إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   هبه 
السن:  
21
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   الجزائر 
عنوان المشكلة: قصة لموقع مجانين تنبيه وإعادة نظر 
تصنيف المشكلة: جهل جنسي Sexual Ignorance مخاوف جنسية 
تاريخ النشر: 11/02/2006 
 
تفاصيل المشكلة

 



السادية
 
السلام عليكم -
دكتور وائل لقد أصبت بإحباط شديد عندما فتحت علبتي البريدية ووجدت أن حضرتك قد رددت على بـ 18.1.2006ولكن رسالة حضرتك كانت مكتوبة على شكل حروف ليست عربية بل رموز, بالرغم من أن الرسالة التي بعثتها لي بتاريخ 19 / 12 / 2005 كانت بالعربية وواضحة تماما, فلست أدري إن كان السبب في الكمبيوتر أم الcaramail.
 
المهم أني كنت أنتظر بفارغ الصبر ردك على رسالتي التي كانت
استشارتي عن علاقتي البريئة مع ابن الجيران والتي كتبت لك عنها قصة طويلة عريضة بالرغم من أني لم أكمل القصة حتى النهاية, فلقد جرحني كثيرا في آخر مرة تكلمت معه فيها ولقد كانت قبل استشارتي الأولى لك حين أجبتني أن لا أشغل بالي بكلمة عابرة.
 
فأنا لست أدري إن كنت قد قرأت القصة التي كتبتها لك ولا أدري إن كان ردك علي في آخر مرة عن القصة أم لا لأني من خلال الروابط مع
موقعنا واسمح لي أن أقول موقعنا لأني أعتبر موقع مجانين كمنزلي, المهم وجدت أن المواضيع كانت عن السادية وبالرغم من أن جرحي له علاقة بالسادية ليست سادية من أحببت لأنه طيب جدا وبريء براءة الأطفال.
 
المهم أنني من خلال تحليلاتي الشخصية لنفسي وجدت أني كنت أعتبر ذلك الشاب كل شيء دون أن أشعر وبعدما جرحني عرفت خطئي الكبير وأحبطت فعلا. فأنا عندما كلمته آخر مرة
خاطبني بلهجة قاسية جدا وقال بأنه ليس من اللائق أن أكلمه وأنه يعلم بأنه سوف أتمادى وأن العلاقة ستتطور إلى أشياء ليست في صالحي أنا ثم قال انسي أنك تعرفت علي, بعدها قلت له بأنه متناقض وأنه سمح لي في البداية بمكالمته وأنه هو من أعطاني الرقم. قال لي فعلا أنت لم تخطئي وأنها غلطته وحده, ثم قال لي أنت تفهمين ما أفهم أنا, وأنا أفهم ما تفهمين, أتمنى لك حظا موفقا في حياتك.
 
بعدها شعرت بأني منهارة فعلا.أصبحت أبكي دائما وأشعر بوحدة قاتلة.استرجعت الذكريات الماضية قبل أن أتعرف عليه سألت نفسي كيف كانت حياتي, لما أعطيته كل تلك المكانة. فوجدت الجواب بين أفراد أسرتي, فمنذ أن وجدت نفسي في الدنيا بين أب وأم وثلاث أخوة, كنا دائما نخاف أبي خوفا كبيرا, فلقد كان يضرب إخوتي الذين هم أكبر سنا مني بسبب عدم أدائهم لفريضة الصلاة أو لعدم حصولهم على علامات جيدة في المدرسة, كان يضرب بحزامه, حذائه, الأواني, الكرسي.. ولكن لم يكن ما يؤلمهم هو الضرب في حد ذاته وإنما الألم كان نفسيا فهو إضافة إلى الضرب كان يوجه الشتائم لأخوتي ولأمي, ثم عندما تهدأ ثائرته يضحك ويصبح شخصا عاديا وكان شيئا لم يكن.
 
كبرت أنا قليلا وأصبح والدي يعمل بعيدا عنا كان يغير المدينة ويمكث أياما بعيدا عن البيت وحين يعود إلى البيت كنت أفرح به وأركض إليه وكان هو يقابلني بقسوة وجفاء وكلمات كانت تجرحني كما أنه كان يفعل ذلك معي رغم أني لم أتلقى منه ضربا كثيرا ولكن كنت أتأذى نفسيا جدا وأبكي. كما كنت أشعر أني غريبة في البيت كنت أعتبرهم كلهم فريقا وعائلة وحدهم وأنا دخيلة عليهم لأني كنت كلما فعلت شيئا يعجبني كرسم مثلا أعرضه عليهم فيسخرون مني ويضحكون, فأنفرد بنفسي.
 
المهم مع الأيام مررت بفترة قبل المراهقة ولا أذكر متى انتهت كنت أتخيل أني شرطية قوية جدا وقاسية جدا وأني أمتلك سجنا فيه عدد كبير من الرجال وأني أضربهم وأعذبهم وكنت أستمتع كثيرا بتلك التخيلات. ولكن هذه الفترة لست أدري كيف ذهبت عن ذاكرتي. المهم مررنا بفترة كنا ننتقل من مكان إلى آخر بسبب عمل والدي إلى أن استقرينا ولكن هذه المرة أنا وأخي فقط لأن أختي وأخي الآخريين يدرسان ويقيمان كل في مكان مختلف كما أن أبي يعمل في مكان آخر وأمي بين البيت وبين أبي.


المهم إني وجدت نفسي حيدة،.فحتى أخي الذي كان معي كان يدخل متأخرا إلى البيت وكان ولا يزال كل وقته في دراسته. ولم أجد ما يملأ وقتي غير الكتب التي تملأ بيتنا وهي متنوعة وفي جميع الميادين. المهم بدأت أحب المعرفة والعلم لأنهما أكبر قوة للإنسان وسبيله إلى التحرر كما تعرفت على ذلك الشاب الذي فجر كل عواطفي التي لم أكن أشعر بها من قبل.
 
المهم وبعد مرور سنوات امتدت معرفتي وتوسعت لأني جعلتها همي الوحيد في الحياة وأنا دائما أقضي وقت فراغي بين الإنترنت والتلفزيون لمزيد من المعرفة, فتعرفت على قدر لا بأس به من الأمراض النفسية والشخصيات المضطربة. وفي أحد الأعوام من دراستي كان لابد لنا من أن نحدد نوع التخصص وأنا كنت قد وضعت تخصصا معينا منذ دخولي إلى الجامعة,


ولكن أبي وكان قد استقر معنا هو وأمي, قال لي لن تدرسي هذا التخصص وهو ليس جيدا إطلاقا وشتمني أمام جميع إخوتي وأمي وقال بأني اخترت ذلك التخصص لأنني فاشلة ولم أحصل على مجموع جيد. فحزنت كثيرا ونظرت إليه فوجدت أنه ينظر إلي وكانت نظراته جنسية وابتسامة الفرحة على وجهه.


بعد أيام وقد كنت قد غرقت في الحزن قال لي بأنه كان يمزح معي فقط وبأني أستطيع أن أدرس التخصص الذي أريد.وهو حتى الآن يفرض علي أشياء وعندما أغضب يقول لي بعد أيام بأني حساسة ولا أقبل المزاح فهو كالبركان يكون خامدا ثم يثور يقول ما بدا له لجميع الناس الذين يتعامل معهم ثم يهدأ, كما أنه حينما يشاهد أفلام محزنة يبكي أحيانا وينفعل بطريقة غير عادية.
 
إن لأبي أخ وهما تربيا يتيمي الوالد ومن أمين مختلفتين, فلقد كان أبوهما متشردا طرده والده بسبب طيشه فلقد كان كلما تزوج من امرأة وعلم أنها ستنجب هجرها وتزوج غيرها فلقد علمنا أنه تزوج أكثر من 11 امرأة ثم هاجر إلى فرنسا وواصل حياته بين النساء والخمر إلى أن أفلس وأصيب بمرض مزمن (السكري) ومات وهو في حالة يرثى لها.


المهم أن عمي وهو أكبر من أبي في السن تزوج من عدد من النساء ربما 4 ولكن هذه المرة بسبب عدم الإنجاب مع أن المشكل فيه هو, وكان يعذب نساءه مع العلم بأنه لم يجمع بينهن فلقد كان يطلق, فكانت كلما أخطأت الواحدة منهن كان يربطها ويجعلها تبيت في غرفة مظلمة ويضربها بشكل مؤلم جدا.علما أنه هو الآخر تعرض للتعذيب أثناء فترة الاستعمار في بلادنا. هو الآن مريض بنفس مرض والده كما أن رجله أصبحت في وضع سيء جدا حيث أنها لا تأخذ نصيبها من الدم.كما أنه أصبح ضعيفا جدا وطيبا وحنونا جدا.
 
أعود إلي أنا فلقد سألت نفسي مرة لماذا التركيز على والدي فقط, فأنا لدي أم مع أني منذ طفولتي علاقتي بها محدودة جدا حاولت التقرب منها, فبدأت تدريجيا تتكلم عن طفولتها وحياتها قبل الزواج فعرفت أنها أيضا كانت تتعرض هي وأمها وأخوتها للشتائم والتجريح من والدها, فهو كذلك تربى يتيم الأب, كما أنه عانى قبل موته من مرض سرطان المعدة وأصبح هو الآخر طيبا قبل موته وكان يستسمح زوجته وأولاده كثيرا.


لقد زادتني أمي معاناة فهي تكره كل الرجال وتقول لي أنصحك بألا تتزوجي إلا في سن متأخرة ولا تثقي بالرجال فكلهم كاذبون وقساة ويريدون خادمة لا زوجة، أعرف بأني أطلت عليك سيدي ولكني أنفس عن نفسي قليلا وأتمنى أن تقترح علي حلولا لأخرج من أزمتي, كما أني أتمنى أن يكون رد حضرتك في المرة القادمة واضحا وبدون خلل.
 
20/1/2006

 
 
التعليق على المشكلة  


أنتهز فرصة رسالتك يا ابنتي لأعيد التنبيه إلى طبيعة المادة التي نقدمها على
موقعكم هذا، ولأعيد معك ومع القراء الكرام النظر، في تفعيل وتطوير دوره وآفاقه. فأنت مثل كثيرين ترسلين لنا قطوفا من حياتك هي بمثابة نوع من "التداعي الحر" الانتقائي لبعض الجوانب أو الزوايا دون غيرها، وبالتالي فإن كل رسالة تصلنا تحاول وصف ما يتصور كاتبها أنه المشكلة التي يعاني منها، ونتناول نحن الرسالة لنقرأها بالخلفية العلمية والعملية وبقدرة كل واحد منا على تحليل وفهم النص، ورؤيته للمشكلة، ثم يكون للمستشار أو المستشارة الرد بما هو تصور لما يمكن أن يكون خطوطا للتفكير في الحالة، أو بدايات لخطوط التعامل معها وحلها.

وخطأ فادح للغاية، ومتكرر جدا، ونتورط فيه جميعا نحن وأنتم حين نتصور أن ما يصلنا هو حقيقة المشكلة بجذورها وتداعياتها وكل خريطتها، وخطأ فادح أيضا، ونتورط فيه جميعا بالتالي، حين نظن أن ما نقدمه بمثابة إجابة يمثل حلا بينما هو مجرد تصور لكيف يمكن التفكير في حل بناءا على معطيات هي منقوصة بطبيعتها مهما حاولنا أو حاولتم التفصيل.

أقول هذا لأذكر أن ما نقدمه على "
مجانين" هو بمثابة دعم نفسي، وإرشاد معرفي للتعريف بالأمراض والأعراض والمشكلات، واقتراح طرق وأساليب للتفكير فيها، والتعامل معها، فقط!!! ها الكلام قد يبدو بديهيا، أو كنت أظنه كذلك، لكن أمورا كثيرة تفاجئني بأن الناس تتعامل مع كلمة نقولها في الهاتف، أو ملاحظة قدمناها على الموقع، أو فكرة هنا أو خاطرة هناك بوصفها علاجا أو تقريرا علميا أو حكما منهجيا أو دواءً، وهذا كله غير صحيح!!

ورسالتك يا ابنتي العزيزة مثال رائع للصراحة والبوح ولبسط الحديث حول الخصوصيات الشخصية والعائلية، وهي مثل رسائل كثيرة تصلنا تصف معالم حياة مبعثرة أو متعثرة في جانب أو عدة جوانب، وليس صحيحا، ولا هو ممكن، أن تعتقدي أو نعتقد أننا عبر أي نص ممكن أن نكتبه لك اليوم أو غدا قادرين على إصلاح وتنظيم حياة أحد!!

الذين ينتظرون منا هذا نشكرهم، على ثقتهم، ولكن نعتذر لهم بسبب عجز اللغة، وعجز ومحدودية الأداة، وبسبب أن ما يطمحون إليه من علاج وتنظيم للحياة لا يمكن إنجازه عبر رسائل متبادلة على الإنترنت!!

لكن يسرنا أن نقدم المساندة، والمشاركة الوجدانية، والتفهم، وبعض الخطوط التي قد تعينك على تنظيم أفكارك، وأكرر مرارا وتكرارا، ولن أمل من قول أننا نفعل هذا عبر "كل"
الإجابات، والمدونات،والمقالات، بمعنى أن الاطلاع على "كل" مادة الموقع من شأنه تحقيق إفادة حقيقية أعمق وأوسع وأشمل وأوفى لمن يطمح إلى تنظيم حياته أو حل مشاكله لأنه سيقوم بهذا بنفسه مستخدما ما نقدمه أو فهمه واستيعابه بما نقدمه، وما نقدمه في هذا الصدد ليس هو مجرد الإجابة عليه بل كل مادة في الموقع تحوي شيئا قد يفيده على قدر إدراكه لمشكلته ورؤيته لقدراته.

إذن سعدت بقراءة هذه القطعة الغالية من حياتك ومشاعرك العزيزة علينا، وسأنتظر منك تحديدا لما تسألين عنه، أو ما تتصورين أننا يمكن أن نساعدك فيه أو به، وكذلك ننتظر من كل السائلين: تحديد، ووضوح، واطلاع على كل عملنا.

*ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، وكم يؤسفني أن تكون إجابتي عليك قد وصلتك بحروف غير مقروءة، ولا أدري ما قد يكون السبب، وأنا ليست لدي إضافة بعد ما شرحه لك ابن عبد الله غير أن أحيلك لبعض الروابط عن السادية التي لا أحسب أن لك علاقة بها أصلا واقرئي بنفسك لتعرفي:
السادية والمازوخية وحكم الشرع !
السادية والمازوخية : بين الطبيعي والمرضي !
السادية والمازوخية وخلل الهوية الجنسية
أتلذذ بإيذاء الآخرين  
أتلذذ بإيذاء الآخرين. متابعة
ضرب النساء "بالفلكة": سادية


وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله