إغلاق
 

Bookmark and Share

خريطة الحب: بين الحب والافتتان ::

الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/06/2007

خريطة الحب

رأته لأول مرة فأحست بمشاعر غامرة اهتز لها كيانها فهو فارس أحلامها الذي انتظرته من سنين, ولم تتملك نفسها واقتربت منه وتبادلا التليفونات وبدأت العلاقة التي اتسمت من أول لحظة بأنها صاخبة ومشحونة بالمشاعر ومليئة في نفس الوقت بالمشكلات, فعلى الرغم من حبهما الجارف إلا أن بينهما خلافات واختلافات عميقة, وهم كثيري الخصام وكثيري العودة مرة أخرى لأسباب تبدو معقولة في بعض المرات وتبدو تافهة في مرات أخرى. وكثيرا ما قررا الانفصال ولكنهما يعودا مرة أخرى على وعد بتصحيح أوضاع لا تصحح أبدا, وهكذا بلا نهاية يختلط لديهما الحب الجارف بالخلافات المؤلمة, فهما بكل المقاييس مختلفين نفسيا واجتماعيا وماديا, ومع هذا مرتبطين عاطفيا بشدة غير مفهومة.
 
هذا نموذج لحالة افتتان يغيب عنها الأبعاد المنطقية والراسخة للحب, والافتتان علاقة تأتى فجأة وعفوية على عكس الحب الذي يحتاج وقتا كافيا لينمو ويحتاج فترة حضانة يخرج بعدها قويا فتيا قابلا لأن يعيش ويسعد الطرفين. وفى الافتتان يحب الشخص حالة الحب أكثر مما يحب الآخر, والآخر هنا ما هو إلا مرآة مناسبة يرى فيها حالة حبه ويتعلق بها, فالمفتتن هنا يسعد بطقوس الحب من اتصالات ولقاءات وخصام وعتاب وعودة ولقاء وفراق وغيرها.

وفى الافتتان نجد اختلافات شديدة بين الطرفين ونجد علامات التوافق قليلة أو منعدمة بينما في الحب نجد مساحات هائلة للتوافق والاتفاق ونجد توحدا بين الاثنين في مواقف كثيرة فهما يشعران معا ويفكران معا ويتحركان معا في حين أنه في الافتتان نجد الشخصين يسيران في عكس الاتجاه لكل منهما. والمفتتن يعيش حالة من القلق وحالة من الحرمان ويحلم بأشياء ويتمنى أشياء لا تتحقق, أما المحب الحقيقي فيشعر بحالة من السكينة والطمأنينة ويشعر بالارتواء والرضا, ويرى أن أحلامه وأمنياته يتحقق منها الكثير وما تبقى هو في طريقه إلى التحقيق ولهذا نجده يعيش حالة من الطمأنينة والسلام مع نفسه ومع من حوله.

والمفتون قد يصيبه اليأس والإحباط من تصرفات الطرف الآخر فتتدهور أحواله ويفقد طموحه في الحياة ويزهد الطعام والشراب وتتدهور صحته ويعيش في حالة من الذهول وربما يهيم على وجهه (كما فعل قيس بن الملوح), أما المحب فإن نفسه تمتلئ بالأمل والتفاؤل ويرتفع طموحه وتزيد لديه الرغبة في العمل وتزدهر ملكاته وقدراته, ويحاول أن يفعل أشياء عظيمة ونبيلة ليرضى بها محبوبة ويكون عند حسن ظنه, ففي الحب يسعى كل طرف للارتقاء ولإسعاد الآخر في حين نجد في الافتتان حالة من التدهور والعذاب المتبادل. والافتتان يتميز بمشاعر هائلة ومشتعلة وجارفة تمتزج برغبات جسدية متعجلة وهى قابلة للتغير بسرعة وربما الانطفاء بسرعة على غير المتوقع, في حين نجد مشاعر الحب أكثر هدوءا وأطول عمرا وتنمو بقوة وثبات مع الوقت ولا تتعجل تحقيق الرغبات الجسدية أو الوصال الحسي ولكن تتركها تحصل في وقتها الطبيعي وبتطور منطقي تكاملي.

وتحدث المشكلات حين يقرر طرفين مفتونين أو أحدهما البدء في علاقة خطبة أو زواج فهنا يكون التسرع تحت إلحاح عواطف مشتعلة أو رغبات جسدية متعجلة, أو رغبة في الاعتماد على طرف آخر والإئتناس به, أو التخلص من واقع مؤلم أو حياة أسرية غير سعيدة وغير مستقرة, أو حياة نفسية مضطربة قوامها القلق أو الاكتئاب, لكل هذه الأسباب نجد اندفاعا محموما ورغبة غير متعقلة للارتباط بين الطرفين, وعناد يعمى العين عن علامات عدم التوافق البادية بينهما, وهذا العناد يجعل الطرفين لا يدركان صيحات التحذير من الأهل أو الأصدقاء, فالمفتونون يكتفون بمشاعرهم فقط كمبرر للارتباط ولا ينظرون إلى بقية عوامل التوافق والاتفاق, أما المحبون فهم غير متعجلين في الارتباط وتبقى لديهم القدرة على رؤية وتفعيل العوامل الأخرى للتوافق مثل النواحي العقلية والاجتماعية والاقتصادية والدينية, والاهتمامات المتماثلة للطرفين, ورعاية طموحات وأمنيات ومشروعات كل طرف بحب واتزان, ونجد كل طرف محب للطرف الآخر وحريص على إسعاده. والافتتان عواصف طاغية وأمواج عاتية سرعان ما تزول بعد أن تكون قد أحدثت مآس كثير لدى من تعرضوا لها, أما الحب فهم نسمة رقيقة وماء عذب سلسبيل تحيا بهما النفوس المحبة وتسعد, وترقى بها الحياة.

مستويات الحب:
* جعل أفلاطون الحب درجات متصاعدة كالتالي:
1- حب الشخص أو الشيء الجميل
2- حب ما هو أجمل في الأشخاص أو الأشياء
3 – حب الجمال في المعاني لا في المحسوسات
4 – حب الجمال الإلهي
 
* والحب عند الصوفية يبدأ مباشرة من أعلى, وهو الحب الإلهي, متجاوزا الذات وسائر الموضوعات الأخرى:
ويستخدم الصوفية أسماء وحالات ومستويات للحب الإلهي نذكر منها:
1 – المحبة: وهى أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شيء.
2 – العشق: هو أقصى درجات المحبة, ومعناه اتحاد ذات المحبوب بذات المحب اتحادا يوجب غفلة المحب شغلا بشهود محبوبة في ذاته بذاته, ولذا قيل: إن العشق أقصى مقامات الذهول والغيبة.
3 – الغرام الانتشاء من خمر المحبة.
4 – الافتتان: خلع العذار وعدم المبالاة بالخلق.
5 – الوله: مقام الحيرة
6 – الدهش (بفتح الهاء وتسكين الشين): الذهول.
7 – الفناء عن رؤية النفس: حيث نرى العاشق لا يسمع إلا لمحبوبة, ولا يبصر إلا به, ولا يدرك إلا به وله ومنه, فناءا به عن نفسه وعن الأشياء.

ويلاحظ أن الصوفية يستخدمون نفس الألفاظ التي يستخدمها سائر المحبون ولكن بمعان أخرى تتصل بالذات الإلهية والفناء في حبها والخروج من دائرة الذات إلى الدوائر الأوسع.
* الحب عند علماء النفس:
ويقسم فرويد الحب إلى نوعين:
1 – الحب النرجسي: وهو أن يحب الإنسان ذاته وكل ما يتعلق بها أو يخدمها, وهنا يبحث الإنسان عمن يشبه صفاته أو يحقق رغباته.
2 – الحب الموضوعي: وفيه يحب الإنسان شخصا أو شيئا خارج حدود ذاته, وهنا لا يتشابه المحبوب مع المحب بقدر ما يتكامل معه.

ويقسم إريك فروم الحب (في كتابه فن الحب) إلى 5 أقسام:
1 – حب الذات
2 الحب الأخوي (الإخوة حقيقة أو مجازا)
3 – الحب الأبوي (الأبوة حقيقة أو مجازا)
4 – الحب الشبقي
5 – الحب الإلهي

وهناك تقسيم للحب حسب الخريطة النفسية كما يلي:
1 – الحب الجسدي: وهو تعلق بجمال الجسد وتكوينه وتناسقه أو جاذبيته وقدرته على الإثارة.
2 – الحب العاطفي: وفيه اهتمام بالغ بالمشاعر والحالات الرومانسية التي تتجاوز تفاصيل الجسد وتعلو على الرغبات الحسية.
3 – الحب العقلي: حيث يرى المحب في عقل محبوبة متعة التوافق الفكري وحلاوة التواصل العقلي فيتحدثان ويتحاوران لساعات طويلة, ويجد كل طرف لدى الآخر قدرا هائلا من الفهم والتفهم, ويستمتعان معا بالإنصات المتبادل والحديث الشيق. ويكثر هذا النوع لدى المثقفين وأصحاب المذاهب الفكرية والفلسفية.
4 – الحب الروحي:وهو حب متسام عن الرغبات الجسدية والاحتياجات العاطفية والعقلية, وفيه يحلق الطرفان معا في آفاق عالية من الروحانيات التي قد تأخذ شكلا دينيا عند المتدينين والمتصوفة منهم بشكل خاص, أو تأخذ شكلا فنيا أو أدبيا عند الفنانين والأدباء.

وقد يتحاب اثنان على مستوى واحد أو على أكثر من مستوى, وقد يتحابان على كل المستويات. وقد يحب طرف طرفا آخر على أحد المستويات ويستكمل بقية المستويات من طرف ثالث أو أكثر. وهذا يفسر لنا صفة التعددية في الحب خاصة عند الرجال.

* والعرب يضعون الحب في مستويات وحالات لكل منها اسما دالا عليها مثل:
1- الهوى: التوجه إلى المحبوب
2 – العلاقة: هي الحب يلزم صاحبه, وهى تعلق النفس بالمحبوب
3 – الكلف: هو المرتبة الثالثة في الحب, وأصل الكلمة من الكلفة (بضم الكاف وتسكين اللام) وهى المشقة
4 – العشق: فرط الحب, وقيل هو الحب مقترن بالشهوة
5– الشغف: وهو الحرقة يجد فيها المحب لذته في الحب, ومثلها اللوعة.
6 – الجوى: الهوى الباطن وشدة الوجد من العشق
7 – التتيم: وهو أن يستعبده الحب
8 – التبل (بفتح التاء والباء): وهو أن يسقمه الحب ويمرضه
9 – الوله (بفتح الواو واللام): وهو ذهاب العقل في الهوى
10 – الصبابة: رقة الشوق إلى المحب
11 – الومق (بفتح الواو والميم): شدة المحبة
12 – الوجد: الحب الذي يتبعه حزن
13 – الشجن: حب فيه الهم
14 – الشوق والاشتياق : نزاع النفس إلى الشيء
15 – الوصب: ألم المحبة
16 - السهر والأرق والكمد: قد تكون من لوازم الحب والشوق
17 – الخلّة (بضم الخاء وتشديد اللام): توحيد المحبة, وهى رتبة لا تقبل المشاركة
18 – الود: خالص المحبة
19 – الغرام: الحب اللازم للشخص
20 – الافتتان : يأتي عفويا وفجأة, وحو حب لحالة الحب أكثر منه حب للشخص ذاته

وهذه التعددية للأسماء والمستويات والحالات الخاصة بالحب عند العرب تعكس انشغالهم الشديد بالحب, وتعكس أيضا ثراءً لغويا هائلا قلما نجده في أي لغة أخرى, فغالب اللغات الأخرى تعبر عن الحب بكلمة أو اثنتين أو أكثر قليلا, في حين تعبر اللغة العربية عنه بحوالي 20 اسما ووصفا وربما أكثر.

خطوط الحب:
نتخيل في خريطة الحب أن هناك خطا رئيسيا للحب بجانبه خطوط أصغر متوازية وحوله خطوط متفرعة أو متقاطعة. وتتوزع موضوعات الحب على هذه الخطوط فبعضها يدخل على الخط الرئيسي والبعض الآخر يتوزع على الخطوط الموازية أو المتفرعة أو المتقاطعة. والإنسان في حالة كونه ناضجا يستطيع أن يستقبل موضوعات متعددة للحب على هذه الخطوط مع الاحتفاظ باختلافاتها الكمية والنوعية, ويستطيع أن يجعلها تعمل في تناسق وتناغم دون أن يلغى بعضها البعض, ولكن غير الناضج لا يقدر على ذلك فنجده يختزل خطوط الحب في خط واحد يبتلعه بالكامل ويفقد القدرة على السيطرة عليه.

ولكل منا خريطته التي يوزع عليها موضوعات حبه, وتشكل بالتالي تفضيلاته وتوجهاته بنسبها المختلفة, ولكن تبقى الأهمية الكبرى للموضوع الذي يشغل الخط الرئيسي لأن هذا الخط يؤثر على حركة بقية الخطوط وأحيانا يلغيها وأحيانا يدعمها. والخط الرئيسي قد يشغله حب الله, وقد يشغله حب المال أو حب النساء أو حب المخدرات أو حب الشهرة أو حب المناصب, وهنا نجد أن الشخصية تتوجه بكل ملكاتها وقدراتها نحو المحبوب الذي شغل الخط الرئيسي, وقد تضمر بقية الخطوط أو تتلاشى لحساب الخط الرئيسي وقد تبقى ولكنها تتأثر حتما بالخط الرئيسي وبالمحبوب الذي شغله.

والوضع الأمثل والأقرب للصحة النفسية (في رأيي الشخصي) هو أن يخصص الخط الرئيسي لحب الله ثم توزع المحبوبات الأخرى على بقية الخطوط الفرعية, فهذا التوزيع يضمن للإنسان التوازن والانسجام, وهذا ليس تعصبا لفكرة دينية بقدر ما هو رؤية موضوعية لضمان عوامل الثبات والاستقرار, فالله هو المحبوب الوحيد المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يحول ولا يزول, أما غيره من المحبوبات فإنها جميعا نسبية وقابلة للزوال والتغيير لا محالة, إما بالموت أو الضياع أو الهجر, ولهذا تهتز التركيبة النفسية وتتزلزل حين تفقد أحد هذه المحبوبات القابلة للفناء أو الضياع أو التحول إذا كان أحد هذه المحبوبات يحتل الخط الرئيسي للحب, والذي هو مخصص في الأساس لحب الله المطلق والدائم.

ومن هنا كان الصالحون والزهّاد يتحدثون عن قطع العلائق الدنيوية, وهو يعنى إخلاء الخط الرئيسي لمحبة الله وعدم التورط في محبوبات زائلة تشغل هذا الخط الهام ثم تزول أو تتحول في لحظة فتترك الإنسان عبارة عن حطام, لأن هذا الخط الرئيسي للحب هو صمام الأمان وعامل التوازن للشخصية. والأمثلة في حياتنا كثيرة حين نرى أشخاصا يتعلقون بأشخاص آخرين أو بأشياء دنيوية أخرى إلى حد العبادة (كما يصفون ذلك في أشعارهم وأغانيهم) وحين يفتقدون هذه التعلقات (وهذا لابد وأن يحدث بالضرورة للأشخاص والأشياء) يسقطون صرعى للإحباط والضياع, وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً" (الكهف: 104), وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه".

والتوحيد في معناه النفسي يعنى إفراد الله سبحانه وتعالى بالحب (على الخط الرئيسي الذي لا يلغى أنواعا أخرى من الحب المحمود على خطوط تابعة أو فرعية), والشرك هو أن يزاحم حب الله حبا لغيره على الخط الرئيسي للحب. وهكذا تبدو أهمية خريطة الحب كوسيلة للسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة, حتى لا تبتلعنا محبوبات زائلة تشقينا وتستنزف قوان وتستعبدنا ثم تتركنا في لحظة غدر أو هجر فنقع في هاوية الضياع .أقول هذا وأنا أرى كل يوم أعمارا تضيع في تعلقات زائلة, وإخلاصا شديدا لمحبوبات تافهة أو عابرة أو خادعة, وإعلانا صريحا عن العشق الذي يصل لدرجة العبادة لتلك المحبوبات, والذهول في نفس الوقت عن المحبوب الأكبر والأعلى, ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

واقرأ أيضًا:
المس واللبس والسحر في العيادة النفسية / التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري / هل الجن موجود؟ هل السحر؟ / السحر وكيفية كشفه؟ / السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين  / السحر والحسد والشياطين، وأمة المساكين / السحر والابتلاء والإيمان: وقائع عجز أمة / سحر!!!!...... يا رجل! اتق الله...!! / سحر!!!!...... يا رجل! اتق الله...!! مشاركة / خلطة القلق والاكتئاب ومسرح الجن! / الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك / الممسوس والملبوس: نحن والجن والأمراض / حقيقة الجن والرقى الشرعية / الجن المخفي التفارق وادعاء العلم بالغيب  / الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب: مشاركة  / خطيبتي والجن !! : التفكير الخرافي / المصريون والعفاريت(1)  / المصريون والعفاريت(2) / المصريون والعفاريت(3) / العفاريت بريئة من دماء بني مزار  / نحو مجتمع يدعم المعرفة في زمن الضغوط / المصريون والجن(2) / كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(2) / طريق يشوع: من غزة إلى بيروت
/ عمارة يعقوبيان.. بصقة على الذات  / الشائعات في عصر المعلومات / شخصية الرئيس(بين الزعامة والوظيفة)4  / زنا المحارم  / انفجار ماسورة الغرائز في وسط البلد / تأملات في فتاوى الهواء  / شايف العصفوره؟!(لعبة الإلهاء والاحتواء) / المصريون والجن(4)  / كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(2)



الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/06/2007