إغلاق
 

Bookmark and Share

هل صحيح أن الجني يدخل جسد الإنسان؟ ::

الكاتب: زايد التيجاني
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/05/2007

محاربة كل أسباب الشعوذة
إن السبب المباشر للإيمان بوجود الجن معنا؛ ومدى أفاعيلهم وتلبسهم ببني الإنسان ثم ما يتطلب ذلك من رقية... علاج... خاصة عند المشعوذين ممن كثر عددهم.. ولمعت شهرتهم... وأصبحوا أشهر من نار على علم؛ قلت إن السبب يكمن في ثلاثة أمور:

الأول: بعض الآيات في القرآن التي يفيد ظاهرها أن للجن علاقة بالإنسان؛ من ذلك قوله تعالى في سورة الجن بعد بسم الله الرحمان الرحيم "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً"(الجن:6)، يقول الدكتور جمال أبو الحسان أستاذ التفسير بجامعة الزرقاء الأهلية الأردن -في حوار بقناة الجزيرة بتاريخ 4/6/2004 في برنامج الشريعة والحياة؛ انظر الأرشيف معلقا "كان العرب يتوهمون هذه القضية؛ فالقرآن الكريم أخبر أن توهمهم هذا ما زادهم إلا خبالا لأنهم كانوا يتوهمون. كان الواحد منهم إذا مشى بالليل أو بوادي يقول: أعوذ بسيد هذا الوادي. فالقرآن الكريم حكى عنهم هذا؛ لم يحكه لأنه يثبته".

ويمكن أن نضيف آية أخرى يفهم منها أن الجن يتلبس بالإنسان؛ تقول الآية بعد بسم الله الرحمان الرحيم "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة:275) وحسب رأي الدكتور جمال أبو الحسان "هذه الآية جاءت لتحارب الربا وتحرمه على الناس؛ الآن هذه الآية كل الناس يستشهدون بها في الكتب؛ هذه الملونة الموجودة على أبواب الشوارع وعلى الأرصفة وقبالة المسجد؛ يستشهدون بهذه الآية على إثبات المس ويفسرون المس بالتلبس... أنا أعتقد كما يعتقد أكثر المفسرين _ أن الآية هذه حديث على نفسيات آكلي الربا... هؤلاء في صراع نفسي مرير أمام الجشع".

ثم يضيف في معرض نفيه لأي تلبس: "ذكر عن نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام يوم قال يناجي ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب" فقال مسني الشيطان؛ وما أحد من المفسرين يمكنه أن يدعي أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد لبسه جن وجعله يتخبط" ويضيف لعله ساخرا هذه المرة: "ثم إني أريد أن أقول شيئا مهما جدا؛ إذا كان اليهود قد سخروا جنا أو الذين يتلبسون المسلمين من الجن هم من اليهود؛ طيب أيضا الجن المسلمون؛ ألا يرون إخوانهم المسلمين في هذه المصيبة ثم يتركونهم؛ أين هم؟ هل بلغ بهم العجز مثل ما بلغ بالأمة الإسلامية والوطن العربي؟".

هذا هو المنزلق الأول; إذ ذكر الجن في القرآن لا يعني بالضرورة أنهم يدخلون جسد الإنسان؛ وليس فقط الاعتماد على حكايات شعبية متوارثة وهي غثاء كغثاء السيل.
الثاني: تلك الأحاديث النبوية التي قد لا تكون صحيحة أو تكون صحيحة لكنها لا تثبت ظاهرة التلبس. من ذلك حديث عن المرأة السوداء التي جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقالت يا رسول الله إني امرأة أصرع فادع الله لي؛ فقال: إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة. يعلق الدكتور جمال أبو الحسان قائلا: "... أيعقل أن يترك النبي (صلى الله عليه وسلم) امرأة يتلاعب بها الجن بين الناس؟ يتركها من أجل أن يقال تدخل الجنة؟ كيف يمكن للنبي (صلى الله عليه وسلم) أن يترك امرأة مسلمة صريعة دون أن يفعل لها شيئا... إن هذا لا علاقة له بالجن لا من قريب ولا من بعيد؛ هذه عبارة عن مرض نفسي "فهذا الحديث لا يمت إلى الجن بصلة؛ مجرد مرض يعتريه; وما أكثر الأمراض النفسية والعصبية والعقلية. فكيف يستشهد به للتأكيد على التلبس فيما الجن من ذلك براء؟!

ثم هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي لا يلزمنا الاستشهاد بها؛ من ذلك حديث ليعلي بن مرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم؛ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) "اخرج عدو الله أنا رسول الله" قال فبرأ. يقول الدكتور محمد المهدي المصريون والجن (1)"هذا الحديث بنى عليه كثير من المشتغلين بإخراج الجن ممارساتهم على أساس أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) فعل ذلك. وعن هذا يقول الدكتور جمال أبو الحسان: هذا حديث منكر روي من عدة طرق مختلفة ليس فيها ولا طريق واحد صواب؛ كلها من راويات المجهولين من رواة الضعفاء. أما في عصور التدهور فقد تمادى الكثيرون ممن يعلمون وممن لا يعلمون في هذا الأمر هذا فضلا عن أحاديث تخصصت في وصف الجن وذكر أحوالهم مساكنهم.

حيث أورد ابن تيمية رحمه الله "وغالبا ما يوجد الجن في النجاسات كالحمامات والمزابل والقبور... " ولا بأس أن يضيف بعضهم من المتأخرين المراحيض وشقوق الحيطان وكأنهم زواحف وحشرات... وأنهم يتقمصون أشكال الحيوانات... وأن طعامهم روث البهائم والعظام كما جاء في أحاديثهم التي ما أنزل الله بها من سلطان. إذ كيف يمكن أن نصدق أن الجن الذين خلقهم الله قبل آدم بآلاف إن لم نقل ملايين السنين؛ يكون حالهم هذا؟ وكأنهم لا عقل لهم أصلا. وإن لم يكن لهم عقل مثلنا؛ فلم التكليف إذن؟ هل يعقل هذا؟ هل يعقل أن يكون طعامهم العظام أو روث البهائم؟ وإن كان الأمر كذلك؛ فلم لا تختفي العظام من الوجود؟ بل لم لا تتلقف الجن البعرة فور خروجها من دبر الحيوان فتكون بذلك قد أكلت طعاما ساخنا شهيا قبل أن يسقط على الأرض فيتوسخ ويبرد؟!! إن هذا لا يحصل فالبعرة تظل في مكانها والعظمة تبقى في مكانها؛ أم تراهم قد أضربوا عن الطعام منذ عهد طويل؟!.

يجب أن ننبه كما يقول الدكتور جمال أبو الحسان في موضوع الجن؛ أن الأصل في الإخبار عنه هو القرآن وليس السنة؛ وثمة أحاديث تحدثت عن الجن ؛ يجب أن نفهمها من منظور الآيات وليس العكس. يجب أن نفهم الخبر النبوي في ضوء الآية أو الخبر القرآني وليس العكس.

الثالث: سوء الفهم من أئمتنا الكرام؛ إذ كان بعضهم بوقا نافذ الصيت ثم إذا بالعوام يجدون في أقوال علمائنا الحجة التي ليس بعدها حجة؛ والدليل الذي ليس فوقه دليل. وهكذا تنتشر الشعوذة وتسري بين الناس سريان النار في الهشيم؛ حتى إذا مضى على ذلك دهر من الزمان صارت من القناعات والمظاهر الراسخة التي يصعب مناقشتها وبالأحرى محاربتها. يقول الدكتور جمال أبو الحسان "نحن عندنا قاعدة شرعية عريقة نعلمها التلاميذ ويتعلمها الناس؛ أننا إنما نعرف الرجال بالحق وليس بالعكس. فالحق معروف من الله عز وجل ومن رسوله؛ ثم بعد هذه التوطئة ينتقل إلى أصل فكرة التلبس فيقول" هذا القول الذي قاله ابن باز ليس إلا ترديدا حرفيا لما نقل عن الشيخ ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم. وأنا فاتني أن أقول أنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية؛ فابن تيمية هو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابها من كثرة ما أشيع بين الناس من وجود هذه الظاهرة؛ فصدقها؛ لا سيما وانه كان يعيش في عصر طغى فيه التتار على الأمة الإسلامية وأصاب الناس شيء من الإحباط واليأس".

ولبيان حجم الإقبال الجماهيري على هذه الشعوذات والتي أساسها إيماننا الأعمى بالتلبس؛ أذكر كلاما للدكتور محمد المهدي من نفس المرجع; أصبح الجن يمثل مساحة كبيرة في وعي المصريين في السنوات الأخيرة؛ فقد ثبت من دراسات عديدة أن 70 % إلى 80 % من المرضى النفسيين في المجتمع المصري (عندنا نحن بالمغرب ربما أكثر من ذلك) يترددون على المعالجين الشعبيين؛ ولم يعد يقتصر الأمر على المستويات الشعبية الدنيا؛ وإنما امتد ليشمل مستويات تعليمية عالية... أي أنها ظاهرة عابرة لكل المستويات الاجتماعية والتعليمية بشكل ملفت للنظر... لدرجة أن الشيخ الغزالي رحمه الله تساءل يوما في غضب: لماذا تركبنا العفاريت نحن فقط ولا تركب الألمان وغيرهم من الأوروبيين والأمريكان؟؟؟"

هكذا يغضب كل إنسان متنور العقل... منطقي الإيمان... سوي السلوك؛ يغضب على هذه الأمراض الاجتماعية التي لا تورث إلا الذل والهوان... وحق لنا أن نغضب غيرة على سمعتنا وكرامتنا أمام الآخرين... الشيء الذي لا يفعله أغلب علمائنا الأجلاء ناهيك عن المسئولين الذين يعتبرون شعوبهم كأطفال مشاغبين كلما كانوا منشغلين كان أحسن! ولا يهم سبب انشغالهم أكان حشيشا أو فسادا خلقيا أو شعوذة وتدجيلا.

مما سبق يمكن أن نستشف أن حكاية التلبس حكاية لا أساس لها من الصحة... هي مجرد ادعاء كاذب؛ المبني هو الآخر على سوء الفهم للآيات وبعض الأحاديث؛ فكون القران قد أتى على ذكر الجن لا يعني بالضرورة أنهم يتلبسون بالإنس. وأعتقد أن علماءنا الأجلاء مقصرون في هذا الجانب؛ جانب التدقيق والتأكد من حقيقة الأمر ثم تنوير عوام الناس بعد ذلك؛ وكم أعجبتني طريقة تفكير الدكتور جمال أبو الحسان؛ وليت علمائنا الكرام كانوا على شاكلته.

إذ لابد من إعمال العقل في موضوع الجن؛ بل لم لا تعقد ند وات مرة ومرات بين العلماء والأطباء النفسيين لدراسة هذه الظاهرة من جميع الجوانب.. عوض أن يترك الباب مفتوحا على مصراعيه للدجالين والمشعوذين الذين لا يفعلون أكثر من نشرا; لبلادة وتعميم الجهل وخزعبلاته!.

وكلنا نعرف أن مدننا ملأى بهؤلاء النصابين الذي يدعون "الحكمة" وتحضير الجن... وعقد معاهدات سلم معهم؛ يساعدهم على ذلك انتشار الأمية والجهل بين الشعب؛ بالإضافة إلى بعض الأمراض المستعصية على الطب؛ التي يشكو منها أولئك الزبناء الغافلين المستغفلين!.

فحكاية التلبس حكاية لها تاريخ طويل... وحجم عظيم منذ عهود الانحطاط والعنف والظلام... ولأنه لم يكن الناس يعرفون شيئا عن حالات اسمها الأمراض العقلية والنفسية والأعراض العصبية... فإنهم كانوا يلجئون إلى هؤلاء المشعوذين من الفقهاء المزيفين والنصابين الحاذقين! وبعد مرور عقود على هذا الحال؛ وقر في قلب العوام أن الحكاية صحيحة... وحقيقية لا مراء فيها.

وأخيرا أريد أن اسأل هل كان العرب في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) تأتيه من أجل طرد الجن من أجسادها؟! هل سجل لنا التاريخ شيوع اللجوء إلى الفقهاء والحكماء الشعبيين في عهد الخلفاء وحتى عهد الأمويين من أجل الرقية وإخراج يهود الجن من أبدان المرضى والمصروعين؟! هل كانت الشعوذة منتشرة في كل مكان وبين جميع الأوساط كما هو عليه الحال اليوم؟ تم تصوروا لو كان الجن لا يعيشون معنا فعلا على هذه الأرض; وأنهم في عالم بعيد عنا... في أرض أخرى... ما داموا مكلفين مثلنا... وعاقلين؛ خاصة وأن الله تعالى قال في سورة الأنعام آية 131 "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ." بل ألم يتحداهم الله في ميدان العلم والاستكشاف الفضائي؛ فخاطبهم قبل أن يخاطب الإنسان مما يعني أنهم ربما بلغوا شأوا بعيدا في التقدم الحضاري والعلمي ما داموا خلقوا قبلنا بآلاف أو ملايين السنين؛ حيث قال في سورة الرحمان "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ" (الرحمن:33- 35). قلت تصوروا لو أنهم فعلا يشكلون حضارة قائمة الذات في مكان ما من هذا الكون الواسع؛ ألن نكون عندئذ أضحوكة التاريخ والأجيال البعيدة القادمة؟

وكما بدأت الموضوع بسؤال فإني أختمه بتساؤل: ألا يمكن أن نكون قد أخطانا بتصورنا أن الجن يعيشون معنا؟ وهل إذا قرأنا "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً" (الكهف:50) يجب أن نعتقد أن إبليس وذريته والجن سواء؟!! ألا يشكل كل منهما عالما فريدا مستقلا عن الآخر؟! هذا موضوع أخر أطرحه للنقاش؛ والسلام.

واقرأ أيضًا:
قيمة العقل في الإسلام! ماذا جرى؟ / الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب / التلبس بالجن مسرحية نعيشها حتى البكاء / إبطال العمل وإخراج الجني.. ادعاء العلم بالغيب / هل الجن موجود؟ هل السحر؟ / التفسير العهني.. للمرض الذهني! / السحر والابتلاء والإيمان: وقائع عجز أمة / الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك / ظاهرة التفارق وادعاء العلم بالغيب / السحر وكيفية كشفه ؟ / السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين / السحر والحسد والشياطين، وأمة المساكين / الأمراض النفسية كلها بسبب المس والتلبس بالجن / الطب النفسي ينكر أثر القرآن في العلاج وينكر الجن والسحر والعين / خطيبتي والجن!!: التفكير الخرافي / التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري / الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك / ظاهرة التفارق وادعاء العلم بالغيب / إذاعة القرآن الكريم لم تخرج العفريت!!! / الممسوس والملبوس: نحن والجن والأمراض / هو يقول، ونحن نقول... أين البحث العلمي؟.



الكاتب: زايد التيجاني
نشرت على الموقع بتاريخ: 01/05/2007