين في طريقه، بصعوبة لكن تنجحين؟ ربما عانيت من عسر المزاج وربما من بعض آثار اضطراب ما في سمات الشخصية، وكل ذلك يزيدُ معاناتك لكنه لا يصل إلى حد الإعاقة، مثلما قد يصل بك الاكتئاب.
 
 ولكنك منذ جلست في البيت واستسلمت لوساوسك السوداءَ، بدأ اكتئابك مع معين لا ينضبُ من مرِّ اجترارك لفصول مأساتك الطبية الشرعية الأخلاقية الملتبسة الأبعاد-والتي أتحاشى الحديث عنها الآن- وبسبب تزامن القعود في الانتظارِ مع وحدتك وأنت وسط أسرتك بسببِ الخلل المزمن في علاقاتك الأسرية، أذكت تلك الوحدة نيرانَ ومرارة ذلك الاجترار، ومع تزايد اكتئابك بدأت إيمانياتك في الهبوط، فإذا بالاكتئاب الجسيم بالتدريج يسلب الإيمان وإذا به  يفتح للشيطان! !، ويؤكد مرةً أخرى أن  المكافحة الشخصية للاكتئاب.. كثيرًا ما تخدع! 
 
  إذن تحتاجين قبل كل شيء إلى الخروج من هذا الاكتئاب،
وعن الاكتئاب كثيرٌ على
مجانين ، فقط قومي بتتبع ما يلي من عناوين:
 
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
 عسر المزاج ، والاكتئاب
 الغيرة والاكتئاب
 حزن وكسل الحل: ض ح ن
 فراغ أم اكتئاب
 مللٌ وصراخ واكتئاب: ولا تقولوا كذا !
 الفراغ الوجودي : العلاج بالمعنى
 متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب
 الاكتئاب الجسيم ، وماذا بعد ؟؟
 علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
 غضب الله أم اكتئاب ؟
 الاكتئاب وأشياء أخرى ؟!!!
 إحباط واكتئاب مستمر ...... فما الحل ؟
 الزهرة المضطربة: وحدةٌ واكتئاب و....
 
 وأحسبُ أن علاج الاكتئاب مهمٌّ أن نبدأ به وأولى لأن المقولة الشائعة القائلة بأن
لا فائدة من علاج المرض النفسي دون حل للمشكلات الحياتية هي مقولة خاطئة بكل تأكيد، وعندما تعالجين اكتئابك ستستعيدين قدرتك على التفاعل السليم مع الأحداث.
 
 وأما ما تحاشيت الحديث فيه من مشكلتك مع أسنانك، والسادة أطباء التقويم جازى الله كلا منهم بنيته ومعرفته بقدراته، فأمرٌ شرحه يطول، ونحن في تداعيات الأفكار عن حكم الرغبة في تغيير الهيئة التي خلقنا الله عليها، والمسألةُ فيها خلاف فقهي، وأحسبُ أنك -كصاحبة شكوى يتمُّ إغراؤها بالأمل في أن تكونَ أحلى صورةً، وفي ظل أساليب عصر "فداحة الصورة- قبل وبعد"-، أحسبُ أنك أبعدُ عن الإثم من العارفين ببواطن الأمور ومآلات المشتكين السابقين كبني آدميين وليس كصور فقط، وعلى أي حالٍ فقد أجاز أغلبُ الفقهاء إجراء جراحة تجميلٍ لتعديل تشوه خلقي، وليس أفضل من إحالتك إلى الروابط التالية لتقرئي عن ذلك :
 
التجميل.. صنع الله وتعديل البشر!،
 واقرئي أيضًا :
 
عمليات التجميل أكذوبة مبررة!،
 وأيضًا طالعي :
 
وسواس التشوه
 
 وأما أنا فأعدك بأن أكتب مقالا على
مجانين أسميه "فداحة الصورة قبل-وبعد"، وسأجعل قصتك واحدةً مما سأستندُ وأرجعُ إليه في ذلك المقال.
 
 أصل بعد ذلك إلى سؤالك عن زراعة الأسنان، وأعتذرُ لأني لا أدري لسؤالك جوابا، ولكنني ورزقي على الله أرى أن الطب الغربي في أيامنا هذه لم يتجاوز مستوى الطب أيام الإغريق إلا في الجزيئات والمعلومات الخاصة ومستوى دقة الأدوات وطرق الفحص، لكن ليس في القدرة على تحقيق الشفاء!،
 
 وبالتالي فأنا لا أقول أن الطب تقدم بالمعنى الذي تقصدين أو تفهمين، وما تزال النتائج كلها قاصرة، وإنما يطلبُ الشفاء من الله فشفاؤه سبحانه لا يغادرُ سقما أي لا يتركُ أثرًا للمرض ولا للعلاج.
 
 وتقولين أيضًا (لم يفلح معي كلام لا في الدين ولا غيره خمس سنوات وأنا أعاني، حتى الأخصائيين النفسيين ذهبت لهم بلا فائدة)، فهل تقصدين بالأخصائيين النفسيين من يقدمون لك العلاج النفسي أم تقصدين الأطباء النفسيين؟ ذلك أن من الواضح أنك لم تتناولي عقاقير علاج الاكتئاب ولا حتى أجري لك
العلاج المعرفي أو السلوكي اللازم، فنرجو توضيح هذه النقطة، في المتابعة، ماذا تقصدين بالأخصائيين النفسيين؟
 
 ولا أدري بالطبع مدى تطابق الشكوى مع واقع الحال بالنسبة لمظهر أسنانك، فقد يتعلق الأمر
بوسواس التشوه
 
 من يدري، إذن توجهي إلى أقرب طبيب نفسي متخصص وتابعينا هنا على
مجانين بالتطورات.

 
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي